:: منتدى شبابنا ::

السيرة النبوية 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا السيرة النبوية 829894
ادارة المنتدي السيرة النبوية 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

:: منتدى شبابنا ::

السيرة النبوية 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا السيرة النبوية 829894
ادارة المنتدي السيرة النبوية 103798

:: منتدى شبابنا ::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
:: منتدى شبابنا ::

منتدى الشباب منتدى متكامل به كل ماتتمناه به اقسام للكمبيوتر اقسام للترفيه المرئيات قسم للخريجين الطلبة المنتدى الاسلامى قسم الديكور والكثير الكثير


    السيرة النبوية

    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:04 am

    المجلد الأول

    ذكر سرد النسب الزكي من محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى آدم عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    الحمد لله رب العالمين ، وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال أبو محمد عبدالملك بن هشام النحوي ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هذا كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، واسم عبدالمطلب‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ شيبة بن هاشم ‏‏‏واسم هاشم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عمرو بن عبد مناف ، واسم عبد مناف ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ المغيرة بن قصي‏‏‏ واسم قصي ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏زيد بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر‏‏ ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ، واسم مدركة‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عامر بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان بن أد ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن - بن تارح ، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وهو إدريس النبي - فيما يزعمون ، والله أعلم ، وكان أول بني آدم أعطى النبوة ،وخط بالقلم - ابن يرد بن مهليل بن قينن بن يأنس بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال أبو محمد عبدالملك بن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثنا زياد بن عبدالله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي بهذا الذي ذكرت من نسب محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى آدم عليه السلام ، وما فيه من حديث إدريس وغيره ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وحدثني خلاد بن قرة بن خالد السدوسي ، عن شيبان بن زهير بن شقيق بن ثور عن قتادة بن دعامة ، أنه قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏

    إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن - ابن تارح ، وهو آزر بن ناحور بن أسرغ بن أرغو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن‏‏‏ سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قاين ابن أنوش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    منهج ابن هشام في عرضه للسيرة

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وأنا إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم، ومن ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ولده ، وأولادهم لأصلابهم، الأول فالأول ، من إسماعيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما يعرض من حديثهم ، وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل ، على هذه الجهة للاختصار ، إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب ، مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء ، وليس سببا لشيء من هذا الكتاب ، ولا تفسيرا له، ولا شاهدا عليه ، لما ذكرت من الاختصار ، وأشعارا ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها ، وأشياء بعضها يشنع الحديث به ، وبعض يسوء بعض الناس ذكره ، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته ؛ ومستقص إن شاء الله تعالى ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له ، والعلم به‏‏‏‏‏.‏‏

    سياقة النسب من ولد إسماعيل عليه السلام

    أولاد إسماعيل عليه السلام و نسب أمهم

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثنا زياد بن عبدالله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي قال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏

    ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام اثني عشر رجلا ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نابتا ، وكان أكبرهم ، وقيذر ، وأذبل ، ومبشا،ومسمعا، وماشى، ودما ،وأذر،وطيما، ويطور، ونبش ، وقيذما ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وأمهم رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي - قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مضاض ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وجرهم بن قحطان ، وقحطان أبو اليمن كلها ، وإليه يجتمع نسبها - ابن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ جرهم بن يقطن بن عيبربن شالخ ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ويقطن هو قحطان ابن عيبر بن شالخ ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    عمر إسماعيل عليه السلام وموطن أمه ووفاته

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وكان عمر إسماعيل فيما يذكرون مائة سنة وثلاثين سنة ، ثم مات رحمة الله وبركاته عليه ، ودفن في الحجر مع أمه هاجر، رحمهم الله تعالى ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    موطن هاجر

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ تقول العرب ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هاجر وآجر فيبدلون الألف من الهاء كما قالوا ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هراق الماء ، وأراق الماء وغيره ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وهاجر من أهل مصر‏‏‏‏‏.‏‏

    حديث الوصاة بأهل مصر وسببها

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثنا عبدالله بن وهب عن عبدالله بن لهيعة تعالى عمر مولى غفرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏الله الله في أهل الذمة، أهل المدرة السوداء السحم الجعاد ، فإن لهم نسبا وصهرا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال عمر مولى غفرة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نسبهم ، أن أم إسماعيل النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وصهرهم ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسرر فيهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن لهيعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أم إسماعيل ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هاجر من أم العرب ، قرية كانت أمام الفرما من مصر‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏وأم إبراهيم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مارية سرية النبي ، صلى الله عليه وسلم ، التي أهداها له المقوقس من حفن من كورة أنصنا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري أن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك الأنصاري ، ثم السلمي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فقلت لمحمد بن مسلم الزهري ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ما الرحم التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ‏‏‏‏‏؟‏‏‏‏‏ فقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ كانت هاجر أم إسماعيل منهم

    أصل العرب

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فالعرب كلها من ولد إسماعيل وقحطان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وبعض أهل اليمن يقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قحطان من ولد إسماعيل ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ويقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إسماعيل أبو العرب كلها‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، وثمود وجديس ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح ، وطسم وعملاق وأميم بنو لاوذ بن سام بن نوح ، عرب كلهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فولد نابت بن إسماعيل ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ يشجب بن نابت ، فولد يشجب‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ يعرب بن يشجب ، فولد يعرب ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ تيرح بن يعرب ، فولد تيرح ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ناحور بن تيرح ، فولد ناحور ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مقوم بن ناحور، فولد مقوم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أدد بن مقوم ، فولد أدد ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدنان بن أدد‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏قال ابن هشام‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدنان بن أد‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏

    أولاد عدنان

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فمن عدنان تفرقت القبائل من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، فولد عدنان رجلين ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ معد بن عدنان ، وعك بن عدنان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    موطن عك

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فصارت عك في دار اليمن ، وذلك أن عكا تزوج في الأشعريين فأقام فيهم ، فصارت الدار واللغة واحدة ، والأشعريون بنو أشعر بن نبت بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نبت بن أدد ؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ابن مالك ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ومالك‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مذحج بن أدد بن زيد بن هميسع ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ابن سبأ بن يشجب ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    وأنشدني أبو محرز خلف الأحمر وأبو عبيدة ، لعباس بن مرداس ،أحد بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، يفخر بعك ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏

    وعك بن عدنان الذين تقلبوا * بغسان حتى طردوا كل مطرد

    وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وغسان ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ماء بسد مأرب باليمن،كان شربا لولد مازن بن الأسد بن الغوث فسموا به ؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ غسان ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ماء بالمشلل قريب من الجحفة ، والذين شربوا منه تحزبوا فسموا به قبائل من ولد مازن ابن الأسد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏

    ذكر نسب الأنصار

    قال حسان بن ثابت الأنصاري - والأنصار بنو الأوس والخزرج - ، ابني حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏

    إما سألت فإنا معشر نجب * الأسد نسبتنا والماء غسان

    وهذا البيت في أبيات له‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏‏‏‏

    فقالت اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وبعض عك ، وهم الذين بخراسان منهم ، عك بن عدنان بن عبدالله بن الأسد بن الغوث؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدثان بن الديث بن عبدالله بن الأسد بن الغوث ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    أولاد معد

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فولد معد بن عدنان أربعة نفر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نزار بن معد ، وقضاعة بن معد ، وكان قضاعة بكر معد الذي به يكنى فيما يزعمون، وقنص بن معد ، وإياد بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    فأما قضاعة فتيامنت إلى حمير بن سبأ - وكان اسم سبأ عبد شمس ، وإنما سمي سبأ ، لأنه أول من سبى في العرب - ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قضاعة

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فقالت اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وقضاعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قضاعة بن مالك بن حمير‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وقال عمرو بن مرة الجهني ، وجهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏

    نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر * قضاعة بن مالك بن حمير

    النسب المعروف غير المنكر * في الحجر المنقوش تحت المنبر

    قنص بن معد ،ونسب النعمان بن المنذر

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وأما قنص بن معد فهلكت بقيتهم - فيما يزعم نساب معد - وكان منهم النعمان بن المنذر ملك الحيرة ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثني محمد بن مسلم بن عبدالله بن شهاب الزهري‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أن النعمان بن المنذر كان من ولد قُنُص بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قَنَص ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن ‏‏‏‏‏(‏‏‏‏‏شيخ من الأنصار من بني زريق أنه حدثه ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أُتي بسيف النعمان بن المنذر ، دعا جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي - وكان جبير من أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة ، وكان يقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إنما أخذت النسب من أبي بكر الصديق رضى الله عنه ، وكان أبو بكر الصديق أنسب العرب - فسلحه إياه ، ثم قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ممن كان يا جبير ، النعمان بن المنذر ‏‏‏‏‏؟‏‏‏‏‏ فقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ كان من أشلاء قنص بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فأما سائر العرب فيزعمون أنه كان رجلا من لخم ، من ولد ربيعة بن نصر ، فالله أعلم أي ذلك كان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    نسب لخم بن عدي

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لخم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ ؛ ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لخم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ابن عدي بن عمرو بن سبأ ؛ ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر ، وكان تخلف باليمن بعد خروج عمرو بن عامر من اليمن ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    أمر عمرو بن عامر في خروجه من اليمن وقصة سد مأرب

    وكان سبب خروج عمرو بن عامر من اليمن - فيما حدثني أبو زيد الأنصاري - أنه رأى جرذا يحفر في سد مأرب ، الذي كان يحبس عليهم الماء ، فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة من اليمن ، فكادَ قومَه، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ له ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ؛ فقال عمرو ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي، وعرض أمواله ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فقال أشراف من أشراف اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ اغتنموا غضبة عمرو ، فاشتروا منه أمواله‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وانتقل في ولده وولد ولده ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وقالت الأزد ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لا نتخلف عن عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم ، وخرجوا معه، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم عك ، فكانت حربهم سجالا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ففي ذلك قال عباس بن مرداس ‏‏‏البيت الذي كتبنا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ثم ارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلدان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، ونزلت الأوس والخزرج يثرب ، ونزلت خزاعة مَرّا، ونزلت أزد السراة السراة ، ونزلت أزد عمان عمان ، ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، ففيه أنزل الله تبارك وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏(‏‏‏‏‏ لقد كان لسبأ في مسكنهم آية ، جنتان عن يمين وشمال ، كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا ، فأرسلنا عليهم سيل العرم‏‏‏‏‏)‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ والعرم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ السد ، واحدته ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عرمة ، فيما حدثني أبو عبيدة ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال الأعشى ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أعشى بني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال أفصى بن دعمي بن جديلة ؛ واسم الأعشى ،ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏

    وفي ذاك للمؤتسي أسوة * ومأرب عفى عليها العرم

    رخام بنته لهم حمير * إذا جاء مواره لم يرم

    فأروى الزروع وأعنابها * على سعة ماؤهم إذ قسم

    فصاروا أيادي ما يقدرو * ن منه على شرب طفل فطم

    وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏

    وقال أمية بن أبي الصلت الثقفي - واسم ثقيف قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏

    من سبأ الحاضرين مأرب إذ * يبنون من دون سيله العرما

    وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وتروى للنابغة الجعدي ، واسمه قيس بن عبدالله أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وهو حديث طويل ، منعني من استقصائه ما ذكرت من الاختصار ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:05 am

