إسرائيل ترفض اقتراحا بهدنة 48 ساعة
رفض مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر اقتراحا من الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن أي هدنة يجب ان تكون دائمة مؤكدا أن إسرائيل ستواصل الحوار مع المجتمع الدولي.
وأشار عقب اجتماع للمجلس الأمني صباح الأربعاء إلى أن هناك إجماعا دوليا على ضرورة توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي قد اقترح هذه الهدنة.
وأكد أنه والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدرسان إمكانية التوجه إلى اسرائيل في إطار الجهود الاوروبية لوقف العنف في غزة.
ووصف متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية الاقتراح الفرنسي بانه "غير واقعي ولايشمل أي ضمانات بأن حماس ستوقف إطلاق الصواريخ".
وأضاف المتحدث أنه من غير الواقعي " أن تقبل إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد بدون آلية تضمن توقف نيران وإرهاب حماس".
ويقول مراسل بي بي سي إن مناقشات المجلس الإسرائيلي المصغر تناولت أيضا إمكانية توسيع العملية العسكرية بشن هجوم بري خاصة وأن إسرائيل تريد مواصلة استهداف بنية حركة حماس.
من جهة اخرى دعت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط والمكونة من الامم المتحدة والاتحاد الاوربي والولايات المتحدة وروسيا إلى وقف فوري لاطلاق النار.
كما بدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في القاهرة اليوم لبحث الوضع في غزة.
ودعا الأمين العام للجامعة عمرو موسى في افتتاح الجلسة الفصائل الفلسطينية إلى عقد اجتماع فورا للتوصل إلى مصالحة وطنية.
وطالب بوقف الاتهامات المتبادلة بين الأطراف العربية مؤكدا أن الموقف الذي تمر به الدول العربية حاليا يستدعي تكاتفها جميعا.
وقال إن الخلافات العربية تزايدت بشكل غير مقبول.
وأعرب هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة عن دهشته من النداءات التي وجهت للجامعة بممارسة ضغوط على حماس لوقف إطلاق الصواريخ.
وقال يوسف في حديث لبي بي سي إن الجامعة مطالبة " بممارسة الضغط على الذين يتعرضون لهجمات عنيفة بطائرات أمريكية ومدفعية ثقيل" مضيفا "هل المشكلة الوحيدة الان هي مطالبة من يتعرضون للهجمات بوقف إطلاق الصواريخ؟".
وأضاف يوسف أن الجامعة مستعدة للعمل مع حماس للتوصل على وقف لإطلاق النار ولكنه طالب المجتمع الدولي بتقديم دلائل على استعداد إسرائيل للالتزام بهدنة معتبرا أن إسرائيل لم تبد حتى الآن أي إشارة على استعدادها للتوصل إلى تفاهم.
غارات
واصلت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي رغم الضغوط الدبلوماسية المكثفة لوقف إطلاق النار.
واستمر الغارات على المباني التابعة للحكومة المقالة في غزة و ما يعتقد أنه أنفاق للتهريب على الشريط الحدودي مع مصر .
وحسب مصادر فلسطينية فان عدد القتلى الفلسطينيين بلغ390 فيما بلغ عدد الجرحى 1900 منذ بدأ القصف يوم السبت الماضي.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف و الطوارئ في وزارة الصحة بغزة إن القتلى بينهم 41 طفلا.
وجاء استمرار ارتفاع عدد الضحايا مع تفاقم الوضع الإنساني حيث يعاني القطاع من نقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية إضافة إلى الغارات.
وقد ردت حماس باطلاق المزيد من الصواريخ التي اصابت صباح اليوم مدينة بئر السبع الواقعة على بعد اثنين واربعين كيلومترا في عمق الاراضي الاسرائيلية وهو ما اعتبرته اسرائيل مدى قياسيا جديدا للصواريخ الفلسطينية.
وصرح متحدث باسم الجيش الاسرائيلي أن صاروخا من نوع غراد بعيد المدى سقط ولم يسبب خسائر أو إصابات.
كما سقطت خمسة صواريخ من طراز قسام على المدينة، وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن امرأة أصيبت بجروح طفيفة جراء سقوط هذه الصواريخ.
وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس إطلاق الصواريخ.
وسقطت صواريخ اخرى في جنوب اسرائيل في منطقة سديروت وبعض قطاعات صحراء النقب.
كما افاد مراسلنا في القدس احمد البديري بسقوط صاروخ قسام على الطريق السريع الرئيسي في اسرائيل والمعروف بشارع "6" ما أدى إلى تعطيل حركة السير.
ويربط هذا الطريق شمالي اسرائيل بجنوبها.
كما افادت مصادر صحفية اسرائيلية بأن حماس تمكنت من اختراق موجات الإذاعة الإسرائيلية في جنوب اسرائيل وبثت عليها رسائل تهديد.
وبلغ عدد القتلى الاسرائيليين منذ السبت الماضي أربعة.وقالت إسرائيل إنها ستتخذ كافة الاجراءات الضرورية لحماية مواطنيها من الصواريخ الفلسطينية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لدى زيارة لبلدة سديروت " سنقوم بكل ما بوسعنا ومستعدون لتوسيع وتعميق العملية لضمان عودة الهدوء إلى المنطقة".
وقد قرر مجلس الوزراء الأمني المصغر في اجتماع له أمس استدعاء 2500 جندي إضافي المزيد من قوات الاحتياط لييبلغ إجمالي من تم استدعائهم منذ السبت الماضي نحو ثمانية آلاف جندي.
وتفيد الأنباء باستمرار استعدادت الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع قطاع غزة لتوسيع العملية العسكرية. واكد مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل مستعدة لمواصلة العمليات لعدة أسابيع