:: منتدى شبابنا ::

موسوعة القصص والروايات 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا موسوعة القصص والروايات 829894
ادارة المنتدي موسوعة القصص والروايات 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

:: منتدى شبابنا ::

موسوعة القصص والروايات 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا موسوعة القصص والروايات 829894
ادارة المنتدي موسوعة القصص والروايات 103798

:: منتدى شبابنا ::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
:: منتدى شبابنا ::

منتدى الشباب منتدى متكامل به كل ماتتمناه به اقسام للكمبيوتر اقسام للترفيه المرئيات قسم للخريجين الطلبة المنتدى الاسلامى قسم الديكور والكثير الكثير


2 مشترك

    موسوعة القصص والروايات

    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:02 pm

    الحرمان



    دق على باب غرفتها بقوة .. لا صوت .. لا يسمع أنينها المعتاد .. هدوء غريب يسكن ذلك الغرفة اليوم .. أصر على أن تفتح الباب .. لم ترد عليه .. أحس برعشة سرت في عروقه .. لا بالتأكيد لم يحصل ما وصل فكره إليه .. دق الباب بقوة أكثر .. قرر أن عليه أن يكسره .. وكسره ..


    وجدها هناك .. كالملاك .. نائمة؟ .. هزها بقوة مذعوراً .. فتحت عينيها بهدوء .. وبصوت خافت قالت .. سالم؟ ماذا تريد؟؟ دعني أرحل بسلام! .. ما إن سمع هذه الكلمات إلا وسرت تلك الرعشة في عروقه مرة أخرى .. حملها وأسرع بنقلها إلى أقرب مستشفى ..


    هناك وقف ينتظر وفرائصه ترتعد .. خاف أن يخسرها! .. نزلت دمعة ساخنة من مقلتيه .. كيف حدث ما حدث .. كيف سمح لنفسه أن يهمل هذه الدرة التي كان منزلهم يزهو بها! ..لام نفسه بشدة .. كان عليه أن يفهمها .. هو من بين الكل كان أقربهم إلى قلبها .. تذكر كل تلك المرات التي ركضت إليه ودموعها على خدها .. تشتكي من هذه ومن ذاك وكان هو من يمسح دمعتها .. لماذا تركها تأن لوحدها اليوم ووقف هو موقف المتفرج؟!!


    خرج الطبيب بعد ساعة من الانتظار .. نظر إليه بعين غاضبة .. خجل سالم من النظر في عيني الطبيب .. قال له الطبيب: ما صلة قرابتك بالمريضة هدى؟ .. رد سالم: أختي ..

    قال الطبيب: أختك يا أخ سالم مصابة بانخفاض حاد في ضغط الدم .. تعاني أيضا من فقر الدم ! أظنها لم تأكل شيئاً ليومين!!

    تفاجأ سالم: ولكننا ندخل الطعام إلى غرفتها .. صدقني يا دكتور هي من ترفض الخروج إلينا!

    الطبيب: على العموم .. سنستبقيها هنا ليومين أو ثلاث حتى تستقر حالتها .. ورجاءً إن كان هناك أي موضوع يستثيرها علينا أن نبتعد عنه !

    شكر سالم الطبيب .. ودخل على أخته .. نظرت إليه بعيون واهنة .. وكأنها تلومه (أو هكذا أحس)

    قالت: سالم .. شكراً على إنقاذي .. لم أرك مذعوراً في حياتك مثلما رأيتك عندما طلبت منك أن تتركني أرحل بسلام .. ورسمت بسمة عذبة على شفتيها ردت روح سالم إليه!

    ابتسم سالم .. وأمسك بيديها .. وطلب منها أن تهدأ ويريد منها شرح وافي عما حصل لاحقاً ..


    نامت هدى بهدوء .. وأستغرق سالم في تأمل أخته الصغيرة إلى أن نال منه النوم أيضاً !


    زقزقت عصافير الصبح كعادتها .. ودغدغت أشعة الشمس وجه هدى .. فتحت عينيها فوجدت أخوها سالم مطرق الرأس .. نائماًً .. هزته بهدوء .. فتح عينيه وكأنه يستغرب أين يكون في هذا المكان .. بعد ثوان من الوجوم والحيرة تذكر أحداث ليلة البارحة.

    سالم: كيف حالك اليوم يا أختي الغالية؟

    هدى: أشعر بنشاط غريب .. و بنفسية مرتاحة جداً ..

    سالم: طبعاً يا أختي الشقية .. لقد أضربت عن الطعام ليومين .. كان ضعفك شيئاً طبيعياًً بعدما فعلت ..

    أطرقت هدى رأسها خجلاً ... ونظرت بعدها إلى عيني أخوها كأنها تريد أن ترسل من خلالهما أسفها الشديد ..


    أمسك سالم بيدي هدى .. وبكل حنان .. سألها: ماذا حصل لك يا هدى؟؟ لماذ صرنا نفتقد ابتساماتك المشرقة كثيراً مؤخراً ؟؟!!

    أدركت هدى أن الوقت قد حان لتفصح عن ما تشعر به لأخوها .. كاتم أسرارها ..

    هدى: سأخبرك عن ما يحل بي .. وكن أرجوك عدني ألا تحرمني من سعادتي .. لا تطلب مني أن أقوم بما يصعب علي تحمله ..

    رد سالم بتلقائية : طبعاً أعدك يا أختي الغالية ..

    هدى : سالم .. أنا أحب ! وقبل أن تقول أي شيء رجاءً اسمعني للنهاية ..

    هو شخص كتب الله أن يولد في عائلة مختلفة اجتماعيا .. لن ترضى جميع قوانين مجتمعنا أن نلتقي .. بل ستحاربني إن أنا فكرت ولو للحظة الارتباط به .. ولكني أحبه .. وسأظل أحبه وإن لم نلتقي ..

    سالم (بانزعاج بادي على وجهه يحاول أن يخفيه): ما زلت صغيرة على هذا الكلام يا هدى ..

    هدى: سالم .. لم أعد أختك الصغيرة .. أصبحت فتاة أكتشف الدنيا أتعلم منها .. سالم .. أعرف ما هو رأيك في ما أقول .. وأعرف أن الجميع بلا استثناء سيطلبون مني أن أنساه .. أعرف هذا وأحاول أن أروض نفسي على حرمانها من أصدق عاطفة وجدت على الأرض .. لذلك أثرت أن أروض نفسي على الحرمان .. حرمت نفسي من الطعام ليومين .. وها أنا ذي .. لم أمت .. إذا علي أن أحرمها من قلبها .. وسأعيش وإن كنت سأكون بلا قلب!


    أطرق سالم رأسه .. أحس بتضارب كبير بين عقله وقلبه .. عقله لا يسمح بما تقوله أخته .. هي أخته ولا يريدها أن ترتبط بمن هو أقل منهم اجتماعيا .. هذا شيء غير مسموح بكل الأعراف!!

    ولكن قلبه رق لحالها .. هو يعرف كيف يمكن للحب أن يكون مؤلماً .. كيف يسكن روح المحب ويستنفد كل طاقتها!!

    هدى: لست مجبورا على إعطاء رأيك الآن . .. فلننس الموضوع .. اسأل الطبيب متى سيتم إخراجي من هنا .. أنا جائعة !!

    سالم: قال أنك ستخرجين اليوم .. ولكنه سيأتي للإشراف عليك مرة أخيرة


    عادا إلى المنزل .. وكلاهما يبحر في عالم أخر .. هدى تبحر في بحر الحزن الذي سكن قلبها .. وسالم يبحر في بحر من الحيرة، الحيرة بين قلب أخته وقلب مجتمعه!


    فكر سالم في الموضوع ملياً، وكلما بحث الموضوع أكثر أدرك صعوبة ما تطلبه هدى، أدرك أن أعراف المجتمع تطبق على هذا الموضوع بطريقة لا تسمح بمتنفس عنه، ماذا سيقول عمها إن علم، و خالها؟، هذا وهو لم يفكر كيف يقنع أبوها !


    عاد سالم إلى أخته هدى، مطرقاً رأسه ، قال لها والكلمات تخرج من فمه بأسى ، قال وهو يتأتيء: أختي .. سامحيني .. أريد أ، أكون المعين لك وأن أهدأ من روعك .. أريد أن أقول أن الموضوع حله عندي .. كما أتمنى أن أكون .. ولكن إعذريني .. في هذه المرة فقط .. سأقف مع المجتمع و أرفض ما تطلبينه !


    إبتسمت هدى إبتسامه ماكرة .. وقالت : هكذا إذاً !! هديء من روعك .. ولا تحرق أعصابك ..لا أحب ولم أذق للحب طعماً.. سبب ضعفي هو حصولي على علامة متدنية في مادة المجتمع .. ولكني أردت أن أثير الموضوع لأرى ردة فعلك .. وها قد عرفتها أقسم أنني لن أتزوج إلا بمن تقره أنت !!


    أمسك سالم بكتاب المجتمع وبدأ بضرب هدى بلطف مظهراً غيظه ولكن الإبتسامة كانت تعلو شفتيه!!


    عدل سابقا من قبل اهلاوى على طول في الإثنين مايو 26, 2008 5:06 pm عدل 1 مرات
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:02 pm

    قاعة الالف مرآة
    منذ زمن طويل فى بلده ما كان يوجد قصر يوجد به الف مرآة فى قاعة واحدة
    سمع كلب بهذه القاعة فقرر ان يزورها وعندما وصل اخذ يقفز على السلالم فرحا
    ولما دخل القاعة وجد الف كلب يبتسمون فى وجهه ويهزون اذيالهم فرحين
    فسر جدا بهذا وقال فى نفسه لابد ان احضر هنا مرات اخرى كثيرة
    سمع كلب اخر بهذة القصة فقرر ان يزور القصر مثل صديقه ولكنه لم يكن
    فرحا بطبيعته...مشى بخطوات متثاقلة حتى وصل الى القاعة زات الالف مرآة
    ولكن يا للعجب ...وجد الف كلب يعبسون فى وجهه فكشر عن انيابه
    وذعر اذ وجد الف كلب يكشرون عن انيابهم فادار وجهه وجرى... 0
    وهو لا ينوى على شىء
    صديقى:.كل الوجوه فى العالم مرايا فاى انعكاس تجده على وجوه الناس؟
    فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم
    مت 7 : 12
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:03 pm

    حبة أرز
    بينما كان الفلاح يعمل فى أرض سيده أخذ يفكر...ربما
    لو كنت أكثر غنى لأمكننى شراء أرض افلحها..
    أريد أن استمتع بحياتى,أكل طعاماً
    شهياً و أعيش فى بيت مريح..
    افاق من أحلامه على صوت أحدهم يصيح قائلأ:"جلالة الملك
    سيمر بالطريق الملاصق لهذه المزرعة الأسبوع المقبل,و على جميع الفلاحين أن
    يصطفوا لاستقباله و تحيته".
    فكر الفلاح فى نفسه..."هذه هى فرصتى..ماذا لو طلبت من
    الملك بعض العملات الذهبية فهى كفيلة بتحقيق كل أحلامى...و هو لن يرفض
    طلبى لأنه كما سمعت طيب و كريم"...و هكذا ظل الفلاح يحلم طوال الأسبوع...
    و أخيراً جاء اليوم الموعود و اصطف الفلاحين على جانبى الطريق لاستقبال الملك
    العظيم...و إذ بعربات تجرها الخيول تظهر فى الأفق,فجرى الفلاح البسيط نحو
    العربة الملكية و أخذ يصرخ:"سيدى الملك..سيدى الملك..لى طلب عندك".
    أمر الملك بإيقاف العربة و سأل الفلاح:"ماذا تريد؟"
    ارتبك الفلاح جداً و قال:"أريد بعض العملات الذهبية حتى اشترى قطعة أرض".
    ابتسم الملك و قال للفلاح:"إننى أريد أن تعطينى شيئاً من عندك".