    رؤيا ربيعة بن نصر

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك التبابعة ، فرأى رؤيا هالته ، وفظع بها فلم يدع كاهنا ، ولا ساحرا ؛ ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته إلا جمعه إليه ، فقال لهم ‏‏‏:‏‏‏ إني قد رأيت رؤيا هالتني ، وفظعت بها ، فأخبروني بها وبتأويلها ؛ قالوا له‏‏‏:‏‏‏ اقصصها علينا نخبرك بتأويلها ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ إني إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم عن تأويلها ، فإنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها ‏‏‏.‏‏‏ فقال له رجل منهم ‏‏‏:‏‏‏ فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشق ، فإنه ليس أحد أعلم منهما ، فهما يخبرانه بما سأل عنه‏‏‏.‏‏‏

    نسب سطيح وشق

    واسم سطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن غسان ‏‏‏.‏‏‏ وشق ‏‏‏:‏‏‏ ابن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن قسر بن عبقر بن أنمار بن نزار ، وأنمار أبو بجيلة وخثعم ‏‏‏.‏‏‏

    نسب بجيلة

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وقالت ‏‏‏:‏‏‏ اليمن وبجيلة بنو أنمار ‏‏‏:‏‏‏ بن إراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ؛ ويقال‏‏‏:‏‏‏ إراش بن عمرو بن لحيان بن الغوث ‏‏‏.‏‏‏ ودار بجيلة وخثعم يمانية ‏‏‏.‏‏‏

    ربيعة بن نصر و سطيح

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فبعث إليهما ، فقدم عليه سطيح قبل شق ، فقال له‏‏‏:‏‏‏ إني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها ، فأخبرني بها ، فإنك إن أصبتها أصب تأويلها ‏‏‏.‏‏‏

    قال ‏‏‏:‏‏‏ أفعل ، رأيت حممه خرجت من ظلمه ، فوقعت بأرض تهمه، فأكلت منها كل ذات جمجمه؛ فقال له الملك ‏‏‏:‏‏‏ ما أخطأت منها شيئا يا سطيح ، فما عندك في تأويلها ‏‏‏؟‏‏‏ فقال ‏‏‏:‏‏‏ أحلف بما بين الحرتين من حنش ، لتهبطن أرضكم الحبش ، فلتملكن ما بين أبين إلى جرش ؛ فقال له الملك ‏‏‏:‏‏‏ وأبيك يا سطيح ، إن هذا لنا لغائظ موجع ، فمتى هو كائن ‏‏‏؟‏‏‏ أفي زماني هذا ، أم بعده ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا ، بل بعده بحين، أكثر من ستين أوسبعين ، يمضين من السنين ، قال ‏‏‏:‏‏‏ أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا ، بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ، ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين؛‏‏ قال ، ومن يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ يليه إرم ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحدا منهم باليمن ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ أفيدوم ذلك من سلطانه ، أم ينقطع ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا، بل ينقطع ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ ومن يقطعه ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ نبي زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ وممن هذا النبي ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، يكون الملك في قومه إلى أخر الدهر ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ وهل للدهر من أخر ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم ، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ، يسعد فيه المحسنون ، ويشقى فيه المسيئون ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ أحق ما تخبرني ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم، والشفق والغسق ، والفلق إذا اتسق ، إن ما أنبأتك به لحق ‏‏‏.‏‏‏

    ربيعة بن نصر و شق

    ثم قدم عليه شق ، فقال له كقوله لسطيح ، وكتمه ما قال سطيح ، لينظر أيتفقان أم يختلفان ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ نعم ، رأيت حممه، خرجت من ظلمه، فوقعت بين روضة وأكمه، فأكلت منها كل ذات نسمه 0 قال ‏‏‏:‏‏‏ فلما قال له ذلك ،وعرف أنهما قد اتفقا وأن قولهما واحد‏‏ إلا أن سطيحا قال ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏وقعت بأرض تهمه، فأكلت منها كل ذات جمجمه‏‏‏)‏‏‏‏‏‏.‏‏‏ وقال شق ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ وقعت بين روضة وأكمه، فأكلت منها كل ذات نسمه ‏‏‏)‏‏‏‏‏‏.‏‏‏

    فقال له الملك ‏‏‏:‏‏‏ ما أخطأت يا شق منها شيئا ، فما عندك في تأويلها ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ أحلف بما بين الحرتين من إنسان ، لينزلن أرضكم السودان ، فليغلبن على كل طفلة البنان ، وليملكن ما بين أبين إلى نجران ‏‏‏.‏‏‏

    فقال له الملك ‏‏‏:‏‏‏ وأبيك يا شق ، إن هذا لنا لغائظ موجع ، فمتى هو كائن‏‏‏؟‏‏‏ أفي زماني ، أم بعده ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا ، بل بعده بزمان ، ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شأن ، ويذيقهم أشد الهوان ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ ومن هذا العظيم الشان ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ غلام ليس بِدَنيِّ، ولا مُدَنِّ، يخرج عليهم من بيت ذي يزن، فلا يترك أحدا منهم باليمن ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ أفيدوم سلطانه ، أم ينقطع ‏‏‏؟‏‏‏ قال‏‏‏:‏‏‏ بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل ، بين أهل الدين والفضل، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ وما يوم الفصل ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ يوم تجزى فيه الولاة ، ويدعى فيه من السماء بدعوات ، يسمع منها الأحياء والأموات ، وُيجمع فيه بين الناس للميقات ، يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات ؛‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ أحق ما تقول ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ إي ورب السماء والأرض ، وما بينهما من رفع وخفض ، إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أمض ‏‏‏:‏‏‏ يعني شكَّا ، هذا بلغة حمير ، وقال أبو عمرو‏‏‏:‏‏‏ أمض أي باطل ‏‏‏.‏‏‏

    هجرة ربيعة بن نصر إلى العراق

    فوقع في نفس ربيعة بن نصر ما قالا ، فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم ، وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خُرَّزاذ ، فأسكنهم الحيرة ‏‏‏.‏‏‏

    رأي أخر في نسب النعمان بن المنذر

    فمن بقية ولد ربيعة بن نصر النعمان بن المنذر ، فهو في نسب اليمن وعلمهم النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر ، ذلك الملك ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ النعمان بن المنذر بن المنذر ، فيما أخبرني خلف الأحمر‏‏‏.‏‏‏ ‏‏

    استيلاء أبي كرب تبان أسعد على ملك اليمن وغزوه إلى يثرب

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما هلك ربيعة بن نصر رجع ملك اليمن كله إلى حسان بن تبان أسعد أبي كرب وتبان أسعد هو تبع الآخر ابن كلي كرب بن زيد ، وزيد هو تبع الأول بن عمرو ذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار بن الريش - ‏‏قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ويقال الرائش - قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ابن عدي بن صيفي بن سبأ الأصغر بن كعب ، كهف الظلم ، بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن العرنجج ، والعرنجج ‏‏‏:‏‏‏ حمير بن سبأ الأكبر ابن يعرب بن يشجب بن قحطان ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ يشجب ‏‏‏:‏‏‏ ابن يعرب بن قحطان ‏‏‏.‏‏‏

    شئ من سيرة تبان

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وتبان أسعد أبو كرب الذي قدم المدينة ، وساق الحبرين من يهود المدينة إلى اليمن ، وعمر البيت الحرام وكساه ، وكان ملكه قبل ملك ربيعة بن نصر ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏وهو الذي يقال له ‏‏‏:‏‏‏

    ليت حظي من أبي كرب * أن يسد خيره خبله

    تبان يغضب على أهل المدينة و سبب ذلك

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان قد جعل طريقه - حين أقبل من المشرق - على المدينة ، وكان قد مر بها في بدأته فلم يهج أهلها ، وخلف بين أظهرهم ابنا له ، فقتل غيلة ‏‏‏.‏‏‏ فقدمها وهو مجمع لإخرابها ، واستئصال أهلها ، وقطع نخلها ؛ فجمع له هذا الحي من الأنصار ، ورئيسهم عمرو ابن طلة أخو بني النجار ، ثم أحد بني عمرو بن مبذول ، واسم مبذول‏‏‏:‏‏‏ عامر بن مالك بن النجار ، واسم النجار ‏‏‏:‏‏‏ تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ‏‏‏.‏‏‏

    عمرو بن طلة ونسبه

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏عمرو بن طلة ‏‏‏:‏‏‏ عمرو بن معاوية بن عمرو بن عامر بن مالك بن النجار ‏‏‏:‏‏‏ وطلة أمه ، وهي بنت عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبدالحارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ‏‏‏.‏‏‏

    قصة مقاتلة تبان لأهل المدينة

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقد كان رجل من بني عدي بن النجار ، يقال له أحمر، عدا على رجل من أصحاب تبع حين نزل بهم فقتله ، وذلك أنه وجده في عذق له يجُدُّهُ فضربه بمنجله فقتله ، وقال ‏‏‏:‏‏‏ إنما التمر لمن أبره‏‏‏.‏‏‏ فزاد ذلك تبعا حنقا عليهم ، قال ‏‏‏:‏‏‏ فاقتتلوا ‏‏‏.‏‏‏ فتزعم الأنصار أنهم كانوا يقاتلونه بالنهار ، ويقرونه بالليل ، فيعجبه ذلك منهم ، ويقول ‏‏‏:‏‏‏ والله إن قومنا لكرام ‏‏‏.‏‏‏

    انصراف تبان عن إهلاك المدينة ، و شعر خالد في ذلك

    فبينا تبع على ذلك من قتالهم ، إذ جاءه حبران من أحبار اليهود ، من ‏‏بني قريظة - وقريظة والنضير والنجَّام وعمرو ، وهو هدل ، بنو الخزرج بن الصريح بن التوءمان بن السبط بن اليسع بن سعد بن لاوي بن خير بن النجام بن تنحوم بن عازر بن عزرى بن هارون بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ، وهو إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ، صلى الله عليهم - عالمان راسخان في العلم ، حين سمعا بما يريد من إهلاك المدينة وأهلها ‏‏‏.‏‏‏ فقالا له ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، لا تفعل فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها ، ولم نأمن عليك عاجل العقوبة ؛ فقال لهما ‏‏‏:‏‏‏ ولم ذلك ‏‏‏؟‏‏‏ فقالا ‏‏‏:‏‏‏ هي مهاجر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في أخر الزمان ، تكون داره وقراره ؛ فتناهى عن ذلك‏‏‏.‏‏‏ ورأى أن لهما علما ، وأعجبه ما سمع منهما ، فانصرف عن المدينة، واتبعهما على دينهما ، فقال خالد بن عبدالعزى بن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار يفخر بعمرو بن طلة ‏‏‏:‏‏‏

    أصحا أم قد نهى ذكره * أم قضى من لذة وطرهْ

    أم تذكرت الشباب وما * ذكرك الشباب أو عصره

    إنها حرب رباعية * مثلها أتي الفتى عبره

    فاسألا عمران أو أسدا * إذ أتت عدوا مع الزهرهْ

    فيلق فيها أبو كرب * سبغ أبدانها ذفره

    ثم قالوا ‏‏‏:‏‏‏ من نؤم بها * أبني عوف أم النجرهْ

    بل بني النجار إن لنا * فيهم قتلى وإن تره ‏‏

    فتلقتهم مسايفة * مدها كالغيبة النثره

    فيهم عمرو بن طلة ملى * الإله قومه عمره

    سيد سامى الملوك ومن * رام عمرا لا يكن قدره

    وهذا الحي من الأنصار يزعمون أنه إنما كان حنق تبع على هذا الحي من يهود الذين كانوا بين أظهرهم ، وإنما أراد هلاكهم فمنعوهم منه ، حتى انصرف عنهم ، ولذلك قال في شعره ‏‏‏:‏‏‏

    حنقا على سبطين حلا يثربا * أولى لهم بعقاب يوم مفسد

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏الشعر الذي فيه هذا البيت مصنوع ، فذلك الذي منعنا من إثباته ‏‏‏.‏‏‏

