أن تكون حمارا في الوطن العربي : يا بختك ..

فى احد أيام الصيف الحارقة و داخل اسوار أحد المجمعات الحكومية التى تقدم الخدمات المختلفة للمواطنين ( كما هو مفترض ) وفى انتظار للسادة الموظفين الأكابر ولرفض عمال النظافة دخول المواطنين لقصور وفيلل السادة الموظفين .و حماية من حرارة الشمس الحارقة جلس مجموعة من الأشخاص البسطاء تحت شجرة كبيرة وارفة تحميهم بظلالها .و بعد تنهيدة من هنا و آهة من هناك أخذ الجميع فى الشكوى من ضيق الحال و غلو الأسعار و عدم وجود المساكن وندرة المواصلات و الزحام الشديد عليها و سوء الخدمات الصحية و التعلمية و غيرها ثم بدأوا جميعا فى السخرية من المرتبات و المعاشات التى تتحرك للخلف و لا تكفى لأطعام اسرهم لاربعة ايام و بينما هم كذلك و فى معمعة الكلام أذا بحمار يمر أمامهم ........ فتوقفوا جميعا عن الكلام و ظلوا يحدقون بالحمار بتركيز شديد و لفترة طويلة لم يقطعها إلا قول أحدهم ....يا بخت الحمير فى بلادنافرد عليه أحدهم مستنكرا انت بتقول يا راجل كنك اتجنيت اياك ..... والله العظيم ... ثم يضرب كفا بكف .. و يقول جال يا بخت الحمير جال ...بنى آدمين أخر زمن انت الشمس كلت نفوخك ولا ايه !!رد شخص أخر اسكت يا ابو عموا والله الراجل ده معه حق يا بخت الحمير دى عايشة عيشة احسن من اللى احنا عايشنها عيشة ملوك بحق .......... يا أخى دا كفاية ان الحمير عايشة و مش شايلة هم أى حاجة ... حاجة كدة Clear min!!! عقبالنا يا رب .فوافقه أخر و قال والله كلامكوا صح الحمير عمرها مشالت هم أكل و شرب و لا لبس ولا كهربة و لا ماية و صاحبه اللى مشغله بيوكله قبل مبيوكل عياله و بيشترى البرسيم قبل مبيشترى رغيف العيش وخد عندك لو حمار تعب و لا جتله سخونية و لا مغص تلاقى صحبه ملهوف عليه ولا كأنه واحد من عياله و يجرى بيه طيارة على الدكتور البيطرى و البشرى كمان لو حكمت و شوف بقه لو الراجل نفسه تعب و لا مراته ولا حد من عياله مبيقدروش يروحوا للدكتور و يروحوا لعم علام العطار اللى بيدالوا كوزين من بودرة العفريت و يقوله انت تغليهم كويس و تشرب انت والعيال الصبح على الريق و قبل ما تنم و هتبقى زى الفل انشاء الله .طبعا يا استاذ ما الحمار بالنسبة للناس دى هو البترول و هو السياحة و هو كل حاجة الحمير فى بلادنا بتفتح بيوت !!!!!!!!!!!!!!!.واحد اخر محروق قوى والله معاكوا حق يا أخى الحمار هو الحاجة الوحيدة اللى ممكن تفضفضلوا باللى فى قلبك و انت مطمن و مش قلقان و اوعا تفضفض لبنى أدم لان هيحصلك حاجة من اتنين هيتترفد من شغلك يا هتروح السجن و ف كل الأحوال رايح فداهية رايح فداهية .!!!!!!.واحد كمان.. و أهم حاجة يا عم بقى خد عندك الحمار من دول لما يحب يعيش حياته الطبيعية متلقيش عنده حما تخرب بيته و تنتف ريشه و تقوله عايزين شقة على الكورنيش 10 غرف و نص كيلوا دهب و 100 الف مهر و مليون مؤخر و الفرح فى الشيراتون و يحييه شعبان عبد الرحيم و تجيب المرحومة تحية كاريوكا ترقص فى الفرح و شهر العسل فى السنغال , الله ليه يا وليه هو انا هتجوز هيلارى ليبتون ...... سيبك انت يا عم الحمار من دول كل يوم مع حمارة شكل اشى سودة واشى بنى و حمرة و بيضة وحمارة بلدى و حمارة افرنجى و حمارة فرزين صفرة من اسيا ........مش حنا جتنا نيلة فى حظنا الهباب الواحد متجوز ابن عمه فى البيت ...فيرد أخر يا عم احمد ربنا على الأقل انت نفدت بجلدك و عرفت تتجوز غيرك بقاله 40 سنة مش عارف يقرأ فتحة !!!!!!!!!!!!!!!!!شخص أخر ايو الله يا بخت الحمير محدش بيفنشها و لا يطردها و لا يضربها بالنار و لا بيدبحها و يعلقلها المشانق .....يا أخى يكفى الحمير شرفا و فخرا أن مفهاش طمع للأمريكان..!!! عمرهم مها يروحوا جمعية القمامة المتحدة و مجلس الزبالة الدولى علشان يطلعوا قرار بأحتلال زرايب الحمير فى الشرق الأوسط بحجة ان عصير البرسيم بيدخل فى صناعة القنابل الذرية و الكيماوية و اسلحة الدمار الشامل و يقرفوا الحمير فعيشتها .....!!!!!!!!.واحد أخر تصدق يا عم الحج منك ليه عمرنا ما سمعنا عن حمار اتمسك تحرى و هو ماشى فى الشارع بتهمة الأشترك فى تنظيم لقلب نظام الحكم و لا حمار رقبت طولة من الأحترام فى اقسام الشرطة و لا حمار خاين للعيش و البرسيم وهرب من الزريبة بتعته و طلب اللجوء الحيوانى إلى زريبة أخرى مودرن تلتزم بحقوق الحيوان الدولية لأن صاحبه مزعله و مطهده و بيفضل عليه البقر و الجاموس ....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.و بينما هم كذلك فى جلسة المصارحة و الفضفضة و المقارنة الغريبة بين الأنسان والحمار ......فجأة وجدوا امامهم ظابط برتبة كبيرة و معه كبشة عساكر وراح قايل الحيوانات دى بتعمل ايه هنا ارموا الزبالة برة و نضفوا المكان سيادة الوزير هيعدى من هنا بعد شهر ....فانفجر البسطاء ف الضحك ثم رددوا جميعا فى نفس واحد فلتحيا حياة الحمير فلتحيا حياة الحمير و طلعوا يجروا و العساكر وراهم و منذوا ذلك الحين و اخبار هذه المجموعة مقطوعة عن العالم حتى الأن .... وربنا يسترها علينا و عليكم و يخرجنا من الدنيا دى على خير .و الأن هذا نموذج لما صار عليه حال الأنسان العربى فى معظم الأوطان العربية نتيجة لظروف الحياة البشعة التى نعيش فيها و الأهوال التى يرونها يوميا الأختيار صعب بين حياة الحمار و حياة الأنسان ولكم