    ازداد ارتباك الفلاح و قال فى نفسه:"عجيب هذا الملك فى بخله..جئت اطلب منه
    ليعطينى و أذ به هو يطلب منى"..
    و بعد تفكير اخرج حبة ارز واحدة من صرة مملوءة كانت فى يده و أعطاها للملك,
    فشكره الملك و أمر أن ينطلق الموكب مرة أخرى..
    عاد الفلاح بخيبة أمل حزيناً إلى بيته, وأعطى زوجته صرة الأرز لتطهيه..و فجاة
    صرخت زوجته:"لقد وجدت حبة أرز من الذهب الخالص فى وسط الأرز..".
    و هنا صرخ الفلاح بألم شديد:"يا ليتنى أعطيت الملك الأرز كله"..
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:07 pm

    أمسكت بالشيلة وحاولت أن تلفها على رأسها .. تقدمت بخطوات حذرة ، وقفت أمام المرآة .. تحسستها بيدها وأطلقت ضحكة تخللها انهمار دموع ساخنة على خدها ، دخلت أختها إلى الغرفة بعجلة: ريم هيا .. سنتأخر .. ستدخل العروس ونحن ما زلنا هنا .. ابتسمت ريم: أنا جاهزة أختي العزيزة .. أريدك أن تضبطين الشيلة حيث أنني أشعر أنها غير مرتبة. ردت أختها: لا بالعكس تبدوا ممتازة .. هيا سنتأخر ..

    شعرت بألم الحرمان يتعاظم، وكأن لسان حال أختها يقول: وما يهمك أنت، فالكل يعرف أنك عمياء ولن يهتم إن كانت شيلتك مضبوطة أم لا .. شعرت بألم الاحتياج إلى شخص أخر ، بالعجز عن أبسط حق وهو رؤية نفسها في المرآة .. أخفت أحزانها وتبعت أختها وهي تقودها إلى السيارة ..

    قامت أحلام أخت ريم بتشغيل المسجل عند دخولها السيارة، تضايقت ريم، فقد أرادت أن تسمع أصوات السيارات و ضوضاء المدينة ، هذا الصوت الذي كانت تنزعج منه سابقاً أصبح النافذة الوحيدة التي تستطيع من خلالها تخيل ما يمكن أن يكون المنظر من حولها، أصبحت أذناها تقوم مقام عيناها.

    سمعت صوت مكابح السيارة تقف بسرعة، أحلام وسرعتها الجنونية، دائماً تحذرها من الوقوع في حادث لا سمح الله، عادت إلى سنة مضت وكيف كانت مثل أحلام، تسابق البرق في قيادتها، تندم على كل منظر جميل مرت عليه ولم تقف لتتأمله، فها هي الآن تتوق نفسها إلى رؤية اللون الأخضر، أو الصحراء أو أي منظر أخر ..

    أفاقت وصوت أحلام يهزها: ريم هيا أمسكي بيدي .. لا نريد أن نتأخر

    دخلوا إلى قاعة العرس، شعرت بحرارة في المكان وصوت الموسيقى الراقصة يهز أرجاء القاعة، تمسك أحلام يدها بقوة، تشعر بها تمشي بتبختر وكأنها تتعمد جذب الانتباه، تسلم على خالة سلمى وخالة شيخة .. ومن ثم على خالة مريم وخالة فاطمة ، كلهن يؤكدن على قمة جمال أحلام و من ثم ينهين حديثهن بمدح ثوب ريم وكأنهن يقلن بطريقة أخرى: لا عليك تبدين جميلة وأنت عمياء!

    تصر ريم أن تقابل الجميع بابتسامة ، تريد أن تقول لهم أنها راضية بقدرها وسعيدة به، ولكنها تتقطع ألماً كلما مرت إحدى النساء لتسألها: أتعرفينني؟ أنا أم فلانة .. كيف لا أعرفك ونبرة صوتك الرنانة تملأ أرجاء المكان ، لماذا يذكرنها بقصورها، لماذا تقول نبرة صوتهم: مسكييييييينة .. كم تكره هذه الكلمة وكم تطعنها نبرة الصوت تلك!

    تقودها ريم إلى طاولة بجانب سماعات المسجل، كم هي المرات عديدة تلك التي ترجت ريم أختها أن تبعدها عن المسجل ، ريم لا تبالي ، فصديقات العمر جالسات على تلك الطاولة ، هن الأهم . حاولت ريم أن تبلع غيضها وألمها وأن تشارك أحدهم الحديث، ولكن تشعر وأن الجميع يعطونها ظهورهن ، لا تراهن ولكنها تعلم أن هذا ما يحدث عادة ، حاولت أن تلهي نفسها بسماع الأغاني، ولكنها سخيفة لا معنى لها .. أه ونص ، ومعجبة مغرمة (طب ما تحبي وأنا مالي؟؟ ) ، تمنت لو عادت إلى غرفتها و استمعت إلى أشعار حامد زيد أو أسير الشوق ، على الأقل تعيشها تلك الأشعار رومانسية تحلم بها.

    ولكنها تذكرت، لا لن أترك الابتسامة، لست هنا للتمتع بصرخات المغنيات و دق الطبول، هي هنا لتبتسم، لتقول للجميع أنها بخير وأنها لن تدفن وجهها في التراب حتى وإن كان حضورها يعتبر دفن لنفسها السعيدة.

    شعرت بيد حانية تربت على كتفها الأيمن، عادة تمقت الأيادي الحانية فهي تحمل بين طياتها شفقة وأسى لا تحبهما، لكن كان لهذه اليد معنى أخر ، كانت تقول أنا أفهم و أنا أقدر مقدار الألم الذي تمرين به ، وجهت رأسها تجاه اليد .. إبتسمت وسألت : من؟ رد عليها صوت أحن: أنا شمس ، قريبة والدتك .. تذكر شمس عندما كانت صغيرة وقبل الحادث بأعوام عديدة، تصغرها بثلاثة أعوام ، كانت طفلة تملأ المكان حياة كلما دخلت ، تذكرها بتفاصبل وجهها الجميلة ، ردت ريم: أذكر شمس الصغيرة ما شاء الله كبرت

    شمس: أوه نعم كبرت .. وصرت "حرمة" .. ضحكتا ضحكة صافية ولأول مرة منذ دخلت القاعة شعرت أنها تقضي وقتاً ممتعاً ، ولكنها فجأة تذكرت .. وعرفت لماذا تحنو عليها شمس ، لماذا كلمتها شمس ، لدى شمس أخت تعاني من متلازمة داون، أخت معاقة ، تشعر شمس أن يد حنية تعني الكثير لمن يحتاجها، تضايقت ريم، لاتريد يد تحنو عن شفقة، لا تريد يد تحنو لتقول أعلم مدى تعاستك ، تريد يداً تقول لها مرحباً بك كإنسانة. إستأذنت ريم بأدب وطلبت من أحلام أن تأخذها إلى طاولة أمها.

    لم تجد كرسياُ بقرب أمها فأخبرتها أحلام أن هناك كرسي في نفس الطاولة فوافقت على الجلوس عليه، جلست ، بعد أن فقدت بصرها طورت حاسة سمعها وأصبحت تسمع ما يتهامس به الناس، سمعت المرأة التي بجانبها تهمس لجارتها: من هذه الجميلة الجالسة في طاولتنا؟ ، ردت جارتها: لا أعلم ولكنها تشبه آل راشد ، قد تكون منهم ، إبتسمت ريم وهي فخورة بسماتها التي تشبه أباها بشدة ، أكملت المرأة: رجاءً إسألي لي ، فإبني يبحث عن زوجة وإن كانت بهذا الجمال ومن آل راشد فنعم الزوجة ، صعقت ، لأول مرة تشعر أنها مثل البنات، لأول مرة تشعر أن هناك أمل ولو أنها على يقين أن المرأة إن علمت بعماها ستغير رأيها، ولكن الشعور بأنها مرغوبة ولو شكلياً أشعل فيها أملاً جديد أً ، أشعرها بأن للحياة نور!

    قامت من مقعدها ، وبثقة توجهت للطاولة السابقة وحدها ، ووقفت تصفق مع البنات.
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:07 pm

    من الماضي

    رأته , رآها , التقت العينان و تواردت بينهما خواطر رحلتهما الماضية, أهكذا تمر السنوات , أهكذا يسرق العمر أحلى أيام حياتهما و هما لا يشعران!!! أحس كليهما برغبة جامحة في معرفة الحاضر, إلى معرفة ما جرته الأقدار في حياتهما, طلب منها أن تجلس معه على فنجان قهوة, ترددت فالمجتمع لن يرحمها إن هي وافقت و لكن فضولها منعها من التفكير ووافقت بسرعة قبل أن تفكر مليا.

    توجها إلى المقهى في جانب المجمع التجاري، ما زال مهذبا و رقيقا و ما زالت بسمتها البريئة تعلو وجهها. بدون أن يسلها طلب لها عصير برتقال طازج، ضحكت و أضافت أنها أصبحت تشربه بلا سكر حتى تخفي أثار العمر من جسمها و سألته واثقة من الإجابة إن كان ما زال يشر قهوته التركية فهز رأسه ضاحكا.

    سادت موجة من الضحك و الذكريات بينهما, أحس كليهما أنه عاد 10 سنوات إلى الوراء و أدركا كم من السنوات تمضي و هم منغمسين في هموم الدنيا.

    كسر هو حاجز التردد بينهما و سألها : سمعت أنك تزوجتِ؟ , ردت: و أعتقد أنك سمعت أني طلقت أيضا , ما زالت بسمتها تعلو وجهها. ابتسم و قال: سمعت و لكني لم أكن متأكدا, قالت بكل اليقين: الرياح لا تجري باتجاه السفن أحيانا, سمت أنك تزوجت و قد توفى الله زوجتك رحمة الله عليها, رد و قد بانت في عينيه دمعة خفية: نعم, كانت ملاكا بما تحمله الكلمة من معنى و لكن كما قلت هي أقدار و علينا الإيمان بها, تذكرين قبل 10 سنوات كنا نحلم أنا و أنت بذلك العش و البيت السعيد و ها أنا و أنت كل منا مضى في طريقه و أصطدم بما تخبئه الأقدار.

    أطرقت رأسها و أخذت تفكر, حتما كانت تفكر ببيت أخر و حياة أخرى و لكن السعادة المؤبدة شئ مستحيل. ترددت قليلا و لكنها سألته: هل تفكر بالزواج مرة أخرى؟ , ابتسم و قال: بصراحة لا أعرف, تنتابني لحظات من الوحدة و لكني لا أعرف إن كنت سأجد من سأقارن بزوجتي الأولى بالإضافة أن أولادي ما زالوا صغارا و أخاف من زوجة أب تعذبهم .. و أنت؟
    أجابت: بعد تجربتي الأولى مع زوجي, أفكر مرارا من خوض التجربة مرة أخرى. و هز رأسه بالموافقة على ما قالت.

