:: منتدى شبابنا ::

قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) 829894
ادارة المنتدي قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

:: منتدى شبابنا ::

قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) 829894
ادارة المنتدي قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) 103798

:: منتدى شبابنا ::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
:: منتدى شبابنا ::

منتدى الشباب منتدى متكامل به كل ماتتمناه به اقسام للكمبيوتر اقسام للترفيه المرئيات قسم للخريجين الطلبة المنتدى الاسلامى قسم الديكور والكثير الكثير


    قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات)

    temo=bretty friend
    temo=bretty friend
    فريق اول
    فريق اول


    ذكر
    عدد الرسائل : 2474
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : مش لقي شغلانة
    المزاج : رايق ومدلع
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 123
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) Empty قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات)

    مُساهمة من طرف temo=bretty friend الإثنين مايو 26, 2008 12:14 am

    لا أذكر أنني سمعت يومها صوتا حولي .. فالكل كان صامتا يترقب .. حتى الأم نفسها كانت قد غشيتها نوبة من الغيبوبة .. وأخيرا .. وصلتُ!!

    كم كنت يومها صغيرا .. صغيرا جدا .. وعيناي السوداوان ميتتا التعبير إلا من الفضول قد اتسقتا في ذلك الوجه الرخو الذي لم يعاين شيئا من الدنيا بعد حتى تترك به أثرا أو علامة ..

    تلقفني الطبيب.. وما كانت عادة الأطباء أن يتعهدوا الولّادة إلا في الأسر التي لأهلها ثقافة وشيئ من سعة ذات اليد .. تلقفني دون وعي قارب الإهمال .. فالمسألة أكبر من هذه الحياة الصغيرة .. فلربما ذهبت من أجلها تلك الروح الكبيرة الأم التي طوت تحت جناحها ثلاثة من الولد لم يراهق أكبرهم الحُلُم بعد ..

    وكان الزوج يتفصد جبينه بالعرق .. وهو يفرك يديه إحديهما بالأخرى في قلق وحيرة .. كان يسير في صالة العيادة يقطعها على طولها .. ثم لا يلبث أن يعود أدراجه .. مخلفا وراءه سحابات من الدخان ينفثها من لفافته .. وما أوهاها من ركن يأوي إليه الباكي والصب والحيران ..

    وعلى ذلك فأنا لا أقوى على أن أعين ذلك اليوم الذي عاينت فيه الدنيا لأول مرة .. أو أضعه حيث وضعه الله من السنة .. كل ما أعرفه أنه يوم من أيام كانون الأول (ديسمبر) الباردة .. وكان الجميع يتوقع أن تضع أمي جارية .. فهي لا تأتي في الشتاء إلا بالإناث ..

    فكبري أختيّ الاثنتين جاءت إلى الحياة في كانون الأول ..

    والأخرى جاءت إليها في كانون الثاني (يناير) ..

    أما أخي الذي استهلّ دنياه بعينين رماديتين كلون دخان القاطرة التي جرت القطار الذي استقله والداي معه بعد ميلاده مباشرة .. أما أخي فقد استهل دنياه في آب (أغسطس) الحار الذي صنع من وجهه الأحمر المستدير ثمرة من ثمار البندورة (الطماطم) ..

    يبدو أنني شردت بعيدا ..

    يتبع إن شاء الله
    temo=bretty friend
    temo=bretty friend
    فريق اول
    فريق اول


    ذكر
    عدد الرسائل : 2474
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : مش لقي شغلانة
    المزاج : رايق ومدلع
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 123
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) Empty رد: قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات)

    مُساهمة من طرف temo=bretty friend الإثنين مايو 26, 2008 12:15 am

    قلب أمي الرقيق الذي احتل صدرها قبل ذلك اليوم بأربعين خريفا يوم سواها الله في رحم أمها .. ها هو يتوقف عن ضخ الدم ..