    تبع يذهب إلى مكة ويطوف بالكعبة

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان تبع وقومه أصحاب أوثان يعبدونها ، فتوجه إلى مكة ، وهي طريقه إلى اليمن ، حتى إذا كان بين عسفان ، وأمج ، أتاه نفر من هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ، فقالوا له‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، ألا ندلك على بيت مال دائر أغفلته الملوك قبلك ، فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ بلى ؛ قالوا ‏‏‏:‏‏‏ بيت بمكة يعبده أهله ، ويصلون عنده ‏‏‏.‏‏‏ وإنما أراد الهذليون هلاكه بذلك ، لما عرفوا من هلاك من أراده من الملوك وبغى عنده ‏‏‏.‏‏‏ فلما أجمع لما قالوا أرسل إلى الحبرين ، فسألهما عن ذلك ، فقالا له ‏‏‏:‏‏‏ ما أراد القوم إلا هلاكك وهلاك جندك ، ما نعلم بيتا لله اتخذه في الأرض لنفسه غيره ، ولئن فعلت ما دعوك إليه لتهلكن وليهلكن من معك جميعا ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فماذا تأمرانني أن أصنع إذا أنا قدمت عليه ‏‏‏؟‏‏‏ قالا ‏‏‏:‏‏‏ تصنع عنده ما يصنع أهله ‏‏‏:‏‏‏ تطوف به وتعظمه وتكرمه ، وتحلق رأسك عنده ، وتذل له ، حتى تخرج من عنده؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فما يمنعكما أنتما من ذلك ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيم، وإنه لكما أخبرناك ، ولكن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التي نصبوها حوله ، وبالدماء التي يهرقون عنده ، وهم نجس أهل شرك - أو كما قالا له - فعرف نصحهما وصدق حديثهما فقرب النفر من هذيل ، فقطع أيديهم وأرجلهم ، ثم مضى حتى قدم مكة ، فطاف بالبيت ، ونحر عنده، وحلق رأسه ، وأقام بمكة ستة أيام - فيما يذكرون - ينحر بها للناس ، ويطعم أهلها ويسقيهم العسل ، ثم أري في المنام أن يكسو البيت أحسن من ذلك ، فكساه الخصف ؛ ثم أري أن يكسوه ‏‏أحسن من ذلك ، فكساه المعافر ؛ ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك ، فكساه الملاء والوصائل ، فكان تبع - فيما يزعمون - أول من كسا البيت ، وأوصى به ولاته من جرهم ، وأمرهم بتطهيره وألا يقربوه دما ولا ميتة ولا مئلاة، وهي المحايض ، وجعل له بأبا ومفتاحا ، وقالت سبيعة بنت الأحب بن زبينة بن جذيمة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن ‏‏قيس بن عيلان ، وكانت عند عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، لابن لها منه يقال له خالد ، تعظم عليه حرمة مكة ، وتنهاه عن البغي فيها ، وتذكر تبعا وتذللـه لها ، وما صنع بها ‏‏‏:‏‏‏

    أبني لا تظلم بمكة * لا الصغير ولا الكبيرْ

    واحفظ محارمها بني * ولا يغرنك الغرور

    أبني من يظلم بمكة * يلق أطراف الشرور

    أبني يضرب وجهه * ويلح بخديه السعير

    أبني قد جربتها * فوجدت ظالمها يبور

    الله أمنها وما * بنيت بعرصتها قصور

    والله آمن طيرها * والعصم تأمن في ثبير

    ولقد غزاها تبع * فكسا بنيتها الحبير

    وأذل ربي ملكه * فيها فأوفى بالنذور

    يمشي إليها حافيا * بفنائها ألفا بعير

    ويظل يطعم أهلها * لحم المهاري والجزور

    يسقيهم العسل المصفى * والرحيض من الشعير

    والفيل أُهلك جيشه * يرمون فيها بالصخور

    والملك في أقصى البلا * د وفي الأعاجم والخزير

    فاسمع إذا حُدّثت وافهم * كيف عاقبة الأمور ‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏يوقف على قوافيها لا تعرب ‏‏‏.‏‏‏

    أصل اليهودية باليمن

    ثم خرج منها متوجها إلى اليمن بمن معه من جنوده وبالحبرين ، حتى إذا دخل اليمن دعا قومه إلى الدخول فيما دخل فيه ، فأبوا عليه ، حتى يحاكموه إلى النار التي كانت باليمن ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي ، قال‏‏‏:‏‏‏ سمعت إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله يحدث ‏‏‏:‏‏‏

    أن تبعا لما دنا من اليمن ليدخلها حالت حمير بينه وبين ذلك ، وقالوا ‏‏‏:‏‏‏ لا تدخلها علينا ، وقد فارقت ديننا ، فدعاهم إلى دينه وقال ‏‏‏:‏‏‏ إنه خير من دينكم ؛ فقالوا ‏‏‏:‏‏‏ فحاكمنا إلى النار ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم ‏‏‏.‏‏‏ قال وكانت باليمن - فيما يزعم أهل اليمن - نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه ، تأكل الظالم ولا تضر المظلوم ، فخرج قومه بأوثانهم وما يتقربون به في دينهم ، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما متقلديها ، حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخرج منه ، فخرجت النار إليهم ، فلما أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها ، فذمرهم من حضرهم من الناس ، وأمروهم بالصبر لها ، فصبروا حتى غشيتهم ، فأكلت الأوثان وما قربوا معها ، ومن حمل ذلك من رجال حمير ، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما تعرق جباههما لم تضرهما فأصفقت عند ذلك حمير على دينه ؛ فمن هنالك وعن ذلك كان أصل اليهودية باليمن ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقد حدثني محدث أن الحبرين ، ومن خرج من حمير، إنما اتبعوا النار ليردوها ، وقالوا ‏‏‏:‏‏‏ من ردها فهو أولى بالحق ؛ فدنا‏‏ منها رجال من حمير بأوثانهم ليردوها فدنت منهم لتأكلهم، فحادوا عنها ولم يستطيعوا ردها ، ودنا منها الحبران بعد ذلك ، وجعلا يتلوان التوراة وتنكص عنهما ، حتى رداها إلى مخرجها الذي خرجت منه، فأصفقت عند ذلك حمير على دينهما ، والله أعلم أي ذلك كان ‏‏‏.‏‏‏

    هدم البيت المسمى رئام

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان رئام بيتا لهم يعظمونه ، وينحرون عنده ، ويكلمون منه إذ كانوا على شركهم ‏‏‏.‏‏‏ فقال الحبران لتبع ‏‏‏:‏‏‏ إنما هو شيطان يفتنهم بذلك فخل بيننا وبينه ؛ فاستخرجا منه - فيما يزعم أهل اليمن - كلبا أسود فذبحاه ، ثم هدما ذلك البيت ، فبقاياه اليوم - كما ذكر لي - بها آثار الدماء التي كانت تهراق عليه ‏‏‏.‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:05 am

    ملك حسان بن تبان وقتله على يد أخيه عمرو

    سبب قتله

    فلما ملك ابنه حسان بن تبان أسعد أبي كرب سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب وأرض الأعاجم ، حتى إذا كانوا ببعض أرض العراق - قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏بالبحرين فيما ذكر لي بعض أهل العلم - ‏‏كرهت حمير وقبائل اليمن المسير معه ، وأرادوا الرجعة إلى بلادهم وأهلهم، فكلموا أخا له يقال له عمرو ، وكان معه في جيشه ، فقالوا له‏‏‏:‏‏‏ اقتل أخاك حسان ونملكك علينا ، وترجع بنا إلى بلادنا ، فأجابهم ‏‏‏.‏‏‏ فاجتمعوا على ذلك إلا ذا رعين الحميري ، فإنه نهاه عن ذلك فلم يقبل منه، فقال ذو رعين ‏‏‏:‏‏‏

    ألا من يشتري سهرا بنوم * سعيد من يبيت قرير عين

    فإما حمير غدرت وخانت * فمعذرة الإله لذي رعين

    ثم كتبهما في رقعة ، وختم عليها ، ثم أتى بها عَمْرا ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ ضع لي هذا الكتاب عندك ، ففعل ، ثم قتل عمرو أخاه حسان ، ورجع بمن معه إلى اليمن ؛ فقال رجل من حمير ‏‏‏:‏‏‏

    لاه عينا الذي رأى مثل حسا * ن قتيلا في سالف الأحقاب ‏‏

    قتلته مقأول خشية الحبس * غداة قالوا ‏‏‏:‏‏‏ لباب لباب

    ميتكم خيرنا وحيكم * رب علينا وكلكم أربابي

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقوله لباب لباب ‏‏‏:‏‏‏ لا بأس لا بأس ، بلغة حمير ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ويروى ‏‏‏:‏‏‏ لباب لباب ‏‏‏.‏‏‏

    هلاك عمرو وتفرق حمير

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما نزل عمرو بن تبان اليمن منع منه النوم ، وسلط عليه السهر ، فلما جهده ذلك سأل الأطباء والحزاة من الكهان والعرافين عما به ؛ فقال له قائل منهم ‏‏‏:‏‏‏ إنه والله ما قتل رجل قط أخاه ، أو ذا رَحمه بغيا على مثل ما قتلت أخاك عليه ، إلا ذهب نومه ، وسلط عليه السهر‏‏‏.‏‏‏ فلما قيل له ذلك جعل يقتل كل من أمره بقتل أخيه حسان من أشراف اليمن ، حتى خلص إلى ذي رعين ، فقال له ذو رعين ‏‏‏:‏‏‏ إن لي عندك براءة؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ وما هي ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ الكتاب الذي دفعت إليك ؛ فأخرجه فإذا البيتان ، فتركه ورأى أنه قد نصحه ‏‏‏.‏‏‏ وهلك عمرو ، فمرج أمر حمير عند ذلك وتفرقوا ‏‏‏.‏

    خبر لخنيعة وذي نواس

    تولية الملك ، و شئ من سيرته ، ثم قتله

    فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة ، يقال له لخنيعة ينوف ذو شناتر ، فقتل خيارهم ، وعبث ببيوت أهل المملكة منهم ؛ فقال قائل من حمير للخنيعة ‏‏‏:‏‏‏

    تقتل أبناها وتنفي سراتها * وتبني بأيديها لها الذل حمير

    تدمر دنياها بطيش حلومها * وما ضيعت من دينها فهو أكثر

    كذاك القرون قبل ذاك بظلمها * وإسرافها تأتي الشرور فتخسر

    فسوق لخنيعة

    وكان لخنيعة امرأ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك ، فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك ، لئلا يملك بعد ذلك ، ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده ، قد أخذ مسواكا فجعله في فيه ، أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه ‏‏‏.‏‏‏ حتى بعث إلى زرعة ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان ، وكان صبيا صغيرا حين قتل حسان ، ثم شب غلاما جميلا وسيما ، ذا هيئة وعقل ؛ فلما أتاه رسوله عرف ما يريد منه ، فأخذ سكينا حديدا لطيفا ، فخبأه بين قدمه ونعله ، ثم أتاه ؛ فلما خلا معه وثب إليه ، فواثبه ذو نواس فوجأه حتى قتله ، ثم حز رأسه ، فوضعه في الكوة التي كان يشرف منها ، ووضع مسواكه في فيه ، ثم خرج على الناس ، فقالوا له ‏‏‏:‏‏‏ ذا نواس ، أرطب أم يباس ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ سل نخماس استرطبان ذو نواس ‏‏‏.‏‏‏ استرطبان لا باس - قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏هذا كلام حمير ‏‏‏.‏‏‏ ونخماس ‏‏‏:‏‏‏ الرأس - فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع ، فخرجوا في إثر ذي نواس حتى أدركوه ، فقالوا ‏‏‏:‏‏‏ ما ينبغي أن يملكنا غيرك ‏‏‏:‏‏‏ إذ أرحتنا من هذا الخبيث ‏‏‏.‏‏‏