    وهكذا أستمر الحوار و تفرق إلى متفرقات مختلفة في حياة كل منهما, أسترق النظر إلى ساعته و تذكر أنه وعد أبنته بأنه سيأخذها إلى بيت خالتها, أعتذر بلباقته المعهودة و هم بمغادرة المكان و هي أيضا و قبل أن تبتعد العينان أعاد الالتفات إليها و بارتباك شديد سألها إن كان من الممكن أن تعطيه رقم هاتفها , ابتسمت و أعطته الرقم.

    عاد إلى منزله تلك الليلة , أخذ يفكر في لقاء هذا الصباح, تذكر صندوقا كان قد أخفاه في ركن بعيد في خزانته, كان الصندوق يحوي مجموعة من الشرائط الغنائية القديمة, بحث عن شريط بذاته , وجده و أدار الشريط, دارت أغنية محمد عبده "على البال" في مخيلته قبل أن تدو على مسامعه, أخذت أفكاره إلى مكان بعيد جدا و أيقظ ذكرياته و كيف ساقته الأقدار. و مع هذه الذكريات و تلك أيقظت الأغنية حبا دفينا بداخله, الحب الذي حاول أن يتناساه بمرور الأيام و لكنه ظل مغموسا بأعمق خلجات نفسه, أحس ليلتها بشعور الوحدة الذي طالما أحس به بعد موت زوجته يتعاظم, أدرك أن لعبة الأقدار عادت من جديد عندما ساقته ليلقاها اليوم.
    في اليوم التالي و جد نفسه يضغط على الأرقام التي أعطته إياها و سألها بكل ثبات و صراحة: هل تقبليني زوجا؟ارتبك صوتها و تمالكت قواها و قالت: و هل يرفض أحد أن يحقق حلمه الأبدي؟؟؟
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:07 pm

    حب من الماضي

    مرت الأيام بطيئة جداً وهو يحاول أن ينساها، مع كل دقيقة تمر يظل يتمنى أن تكون في صالحه، أن تكون معيناً له على النسيان ولكنها أسفاًً تنحاز لها و تتركه بلا شيء غير ذكراها.
    حاول الانشغال، وفعلاً نجحت خطته الجهنمية (مؤقتاً) فقد كان انشغاله سبباً كافياً ليتناساها .. ولكم ما إن تغرب الشمس ويحل الليل بسكينته .. وتأتي الساعة التي تحتم عليه أن يخلد لنوم يريحه من عناء اليوم.. إلا وتقوم ذكراها بالسيطرة على كل مشاعره .. وتسقط معها دمعة شوق!

    تمر الأيام وهو في محاولة مستمرة لينساها .. وتدريجياً بدأت محاولاته ترى بصيص النور.. بدأ يستعيد نشاطه وحيويته وبدأ شبحها يتواري عن مقدمة أفكاره ليحتل مركز أخر غير المركز الأول.

    مع استعادته لحيويته .. بدأ يرى الدنيا بمنظار جديد .. بدأت تكتسي ألواناً جديدة بعد أن سادها السواد .. أصبح قلبه حياً من جديد بعد أن سكنته هي سنوات عديدة وحان موعد ترتيب حياته. حان الوقت أن يفتح قلبه وعينيه وجميع جوارحه!!

    قرر قراره هذا وكأن الأقدار كانت من ساقته إلى هذا القرار .. فقد استوقفته امرأة شعر بقلبه ينبض معها من جديد .. شعر وكأنها احتلت مكانة السابقة وبدأ يشعر بحب نبع من نبضات قلبه.

    بدأت حياته تتغير تدريجياً. بدأت تنعش فيه الشاب الذي شاب مع معترك الحياة.. بدأت مشاعره تجاه الجديدة تأخذ شكلاً أكثر جدية .. قرر أن ينسى ما مضى ,ان يمضي قدما للزواج منها .. أسعدته هذه الفكرة .. فهاهو قد تخلص من عقدته الأبدية .. من حبه الأول!!!

    وهو في غمرة استعداده لإتمام حفل زفافه .. قرر أن يغير كل شيء في منزله .. أن ينسى حقاً كل شيء يذكره بالماضي .. بدأ يتحرك بكل حيوية ونشاط .. ناصباًً أمامه هدفاً يريد تحقيقه .. هدفه أن يصبح إنساناً جديداً متحرراً من جميع قيوده القديمة!!

    بدأ بإبعاد أغراضه القديمة .. في صندوق خشبي .. يحاول أن يبعدها عن ناظريه حتى يهنأ بقراره الأخير .. و فجأة سقط بين يديه دفتر نسائي قديم .. دفتر يحمل رائحة يحبها بل رائحة يعشقها !!!!

    بدأ بقراءة الدفتر .. كانت تكتب كل مشاعرها هناك .. وكانت تتصدرها مشاعرها تجاهه .. حبها .. وفائها .. تضحياتها!!!
    كان الدفتر عبارة عن رحلة عودة لها إلى حياته من جديد .. حبيبته الأولى وقد تكون الوحيدة عادت من جديد!
    قرأ الدفتر .. صفحة تلو الأخرى .. عاش مع ضحكاتها .. دمعتها .. وهيامها!!

    شعر بقلبه ينبض من جديد .. بعد أن ظن أن الأقدار حكمت عليه بالسعادة .. بعد أن ظن أن الأوان قد حان لينسى الماضي .. ينسى من كانت خير شريك .. ينسى من عاش معها أصدق و أحلى أيام حياته .. مع زوجته التي فارقت الحياة !!

    لماذا جاء هذا الدفتر ليعيد الماضي؟ ليعيد فترة من حياته كانت أجمل من أي فترة أخرى .. لماذا يعيدها ذكريات فقط .. فتلك الفترة لم ولن تعود .. ذهبت مع أخر نفس لزوجته الحبيبة!!!

    عاد إلى نقطة الصفر .. عاد ذلك الشاب الذي يحاول أن ينسى .. والفرق أن هناك الآن زوجة أخرى .. لم يكن ذنبها سوى أنها كانت الثانية!!!
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:08 pm

    نورة

    )اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولاأقدروتعلم ولاأعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن خالد خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن خالد شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري _ أو قال عاجله وأجله _ فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به(


    أخذت نورة تردد الدعاء ) اللهم أستجيرك بعلمك(

    رحاب) لاااااااااااااا ما أستجيرك يا شاطرة .. أستخيرك(
    نورة: )أوهوووو ما أقدر أحفظه ..ما أقدر..شكله هالخطيب بيتعبني من إلحين! خلاص ما عزمت .. برفضه(
    رحاب: )خلي عنش الكسل وحفظي .. أو كتبيه على ورقة و قريي(
    أخذت تردده و رحاب تصر على أن تحفظه قبل بداية المحاضرة .. ولكن الوقت داهمهما فساعة الحرم الجامعي أعلنت لتوها دخول الساعة العاشرة .هرعتا تحو القاعة تحملان كتباً جعلتهما تبدوان كسجينتين ترسفان في أثقلاهما, حدثت رحاب نفسها : " أن يضبطهما الدكتور حلمي متأخرتان! يا للرعب"


    دخلت نورة القاعة، عازمة أن تترك موضوع الإستخارة جانباً وتركز على محاضرة الدكتور حلمي الصعبة الفهم ، ولكن صورته التي أعطتها خالتها ألفت لا تبارح مخيلتها، يبدو وسيما بعض الشيء، اختلجت وجنتاها حمرة وهي تذكر الصورة ، ولكنها تداركت أفكارها، (ولكني لا أعرفه!) هذا ما كان يربك الموضوع برمته، كيف لها أن تصبح زوجة إنسان لم يمضي يومان على رؤية صورته؟ كيف لها أن تسلم جميع أحلامها الوردية لمجهول؟

    تقول رحاب أن معرفة الخطيب ستأتي في فترة الملكة، ولكنها زوجته حينها، لا يمكن أن تغير رأيها!

    اقترحت خالتها أن تتحدث معه على هاتفه النقال قبل إعطاء القبول أو الرفض، ولكنها تخاف، تخاف أن تهتز ثقة أبيها بها، الرجل الذي لا يمر يوم إلا ويفخر بابنته المؤدبة الخلوقة وتشتعل نار الغيرة في قلب أخيها!

    (لا لا، سأرفض لأسهل الموضوع ، أسهل وبلا عوار راس) ولكن دقات الساعة تذكرها أن الوقت يمضي، هاهي تشرف على أعتاب الثالثة والعشرون وكل من تعرفهن إما متزوجة أو مخطوبة أو على مشارف خطبة كبيرة سمعن عنها كل بنات الكلية، تريد أن تكسب اهتمامهن هي أيضاً، تريد أن تستوقفنها زميلاتها وتسألنها عن عريس الغفلة، اختلجت وجنتاها مرة أخرى و استدركت أفكارها حتى تنهل النزر الباقي من محاضرة أستاذ حلمي!


    حييت والدتها بعجلة، وسارعت إلى غرفتها، لم تعرف ما الذي يدفعها دفعاً ، أول ما فعلته هو إخراج الصورة، شعرت كأنها مراهقة مولعة بصورة فنان، لكنها لا تعرف لماذا ترتسم على شفتها ابتسامة خجل كلما نظرت إلى الصورة ، كأن قلبها يدفعها لقول نعم لخاطرالصورة.


    سمعت طرقاً خفيفاً على الباب ، أسرعت بإخفاء الصورة تحت وسادتها ( أدخل) نادت على الطارق فإذا بأبيها يدخل، شعرت بارتباك فهي لم تعتد أن يقتحم أبوها عالمها الخاص ويدخل غرفتها. سألها عن حالها وعن دراستها، صمت برهة ليستجمع قواه ، وكأن ما سيقوله صعب للغاية، تسارعت دقات قلبها وهي ترى والدها بهذه الحالة، مر أكثر من سيناريو في مخيلتها: من مات؟ من مرض؟ وكل هذه الأفكار السوداوية مرت عليها.

    تنحنح والدها ليعيدها إلى حيث هي وقال: (بنتي ، تعرفين أن الزواج قسمة ونصيب، وأن أمنية كل أب أن يرى ابنته زوجة صالحة لرجل يحبه ويحترمه، تقدم لك شاب اسمه خالد ، يأتي من عائلة محترمة، يخاف الله، قابلته عدة مرات والتمست فيه المسئولية، لا أريد أن أضغط عليك ولا أريد أن أتدخل في قرراتك ولكن فكري وقرري بما ترينه مناسباً لك)

    انحدرت دمعة ساخنة على وجه نورة، وكأنها لم تتوقع ما سيقوله، وخرج الأب وهو يعتصر ألماً حل به ، لا يعلم ما سبب ضيقة الصدر هذه، ولماذا يشعر وكأن ابنته ستسرق منه، ولكنه شر لا بد منه ، فهذه السنة الحياة، أن تنتقل من إمرة أب إلى إمرة زوج، ولكن التفكير بأن ابنته المدللة ستخرج من كنفه ورعايته يشعره بضيق شديد.


