أنا و .. العيد - خاطرة بس بجد جامده جدا

كيف أنت ليلة العيد !! هل اشتقت لهذا اليوم ؟!
هل انتظرته بشغف ؟! هل أحسست بتوقف الزمن لطول انتظارك ؟

وقبل أن أنسى ..
أقول لك ( كل عام و أنت و أهلك و جميع المسلمين في خير و سعادة )

**************************************

أتراك تشعر بالسعادة أم تراك حزين مثلي ؟!
أتراك تحس بالفرح أم تراك تعيس مثلي ؟!
أعلم أنك كذلك ولا أحسدك أبدا ، فكما أنت فرح و سعيد فإني فرح لفرحك و سعيد لسعادتك ..
ولكن..
سعادتي ليست كاملة مثل سعادتك ..
و فرحي ناقص ليس كامل مثل فرحتك ..

فأنت فرح بملابسك الجديدة ..
سعيد بعطرك الفواح ..
مسرور بمالك ..
أما أنا ..
فلست كذلك !!
فأنا ينقصني المال الكافي ..
لم أستطع أن أشتري مثلك و أظهر نعمة ربي على نفسي ..
لم أستطع شراء عطرا مثل عطرك و أُظهر نعمة ربي علي ..
ولا أستطيع أن أزور أصدقائي ، أتعلم لماذا ؟!!!
لأني لا أقدر على أن أهدي صغارهم نقودا في يوم العيد لأدخل السرور في نفوسهم البريئة..
فكيف أسلم على طفلٍ بريء ينتظر مني بلهفة هديته ( عيديته ) ؟!
كيف أستطيع أن أرفع ناظريّ إليه وهو ينتظر بشوق أن أمد يدي إلى جيبي و ..
و أهديَه !!
على الأقل بحلوى صغيرة ..
كيف لي أن أغادره دون أجبر بخاطره ؟!
كيف لي أن أخيب أماله و ظنونه ؟!
فهو طفل ..
بريء ..
يستحق هدية ما ، لبرائته .. لطفولته ..
فمن أين لي هذا كله وأنا لا أملك مالا ؟!!!!

أتعلم ..
أنني في طريق العودة سمعت من خلفي همهمة خافتة ، فما اكترثت لها ، ولكن زادت هذه الهمهمة حتى تبينت أنها صوت طفل ، فالتفت فإذا أرى 3 بنات صغيرات لا أعرفهن في عمر الزهور ، ملبسهن نظيف و بسمة شفاههن واضحة ، فتقدمت نحوي بخجل صغراهن قائلة بصوت أقرب إلى الهمس ما فهمته أبدا .. لكني عرفت المقصد ..
لم أفهم ما قالته .. لكني فهمت المطلب ..
هي تريد شيئا بمناسبة العيد ( عيدية ) ، سكتُّ على مضض و نظرت إليهن بحيرة !!
وقلت لنفسي :
أأفرط بما بقي معي من قريشات هي كل مالدي الآن ؟!
أأهبهن كل مادلي من دريهمات هي جل ما معي و لا درهم غيرهم معي !!!

أأرجعهن خائبات ؟!
كلا .. لن أفعل ..
كل ذلك دار بذهني في لحظات ..
فممدت إلى جيبي في سرعة و أخرجت لهن كل ما لدي و مددت بيدي إلى الصغيرة قائلا ( كل عام و أنتن بخير )
ثم أردفت بخجل شديد و هذا ماتبقى لدي الآن ) ..
و بعد أن أخذتها الصغيرة جرت مسرعة نحو صديقتيها بفرح و سرور ليتقاسموا دريهمات لا تغني و لا تسمن من جوع ..
و عدت أدراجي محملا بأثواب الخجل و الحياء .. من الموقف ..
عدت أدراجي حزينا لأني ما عدت أملك غير ما قدمت ..
و مع ذلك فإني سعيد لأني أدخلت السرور في قلوبهن و رأيت البسمة على وجوههن ..


ينقصني المال الكافي ..
لأتصدق للمساكين ولو بمبلغ رمزي جدا لعلها تسعدهم و تنسيهم بؤس حالهم وشقاء وضعهم ..

ومع ذلك فإني أحمد الله على كل حال ..