    ملك ذي نواس

    فملكوه ، واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن ، فكان آخر ملوك حمير ، وهو صاحب الأخدود ، وتسمى يوسف ، فأقام في ملكه زمانا ‏‏‏.‏‏‏

    سبب وجود النصرانية بنجران

    وبنجران بقايا من أهل دين عيسى بن مريم عليه السلام على الإنجيل ، أهل فضل ، واستقامة من أهل دينهم ، لهم رأس يقال له عبدالله بن الثامر ، وكان موقع أصل ذلك الدين بنجران ، وهي بأوسط أرض العرب في ذلك الزمان ، وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها ، وذلك أن رجلا من بقايا أهل ذلك الدين يقال له فيميون - وقع بين أظهرهم، فحملهم عليه ، فدانوا به ‏‏‏.‏‏‏

    ابتداء وقوع النصرانية بنجران

    فيميون و صالح و نشر النصرانية بنجران

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني المغيرة بن أبي لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني أنه حدثهم ‏‏‏:‏‏‏ أن موقع ذلك الدين بنجران كان أن رجلا من بقايا أهل دين عيسى بن مريم يقال له فيميون ، وكان رجلا صالحا مجتهدا زاهدا في الدنيا ، مجاب الدعوة وكان سائحا ينزل بين القرى ، لا يعرف بقرية إلا خرج منها إلى قرية لا يعرف بها ، وكان لا يأكل إلا من كسب يديه ، وكان بناء يعمل الطين وكان يعظم الأحد ، فإذا كان يوم الأحد لم يعمل فيه شيئا ، وخرج إلى فلاة من الأرض يصلي بها حتى يمسي ‏‏‏.‏‏‏

    قال ‏‏‏:‏‏‏ وكان في قرية من قرى الشام يعمل عمله ذلك مستخفيا ، ففطن لشأنه رجل من أهلها يقال له صالح ، فأحبه صالح حبا لم يحبه شيئا كان قبله ، فكان يتبعه حيث ذهب ، ولا يفطن له فيميون ‏‏‏:‏‏‏ حتى خرج مرة في يوم الأحد إلى فلاة من الأرض ، كما كان يصنع ، وقد اتبعه صالح ، وفيميون لا يدري ، فجلس صالح منه منظر العين مستخفيا منه ، لا يحب أن يعلم بمكانه ، وقام فيميون يصلى ، فبينما هو يصلي إذ أقبل نحوه التنين - الحية ذات الرءوس السبعة - فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ، ورآها صالح ولم يدر ما أصابها ، فخافها عليه ، فَعِيلَ عَوْلُهُ ، فصرخ يا فيميون ، التنين قد أقبل نحوك ؛ فلم يلتفت إليه ، وأقبل على صلاته حتى فرغ منها ، وأمسى فانصرف ‏‏‏.‏‏‏ وعَرف أنه قد عُرف ، وعرف صالح أنه قد رأى مكانه ؛ فقال له ‏‏‏:‏‏‏ يا فيميون ‏‏‏:‏‏‏ تعلم والله أني ما أحببت شيئا قط حبك ، وقد أردت صحبتك ، والكينونة معك حيث كنت ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ ما شئت ، أمرى كما ترى ، فإن علمت أنك تقوى عليه فنعم، فلزمه صالح ‏‏‏.‏‏‏ وقد كاد أهل القرية يفطنون لشأنه ، وكان إذا فاجأه العبد به الضر دعا له فشفي ، وإذا دعي إلى أحد به ضر لم يأته ؛ وكان لرجل من أهل القرية ابن ضرير ، فسأل عن شأن فيميون فقيل له ‏‏‏:‏‏‏ إنه لا يأتي أحدا دعاه ، ولكنه رجل يعمل للناس البنيان بالأجر ‏‏‏.‏‏‏

    فعمد الرجل إلى ابنه ذلك فوضعه في حجرته وألقى عليه ثوبا ، ثم جاءه فقال له ‏‏‏:‏‏‏ يا فيميون ، إني قد أردت أن أعمل في بيتي عملا ، فانطلق معي إليه حتى تنظر إليه ، فأشارطك عليه ‏‏‏.‏‏‏ فانطلق معه ، حتى دخل حجرته ، ثم قال له ‏‏‏:‏‏‏ ما تريد أن تعمل في بيتك هذا ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ كذا وكذا ؛ ثم انتشط الرجل الثوب عن الصبي ، ثم قال له ‏‏‏:‏‏‏ يا فيميون ، عبد من عباد الله أصابه ما ترى ، فادع الله له ‏‏‏.‏‏‏ فدعا له فيميون ، فقام الصبي ليس به بأس ‏‏‏.‏‏‏

    وعرف فيميون أنه قد عرف ، فخرج من القرية واتبعه صالح ، فبينما هو يمشي في بعض الشام إذ مر بشجرة عظيمة ، فناداه منها رجل ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ يا فيميون ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ ما زلت أنظرك وأقول متى هو جاء ، حتى سمعت صوتك ، فعرفت أنك هو ، لا تبرح حتى تقوم علي ، فإني ميت الآن ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فمات وقام عليه حتى واراه ، ثم انصرف ، وتبعه صالح ، حتى وطئا بعض أرض العرب ، فعدوا عليهما ‏‏‏.‏‏‏

    فاختطفتهما سيارة من بعض العرب ، فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران، وأهل نجران يومئذ على دين العرب ، يعبدون نخلة طويلة بين أظهرهم ، لها عيد في كل سنة ، إذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه ، وحليّ النساء ، ثم خرجوا إليها فعكفوا عليها يوما ‏‏‏.‏‏‏

    فابتاع فيميون رجل من أشرافهم ، وابتاع صالحا آخر ‏‏‏.‏‏‏

    فكان فيميون إذا قام من الليل يتهجد في بيت له - أسكنه إياه سيده - يصلي ، استسرج له البيتُ نورا حتى يصبح من غير مصباح ؛ فرأى ذلك سيده ، فأعجبه ما يرى منه ، فسأله عن دينه ، فأخبره به ، وقال له فيميون ‏‏‏:‏‏‏ إنما أنتم في باطل ، إن هذه النخلة لا تضر ولا تنفع ، ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده لأهلكها ، وهو الله وحده لا شريك له ‏‏‏.‏‏‏

    قال ‏‏‏:‏‏‏ فقال له سيده ‏‏‏:‏‏‏ فافعل ، فإنك إن فعلت دخلنا في دينك ، وتركنا ما نحن عليه ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ فقام فيميون ، فتطهر وصلى ركعتين ، ثم دعا الله عليها، فأرسل الله عليها ريحا فجعفتها من أصلها فألقتها ، فاتبعه عند ذلك أهل نجران على دينه ، فحملهم على الشريعة من دين عيسى بن مريم عليه السلام ، ثم دخلت عليهم الأحداث التي دخلت على أهل دينهم بكل أرض ، فمن هنالك كانت النصرانية بنجران في أرض العرب ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فهذا حديث وهب بن منبه عن أهل نجران ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏‏‏

    خبر عبدالله بن الثامر ، و قصة أصحاب الأخدود

    فيميون و عبدالله بن الثامر واسم الله الأعظم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي، وحدثني أيضا بعض أهل نجران عن أهلها ‏‏‏:‏‏‏

    أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان ، وكان في قرية من قراها قريبا من نجران - ونجران ‏‏‏:‏‏‏ القرية العظمى التي إليها جماع أهل تلك البلاد - ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر ، فلما نزلها فيميون - ولم يسموه لي باسمه الذي سماه به وهب بن منبه ، قالوا ‏‏‏:‏‏‏ رجل نزلها - ابتنى خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي بها الساحر ، فجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر يعلمهم السحر فبعث إليه الثامر ابنه عبدالله بن الثامر ، مع غلمان أهل نجران فكان إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى منه من صلاته وعبادته ، فجعل يجلس إليه ، ويسمع منه ، حتى أسلم ، فوحد الله وعبده ، وجعل يسأله عن شرائع الإسلام ، حتى إذا فقه فيه جعل يسأله عن الاسم الأعظم ، وكان يعلمه ، فكتمه إياه ، وقال له‏‏‏:‏‏‏ يا ابن أخي ، إنك لن تحمله ، أخشى عليك ضعفك عنه ، والثامر أبو عبدالله لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان ، فلما رأى عبدالله أن صاحبه قد ضن به عنه ، وتخوف ضعفه فيه ، عمد إلى قداح فجمعها ، ثم لم يبق لله اسما يعلمه إلا كتبه في قدح ، و لكل اسم قدح ، حتى إذا أحصاها أوقد لها نارا ، ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا، حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه ، فوثب القدح حتى خرج منها لم تضره شيئا ، فأخذه ثم أتى صاحبه فأخبره بأنه قد علم الاسم الذي كتمه ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ وما هو ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ هو كذا وكذا ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ وكيف علمته ‏‏‏؟‏‏‏ فأخبره بما صنع ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ أَيِ ابنَ ‏‏أخي ، قد أصبته فأمسك على نفسك وما أظن أن تفعل ‏‏‏.‏‏‏

    عبدالله بن الثامر يدعو إلى التوحيد

    فجعل عبدالله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال يا عبدالله ، أتوحد الله وتدخل في ديني وأدعو الله فيعافيك مما أنت فيه من البلاء‏‏‏؟‏‏‏ فيقول ‏‏‏:‏‏‏ نعم ؛ فيوحد الله ويسلم ، ويدعو له فيشفى ‏‏‏.‏‏‏ حتى لم يبق بنجران أحد به ضر إلا أتاه الله فاتبعه على أمره ، ودعا له فعوفي حتى رفع شأنه إلى ملك نجران ، فدعاه فقال له ‏‏‏:‏‏‏ أفسدت علي أهل قريتي ، وخالفت ديني ودين أبائي ، لأمثلن بك ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا تقدر على ذلك ‏‏‏.‏‏‏

    قال ‏‏‏:‏‏‏ فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح على رأسه فيقع إلى الأرض ليس به بأس ؛ وجعل يبعث به إلى مياه بنجران ، بحُور لا يقع فيها شيء إلا هلك ، فيلقى فيها ‏‏فيخرج ليس به بأس ‏‏‏.‏‏‏

    فلما غلبه قال له عبدالله بن الثامر ‏‏‏:‏‏‏ إنك والله لن تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بما آمنت به ، فإنك إن فعلت ذلك سلطت علي فقتلتني ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ فوحد الله تعالى ذلك الملك ، وشهد شهادة عبدالله بن الثامر ، ثم ضربه بعصا في يده فشجه شجة غير كبيرة ، فقتله ، ثم هلك الملك مكانه؛ واستجمع أهل نجران على دين عبدالله بن الثامر ، وكان على ما جاء به عيسى بن مريم من الإنجيل وحكمه ، ثم أصابهم مثل ما أصاب أهل دينهم من الأحداث ، فمن هنالك كان أصل النصرانية بنجران ، والله أعلم بذلك‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فهذا حديث محمد بن كعب القرظي ، وبعض أهل نجران عن عبدالله بن الثامر ، والله أعلم أي ذلك كان ‏‏‏.‏‏‏