    أخذت تتقلب بين نعم ولا، ولكنها تعلم أنها تأخذ قراراً لا تدرك مداخله ومخارجه، فمن خالد هذا؟ مهما قيل عنه ووصف عنه فهي تعلم في قرارة نفسها أنه مجرد كلمات لتحفزها على إتخاذ القرار الذي يردونه، ومجيء أبوها إلى هنا أكبر دليل على ذلك، فكيف له أن يحكم على شاب رأه عدة مرات وفي مناسبات عامة؟ نعلم أن الشباب عادة يخفون مساوئهم ولا يعلنونها تحسباً لوقت مثل هذا. سحبت الصورة من تحت الوسادة، نظرت إلى وجه خالد وشعرت كأنها ترى أنياباً لا مكان لها، ضحكت من أفكارها السخيفة، وأتخذت قراراً إرتجالياً ، (سأطلب رقمه) فكرت( نعم وسأتحدث معه وأقرر إن كان يناسبني أم لا، القرار يجب أن يكون قراري لا قرار أبي وخالتي)!



    ضغطت على أزرار الهاتف النقال، أعطتها خالتها الرقم بكل حبور، وكأنها متأكدة أنها ستوافق على خالد، لا تدري لما يزيدها هذا الحبور عناداً ، ولما يجعلها تميل إلى قول لا لا رجعة فيها ! ، تتصل، يداها ترتجفان وهي تسمع خالد يقول : (ألو .. السلام عليكم) ، شعرت وكأن هذا الصوت هو أفضل صوت سمعته في حياتها، قوي أجهش يوحي بالقوة ، قالت بصوت يملأه الوجل ( ألو ، معي خالد ) ، خالد ( أيوا من معي؟ )، إحتارت فيما ترد ، أتقول خطيبته؟ لا ليست خطيبته، ترددت ثم قالت ( نورة) وسكتت ، شعرت بابتسامته من خلال سماعة الهاتف، (أشرقت وأنورت .. وأنا أشوف الدنيا منورة اليوم ) ، استهجنت طريقته في الحديث، كأنه لا يأبه أنها فتاة محترمة ويجب عليه أن لا يتمادى في الإطراء بهذه الطريقة من أول محادثة ، ماذا تقول الأن، هل تعنفه بشده على هذا الأسلوب، أم هل تتجاهل حنقها على أسلوبه، قررت التجاهل لا بطولة منها ولكن خجلاً من المواجهة. ( الأخ خالد ، أنت أكيد تعرف ليش إتصلت ، حبيت أعرف أكثر عنك حتى أقرر قراري ) ( أوكي نور الدنيا، ولا يهمك، أنا خريج هندسة في أمريكا، أشتغل في ال .... ) إسترسل يتحدث عن نفسه لنصف ساعة، لم تقل شيئا سوى نعم عندما يسألها إن كانت معه في الخط، حمدت الله كثيراً عندما نادتها الخادمة لتناول العشاء واعتذرت بإنهاء المحادثة .


    ليس هذا فارس أحلامها، ليس هذا من تريده أن يقلها بحصانه الأبيض ويطير بها إلى عالم الأحلام الوردية، تريد من يسمعها، من يقدمها على حياته،هكذا تحدثها نفسها وهكذا يقنعها قلبها، ولكن عقلها والناس من حولها يقولون لها أنه الشاب الممتاز وألف من تتمناه ، أمها قالتها صراحة أنها إن رفضت هذا الشاب لن يخطبها أخر بنفس مواصفاته الخُلقية والخَلقية، تتفق معهم أنه يملك كل ما تتمناه الفتيات، ولكن ليست هي، ولكن ماذا تقول لأهلها ، ليس اميري؟ تتخيل أبوها وهو ينظر إليها نظرة غضب لا تتحملها، تتخيل دموع عين أمها التي ستسكبها ظناً منها أن إبنتها ستضحي عانساً، سترى حنق خالتها الذي تخافه وتسمعها تقول: أخر مرة أجيب لبنتكم عريس، فشلتني قدام الحريم.


    فكرت بالموافقة من أجلهم جميعاً ، تتحمل هذه الصفة الوحيدة التي لا ضرر فيها من أجل فرحة الجميع، وكلما حاول أن تقنع نفسها أكثر كلما صرخ قلبها بألف لا، لا لا ليس هو. شعرت بقواها تخور، لا تحب التردد، كانت دوماً سريعة في إتخاذ القرارات، لماذا تتردد إذاً؟ لتأخذ قراراً ارتجاليا وتنهي الموضوع!


    ألقت نظرة إلى الصورة، وتدير سماعة الهاتف، (ألو خالتي، أظنني جاهزة لإعطاء ردي ، موافقة!! ) ، أغلقت سماعة الهاتف وهي تدعو ربها أن تكون قد اتخذت القرار الصائب.
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:08 pm

    المهد الصغير

    جلست تناغي طفلها الراقد في مهده الصغير, غنت له أغنية كانت تسمعها من أمها عندما كانت تهدهد أختها الصغرى , سرحت في وجهه البريء و هو مستلق, كم تنطق روحه البريئة بأحلام كثيرة, أحلام المستقبل الذي لا يعرف و لا تعرف عنه شيئا. سرحت , بعد عدة شهور سيكون طفلا مزعجا, سيستنهك قواها و هي تركض خلفه هنا و هناك, و هي تركض تكون تستعيد لحظات طفولتها التي أبعدت في الزمان الغابر, سيوقظ ذكريات قد نامت بخلجات نفسها من عدة سنين. بعدها سيبدأ بالكلام, سينطق بأحلى و أرق كلمة أمي سمعتها من أي طفل في الدنيا, ستخرج متلعثمة من فمه الصغير و لكنها ستمتلك جميع جوارحها ـ

    . سيأتي إليها شاكيا باكيا و ستضمه إلى صدرها الحنون لترويه من حنانها و لتحميه من أي مكروه يصيبه. تخاله جوهرة تمشي على الأرض, قطعة من قلبها تتحرك أمامها. هكذا كانت تفكر. سيأتي اليوم الذي ستذهب به إلى المدرسة, سيفارقها باكيا في البداية و لكنها عندما تودعه بقبلة على خده سيركض بعدها فرحا إلى دراسته. و عندما يعود من مدرسته سيريها فرحا ما تعلم و يعلمها كأنه قد ختم العلم كله. ـ

    سيتفوق في دراسته, و سيأتي أخر العام بشهادة ترفع رأسها عاليا و هي تحصد مجهود تحملها و جلوسها معه عندما يستعد للامتحانات. سيكبر, يصبح مراهقا, ستخاف عليه من كل من يحوم حوله ليفسد ما غرسته فيه من مبادئ و أخلاق, لكنها في نفس الوقت ستعامله بذكاء, ستسمح له أن يفكر قبل أن يقدم على أي عمل و هكذا ستطمئن عليه حتى و إن ابتعد عنها, و ستنجح في ذلك , و ستفخر به أنه ظل ذلك الولد الناضج طيلة فترة مراهقته. سيجتاز المرحلة بأمان , و لكنه بعدها سيتحول إلى ذلك الشاب الفيلسوف, سيأتي إلى المنزل يحاول أن يقنع عقلها القديم بأفكار جديدة و غربية , تحاول أن تجاريه النقاش و لكنهه سيطغى على عقلها البسيط و سيقنعها بأفكاره الجديدة. ـ

    سيأتي اليوم الذي ستفخر به أمام جميع أترابها. اليوم الذي يحدد مصير حياته الباقية, اليوم الذي يثبت فيه انه يهتم بمستقبله قبل كل شيء , يوم حصوله على نتائج الثانوية العامة و هو يركض فرحا و قد أصبح أحد الأوائل, عندها ستذرف دمعة فرح و هي تراه يكرم أمام الجميع. ـ

    بعدها سيغدو محتارا فيما يعمل, هل يدرس هنا في وطنه بجانبها أم يختار أن يبتعث للخارج حتى ينهل المزيد من علوم الحياة؟ فكر مليا و قرر أن يدرس الهندسة في الخارج حتى يكتسب خبرة اكثر في الحياة, يؤلمها اختياره , فهو سيفترق عنها لأول مرة , و لأول مرة ستشعر أن مصلحته هي في الابتعاد عنها , ستشجعه على اختياره مع أن قلبها يتقطع ألما. ـ

    يأتي اليوم الذي يحتم عليها أن تودعه, تبكي بحرقة , لكنه يضمها إلى صدره مؤكدا أنه سيكون على ما يرام و انه أصبح رجلا و سيعتمد على نفسه. قبل سفره تقوم بتوصيته على نفسه, تقوم بترتيب حقيبته لتتأكد انه قد اعد كل ما يحتاجه, يبتسم و هو يراها مضطربة اكثر منه و كأنها من سيسافر. يأتي اليوم الذي ستفارقه فيه لأول مرة , تغرورق عينيها بالدموع,فكيف ترى قطعة من قلبها تسافر بعيدا عنها , يضمها إلى صدره مؤكدا أن السنوات و الأيام ستمر بسرعة و لن تشعر بفراقه. ـ

    سافر, و يتصل بها لأول مرة من الخارج, تبكي و هي تؤكد له أنها على ما يرام , و هي قادرة على فراقه و لكن عليه أن يجتهد حتى يعود ناجحا. تمر السنوات , يكمل سنوات الغربة و يعود و قد حاز على نتائج مرضية, فخرت به عاليا للمرة الثانية و خاصة بعد أن حصل على وظيفة ممتازة. ـ

    حان الوقت أن يرتبط بمن اختارها قلبه و عقله, يخبر أمه , تتحرك بداخلها عوامل الغيرة و الفضول , فمن هذه المرأة التي ستشاركها قلب ولدها, من هذه التي أتت فجأة لتحتل مساحة من القلب الذي كانت تسكنه وحدها , و لكنها تذهب لتخطبها و بالفعل تقع هي أيضا في حب الفتاة الطيبة التي اختارها ابنها. ـ
    يقرر أن ينتقل إلى منزله الجديد, يظل يحايلها أن تنتقل معه, لكنها تأبى أن تترك منزلها العتيق و تبارك لأبنها بيته الجديد , و هكذا مرت السنوات و عادت و حيدة في منزلها. مضت تسرح و تبحر في أفكارها إلى أن أيقظتها هزة طفلها في مهده الصغير, و ابتسمت عندما فتح صغيرها عينيه و هي ترى مستقبلا واسعا أمامه. ـ
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:09 pm

    حرب نفسية

    تسلل جمال من غرفة نومه بخفة ، لم يشأ أن تشعر به زوجته ، خرج إلى حديقة المنزل .. حيث الهواء الطلق .. أخرجها من جيبه .. وأشعلها .. نعم هي السيجارة!! ـ

    وهو يستنشق نفساً من هذا السم القاتل، أخذ يركز في التناقضات التي يعيشها!، تلك التي تجعله يشعر أنه مجموعة من الأشخاص في جسد واحد. ـ

    ما حدث اليوم في عمله أقلق هذا الشعور زاده، زارته امرأة مع زوجها للعلاج، زوجها مدخن .. صورة الأشعة أظهرت أن رئتاه أصبحت كالفحم الأسود، أصرت زوجته أن تقابل جمال (وهو طبيب الأمراض الباطنية) حتى تسأل عن طرق الإقلاع عن التدخين لتساعد بها زوجها، شعرت بارتباك شديد وأنا أشرح لها .. كيف له أن يقنعها وهو من المدخنين؟؟؟؟