    مرت الدقائق رتيبة كئيبة صامتة اللهم إلا من عقارب الثواني التي بساعات أيديهم .. بكى الأب زوجته الحبيبة .. تلك الزوجة الطيّعة والأم الرءوم .. ها هو يفقدها بين عشية وضحاها بعد عِشرة نيفت على العشر سنوات ولم تبلغ الخامسة عشر بعد ..

    أسند رأسه إلى كفه الرحب .. وكلاهما أسمر بسمار النيل ودلتاه التي أنجبته إلى الحياة رجلا صلبا لينا -إن صح التعبير- .. صلب العود .. لين القلب .. ربما كان لسانه يقدح بالشرر أيام زواجه الأولى .. يوم كبر ابنه وابنته -ولم يكن يملك إلاهما آنذاك- وصارا يقويان على الوثوب والعدو .. ويحسنان تمزيق رواياته المحببة إلى نفسه أيّما إحسان .. أما الآن فقد تغير كثيرا ..

    كانت عيناه تجيئان وتروحان من تحت جفنيه .. ربما لم يبللهما الدمع .. وهذه عادة أبي دوما يغلي من غير بخر .. ويهزم كالرعد دونما مطر ..

    رَجّلَ شعره الجعد بأصابعه .. وأراح ظهره إلى الأريكة .. ثم لم يلبث أن تركها .. كمن شاكه شيء ..

    مرت سبع دقائق .. أو قل سبعة عقود كما أحسها الأب الذي راح يضرب أخماسا بأسداس .. ويفكر بمصير الصبية الصغار الذين يَتّمَهم الدهر ..

    وفجأة .. عادت المضخة تعمل .. والدم يجري بالعروق .. ونبض جسد أمي الهامد بشيء من الحياة .. بعد أن بدا من تحت الملاءة ساكنا هادئا في رهبة .. لقد رأف الرؤوف الرحيم بها وبث فيها الروح من جديد .. فكم كانت بارة بأبويها رحمهما الله .. وكلنا يعلم أن صلة الرحم ينسئ الله بها في الأثر ويطيل ببركتها العمر .. والله على كل شيء قدير!!

    يتبع إن شاء الله
    temo=bretty friend
    temo=bretty friend
    فريق اول
    فريق اول


    ذكر
    عدد الرسائل : 2474
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : مش لقي شغلانة
    المزاج : رايق ومدلع
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 123
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) Empty رد: قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات)

    مُساهمة من طرف temo=bretty friend الإثنين مايو 26, 2008 12:16 am

    لم يشأ لي القدر أن أولد بمدينة كبرى كي أتحدث عن روائعها .. أو حتى بوطن الأب كي أتغنّى بمآثره .. فقد ولدت في المغتَرب .. صحيح أن المغترب هذا لم يتجاوز حدود الديار المصرية إلى ما تاخمها .. ولكن بلدتي التي نعيش بها بالصعيد (جنوبيّ مصر) تبعد عن بلدتنا الأم (وطننا) في دلتا النيل (شماليّ مصر) فوق الستمائة ميل ..

    كل شيء هنا يختلف عن هناك ..

    اللهجة ..

    الطباع ..

    الوجوه ..

    كل ما تعاينه هنا بالصعيد تجده صلبا وقاسيا .. أعلم أن هذا قد يحزن أحدهم .. ولكن هذا واقع عاينته بقلبي الطفل وعينيّ المتطلعتين ..

    إذن فقد جئت إلى الدنيا بعيدا عن الأهل .. الذين أبوا إلا أن يحضروا قدومي إلى هذه الدنيا .. فقد جاءت جدتي لأمي القاهرية إلى دارنا هنا في الصعيد .. وتكبدت أسبوعين كاملين هما جملة ما قضته أمي بالعيادة مغيّبة عن الدنيا .. كم قاست وهي الجدة التي بلغت الستين لتوها بين الثلاث أولاد (إخوتي) في غياب أمهم .. وها هو طفل جديد آخر جاء ملفوفا بلفافة أقرب ما تكون إلى قوقعة تحلزن بها هربا من البرد القارس ..