    ذو نواس يدعو أهل نجران إلى اليهودية

    فسار إليهم ذو نواس بجنوده ، فدعاهم إلى اليهودية ، وخيرهم بين ذلك والقتل ، فاختاروا القتل ، فخد لهم الأخدود ، فحرق من حرق بالنار ، وقتل من قتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا ، ففي ذي نواس وجنده تلك أنزل الله تعالى على رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ قتل أصحاب الأخدود ، النار ذات الوقود ، إذ هم عليها قعود ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏

    تفسير الأخدود

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏الأخدود ‏‏‏:‏‏‏ الحفر المستطيل في الأرض ، كالخندق والجدول ونحوه ، وجمعه أخاديد ‏‏‏.‏‏‏

    قال ذو الرمة ، واسمه غيلان بن عقبة ، أحد بني عدي بن عبد مناف بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ‏‏‏:‏‏‏

    من العراقية اللاتي يحيل لها * بين الفلاة وبين النخل أخدود

    يعني جدولا ‏‏‏.‏‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ ويقال لأثر السيف والسكين في الجلد وأثر السوط ونحوه ‏‏‏:‏‏‏ أخدود ، وجمعه أخاديد ‏‏‏.‏‏‏

    نهاية عبدالله بن الثامر

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ كان فيمن قتل ذو نواس عبدالله بن الثامر ، رأسهم وإمامهم ‏‏‏.‏‏‏

    ما يروى عن ابن الثامر في قبره

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه حدث ‏‏‏:‏‏‏

    أن رجلا من أهل نجران كان في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجته ، فوجدوا عبدالله بن الثامر تحت دفن منها قاعدا ، واضعا يده على ضربة في رأسه ، ممسكا عليها بيده ، فإن أخرت يده عنها تنبعث دما ، وإذا أرسلت يده ردها عليها ، فأمسكت دمها ، وفي يده خاتم مكتوب فيه ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ ربي الله ‏‏‏)‏‏‏ فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب يخبر بأمره ، فكتب إليهم عمر رضي الله عنه ‏‏‏:‏‏‏ أن أقروه على حاله ، وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ، ففعلوا ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:08 am

    ما قيل في قصة الفيل من الشعر

    إعظام العرب قريشا بعد حادثة الفيل

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فلما رد الله الحبشة عن مكة ، وأصابهم بما أصابهم به من النقمة ، أعظمت العرب قريشا ، وقالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ هم أهل الله ، قاتل الله عنهم وكفاهم مئونة عدوهم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فقالوا في ذلك أشعارا يذكرون فيها ما صنع الله بالحبشة ، وما رد عن قريش من كيدهم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    شعر عبدالله بن الزبعرى في وقعة الفيل

    فقال عبدالله بن الزبعرى بن عدي بن ‏‏قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    تنكلوا عن بطن مكة إنها * كانت قديما لا يرام حريمها

    لم تخلق الشعرى ليالي حرمت * إذ لا عزيز من الأنام يرومها

    سائل أمير الجيش عنها ما رأى * ولسوف يُنبي الجاهلين عليمها

    ستون ألفا لم يئوبوا أرضهم * ولم يعش بعد الإياب سقيمها

    كانت بها عاد وجرهم قبلهم * والله من فوق العباد يقيمها

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ يعني ابن الزبعرى بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏ بعد الإياب سقيهما أبرهةَ ، إذ حملوه معهم حين أصابه ما أصابه ، حتى مات بصنعاء ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    شعر ابن الأسلت في وقعة الفيل

    وقال أبو قيس بن الأسلت الأنصاري ثم الخطمي ، واسمه صيفي ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أبو قيس ‏‏‏‏:‏‏‏‏ صيفي بن الأسلت ‏‏بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الأوس ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    ومن صنعه يوم فيل الحبُو ش * إذ كلما بعثوه رزمْ

    محاجنهم تحت أقرابه * وقد شرموا أنفه فانخرم

    وقد جعلوا سوطه مغولا * إذا يمموه قفاه كلم

    فولى وأدبر أدراجه * وقد باء بالظلم من كان ثم

    فأرسل من فوقهم حاصبا * فلفهم مثل لف القزم

    تحض على الصبر أحبارهم * وقد ثأجوا كثؤاج الغنم

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والقصيدة أيضا تروى لأمية بن أبي الصلت ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال أبو قيس بن الأسلت ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    فقوموا فصلوا ربكم وتمسحوا * بأركان هذا البيت بين الأخاشب

    فعندكم منه بلاء مصدق غداة أبى يكسوم هادى الكتائب

    كتيبته بالسهل تمسي ورجله * على القاذفات في رءوس المناقب ‏‏‏‏

    فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم * جنود المليك بين ساف وحاصب

    فولوا سراعا هاربين ولم يؤب * إلى أهله ملحبش غير عصائب

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏أنشدني أبو زيد الأنصاري قوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    على القاذفات في رءوس المناقب

    وهذه الأبيات في قصيدة لأبي قيس ، سأذكرها في موضعها إن شاء الله ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ غداة أبي يكسوم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ يعني أبرهة ، كان يكنى أبا يكسوم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    شعر طالب بن أبي طالب في وقعة الفيل

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال طالب بن أبي طالب بن عبدالمطلب ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    ألم تعلموا ما كان في حرب داحس * وجيش أبي يكسوم إذ ملئوا الشعبا

    فلولا دفاع الله لا شيء غيره * لأصبحتم لا تمنعون لكم سربا

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذان البيتان في قصيدة له في يوم بدر ، سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    شعر أبي الصلت الثقفي في وقعة الفيل

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي في شأن الفيل ، ويذكر الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ تروى لأمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    إن آيات ربنا ثاقبات * لا يماري فيهن إلا الكفورُ

    خلق الليل والنهار فكل * مستبين حسابه مقدور

    ثم يجلو النهار رب رحيم * بمهاة شعاعها منشور

    حبس الفيل بالمغمس حتى * ظل يحبو كأنه معقور

    لازما حلقة الجران كما قطر * من صخر كبكب محدور

    حوله من ملوك كندة أبطا ل * ملاويث في الحروب صقور

    خلفوه ثم ابذعرُّوا جميعا * كلهم عظم ساقه مكسور

    كل دين يوم القيامة عندالله * إلا دين الحنيفة بور

    شعر الفرزدق في وقعة الفيل

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال الفرزدق - واسمه همام بن أحد بني مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم - يمدح سليمان بن عبدالملك بن مروان ، ويهجو الحجاج بن يوسف ، ويذكر الفيل وجيشه ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    فلما طغى الحجاج حين طغى به * غنى قال إني مرتق في السلالم

    فكان كما قال ابن نوح سأرتقي * إلى جبل من خشية الماء عاصم

    رمى الله في جثمانه مثل ما رمى * عن القبلة البيضاء ذات المحارم

    جنودا تسوق الفيل حتى أعادهم * هباء وكانوا مطرخمي الطراخم

    نصرت كنصر البيت إذ ساق فيله * إليه عظيم المشركين الأعاجم

    وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    شعر ابن قيس الرقيات في وقعة الفيل

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال عبدالله بن قيس الرقيات ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أحد بني عامر بن لؤي بن غالب يذكر أبرهة - وهو الأشرم - والفيلَ ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    كاده الأشرم الذي جاء بالفيل * فولى وجيشه مهزوم

    واستهلت عليهم الطير بالجندل * حتى كأنه مرجوم

    ذاك من يغزه من الناس يرجع وهو فل من الجيوش ذميم ‏‏

    وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    ملك يكسوم ثم مسروق ولدَيْ أبرهة على اليمن

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فلما هلك أبرهة ، ملك الحبشة ابنه يكسوم بن أبرهة ، وبه كان يكنى ؛ فلما هلك يكسوم بن أبرهة ، ملك اليمن في الحبشة أخوه مسروق بن أبرهة ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    خروج سيف بن ذي يزن وملك وهرز على اليمن

    سيف بن ذي يزن يشكو لقيصر

    فلما طال البلاء على أهل اليمن ، خرج سيف بن ذي يزن الحميري ، وكان يكنى بأبي مرة ، حتى قدم على قيصر ملك الروم ، فشكا إليه ما هم فيه ، وسأله أن يخرجهم عنه ويليهم هو ، ويبعث إليهم من شاء من الروم ، فيكون له ملك اليمن فلم يشكه و لم يجد عنده شيئا مما يريد ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    النعمان يتشفع لسيف بن ذي يزن عند كسرى

    فخرج حتى أتى النعمان بن المنذر ، وهو عامل كسرى على الحيرة ، وما يليها من أرض العراق ، فشكا إليه أمر الحبشة ، فقال له النعمان ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن لي على كسرى وفادة في كل عام ، فأقم حتى يكون ذلك ،ففعل ، ثم خرج معه ، فأدخله على كسرى ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    وكان كسرى يجلس في إيوان مجلسه الذي فيه تاجه ، وكان تاجه مثل القنقل العظيم - فيما يزعمون - يضرب فيه الياقوت واللؤلؤ والزبرجد بالذهب والفضة ، معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة في مجلسه ذلك ، وكانت عنقه لا تحمل تاجه ، إنما يستر بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ، ثم يدخل رأسه في تاجه ، فإذا استوى في مجلسه كشفت عنه الثياب ، فلا يراه رجل لم يره قبل ذلك ، إلا برك هيبة له ؛ فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    ابن ذي يزن بين يدي كسرى ،ومعاونة كسرى له

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ حدثني أبو عبيدة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أن سيفا لما دخل عليه طأطأ رأسه ، فقال الملك ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن هذا الأحمق يدخل علي من هذا الباب الطويل ، ثم يطأطئ رأسه ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فقيل ذلك لسيف ؛ فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إنما فعلت هذا لهمي ، لأنه يضيق عنه كل شيء ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ثم قال له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أيها الملك ، غلبتنا على بلادنا الأغربة ؛ فقال له كسرى ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أي الأغربة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ الحبشة أم السند فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بل الحبشة ، فجئتك لتنصرني ، ويكون ملك بلادي لك ؛ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بعدت بلادك مع قلة خيرها ، فلم أكن لأورط جيشا من فارس بأرض العرب ، لا حاجة لي بذلك ، ثم أجازه بعشرة آلاف درهم واف ، وكساه كسوة حسنة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فلما ‏‏قبض ذلك منه سيف خرج ، فجعل ينثر ذلك الورق للناس ، فبلغ ذلك الملك ، فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن لهذا لشأنا ، ثم بعث إليه ، فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس ؛ فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وما أصنع بهذا ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ ما جبال أرضي التي جئت منها إلا ذهب وفضة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ يرغبه فيها ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فجمع كسرى مرازبته ، فقال لهم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ماذا ترون في أمر هذا الرجل ، وما جاء له ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فقال قائل ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أيها الملك ، إن في سجونك رجالا قد حبستهم للقتل ، فلو أنك بعثتهم معه ، فإن يهلكوا كان ذلك الذي أردت بهم ، وإن ظفروا كان ملكا ازددته ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فبعث معه كسرى من كان في سجونه ، وكانوا ثمانمائة رجل ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    وهرز و سيف بن ذي يزن و انتصارهما على مسروق ، و ما قيل في ذلك من الشعر