    أخذ يتأمل في هذه السيجارة التي تعتبر مفرغ لأهات يحملها (أو هكذا يتخيل)، بدأ بالتدخين عندما كان في السنة الأولى بكلية الطب .. كانت السيجارة عبارة عن عودة للوطن، فمعها كان يسرح بعيداً .. كأنها كانت سبباً لإلهائه عن المذاكرة والدروس لذا تعلق بها! ـ
    يعرف أنه يستطيع الإقلاع عن التدخين، لكنه لم يحاول ، ربما لأنها ما زالت تذكره بتلك الأيام. ـ

    سمع صوت بكاء بالداخل، قطع عليه سكون الليل، وقطع خواطره، إنها ابنته مرام، ملاكه الصغير ، كم يعشق ملاكه الصغير! ، ذهبت إلى غرفة نومها .. نظرت إلي وتوقفت عن البكاء، ضمها إليه .. ـ
    سألها: ما أبكاك يا أميرتي؟
    قالت: بابا .. حلمت أنك تحترق.. حاولت أن أطفئ النار ولكني لم أستطع!! ـ
    جمال (الارتباك باد عليه): لا تقلقي يا حبيبتي ، أنا بخير
    قالت: ولكن بابا .. أنا أشم رائحة حريق! ـ

    فوجئ بكلامها، يا للهول، ملاكه الصغير شم رائحة التدخين!، هي ما زالت تجهل معناها ولكنه قطع وعداً على نفسه أن لا تعرف ابنته أنه يدخن. ـ
    هدأ من روعها: يا حبيبتي .. أنت ما زلت تحلمين .. ها أنا أمامك بخير والحمد لله .. هيا عودي للنوم! ـ

    وعاد هو إلى غرفته للنوم .. نظر إلى زوجته فوجد نظرة غضب يغطيها عتاب .. يعرف السبب .. هي السيجارة الغبية .. نظر إليها نظرة أسف ونام! ـ

    في صباح اليوم .. وهو ذاهب إلى العمل .. ما زال موقف ليلة الأمس يدور في خاطره ، لن ينجح أبداً في إخفاء تدخينه عن ابنته.. سيأتي اليوم الذي يرى نفس نظرة العتاب التي رآها ليلة الأمس من ابنته .. لا يدري إن كان سيتحمل ذلك! ـ

    دخل مكتبه في المستشفى .. لم تبدأ مواعيد المرضى بعد .. هو يرتب أوراقه ويراجع الملفات على المكتب .. وجد الكتيب الخاص بالإقلاع عن التدخين أمامه .. استجمع قواه .. وأمسك بالكتاب .. شعر وكأنه يقرأه لأول مرة .. في الصفحة الأخير كان هناك سرد بسيط لطرق الإقلاع .. بلا وعي منه (أو وعي يتجاهله) اختار إحدى الطرق وبدأ بترتيب برنامج الإقلاع .. شعر وكأنه يدخل مغامرة غير متأكد من نتيجتها! ـ

    بعد أسبوع ... ـ

    لم يدخن أي سيجارة من أسبوع ، شعر بإحساس وكأنه يجتاز امتحان يصعب اجتيازه، لم يشعر أن الإحساس بالذنب كان ثقيلاً جداً !! ـ
    بعد أن تأكد أنه توقف أحب أن يهدي هذا الخبر إلى زوجته والتي ستبتهج فرحاً به!! ـ
    جلس على مكتبه، وصل إليه التعميم الصحي الدوري والذي يوصي أن على كل طبيب في المستشفى الخضوع إلى فحص شامل، قرر أن يخضع للفحص غداً. ـ
    عاد متأخراً إلى المنزل تلك الليلة فلم تسنح له الفرصة المناسبة لإبلاغ زوجته اخبر ، فقرر أن يقدمه لها هدية على عشاء رومانسي نهاية الأسبوع. ـ

    أستيقظ على صوت المنبه .. موعد الفحص بعد ساعة ... قام من سريره وتجهز وقبل أن يخرج تأكد أن يأكل فطوره بشهية ، لم يشعر بسعادة غامرة مثل هذه منذ أمد بعيد، أحقاً لهذه الدرجة كانت سعادة السيجارة مقنعة؟!! ـ

    قابل الطبيب الذي سيجري الفحص ..
    جمال: أهلاً أحمد .. إذن أنا زبونك اليوم
    أحمد: بالطبع دكتور جمال .. أه كم تكون التناقضات عندما يكون الطبيب زبوناً !! هيا فلنبدأ .. بالطبع ستجري فحص دم وأشعة و جميع الفحوصات الأخرى ... هذه هي ورقتك .. هيا إلى المختبر

    قام بإجراء جميع الفحوصات .. ووعده الدكتور أحمد أن يبلغه بالنتيجة غداً

    عاد إلى منزله، وجد مرام تلعب بدميتها الصغير .. أه كم يعشق ملاكه .. وكم يراها دنياه التي لا تسعه!! ـ

    وهو يتعشى مع زوجته ، وابنته بجانبه ، رن جرس الهاتف .. ـ
    جمال: السلام عليكم
    أحمد: وعليكم السلام جمال .. كيف حالك؟جمال: الحمدلله .. وأنت؟
    أحمد: الحمدلله .. جمال .. أنا بحاجة لرؤيتك غداً .. رجاءً في أول الصباح .. ـ
    جمال: إن شاء الله .. سأمر عليك في الصباح الباكر

    وضع سماعة الهاتف .. صوت أحمد لا يعجبه .. كأن هناك شيء يخفيه .. عاد إلى مائدة العشاء والقلق قد تمكن منه . لكنه حاول أن يخفيه عن زوجته حتى لا تشعر بشيء. ـ


    في صباح اليوم التالي، وقبل أن يذهب إلى مكتبه في المستشفى .. ذهب إلى مكتب الدكتور أحمد .. وجده هناك .. ـ

    جمال: السلام عليك يا أحمد .. كيف حالك ؟
    أحمد: الحمد لله .. تفضل يا جمال .. هناك شيء يجب أن أعلمك به!! ـ
    جمال : خير ان شاء الله
    أحمد: الخير كله بيد الله، جمال .. لقد ظهر ورم سرطاني في الرئة في نتيجة فحوصاتك .. ما زال صغيراً على ما يبدو ولكنك يجب أن تخضع للعلاج!! ـ

    أحس جمال أن الدنيا تدور به! أيعقل أن يكمن هو المداوي وهو المتداوي؟؟؟
    سرطان!! في الرئة؟؟؟ بلا سخرية القدر!! ـ
    عندما قرر أن يترك التدخين ، أكتشف ما لم يكن في الحسبان .. ـ

    حار فيما يهدي زوجته أولاً ... مرض السرطان أم إقلاعه عن التدخين!!
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:09 pm

    خواطر نادم

    في لحظات عصيبة من الانتظار، يظل الإحساس بالوحدة شاغلي الشاغل و يظل ألم الفراق إحساس يخنق النفس و يضيق بها. ـلماذا تركتها؟ لا أدري، لماذا قررت أنا الفراق لا أدري؟! , مع أنني من اخترت هذا القرار و أنا من رحلت عنها بعيدا, يظل إحساسي بالحاجة إليها يعصرني, لما هي بالذات؟؟؟ ملئ هي الدنيا بمن هن أجمل و افضل, و لماذا يظل الحنين لنظرة عيناها البريئة يجرحني. أحاول أن أبعد طيفها الذي يلازمني و لكنه يأبى أن يفارقني. ـ
    أأحبها؟؟ , لا, بالطبع لا, لست أنا من خلق للحب, الحب مجرد إحساس يخالج الضعفاء و أنا أقوى من أن أشعر به, كانت مجرد طيش شباب, مجرد تمضية وقت فراغ! , هي من يجب أن يتعذب و يشعر بالألم, فأنا من تركها و ليس هي من تركتني!!! , اخر نظرة رأيتها منها ما زالت تلازمني و كأنها تريد أن تشعرني بالذنب , و لن أشعر بالذنب فأنا لم أخطئ, هي من قبلت أن تقع أسيرة نظراتي و ووافقت أن تبادلني هيا النظرات و هي من خدعت أيضا بعيناي الخبيثتين. ـ
    سأنساها, قد يأخذ زمنا طويلا, و لكن سأنساها, ليست هي أول من عرفت و لن تكون أخرهم !, سيمضي الوقت و سأجد غيرها, حتما!!ـ
    مرت سنتان ...

    في الفترة الماضية لم أشعر إلا و الحنين إليها يقطع كبدي, أحشائي ظلت تتألم من الشوق و الحب !!! , نعم أنا من بين كل الناس أحب, و أحبها هي, لا أدري ما الذي جعلني أحبها؟؟؟ أرقتها و طيبها؟؟, أم إخلاصها و حبها؟؟ كنت مخادعا و لم أحافظ على الجوهرة التي كانت بيدي!! رزقت بكنز و لكني استكبرت و رفضته, أصبحت جاحدا و ناكرا, لقد أشعلت فيني أحاسيسً لم أشعر بها من قبل, أحيّت فيًّ ذلك الإنسان الذي كان لاهياً مع متع الدنيا, قلبت ما بداخلي فأصبحت بعدها أشعر بما يشعر به الناس و أستشعر أحاسيسهم و أهتم بها!!. و لكم هل فقدتها؟؟؟ , حتما لا, سأعود و أبحث عنها و أريها الإنسان الذي تغير!!ـ
    بعد شهران
    ...لم يتحمل قلبي الضعيف رؤيتها, كانت كالحلم مر من أمامي, لم تتلاقى عينانا هذه المرة و لكني أردت أن أحادثها لأصدقها قولا و أعترف لها بما حدث, لم تراني , تبعتها, يهتز قلبي فرحا كلما أدرك أنني وجدتها أخيراً, حقا كـتبت علي السعادة الكبرى مع من أحببت, مع من سأهديها أول نبض قلبي. ـ
    مع دقات قلبي الفرحة اهتزت أعصابي عندما رأيتها تجلس بجانبه, من هو؟؟؟, من يكون؟؟؟, أخوها؟؟ , نعم أخوها , حتما أخوها فلن تطير فرحتي بهذه السرعة بعد أن عانيت الأمرين لأجدها, بعدت أن بنيت قصورا من السعادة معها هي وحدها على سحاب حبي لها, لكن من هو؟؟؟ سؤال يلح بشدة, نظراته الخارقة إليها و بسماته المحبة لا تدل على الأخوة, من هو إذاً؟؟ ـ
    تهدمت قصوري الهوائية عندما رأيت الخاتم بيديها, متزوجة هي!!! , ملكة أحلامي أصبحت متزوجة!! , آآآآآآآه كم أرى نظراتها بعيدة عن أخر نظرة رأيتها فيها, سعيدة هي في الأخيرة!ـ
    نستني هي إذاً, من حقها فأنا من تركها و ضيعها من يديه, أن من أبعدها عن عينيه, و هل يستحق رجل مثلي أن يحب؟؟ , و لكن بعد ماذا؟؟, بعد أن ذاق الحب و ضعفت مشاعره؟ بعد أن أصبح أنسانا؟, أيتراجع؟؟ لا , لا يمكن أن يعود كما كان!! , أعتقد أن علي أن أتحمل قلبي الضعيف و أنتقل معه إلى مرحلة أخرى, لعل و عسى يجد من يحب و يحبه, عسى!!!ـ
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:10 pm