    أعلم أني جئت إلى هذي الدنيا ولم يكن بهم رغبة في ذلك .. لا لشيء إلا لأن صحة أمي لم تكن بالتي تمكنها من الحمل والولادة من جديد .. إلا أن إرادة الله فوق كل إرادة .. فكنت (كن) في علم الله .. وإنسانا حيا بقدر الله ..

    خطّت جدتي بيدها المغضنة خطاً بالقلم الحبر صدئ السن على ورقة تجرّبه .. ثم استلت وريقة مصفرة .. وكتبت إلى خالتيّ الاثنتين رسالة أن احضرا أيكما شاءت .. فقد نال التعب مني كل منال .. واختكما طال وضعها وعسر حملها ..

    لم يقص أحد عليّ ما جرى فيما بعد .. غير أن أمي قالت إن إخواني كانوا يتبارون ليحملوني فرحا .. خاصة ذاك الفتي الذي نضجت عيناه الرماديتان لتصيرا كأوراق الخريف يمتزج الأخضر فيها بالأصفر والبني .. كان فرحا أن تضع أمه مولودا ذكرا يشد الله به عضده ويعينه على نوائب الدهر ..

    يتبع إن شاء الله
    temo=bretty friend
    temo=bretty friend
    فريق اول
    فريق اول


    ذكر
    عدد الرسائل : 2474
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : مش لقي شغلانة
    المزاج : رايق ومدلع
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 123
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات) Empty رد: قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر (ذكريات لا مذكرات)

    مُساهمة من طرف temo=bretty friend الإثنين مايو 26, 2008 12:16 am

    ألحقوني ككل الصغار بحضانة صغيرة بأطراف المدينة .. هي كانت صغيرة بأعينهم .. أما بعيني الصغيرة الشبيهة بالزر فكانت كسجن كبير .. حوى بجوفه عددا ليس باليسير من الأطفال .. يا ترى هل هذا هو المصير الذي سعى بي والدي إليه وأنا الذي أحبه وأعتقد أنه يبادلني حبا بحب؟! ..

    كنت أرهب الناس كثيرا كرهبتي لهم اليوم بل أشد قسوة .. كنت أختبئ من نظراتهم القتّالة تحت مقعدي وأشرع في التهام حقيبتي الجلدية في شيء من الحمق الممزوج بالبراءة ..

    تمر الأيام على هذا المنوال .. حتى فاضت الكأس الممتلئة .. كان ذلك يوم أتوا فصلنا الذي عهدناه للهو واللعب بأرجوحتيه الكبيرتين ودولاب ألعابه .. جاؤوا بصندوق مكتظ بأشياء ذات أطراف لامعة مدببة .. هذه بالذات كان الجميع يعرفونها من كثرة الحكايات والأساطير التي سمعناها عنها .. إنها محاقن التطعيم .. لمعت أسنتها تحت شمس الصعيد الجريئة كعين الهرة في داجي الظلام ..

    (آه .. أوه .. لاااا .. أبي .. أمي ..)

    تبدل الهرج والمرح بصراخ من نوع خاص .. ولكني لم أكن واحدا من هؤلاء الصارخين .. ولا أعلم لماذا لم أصرخ مثلهم وهم الأكبر مني سنا إلا أنا كنا رفاق سنة دراسية واحدة .. تقدمت بيدي نحو الممرضة هادئة الوجه وقد غطته بحجاب أبيض أنيق .. دفعت بإبرة المحقن في وريدي ..

    واحد .. اثنان .. ثلاث ..

    انتهى ..

    سحبت المحقن .. ومضيت مزهوا بشجاعتي .. لكن يبدو أني أفنيت كل شجاعتي يومها .. فلم أزل أخاف المحاقن من بعد ذلك حتى عهد قريب ..

    وفي النهاية .. احتججت وتركت الحضانة ..

    يتبع إن شاء الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 12:03 am