**********************************

أأنت مرتاح البال بوجود والديك بجانبك ؟
أأنت مرتاح البال لفرحتهم بك ؟!
أأنت سعيد لوجود إخوانك أمام ناظريك؟!
أسعيد لرؤيتك لهم و يلعبون و يتمازحون مع بعضهم البعض ؟!
أسعيد لقدرتك على اللعب معهم ؟!
أما أنا فلا !!
فوالديّ بعيدين عني ..
و إخواني غير قريبين مني ..
فلا أستطيع أن أجلس بجانب والديّ ولا أن ألعب مع إخواني ..
لا أستطيع أن أمتع سمعي بتهنئتهم لي ..
و لا أستطيع أن أملأ عيني لرؤية فرحتهم بالسلام علي بعد صلاة العيد ..
لا أقدر أن أقول لوالديّ ( كل عام و أنتم بخير و أمد الله بأعماركم في الخير ) و أضمهم إلى صدري!!
لا أقدر أن أقول لإخواني ( عساكم من عواده ، وجعل الله أيامكم سعيدة ) و أربت على أكتافهم بفرح !!
أمنيتي أن أهتف لهم بها ..
أمنيتي أن أصرخ بها أمامهم و أقولها بملئ في !!


**************************************

أحزنني كثيرا رؤيتي بعد الصلاة أباءً يسلمون على أبنائهم والأبناء يعانقون أبائهم بطمأنينة و سرور ..
و حزّ في نفسي كثيرا كثيرا هذا المشهد ..
أو بالأصح ليس مشهدا واحدا !! بل مشاهد عديدة متكررة بعد صلاة العيد ، فلم أستطع أن أتحمل و فخرجت و يممت مسرعا تجاه مسكني أتفادى هذه المناظر و المشاهد ..
لم أستطع أن أتحمل أثناء كل مشهد يحدث أمامي أن أتخيل بأني لا أستطيع أنْ أعانق والدي بطمأنينة وهو يتمنى لي التوفيق ..
ولا أنْ أضم أمي وهي تدعوا لي ..
ولا إخوتي ..

ومع ذلك فإني فرح من أجلك أنت ..


**************************************


آآآآه ..
كأن سكينا انغرس في صدري عندما أعلم أن أحد أصدقائي سافر برفقة أصحابه ..
ليس من أجل السفر نفسه !! بل لأنه لم يدعوني لقضاء العيد معهم و ينسيني أحزاني..
كأن سكينا شق قلبي عندما لا يأبه أحد بسعادتي ولا لفرحتي ..
و لا بي ..
دون أن يدعوني ولو من باب المجاملة ..
فأنا لن أرضى أن أذهب معهم حتى لو دعاني .. سواء أجاملني أم أصدقني !!
أتعلم لماذا ؟!
أنسيت أنني بدون نقود .. كيف لي أن أذهب بدون نقود ؟!
أأكون عبئا عليه بدلا أن أكون عونا له !!
أأكون ثقيلا عليه بدل أن أكون خفيفا !!
لا ..
حتى لو أصدقني في دعوته فلن أذهب .. لن أسافر ..

لكن ..

كنت أود أن أسمع منه دعوة فقط ..
مجرد سماع لأحس أن لي مكانا في قلوبهم ..
مكانا رحيبا في صدورهم ..


آآآآه ..

ومع ذلك أقول الحمد لله على كل حال ..


**************************************


فإن كنت مثلي فدعنا نفرح من أجل البقية ..
فإن كنت مثلي دعنا نسعد من أجلهم ..

فإن كنت مثلي ادعو الله أن يلهمك الله الصبر و السلوان ..

و كل عام و أنت بخير ..
و ..
.
.
.
.

عظم الله أجرك ..

____________________________________

توقيع / إنسان مسلم مثلك ..

موضوع جميل حقا
يايتمو
ميرسى جدا

تصدق يا تيمو الليله دى بتبقى احلىمن العيد ذات نفسه

مشكووووووووور تيمو

خلاص يا محمد احنا هنا في المنتدي لنلملك فلوس بس متزعلش نفسك

مع انك كل صلاه عيد بتصليها معاه و بديك عديه
وشكرا