    رهف



    وقفتُ أمامها واجمة .. الكلمات التي لا أفقه معناها تتقاذف علي وكأنها قنابل حارقة .. نظرت إليها .. أحاول أن أبرر سبباً لهذا الغضب الجامح .. ولكن عبثاً أحاول .. تستمر هي بالصراخ .. وأستمر أنا بالضياع في صراع كلماتها
    عدت إلى الغرفة التي تشاركني فيها أختي سمر .. إبتتها ونور عينيها .. أحب سمر كثيرأ .. فهي أختي ومدللتي الصغيرة .. ولكني لا أنكر ان الغيرة الشديدة تعتريني كثيراً .. فلماذا تتمتع هي بأم تحبها وتغدق عليها ينابيع الحنان .. وأحرم أنا من كلمة مع أمي .. وأعاني من غضب زوجة أبي المستمر؟ .. ولكني تعلمت أن هناك أسئلة يجب ألا تسأل .. فقد ثارت ثورة أبي ذات يوم عندما سألته عن أمي .. شعرت عندها أنني إقترفت خطأً لا يغتفر!ـ
    أسمع خطوات زوجة أبي تقترب .. أقلب نظري في الغرفة لأتأكد أن كل شيء على ما يرام .. فلا أحتمل غضبها مرة أخرى اليوم .. حتماً ستقوم بضربي هذه المرة ..ـ
    دخلت الغرفة .. نظرت إليها بعيون يملأها الوجل .. كأني أحاول أن أبرر شيئاً لا أعرف ما هو .. جالت بعينيها في الغرفة .. تلتمس سبباً لصب غضبها علي.. رأت كراستي التي أرسم فيها أحلامي الصغيرة.. فرغت الأن من رسم حديقة واسعة ممتلئة بالزهور والورود .. سألتني بصوت يهدر بالشدة... ماذا تفعل هذه الكراسة هنا .. هززت كتفي لا أعرف ماذا أقول .. فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير .. إنهالت علي بسيل من الكلمات موجهة إلى أمي .. لا أفهمها .. ولكني أعرف أنها ليست بالجميلة .. ثم بدأت تهجم على جسدي الصغير بصفعات وركلات .. حاولت البكاء .. ولكن الألم خدرني .. وقفت صامتة .. أنتظر أن تنتهي مما تفعله .. ,انظر إليها بعيون ملئ بالدموع المحبوسة .. أزاحت بوجهها وكأنها تحاول أن تبعد أي شعور بالألم .. ونمت تلك الليلة ..وجروح النفس تفوق جروح الجسد
    إستيقظت باكراً إستعداداً للمدرسة .. لم أرد أن أراها .. نظرت إلى وجهي في المرآة .. رأيت كدمات حمراء تملأه .. أخذت أفكر في القصة التي سأختلقها إن سألت عن سبب الكدمات..ـ
    لم أرد أن أرى الأستاذة سعاد .. لم أرد أن تظن أنني فتاة شقية ومشاغبة .. كانت الأم بالنسبة إلي ..ـ دخلت ساحة المدرسة .. توجهت إلى الفصل ورأسي منكس .. في محاولة مني لإخفاء الكدمات .. رأتني الأستاذة سعاد .. سألتني عن السبب .. قلت لها أنني سقطت من على الدرج .. عرفت أنني أكذب .. ونظرت إلى بعينان تملأها الرحمة .. لم أستطع المقاومة .. انفجرت بالكية أحكي لها ما حصل ..ـ
    إتصلت فوراً بأبي .. طلبت منه الحضور .. حاول الاعتذار متعللاً بالإنشغال .. ولكنها أخبرته أن الموضوع مهم ولا يحتمل تأجيله .. حضر .. إستمع إلى القصة من الأستاذة .. وعينان يملأها الغضب مصوبة إلي .. لم ترها الأستاذة سعاد .. ولم تفهم معناها ..ـ
    خرج من عندها .. واعداً إياها أن الوضع سيتغير .. ممسكاً بيدي بقوة .. وفي السيارة .. أكد لي أنني سأغير المدرسة وأن الاستاذة سعاد تتدخل في خصوصيات البيوت .. ـ
    عدت إلى المنزل .. وعيون زوجة أبي تزيد شراً .. وعيون أبي بعيدة عني .. وأصبحت الأستاذة سعاد بعيدة عني!ـ
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:10 pm

    وجه الملاك

    شعرت بيد حنونة تمسك بيدي .. وبثقل شديد في عيني .. قاومت .. فتحت عيني ورأيت وجهاً ملائكياً أمامي .. رأيت عينان ملأى بالحنان .. عينان لوزاوتان سوداوان مع مسحة من لون العسل ..ـ
    وأطبق الثقل الشديد على عيني .. غفوت بعدها لمدة طويلة .. يعلمها الله .. حصل هذا بعد الحادث المريع الذي تعرضت له .. أحمد الله دوماً على خروجي منه سليماً إلا من كسور بسيطة.ـ
    فتحت عيني .. كانت والدتي بجانبي .. تمتم بآيات من القرآن الكريم .. رأيت دموع الفرح تملأعينيها الحنونتان عندما رأتني أفتح عيني ..ـ
    ما زالت صورة الملاك محفورة بذاكرتي .. لم أستطع التوقف عن التفكير بها ومن تكون؟!ـ ..ـ
    كان السؤال عنها يشغل تفكيري .. وددت السؤال عنها .. ولكن الوصف الذي أحمله قد يتطابق مع عشرات الممرضات في هذا المستشفى الكبير ..ـ
    ظل السؤال يثقل كاهلي .. لا أعرف ما سبب تعبقي بتلك الصورة .. أهي الشعور بأن تلك النظرات كانت طوق النجاة بالنسبة لي .. أم أن تلك النظرات الحزينة أحدثت أثراً في النفس لن يتغير إلى الأبد .. ولكن ما شعرت به أنني بحاجة إلى تلك العينان .. كأنها ستحدث تحولاً في حياتي!!ـ
    مرت الأيام .. سأمت النوم على سريري .. أردت أن أشعر بأشعة الشمس .. أن أرى حركة الناس آتية وغادية .. رجوت ممرضتي أن أخرج لشراء مجلة من المحل في الطابق الثاني .. سمحت لي على مضض مؤكدة أن علي أخذ الحيطة وعدم إجهاد نفسي .. شعرت أني في رحلة إلى أخر الدنيا وليس إلى الطابق الثاني في نفس المستشفى!ـ
    في طريقي إلى الطابق الثاني .. أخذت أتفحص جميع الوجوه .. عل وعسى أجدها .. سأتقدم إليها شاكراً على نظرة الحنان تلك التي كانت تعني لي الكثير!ـ
    وفجأة وأنا في طريقي .. رأيتها أمامي .. نعم إنها هي .. أعرف تلك العينان .. أعرف تلك البسمة الحانية .. وقفت واجماً أحدق فيها .. كانت جالسة من رفيقاتها من الممرضات في مقهى المستشفى ..ـ
    تقدمت إليها بكل شجاعة واضعاً تلك العينان أمامي .. أستجمعت شجاعتي .. طلبت أن أن أحدثها على إنفراد ..ـ
    تحولت تلك الضحكة التي كانت تشارك رفيقاتها إلى نظرة إزدراء .. كأنها تستهجن هذا الطلب .. وقالت لي بصوت يملأه الغرور والجفاء: إذا سمحت .. إذهب وحدث أي من الممرضات الأخريات .. فأنا في فترة إستراحة الأن ولا أريد أن أعمل فيها ..ـ
    صعقت .. وبدأت أشك أن العينين هي نفس العينين التي رأيتها سابقاً !ـ
    وكأني كنت أحتاج إلى هذه الصدمة لأتيقن أن عقلي المشتت بعد الحادث صور لي عيون غير العيون .. ونظرات غير النظرات .. أكملت طريقي ولا أدري إن كان يجب أن أسخر أم أرثى لحالي!ـ
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:11 pm

    بين عالمين

    يرن جرس الهاتف ..ـ
    زوينة: ألو .. أهلاً حنان .. كيفك ؟ عساك بخير
    حنان: الحمدلله سهى .. أتصلت أخبرك أن "البيت الغالي" يعرض أنواع جديدة من المنتجات والماركات العالمية
    زوينة: حقاً؟ لن بفوتني بالتأكيد .. فأنا بحاجة إلى تغيير كامل في غرفتي .. مللت الأثاث الذي اشتريته من 5 شهور وأحتاج إلى تغيير في الغرفة
    حنان: حسناً سهى .. فهذه فرصتك إذاً فالعروض محدودة
    زوينة: ان شاء اليوم سأطلب من السائق راجو أن يقلني إلى المحل
    أغلقت سماعة الهاتف
    سمعت صوتا من بعيد أعادها إلى عالمها الحقيقي
    أم زوينة: زوينو .. أخوتك جوعى .. هيا إذهبي إلى البقالة في نهاية الشارع لتشتري كيس خبز
    زوينة: ولكن الشمس حارقة .. لا أستطيع الخروج و مشي كل تلك المسافة
    أم زوينة: وما عساي أن أفعل .. علي غسيل الثياب والصحون و إعداد الطعام .. ولا أحد غيرك يستطيع إقناع صاحب المحل محمد أن يصبر علينا إلى نهاية الشهر .. فهو يثق بك
    زوينة: إن شاء ان شاء الله (و خرجت متذمرة من المنزل)ـ
    بعد أن عادت من البقالة .. ذهبت إلى الغرفة التي تشاركها فيها 5 أخوات .. بضيق شديد حاولت أن تركز في كتاب اللغة العربية لعل وعسى أن تفهم كلمتين تفيدها في امتحان الغد
    بهدوء .. دخلت أم زوينة على ابنتها .. و أحست زوينة أن هناك أمراً مهما وراء هدوء والدتها
    أم زوينة: بنيتي .. الاجازة الصيفية على الأبواب .. وقد شعرت أنك وصلت إلى سن تستطعين معه تحمل معي أعباء المنزل وأخوتك .. فراتبي الضئيل لا يقدرني على إطعام إخوتك كل يوم
    زوينة: أمي، إلى ما تلمحين؟ (والخوف من الجوااب ظاهر في عينيها)ـ
    أم زوينة: هناك عائلة في شارع الخير تطلب خادمة لفترة مؤقتة .. وستوافق هذه الفترة إجازتك الصيفية التي ستبدأ الأسبوع المقبل .. و أردت أن أقترح عليك أن تقبلي بهذا العمل.. لفترة مؤقتة فقط تعينيني على تحمل أعباء المنزل
    زوينة: أمي، بعد هذه المقدمة الطويلة ماذا عساي أقول؟؟ سأقبل وأمري إلى الله
    بعد أسبوع...ـ
    يدق جرس الباب ومعه يدق قلب زوينة بشدة .. فهاهي أمام أول يوم في عملها ، يفتح الباب بهدوء وتقابلها روز خادمة المنزل التي ستعرفها على العمل .. تسمع خطوات تنزل على السلم
    روز: مدام حنان .. هذا شغالة جديد جاي
    توقف قلب زوينة وقلب حنان .. وماتت سهى التي بنتها زوينة في عالم أحلامها لتعيش حياة أخرى وعالم أخر أمام رفاقها
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:11 pm