    واستعمل عليهم رجلا يقال له وهرز ، وكان ذا سن فيهم ، وأفضلهم حسبا وبيتا ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فخرجوا في ثمان سفائن ، فغرقت سفينتان ، ووصل إلى ساحل عدن ست سفائن ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه ، وقال له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ رجلي مع رجلك حتى نموت جميعا أو نظفر جميعا ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    قال له وهرز ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنصفت ، وخرج إليه مسروق بن أبرهة ملك اليمن ، وجمع إليه جنده ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فأرسل إليهم وهرز ابنا له ، ليقاتلهم فيختبر قتالهم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فقتل ابن وهرز ، فزاده ذلك حنقا عليهم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    فلما تواقف الناس على مصافهم ، قال وهرز ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أروني ملكهم ؛ فقالوا له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أترى رجلا على الفيل عاقدا تاجه على رأسه ، بين عينيه ياقوته حمراء ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ نعم ، قالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ذاك ملكهم ؛ فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ اتركوه ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فوقفوا طويلا ، ثم قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ علام هو ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قد تحول على الفرس ؛ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ اتركوه ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فوقفوا طويلا ، ثم قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ علام هو ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قد تحول على البغلة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ قال وهرز ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بنتُ الحمار ذل وذل ملكه ، إني سأرميه ، فإن رأيتم أصحابه لم يتحركوا فاثبتوا حتى ‏‏أوذنكم ، فإني قد أخطأت الرجل ، وإن رأيتم القوم قد استداروا ولاثوا به ، فقد أصبت الرجل ، فاحملوا عليهم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    ثم وتر قوسه ، وكانت فيما يزعمون لا يوترها غيره من شدتها ، وأمر بحاجبيه فعصبا له ، ثم رماه ، فصك الياقوتة التي بين عينيه ، فتغلغلت النشابة في رأسه حتى خرجت من قفاه ، ونكس عن دابته ، واستدارت الحبشة ولاثت به ، وحملت عليهم الفرس ، وانهزموا ، فقتلوا وهربوا في كل وجه ؛ وأقبل وهرز ليدخل صنعاء ، حتى إذا أتى بابها ، قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ لا تدخل رايتي منكسة أبدا ، اهدموا الباب ، فهدم ؛ ثم دخلها ناصبا رايته ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    شعر سيف بن ذي يزن في هذه القصة

    فقال سيف بن ذي يزن الحميري ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏

    يظن الناس بالملكين * أنهما قد التأما

    ومن يسمع بلأمهما * فإن الخطب قد فقما

    قتلنا القيل مسروقا * وروينا الكثيب دما

    وإن القيل قيل النا س * وهرز مقسم قسما

    يذوق مشعشعا حتى * يفىء السبي والنعما

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذه الأبيات في أبيات له ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وأنشدني خلاد بن قرة السدوسي آخرها بيتا لأعشى بني قيس بن ثعلبة في قصيدة له ، وغيره من أهل العلم بالشعر ينكرها له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    شعر أبي الصلت

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي - قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وتروى لأمية بن أبي الصلت - ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن * ريمَّ في البحر للأعداء أحوالا ‏‏

    يمم قيصر لما حان رحلته * فلم يجد عنده بعض الذي سالا

    ثم انثنى نحو كسرى بعد عاشرة * من السنين يهين النفس والمالا

    حتى أتى ببني الأحرار يحملهم * إنك عَمري لقد أسرعت قلقالا

    لله درهم من عصبة خرجوا * ما إن أرى لهم في الناس أمثالا

    بيضا مرازبة غلبا أساورة * أُسدا تربب في الغيضات أشبالا

    يرمون عن شدف كأنها غبط * بزمخر يعجل المرمى إعجالا

    أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد * أضحى شريدهم في الأرض فلالا

    فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا * في رأس غمدان دارا منك محلالا

    واشرب هنيئا فقد شالت نعامتهم * وأسبل اليوم في برديك إسبالا

    تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعدُ أبوالا

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها ، إلا آخرها بيتا قوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    تلك المكارم لا قعبان من لبن *

    فإنه للنابغة الجعدي ‏‏‏‏.‏‏‏‏ واسمه حبان بن عبدالله بن قيس ، أحد بني جعدة ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    شعر عدي بن زيد

    قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال عدي بن زيد الحيري ، وكان أحد بني تميم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ثم أحد بني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم ، ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ عدي من العباد من أهل الحيرة ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    ما بعد صنعاء كان يعمرها * ولاة ملك جزل مواهبها

    رفعها من بني لدى قزع المزن * وتندى مسكا محاربها

    محفوفة بالجبال دون عرى الكائد * ما ترتقى غواربها

    يأنس فيها صوت النهام إذا * جاوبها بالعشي قاصبها

    ساقت إليها الأسباب جند بني * الأحرار فرسانها مواكبها

    وفوزت بالبغال توسق بالحتف * وتسعى بها توالبها

    حتى رآها الأقوال من طرف ال مَنْقَل * مخضرة كتائبها

    يوم ينادون آل بربر * واليكسوم لا يفلحن هاربها

    وكان يوم باقي الحديث وزا لت * إمة ثابت مراتبها

    وبدل الفيج بالزرافة والأيا م * جون جم عجائبها

    بعد بني تبع نخاورة * قد اطمأنت بها مرزابها

    قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وأنشدني أبو زيد الأنصاري ورواه لي عن المفضل الضبي ، قوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏

    يوم ينادون آل بربر واليكسوم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏الخ *

    هزيمة الأحباش ، و نبوءة سطيح و شق

    وهذا الذي عنى سطيح بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ يليه إرم ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحدا منهم باليمن ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

    والذي عنى شق بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ غلام ليس بدني ولا مدنّ ، يخرج عليهم من بيت ذي يزن ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:14 am

    أولاد عبدالمطلب بن هاشم

    أولاد عبدالمطلب وامهاتهم

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فولد عبدالمطلب بن هاشم عشرة نفر وست نسوة ‏‏‏:‏‏‏ العباس ، وحمزة ، وعبدالله ، وأبا طالب - واسمه عبد مناف - والزبير ، والحارث ، وحجلا ، والمقوم ، وضرارا ، وأبا لهب - واسمه عبدالعزى - وصفية ، وأم حكيم البيضاء ، وعاتكة ، وأميمة ، وأروى ، و برة ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏

    فأم العباس وضرار ‏‏‏:‏‏‏ نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر - وهو الضحيان - بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ أفصى بن دعمي بن جديلة ‏‏‏.‏‏‏

    وأم حمزة والمقوم وحجل ، وكان يلقب بالغيداق لكثرة خيره ، وسعة ماله ، وصفية ‏‏‏:‏‏‏ هالة بنت وهيب بن عبد مناة بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي ‏‏‏.‏‏‏

    وأم عبدالله ، وأبي طالب ، والزبير ، وجميع النساء غير صفية ‏‏‏:‏‏‏ فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏

    وأمها ‏‏‏:‏‏‏ صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏

    وأم صخرة ‏‏‏:‏‏‏ تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏

    وأم الحارث بن عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ سمراء بنت جندب بن جحير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة ‏‏‏.‏‏‏

    وأم أبي لهب ‏‏‏:‏‏‏ لُبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏

    أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهاتها

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فولد عبدالله بن عبدالمطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم ، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ، صلوات الله وسلامة ورحمته وبركاته عليه وعلى آله ‏‏‏.‏‏‏

    وأمه ‏‏‏:‏‏‏ آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏

    وأمها ‏‏‏:‏‏‏ برة بنت عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏

    وأم برة ‏‏‏:‏‏‏ أم حبيب بنت أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏

    وأم أم حبيب ‏‏‏:‏‏‏ برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبا ، وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم ‏‏‏.‏‏‏

    حديث مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم

    احتفار زمزم

    قال ‏‏‏:‏‏‏ حدثنا أبو محمد عبدالملك بن هشام قال ‏‏‏:‏‏‏ وكان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثنا به زياد بن عبدالله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي ‏‏‏:‏‏‏ بينما عبدالمطلب بن هاشم نائم في الحجر ، إذ أتي فأمر بحفر زمزم ، وهي دفن بين صنمي قريش ‏‏‏:‏‏‏ إساف ونائلة ، عند منحر قريش ‏‏‏.‏‏‏ وكانت جرهم دفنتها حين ظعنوا من مكة ، وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، التي سقاه الله حين ظمىء وهو صغير ، فالتمست له أمه ماء فلم تجده ، فقامت إلى الصفا تدعو الله وتستغيثه لإسماعيل ، ثم أتت المروة ففعلت مثل ذلك ‏‏‏.‏‏‏

    وبعث الله تعالى جبريل عليه السلام ، فهمز له بعقبه في الأرض ، فظهر الماء ، وسمعت أمه أصوات السباع فخافتها عليه ، فجاءت تشتد نحوه ، فوجدته يفحص بيده عن الماء من تحت خده ويشرب ، فجعلته حِسْيا ‏‏‏.‏‏‏‏‏

    أمر جرهم ودفن زمزم
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:14 am

    ولاة البيت من ولد إسماعيل

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وكان من حديث جرهم ، ودفنها زمزم ، وخروجها من مكة ، ومن ولي أمر مكة بعدها إلى أن حفر عبدالمطلب زمزم ، ما حدثنا به زياد بن عبدالله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي ، قال ‏‏‏:‏‏‏

    لما توفي إسماعيل بن إبراهيم ولي البيت بعده ابنه نابت بن إسماعيل ما شاء الله أن يليه ، ثم ولي البيت بعده مُضاض بن عمرو الجرهمي ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ مِضاض بن عمرو الجرهمي ‏‏‏.‏‏‏

    بغي جرهم و قطوراء ، و ما كان بينهما

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وبنو إسماعيل وبنو نابت مع جدهم مضاض بن عمرو وأخوالهم من جرهم ‏‏‏.‏‏‏ وجرهم وقطوراء يومئذ أهل مكة ، وهما ابنا عم ، وكانا ظعنا من اليمن ، فأقبلا سيارة ، وعلى جرهم مضاض بن عمرو ، وعلى قطوراء السميدع ، رجل منهم ‏‏‏.‏‏‏ وكانوا إذا خرجوا من اليمن لم يخرجوا إلا ولهم ملك يقيم أمرهم ‏‏‏.‏‏‏

    فلما نزلا مكة رأيا بلدا ذا ماء وشجر ، فأعجبهما فنزلا به ‏‏‏.‏‏‏ فنزل مضاض بن عمرو بمن معه من جرهم بأعلى مكة بقعيقعان فما حاز ‏‏‏.‏‏‏ ونزل السميدع بقطوراء ، أسفل مكة بأجياد فما حاز ‏‏‏.‏‏‏ فكان مضاض يعشر من دخل مكة من أعلاها ، وكان السميدع يعشر من دخل مكة من أسفلها ، وكل في قومه لا يدخل واحد منهما على صاحبه ‏‏‏.‏‏‏ ثم إن جرهم وقطوراء ، بغى بعضهم على بعض ، وتنافسوا الملك بها ، ومع مضاض يومئذ بنو إسماعيل وبنو نابت ، وإليه ولاية البيت دون السميدع ، فصار بعضهم إلى بعض ، فخرج مضاض بن عمرو بن قعيقعان في كتيبته سائرا إلى السميدع ، ومع كتيبته عدتها من الرماح والدرق والسيوف والجعاب ، يُقعقع بذلك معه ، فيقال ‏‏‏:‏‏‏ ما سمي قُعَيْقعان بقعيقعان إلا لذلك ‏‏‏.‏‏‏

    وخرج السميدع من أجياد ومعه الخيل والرجال ، فيقال ‏‏‏:‏‏‏ ما سمي أجياد أجيادا إلا لخروج الجياد من الخيل مع السميدع منه ‏‏‏.‏‏‏ فالتقوا بفاضح ، واقتتلوا قتالا شديدا ، فقُتل السميدع ، وفضحت قطوراء ‏‏‏.‏‏‏ فيقال ‏‏‏:‏‏‏‏ ما سمي فاضح فاضحا إلا لذلك ‏‏‏.‏‏‏