    المناورة

    حل الليل بسكونه ومازال يعمل بمكتبه .. لا يدري إن كان السبب هو كثر إنشغاله أم أنه يتهرب من المواجهة!!
    مع دقات الساعة الثامنة أدرك أن الوقت قد حان ليعود إلى منزله، أنهى ما بيده و استعد للمغادرة .. يعلم أنها هناك تنتظره .. متلهفة .. مستعدة.. تحمل ألف سؤال يدور بمخيلتها .. ستحاسبه وتحقق معه في موضوع مضى وانتهي .. عن حياته في الغربة ! لماذا تحاسبه؟؟؟
    لماذا تصر أن تكون جزءاً من ماضي حلّ عليه الغبار!! هل هي الغيرة؟؟ أم أنه فضول بحت يأبى أن يستسلم أمام ما ترك في طي الكتمان!وصل إلى منزله .. دخل بكل هدوء ، عسى أن يراها منهمكة في عمل ما .. ولكن بمناورة بسيطة منها وجدها تقف أمامه بكل استعداد:
    هي: الحمد لله على سلامتك يا حبيبي
    هو: الله يسلمش إنشاء الله ..
    هي: الساعة ثمانية ونص، وين كنت؟؟؟
    هو: تراني اتصلت فيش وقلتلش إني بتأخر في العمل!!
    هي: هيه .. ترى زادت المشاغل هال أيام .. ويش نسوي .. الله يوفقك إن شاء الله!
    حاول أن ينهي التحقيق قبل لأن تصل إلى نقاط لا يريد البت فيها .. ولكن كعادتها سريعة المناورة وتعرف كيفية الوصول إلى ما تريده !
    هي: كنت أرتب البيت اليوم .. ولقيت صور أخذتها في بريطانيا .. يبين كنت محبوب من الجنس الناعم ذيك الأيام !
    هو: طبعاً .. ولكن ذيك الأيام انتهت وصرت زوجش إنت الحين.
    هي: انزين ما خبرتني .. في وحدة موجودة في كل الصور .. من تكون؟؟
    هو: بصراحة ما أتذكر .. يالله تراني تعبان .. وين الأولاد ؟
    هي: تعشو وناموا .. يلا رد علي .. ليش تتهرب دائماً من هال لسؤال!!
    هو: قلتلش ما أتذكر .. خلي عنش هال سوالف وخلا نروح نتعشى
    !نعم كذب عليها .. هو يذكر بالتحديد من تكون هذه الفتاة! عادت ذاكرته للماضي المنسي .. إلى قبل عشر سنوات .. أيام كادت مشاغل الأيام
    تنسيه إياها .. كانت إنسانةدخلت إلى أعماق قلبه من أول نظرة وأول بسمة وأول كوب قهوة!
    يذكر تفاصيل ذك اليوم بكل تحديد .. كان متجهاً إلى المحاضرة كعادته ... و مثل كل يوم يظل يختلس نظرات منها من بعيد .. كانت جميلة كالحلم .. ورقيقة كالحلم !!أتى اليوم الذي غير مجرى حياته (للمرة الأولى) .. جاءت إليه والابتسامة تعلو وجهها المضيء .. وقالت له .. هل تمانع أن تأتي معي لنشرب فنجان قهوة؟؟
    ذهب معها ... و أيقن أن الشخصية طابقت الصورة .. كانت مليئة بالحياة و المرح والحب !!أحبها بكل روحه .. كانت كالهواء الذي يتنفسه!! بدء يخطط كيف سيقنعها بالزواج وكيف ستكون أماً لأولاده رغم اختلاف الثقافات!
    وذات يوم وهو يستعد للامتحانات النهائية .. تأتي فتاةٌ ذات الجمال أخاذ .. وتطلب منه أن يساعدها في دراستها .. لا يستطيع أي رجل كان
    أن يرفض لمثلها طلباً!!وتأتي من أحبها بكل جوارحه .. وتراه مع تلك الفتاة .. ويتهدم ما بناه في سنوات في لحظة واحدة!!
    عاد إلى وطنه .. مكسور القلب وحاملاً معه ذكريات لا يريد أن ينساها
    هي: خالد .. وينك؟ أشوفك ما تاكل .
    .هو: لا حبيبتي .. سرحت في مواضيع العمل شوي .
    .نظر إلى مستقبله .. هو أسعد زوج في الدنيا .. زوجه جميلة وحنونة (رغم غيرتها الشديدة) و 4 أبناء يحمد الله دوماً عليهم!
    ابتسم وأدرك أن الإنسان أحيانا يلوم الأقدار مع أنها تعمل لصالحه
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:12 pm

    الغائب الحاضر

    تقدمت بخطوات رزينة إلى المنصة ، كان عليها أن تلقي كلمة التخرج ، امتزجت بداخلها المشاعر .. الرهبة، الفرحة، ، القلق والحزن .. نعم الحزن .. تفقدته في أنحاء القاعة .. .. لا تجده، وعدها بالحضور .. لم يخلف وعده أبداً وهو دائماً دقيق في مواعيده .. إذاً ما سبب غيابه؟؟لم تستطع الإجابة على ذلك السؤال ، ,امامها حشد من مختلف المستويات ينتظرها أن تبدأ بالكلام ووصلت إلى المنصة .. بدأت تقرأ كلمتها و أحلت عليها السكينة، قرأت بكل ثقة وثبات و بدون شعور بالرهبة .. لم تشعر إلا وهي تسمع تصفيق الحضور من حولها
    عليها أن تجيب على السؤال الأن .. أين هو؟ .. حاول الإتصال بالمكتب، بالهاتف النقال .. لا يجيب .. بدأ القلق يتملكها .. أخذات تتفقده من بين الحضور .. لمحت أخاها يتقدم إليها من بعيد .. خطاه مترددة .. خائفة .. صرخت حتى قبل أن تلقي عليه السلام: أين هو؟؟
    رد بعين دامعة: توفى زوجك في حادث سيارة وهو في طريقة إلى الحفل.حتى في إخر لحظة في حياته لم يخلف بوعده
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:13 pm

    قدرها

    جلست على الكرسي .. وأمامها السلاح الذي سيقضي على حياتها .. أمامها زجاجة سلمها إياها سليم العطار .. أقوى أنواع السموم كما يقول .. يقضي على الفئران في ثواني .. ولمنها لا تريدها لفئران المنزل .. بل لها .. لتنهي سلسلة من الآلام والجروح.جلست .. بدأ شريط ذكرياتها يمر بمخيلتها .. تذكرت أباها المريض .. وتخيلت كيف سيكون وقع الخبر عليه .. ستصيبه نوبة قلبية بكل تأكيد .. أبعدت الإحساس بالذنب من فكرها وأصرت على قرارها
    تخيلت أخواتها .. المعتمدين عليها اعتمادا كلياً .. كيف سيعيشون حياتهم من بعدها .. "ولكنهم سيتعودون .. فمصيرهم الاعتماد على نفسهن يوما ما على أية حال" عاد عقلها للتفكير!أحست بنبضات قلبها تدق بسرعة .. هل تقوى على فعل ما تريديه؟ عل حقاً هذا ما تريديه؟ هل إنهاء حياتها سيجعل منها ومن من حولها سعداء؟؟
    تأملت الزجاجة .. هذا الخليط الرمادي اللون سيكون أهم خليط شربته في حياتها!!أمسكت بالزجاجة .. ويدها ترجف بقوة .. لم تعرف أن يمكن ليدها أن تتحرك دون أمر منها بهذه الصورة .. قبضت عليها بقوة .. محاولة أن تتأكد أن الزجاجة في أمان .. قربتها من شفتاها .. وكانت شفتاها ترجف هي الأخر .. وفي لحظة احتساء الشراب .. مرت ذبابة عنيدة .. أفقدت يدها توازنها وأسقطت الزجاجة على الأرض
    .نظرت إلى السائل المنسكب .. ابتسمت بسخرية .. غير متأكدة إن كان ما حصل لصالحها أم لا؟
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:15 pm

    هوايات قاتلة
    ٢٢ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم زياد يوسف صيدم


    من صغره أحب تقمص الشخصيات .. فبرع درجة إعجاب الجميع.. وعندما دخلت الشبكة العنكبوتية البلاد .. كان أول المتحمسين لها باندفاع غريب ؟ .. و من خلالها كبرت وتشعبت معها هواياته ؟.. كان يُحدث طبيبه النفسي في إحدى جلساته المتكررة .!!

    **

    اصطدمت هوايته الغريبة على الانترنت بأحلام اليقظة، فتخبط ؟ .. فنشأ فراغ ذهني في إحدى جوانب عقله .. وما بين نقطة التخبط ونقطة الفراغ .. كانت نقطته الشاذة !!.

    **

    كان مهووسا باقتناء السلاح الخفيف من كل نوع.. ولما اكتمل حلمه أراد أن يفتتح متحفه الصغير .. جاء وحيده اليافع يلهو ويعبث .. فقد كانت خزانة العرض مهيأة ..تناول إحدى القطع ولقمها بمخزن وُضع جانبها ولسوء الحظ كان محشوا قبل ساعات فقط من الافتتاح .. انطلقت أول زخات رصاص متتالية.. فارتعب الصبي ملقيا به أرضا..استمر بإفراغ جوفه اللآهب تلقائيا .. فقد كان من أنواع رديئة تعود لنصف قرن مضى.. ساد صمت بعد فزع .. دخل الأب ملهوفا ثم خرج شاحبا ، نائحا، يحمل ولده بين ذراعيه .. أما الأم فنطقت صرختها الأخيرة !!.
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:16 pm

    محاولة قتل فاشلة
    عجلة سيارته المطاطية تنفجر .. ( قناة ) أنفه من وجه الحدث تقول: ـ الحزام الناسف كان من (عطر) زوجته .. و هذا هو سر خروج (رائحتها) مع (الريح) باستمرار…

    السيارة الملعونة
    السيارة المتهالكة تستبدل (محركها) بـ (قلب) صاحبها و تترك الجسد بـ (لا فيراي) ثم تعود للبيت رفقة (الديبناج) …
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:17 pm

    نكبات أمة
    ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم زياد يوسف صيدم


    جاء مهرولا يمسك بلفافات التوراة المزورة.. يعلن متحديا من يمسك بمفتاح بيته ولفافات ملكيته للأرض ويحفظها برموش العيون ويضعها في خلجات القلوب.. جاء مزورا للتاريخ.. فصمت المتخاذلون واصفرت قلوبهم .. وزاغت عيونهم نحو المحتفلين تأخذ لها مكانا على استحياء ؟ لتنال شرعية وجودها قسرا في مسبحة .. في طريقها للانفراط !!

    **** تداعى المنكوبون في يوم نكبتهم من داخل قلاعهم البائسة المنتظرة !..كانت قلوبهم هناك متصلة بحبل عبر الفضاء الرحب مرورا بالقدس إلى الأرض الطيبة التى اقتلعهم منها شيطان على شكل بشر.. بينما هم على درجة من التأمل والحزن والرجاء والتحدي .. باغتهم أشرار لم يكونوا من الفضاء البعيد ؟ لقد كانوا من الجوار من عقر نكبتهم الثانية !!

    **** اتهمته بالوقوف جدارا في صف الأعداء ضد الثوار والمجاهدين.. كان اتهاما قاسيا لم يحتمله.. فتجمد حزنا في مكانه أمام جدار خشبي في سيرك صاخب متأجج.. يستقبل خناجر من رامي بارع التصويب .. اعتاد أن يُرسل خناجره على أطراف الرجل فيتلقى تصفيق الحضور.. ولكن في هذه المرة انتهت خناجره كلها في قلب الرجل ؟ وما زال هناك في مكانه واقفا بشموخ !!

    إلى اللقاء
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:17 pm

    اعترافات دافئة
    الجزء السابع

    ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم عناق مواسي



    • مشط عاجي

    تمعنت في شعره الأشعث
    فاستلت من حقيبة جلدٍ فاخرة
    مشطاً عاجياً
    وراحت تغلغله في البصيلات
    مشطت له ذكرياته
    باعدت خصلاته يميناً وشمالاً
    وأدخلت بشمسها نوراً يضيء مساحات مظلمة
    واقتلعت من ذاكرته
    نساء وذكريات شائبات……

    • تمازج

    عطران فاخران
    تمازجا بانسجامٍ وعنفوان
    على معابر الحب
    انطلقت
    تغريدة شفتين
    لامرأةٍ على محيط خصرها ألقاب الزمان
    ولرجلٍ عاشق ولهان

    • قلم

    منذ أن بزغ التاريخ فجراً على مولدها
    عبئ محبرته من وحيها
    وراح يكتب لها ما جادت به قريحته
    وفوق سطح النص
    غمرها…
    مارست الحب معه بانفعالية مدهشة
    وتوغلت في ما وراء السطور حباً
    لكنها لم تتوخ أن تحمل من سوائله
    كلمات وكلمات……
    ولما جاءها المخاض،
    أنجبت من الكلمات مواليد ذكوراً وإناثاً…..

    • عثور

    بينما كانت تنفض الغبار عن أيامها
    عثرت على ذكريات قديمة
    بين طيات كتاب متهرئ الجلد
    وحروفه المضيئة باتت واهية
    فقررت أن تعيد ترتيبه!
    رتبته، وأرشفته، وفهرسته، وعنونته، وأعادت تراكيب نصوصه
    وشكلت قطعاً مهجورة لم تصلها علامات ترقيم
    وقلبت صفحات فارغات مذيلات بتواقيع أخريات….
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:18 pm

    قصيـرات الطرف
    ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم محمد ملوك


    فلســــــــــــــــــــــفة
    تأثر بــ " ديكارت " كثيرا، فشك في كل ما يدور من حوله، وفكر وقدّر، ثم فكر كيف قدّر، وحين انتبه لذاته، وجد نفسه مفقودا والكل يبحث عنه.

    على عكس الحلم
    رأى في منامه أن ذئابا شرسة تتجمع على مائدة خوار يرأسها ليث عن زئيره لا يترفع، وأن جريمة غريبة المَـشـَاهد ترتكب بيديه ليزج بعدها في غياهب سجن بعيد عن أعين المُـشـَاهد. في المساء، وبعد إنصاته لنشرة الأخبار أدرك أن المائدة لم تكن إلا قمة عربية فاشلة، وأن الجريمة لن تكون إلا كتابة ناقدة، فقرر التزام الصمت ومبايعة الذئاب.

    نعــــمة
    صلى الصبح جماعة في يوم ممطر فسرقت مطريته،… أدركته صلاة الظهر على غير وضوء منه فولج إلى مرحاض المسجد ليجدد طهارته فسرق حذاؤه…

    بعد صلاة العصر انتبه إلى نظارته التي وضعها قدامه فلم يجد لآثارها رسما… وقبل أن يصل إلى نفس المسجد ليؤدي فريضة المغرب تحسس جيبه والنقود التي كانت فيه فألفاه خاويا على خيوطه…

    ولما قضيت صلاة العشاء وانفض الناس من حول المسجد، إعترض سبيله قطاع الممرات الضيقة فسلبوه هاتفه النقال ومعطفه الصوفي، وأشبعوه ضربا وركلا جزاءًا وفاقا لما كسبت يمينه من مقاومة…

    وحين وضع رأسه على وسادة النوم، إسترجع حصاد يومه، فحسبل وحوقل ثم قال: "" ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي "".

    إستعبـــــــاد
    نظر إليها نظرة شزراء تنم عن حقد دفين وكره شديد، ثم أمسكها من مؤخرتها بغلظة تروم كسر عمودها الفقري ووأد جماليتها المستقيمة، وتمتم قائلا:

    ــ والله لأقتلنك اليوم يا أيتها العاهرة اللقيطة،… لقد أحببتك فأفقرت جيبي، وأدميت قلبي، وأهلكت ذاتي، واستعبدتني حتى سلبت مني الروح والجسد وما اكتفيت…

    اليوم أرميك في مزبلة التاريخ وبراثين النسيان من غير حزن أو أسف عليك…

    اليوم…

    اليوم…

    اليوم…

    في صباح اليوم التالي إستيقظ ضميره واغرورقت عيناه بالدموع، وأحس بالذنب يقض مضجعه، وبالدنيا تسود أمامه، فبحث عن أطرافها المتناثرة، و امتص دخانها المسموم ولسان حاله يردد: يا لك من سيجارة لعينة.

    إنتماءات
    " تصوف " فزهد في الدنيا وما فيها.

    " توهب " فوهبه المجتمع نكرانا لشخصه، وريبة في أمره.

    " تحرك " فأعيته الحركات آناء الليل وأطراف النهار.

    " تقعـَّــــــد " فبات مطلوبا لكل أنواع الأجهزة الأمنية في العالم.

    حين مل من تجارب الإنتماءات أدرك أخيرا أن " كل مولود يولد على الفطرة ".

    أمة وربة
    حين سطع نجم القصة القصيرة جدا في الآفاق، تسلل حسد مذموم إلى قلب الرواية، فحكت غيرتها لشعر واكب عملية التحضر، أنصت إليها ـ الشعرـ بإصغاء مبين، تذكر حديث علامات الساعة، فتمتم قائلا:

    "وأن تلد الأمة ربتها وأن تلد الأمة ربتها"

    الفقر والفقر
    إعتلى السلطة في زمن الإنقلابات جنرال يقال له " الفقر ".

    تأبط سيفا مخضبا بالدماء، و غازل ظلما مرصعا بالرصاص، فكان كلما أينع رأس من الرؤس المعارضة قطفه بسيفه، وكلما غرد طائر خارج السرب أسقطه برصاصه، ولما بلغ الفقر بالناس مبلغه خرج رجل من العامة فنادى بأعلى صوته:

    " لو كان الفقر رجلا لقتلته "

    وقف " الفقر" أمامه، لم يأبه لتوسله ولم يبالي ببكائه،

    تحداه….،

    أقسم له أنه لم يقصد غير فقر الجيب…

    صارعه فصرعه، فقال الناس بعد موته:

    هذا قبر من قتله الفقر

    و" الفقر "
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:19 pm

    طلقة
    ١٣ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم ميلود بنباقي


    أصابته الطلقة في مقتل.. أو هكذا تخيل.

    توقف متحسسا صدره. بحث عن شلال دم حار في جسده وملابسه. عن ألم حاد في مفاصله ومسامه. عن سقوطه ورجفته وبرودة الموت الزاحف ببطء من قدميه إلى قمة رأسه. عن غيبوبة مزمنة…

    لم يجد شيئا
    نزع سترته وفتش جيوبه. وجد بطاقة هويته محروقة.. ووجد الرصاصة مطمورة في رمادها الداكن. طلب سيارة إسعاف وطلب أن يسجل اسمه في قائمة الشهداء… أو المعطوبين.


    كوكاكولا صغيرة

    حرك قنينة الكوكاكولا الصغيرة جيدا قبل أن يفتحها.

    عندما نزع السدادة، تدفق السائل الأسود واستقر في عينيه..

    منذ ذلك اليوم لم يعد يرى شيئا غير الظلام.


    كوكاكولا حجم كبير.

    غرقت نحلة صفراء في قارورة كوكاكولا كبيرة.

    ضربت بجناحيها وصرخت عاليا.. لكن لم يسمعها أحد.

    مر زنبور فأنقذها بمشقة.

    عندما وقفت أمام المرآة، لم تعرف نفسها.. لأنها تحولت إلى ذبابة سوداء.


    صنع في الصين

    كان الطفل كلما اشترى له والده لعبة جديدة قرأ على ظهرها: "صنع في الصين".

    ذات يوم سأله والده: "أين تصنع أمك أقراص الخبز البلدي؟"

    رد عليه:"في الصين."
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:20 pm

    الشفافية
    ١١ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم حسن برطال


    كؤوس شاي من (زجاج) على المائدة .. الطفل يبكي لأن نصف كأسه فارغ .. الزوج ينسحب ، فلون السائل لا يسر ناظره ….

    وفي اليوم الموالي كانت أكواب من ( طين ) في نفس المكان .. وكان كل فرد يتناول وجبة فطوره في صمت وبدون (حوار) …

    محضر( الوقفة )
    خرج (الأســـبــــوع) من مكتبه فوجد كل (يــــــــــوم) في مكانه ما عدا (الـســـــبـــــت) و(الأحـــــــــد) .. فجاء التقرير بما يلي :
    المضربون عن العمل هم (الأجـــــــــانـــــب) من الأيام …../
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الإثنين مايو 26, 2008 5:21 pm

    عندما تكتمل الأمثال
    ٧ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم زياد يوسف صيدم


    حبال الكذب….
    سمعه ينادى عبر مكبر الصوت متغنيا متفاخرا: على السكين يا بطيخ.. فأسرع إلى المطبخ، وخرج إليه مسرعا.. فتلقفه البائع بإحداها وأراد ثمنها.. فمد صاحبنا يده إلى جيبه مخرجا سكينه يريد شق البطيخة.. فصرخ به ملقيا بالسكين بعيدا..

    وحطم مكبر الصوت وتركه فتاتا على الأرض.. ونهر حصانه وانصرف مبتعدا.. لا يكاد يبلع ريقه!!.

    **

    شر البلية….
    أُعجب بما يسطره قلمها من مداخلات، فهي المقتحمة للحصون والقلاع بكل أشكالها وأطيافهم على الرغم من مجاراتها للون الدارج!.. كان اسمها كلحن في حروفه يعطى شعورا بالراحة..

    قبل أن يعلم أخيرا وهو يبحر في عالم المعرفة عبر صندوق العجب وشاشته المتألقة في سكون الليل.. بأن اسمها مقترن بأحد أصنام الجاهلية، فأرسل لإخبارها بالأمر، فردت عليه بصمت القبور واختفاء لأثرها! فابتسم.. وخنق ضحكة مجلجلة، قبل أن يهرع إليه أهل البيت!!.

    **

    سبق السيف….
    نفش ريشه متباهيا بعرفه الأحمر الداكن.. ومر مستعرضا مختالا أمامهن.. فلم يكترثن له ؟ فأعاد الكرة ثانية.. فأشحن بوجوههن، ودخلن الخُم غير آبهات دون إعطائه جوابا!…

    فأطل برأسه مستكشفا يريد مشاكستهن.. فأخرج رأسه مصدوما بما رأى ؟.. وطأطأ مبتعدا وقد ضمر ريشه، واصفر عرفه!!.
    maged
    maged
    مقدم
    مقدم


    ذكر
    عدد الرسائل : 307
    العمر : 46
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 0
    تاريخ التسجيل : 15/05/2008

    موسوعة القصص والروايات Empty رد: موسوعة القصص والروايات

    مُساهمة من طرف maged الإثنين مايو 26, 2008 7:17 pm

    موضوع رائع شكرااااااا
    وننتظر المزيد منك انشاء الله
    انا بصراحة من كتر المواضيع الجميله انا مش عاوز امشى من المنتدى
    thanks much
    nice topic

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:37 am