    ثم إن القوم تداعوا إلى الصلح ، فساورا حتى نزلوا المطابخ ‏‏‏:‏‏‏ شعبا بأعلى مكة ، واصطلحوا به ، وأسلموا الأمر إلى مضاض ‏‏‏.‏‏‏ فلما جمع إليه أمر مكة فصار ملكها له ، نحر للناس فأطعمهم ، فاطَّبخ الناس وأكلوا ، فيقال ‏‏‏:‏‏‏ ما سميت المطابخ المطابخ إلا لذلك ‏‏‏.‏‏‏ وبعض أهل العلم يزعم أنها إنما سميت المطابخ ، لما كان تُبَّع نحر بها وأطعم ، وكان منزله ‏‏‏.‏‏‏ فكان الذي كان بين مضاض والسميدع أول بغي كان بمكة فيما يزعمون ‏‏‏.‏‏‏

    انتشار ولد إسماعيل و جرهم بمكة

    ثم نشر الله ولد إسماعيل بمكة ، وأخوالهم من جرهم ، ولاة البيت والحكام بمكة ، لا ينازعهم ولد إسماعيل في ذلك لخئولتهم وقرابتهم ، وإعظاما للحرمة أن يكون بها بغي أو قتال ‏‏‏.‏‏‏ فلما ضاقت مكة على ولد إسماعيل انتشروا في البلاد ، فلا يناوئون قوما إلا أظهرهم الله عليهم بدينهم فوطئوهم ‏‏‏.‏‏‏

    استيلاء قوم كنانة و خزاعة على البيت و بغي جرهم ونفيهم عن مكة

    بنو بكر وغبشان يطردون جرهما

    ثم إن جرهما بغوا بمكة ، واستحلوا خلالا من الحرمة ، فظلموا من دخلها من غير أهلها ، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها ، وفرق أمرهم ‏‏‏.‏‏‏ فلما رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وغبشان من خزاعة ذلك ، أجمعوا لحربهم وإخراجهم من مكة ‏‏‏.‏‏‏ فآذنوهم بالحرب فاقتتلوا ، فغلبتهم بنو بكر وغبشان فنفوهم من مكة ‏‏‏.‏‏‏

    وكانت مكة في الجاهلية لا تقر فيها ظلما ولا بغيا ، ولا يبغي فيها أحد إلا أخرجته ، فكانت تسمى الناسَّة ، ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا هلك مكانه ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ إنها ما سميت ببكة إلا أنها كانت تبكّ أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئا ‏‏‏.‏‏‏

    معنى بكة لغة

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أخبرني أبو عبيدة ‏‏‏:‏‏‏ أن بكة اسم لبطن مكة ، لأنهم يتباكون فيها ، أي يزدحمون ‏‏‏.‏‏‏ وأنشدني ‏‏‏:‏‏‏

    إذا الشريب أخذته أكَّه * فخله حتى يبكّ بكَّه

    أي فدعه حتى يبك إبله ، أي يخليها إلى الماء فتزدحم عليه ‏‏‏.‏‏‏ وهو موضع البيت والمسجد ‏‏‏.‏‏‏ وهذان البيتان لعامان بن كعب بن عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فخرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة وبحجر الركن ، فدفنها في زمزم ، وانطلق هو ومن معه من جرهم إلى اليمن ، فحزنوا على ما فارقوا من أمر مكة وملكها حزنا شديدا ‏‏‏.‏‏‏ فقال عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض في ذلك ، وليس بمضاض الأكبر ‏‏‏:‏‏‏

    وقائلة والدمع سكب مبادر * وقد شرقت بالدمع منها المحاجر

    كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر

    فقلت لها والقلب مني كأنما * يلجلجه بن الجناحين طائر

    بلى نحن كنا أهلها فأزالنا * صروف الليالي والجدود العواثر

    وكنا ولاة البيت من بعد نابت * نطوف بذاك البيت والخير ظاهر

    ونحن ولينا البيت من بعد نابت * بعز فما يحظى لدينا المكاثر

    ملكنا فعززنا فأعظم بملكنا * فليس لحي غيرنا ثم فاخر

    ألم تنكحوا من خير شخص علمته * فأبناؤه منا ونحن الأصاهر

    فإن تنثن الدنيا علينا بحالها * فإن لها حالا وفيها التشاجر

    فأخرجنا منها المليك بقدرة * كذلك يا للناس تجري المقادر

    أقول إذا نام الخلي ولم أنم * أذا العرش ‏‏‏:‏‏‏ لا يبعد سهيل وعامر

    وبدلت منها أوجها لا أحبها * قبائل منها حمير ويحابر

    وصرنا أحاديثا وكنا بغبطة * بذلك عضتنا السنون الغوابر

    فسحت دموع العين تبكي لبلدة * بها حرم أمن وفيها المشاعر

    وتبكي لبيت ليس يؤذى حمامه * يظل به أمنا وفيه العصافر

    وفيه وحوش لا ترام أنيسة * إذا خرجت منه فليست تغادر

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ فأبناؤه منا ‏‏‏)‏‏‏ ، عن غير ابن إسحاق ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقال عمرو بن الحارث أيضا يذكر بكرا وغبشان ، وساكني مكة الذين خلفوا فيها بعدهم ‏‏‏:‏‏‏

    يا أيها الناس سيروا إن قصركم * أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا

    حثوا المطي وأرخوا من أزمتها * قبل الممات وقضوا ما تقضونا

    كنا أناسا كما كنتم فغيرنا * دهر فأنتم كما كنا تكونونا

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ هذا ما يصح له منها ‏‏‏.‏‏‏ وحدثني بعض أهل العلم بالشعر ‏‏‏:‏‏‏ أن هذه الأبيات أول شعر قيل في العرب ، وأنها وجدت مكتوبة في حجر باليمن ، ولم يسم لي قائلها ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:14 am

    استبداد قوم من خزاعة بولاية البيت

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ثم إن غبشان من خزاعة وليت البيت دون بنى بكر بن عبد مناة ، وكان الذي يليه منهم عمرو بن الحارث الغبشاني ، وقريش إذ ذاك حلول وصرم ، وبيوتات متفرقون في قومهم من بني كنانة ، فوليت خزاعة البيت يتوارثون ذلك كابرا عن كابر ، حتى كان آخرهم حليل بن حَبَشِيّة بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ يقال حُبْشِية بن سلول ‏‏‏.‏‏‏

    تزوج قصي بن كلاب حُبىَّ بنت حليل



    أولاد قصي وحبي

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ثم إن قصي بن كلاب خطب إلى حليل بن حبشية ابنته حبى ، فرغب فيه حُليل فزوجه ، فولدت له عبدالدار ، وعبد مناف ، وعبدالعزى ، وعبدا ‏‏‏.‏‏‏ فلما انتشر ولد قصي ، وكثر ماله ، وعظم شرفه ، هلك حليل ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏



    مساعدة رزاح لقصي في تولي أمر البيت

    فرأى قصي أنه أولى بالكعبة ، وبأمر مكة من خزاعة وبنى بكر ، وأن قريشا قُرعة إسماعيل بن إبراهيم وصريح ولده ؛ فكلم رجالا من قريش ، وبني كنانة ، ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبني بكر من مكة ، فأجابوه ‏‏‏.‏‏‏

    وكان ربيعة بن حرام من عذرة بن سعد بن زيد قد قدم مكة بعدما هلك كلاب ، فتزوج فاطمة بنت سعد بن سيل ، وزهرة يومئذ رجل ، وقصي فطيم ، فاحتملها إلى بلاده ، فحملت قصيا معها ، وأقام زهرة ، فولدت لربيعة رزاحا ‏‏‏.‏‏‏ فلما بلغ ‏‏قصي وصار رجلا أتى مكة ، فأقام بها ، فلما أجابه قومه إلى ما دعاهم إليه ، كتب إلى أخيه من أمه ، رزاح بن ربيعة ، يدعوه إلى نصرته ، والقيام معه ‏‏‏.‏‏‏

    فخرج رزاح بن ربيعة ومعه إخوته ‏‏‏:‏‏‏ حن بن ربيعة ، ومحمود بن ربيعة ، وجلهمة بن ربيعة ، وهم لغير أمه فاطمة ، فيمن تبعهم من قضاعة في حاج العرب ، وهم مجمعون لنصرة قصي ‏‏‏.‏‏‏

    وخزاعة تزعم أن حليل بن حبشية أوصى بذلك قصيا وأمره به حين انتشر له من ابنته من الولد ما انتشر ‏‏‏.‏‏‏ وقال ‏‏‏:‏‏‏ أنت أولى بالكعبة ، وبالقيام عليها ، وبأمر مكة من خزاعة ؛ فعند ذلك طلب قصي ما طلب ‏‏‏.‏‏‏ ولم نسمع ذلك من غيرهم ، فالله أعلم أي ذلك كان ‏‏‏.‏‏‏



    ما كان يليه الغوث بن مر من الإجازة للناس بالحج

    وكان الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر يلي الإجازة للناس بالحج من عرفة ، وولده من بعده ؛ وكان يقال له ولولده صُوفة ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏

    وإنما ولي ذلك الغوث بن مر ، لأن أمه كانت امرأة من جرهم ، وكانت لا تلد ، فنذرت لله إن هي ولدت رجلا أن تصدق به على الكعبة عبدا لها يخدمها ، ويقوم عليها ‏‏‏.‏‏‏ فولدت الغوث ، فكان يقوم على الكعبة في الدهر الأول مع أخواله من جرهم ، فولي الإجازة بالناس من عرفة ، لمكانه الذي كان به من الكعبة ، وولده من بعده حتى انقرضوا ‏‏‏.‏‏‏

    فقال مر بن أد لوفاء نذر أمه ‏‏‏:‏‏‏

    إني جعلت رب من بَنيَّه * ربيطة بمكة العليَّه

    فباركن لي بها أليَّه * واجعله لي من صالح البريَّه

    وكان الغوث بن مر - فيما زعموا - إذا دفع بالناس قال ‏‏‏:‏‏‏

    لاهُمَّ إني تابع تَباعه * إن كان إثم فعلى قُضاعه

    صوفة ورمي بالجمار

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد قال ‏‏‏:‏‏‏

    كانت صوفة بالناس من عرفة ، وتجيز بهم إذا نفروا من منى ، فإذا كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار ، ورجل من صوفة يرمي للناس ، لا يرمون حتى يرمي ‏‏‏.‏‏‏ فكان ذوو الحاجات المتعجلون يأتونه ، فيقولون له ‏‏‏:‏‏‏ قم فارم حتى نرمي معك ؛ فيقول ‏‏‏:‏‏‏ لا والله ، حتى تميل الشمس ‏‏‏.‏‏‏ فيظل ذوو الحاجات الذين يحبون التعجل يرمونه بالحجارة ، ويستعجلونه بذلك ، ويقولون له ‏‏‏:‏‏‏ ويلك ‏‏‏!‏‏‏ قم فارم ؛ فيأبى عليهم ‏‏‏.‏‏‏ حتى إذا مالت الشمس قام فرمى ورمى الناس معه ‏‏‏.‏‏‏

    تولي بني سعد أمر البيت بعد صوفة

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فإذا فرغوا من رمي الجمار وأرادوا النفر من منى ، أخذت صوفة بجانبي العقبة ، فحبسوا الناس وقالوا ‏‏‏:‏‏‏ أجيزي صوفة ، فلم يجز أحد من الناس حتى يمروا ، فإذا نفرت صوفة ومضت خلي سبيل الناس فانطلقوا بعدهم فكانوا كذلك حتى انقرضوا ، فورثهم ذلك من بعدهم بالقُعدد بنو سعد بن زيد مناة بن تميم ، وكانت من بني سعد في آل صفوان بن الحارث بن شجنة ‏‏‏.‏‏‏

    نسب صفوان بن جناب

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ صفوان بن جناب بن شجنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ‏‏‏.‏‏‏

    صفوان وبنوه وإجازتهم للناس بالحج

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان صفوان هو الذي يجيز للناس بالحج من عرفة ، ثم بنوه من بعده ، حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام ، كرب بن صفوان ، وقال أوس ابن تميم بن مغراء السعدي ‏‏‏:‏‏‏

    لا يبرح الناس ما حجوا معرفهم * حتى يقال أجيزوا آل صفوانا

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ هذا البيت في قصيدة لأوس بن مغراء ‏‏‏.‏‏‏

    ما كانت عليه عدوان من إفاضة المزدلفة

    ذو الإصبع يذكر هذه الإفاضة

    وأما قول ذي الإصبع العدواني ، واسمه حرثان ‏‏‏(‏‏‏ من عدوان ‏‏‏)‏‏‏ ابن عمرو ؛ وإنما سمي ذا الإصبع لأنه كان له إصبع فقطعها ‏‏‏:‏‏‏

    عذير الحي من عدوا ن * كانوا حية الأرضِ

    بغي بعضهم ظلما * فلم يرع على بعض

    ومنهم كانت السادا * ت والموفون بالقرض

    ومنهم من يجيز النا س * بالسنة والفرض

    ومنهم حكم يقضي * فلا ينقض ما يقضي

    أبو سيارة يفيض بالناس

    - وهذه الأبيات في قصيدة له - فلأن الإفاضة من المزدلفة كانت في عداون - فيما حدثني زياد بن عبدالله البكائي عن محمد بن إسحاق - يتوارثون ذلك كابرا عن كابر ‏‏‏.‏‏‏ حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام أبو سيارة ، عميلة بن الأعزل ‏‏‏.‏‏‏

    ففيه يقول شاعر من العرب ‏‏‏:‏‏‏

    نحن دفعنا عن أبي سيارهْ * وعن مواليه بني فزاره

    حتى أجاز سالما حماره * مستقبل القبلة يدعو جاره

    قال ‏‏‏:‏‏‏ وكان أبو سيارة يدفع بالناس على أتان له ، فلذلك يقول ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ سالما حماره ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏

    أمر عامر بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان

    ابن الظرب حاكم العرب

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقوله ‏‏‏(‏‏‏ حكم يقضي ‏‏‏)‏‏‏ يعني عامر بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان العدواني ‏‏‏.‏‏‏ وكانت العرب لا يكون بينها نائرة ولا عضلة في قضاء إلا أسندوا ذلك إليه ثم رضوا بما قضى فيه ‏‏‏.‏‏‏

    فاختصم إليه في بعض ما كانوا يختلفون فيه ، في رجل خنثى ، له ما للرجل وله ما للمرأة ، فقالوا ‏‏‏:‏‏‏ أتجعله رجلا أو امرأة ‏‏‏؟‏‏‏ ولم يأتوه بأمر كان أعضل منه ‏‏‏.‏‏‏ فقال ‏‏‏:‏‏‏ حتى أنظر في أمركم ، فوالله ما نزل بي مثل هذه منكم يا معشر العرب ‏‏‏!‏‏‏ فاستأخروا عنه ‏‏‏.‏‏‏

    فبات ليلته ساهرا ، يقلب أمره ، وينظر في شأنه ، لا يتوجه له منه وجه ‏‏‏.‏‏‏ وكانت له جارية يقال لها سخيلة ترعى عليه غنمه ، وكان يعاتبها إذا سرحت فيقول ‏‏‏:‏‏‏ صبحت والله يا سخيل ‏‏‏!‏‏‏ وإذا أراحت عليه قال ‏‏‏:‏‏‏ مسيت والله يا سخيل ‏‏‏!‏‏‏ وذلك أنها كانت تؤخر السرح حتى يسبقها بعض الناس ، وتؤخر الإراحة حتى يسبقها بعض الناس ‏‏‏.‏‏‏

    فلما رأت سهره وقلة قراره على فراشه قالت ‏‏‏:‏‏‏ ما لك لا أبا لك ‏‏‏!‏‏‏ ما عراك في ليلتك هذه ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ ويلك ‏‏‏!‏‏‏ دعيني ، أمر ليس من شأنك ؛ ثم عادت له بمثل قولها ‏‏‏.‏‏‏

    فقال في نفسه ‏‏‏:‏‏‏ عسى أن تأتي مما أنا فيه بفرج ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ ويحك ‏‏‏!‏‏‏ اختصم إلي في ميراث خنثى ، أأجلعه رجلا أو امرأة ‏‏‏؟‏‏‏ فوالله ما أدرى ما أصنع ، وما يتوجه لي فيه وجه ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ فقالت ‏‏‏:‏‏‏ سبحان الله ‏‏‏!‏‏‏ لا أبا لك ‏‏‏!‏‏‏ أتبع القضاء المبال ، أقعده ، فإن بال من حيث يبول الرجل فهو رجل ، وإن بال من حيث تبول المرأة ، فهي امرأة ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ مسِّي سخيل بعدها أو صبِّحي ، فرجتها والله ‏‏‏.‏‏‏ ثم خرج على الناس حين أصبح ، فقضى بالذي أشارت عليه به ‏‏‏.‏‏‏

    غلب قصي بن كلاب على أمر مكة وجمعه أمر قريش ومعونة قضاعة له

    قصي يتغلب على صوفة

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما كان ذلك العام فعلت صوفة كما كانت تفعل ، وقد عرفت ذلك لها العرب ، وهو دين في أنفسهم في عهد جرهم وخزاعة وولايتهم ‏‏‏.‏‏‏ فأتاهم قصي بن كلاب بمن معه من قومه من قريش وكنانة وقضاعة عند العقبة ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ لنحن أولى بهذا منكم ، فقاتلوه ، فاقتتل الناس قتالا شديدا ، ثم انهزمت صوفة ، وغلبهم قصي على ما كان بأيديهم من ذلك ‏‏‏.‏‏‏

    قصي يقاتل خزاعة وبني بكر و تحكيم يعمر بن عوف

    وانحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر عن قصي ، وعرفوا أنه سيمنعهم كما منع صوفة ، وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكة ‏‏‏.‏‏‏ فلما انحازوا عنه باداهم وأجمع لحربهم ، و ثبت معه أخوه رزاح بن ربيعة بمن معه من قومه من قضاعة ‏‏‏.‏‏‏

    وخرجت له خزاعة وبنو بكر فالتقوا ، فاقتتلوا قتالا شديدا بالأبطح ، حتى كثرت القتلى في الفريقين جميعا ، ثم إنهم تداعوا إلى الصلح وإلى أن يحكموا بينهم رجلا من العرب ، فحكموا يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ؛ فقضى بينهم بأن قصيا أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة ، وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة وبني بكر ، موضوع يشدخه تحت قدميه ، وأن ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريش وكنانة وقضاعة ففيه الدية مؤداة ، وأن يخلَّى بين قصي وبين الكعبة ومكة ‏‏‏.‏

    سبب تسمية يعمر بالشداخ

    فسمي يعمر بن عوف يومئذ ‏‏‏:‏‏‏ الشداخ ، لما شدخ من الدماء ووضع منها ‏‏‏.‏‏‏ قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ و يقال ‏‏‏:‏‏‏ الشُّداخ ‏‏‏.‏‏‏

    قصي يتولى أمر مكة ، و سبب تسميته مجمعا

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولى قصي البيت وأمر مكة ، وجمع قومه في منازلهم إلى مكة ، وتملك على قومه وأهل مكة فملكوه ‏‏‏.‏‏‏ إلا أنه قد أقر للعرب ما كانوا عليه ، وذلك أنه كان يراه دينا في نفسه لا ينبغي تغييره ‏‏‏.‏‏‏

    فأقر آل صفوان وعدوان والنسأة ومرة بن عوف على ما كانوا عليه ، حتى جاء الإسلام فهدم الله به ذلك كله ‏‏‏.‏‏‏ فكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه ، فكانت إليه الحجابة ،والسقاية ،والرفادة ، والندوة ، واللواء ، فحاز شرف مكة كله ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏وقطع مكة رباعا بين قومه ، فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي أصبحوا عليها ، ويزعم الناس أن قريشا هابوا قطع شجر الحرم في منازلهم فقطعها قصي بيده وأعوانه ، فسمته قريش مجمعا لما جمع من أمرها ،ة وتيمنت بأمره ، فما تنكح امرأة ، ولا يتزوج رجل من قريش ، وما يتشاورون في أمر نزل بهم ، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلا في داره ، يعقده لهم بعض ولده ، وما تدرع جارية إذا بلغت أن تدرع من قريش إلا في داره ، يشق عليها فيها درعها ثم تدرعه ، ثم ينطلق بها إلى أهلها ‏‏‏.‏‏‏

    فكان أمره في قومه من قريش في حياته ، ومن بعد موته ، كالدين المتبع لا يعمل بغيره ‏‏‏.‏‏‏ واتخذ لنفسه دار الندوة وجعل بابها إلى مسجد الكعبة ، ففيها كانت قريش تقضي أمورها ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وقال الشاعر ‏‏‏:‏‏‏

    قصي لعمري كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني عبدالملك بن راشد عن أبيه قال ‏‏‏:‏‏‏ سمعت السائب بن خبَّاب صاحب المقصورة يحدث ، أنه سمع رجلا يحدث عمر بن الخطاب ، وهو خليفة ، حديث قصي بن كلاب ، وما جمع من أمر قومه ، وإخراجه خزاعة وبني بكر من مكة ، وولايته البيت وأمر مكة ، فلم يرد ذلك عليه ولم ينكره ‏‏‏.‏‏‏

    شعر رزاح بن ربيعة في هذه القصة

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما فرغ قصي من حربه، انصرف أخوه رزاح بن ربيعة إلى بلاده بمن معه من قومه ، وقال رزاح في إجابته قصيا ‏‏‏:‏‏‏

    لما أتى من قصي رسول * فقال الرسول أجيبوا الخليلا

    نهضنا إليه نقود الجياد * ونطرح عنا الملول الثقيلا

    نسير بها الليل حتى الصباح * ونكمي النهار لئلا تزولا

    فهن سراع كورد القطا * يجبن بنا من قصي رسولا

    جمعنا من السر من أشمذين * ومن كل حي جمعنا قبيلا

    فيا لك حلبة ما ليلة * تزيد على الألف سيبا رسيلا

    فلما مررن على عسجد * وأسهلن من مستناخ سبيلا

    وجاوزن بالركن من ورقان * وجاوزن بالعرج حيا حلولا

    مررن على الحلِّ ما ذقنه * وعالجن من مر ليلا طويلا ‏‏

    ندنى من العوذ أفلاءها * إرادة أن يسترقن الصهيلا

    فلما انتهينا إلى مكة * أبحنا الرجال قبيلا قبيلا

    نعاورهم ثم حد السيوف * و في كل أوب خلسنا العقولا

    نخبزهم بصلاب النسو ر * خبز القوي العزيز الذليلا

    قتلنا خزاعة في دارها * وبكرا قتلنا وجيلا فجيلا

    نفيناهم من بلاد المليك * كما لا يحلون أرضا سهولا

    فأصبح سبيهم في الحديد * ومن كل حي شفينا الغليلا

    شعر ثعلبة القضاعي في هذه القصة

    وقال ثعلبة بن عبدالله بن ذبيان بن الحارث بن سعد بن هذيم القضاعي في ذلك من أمر قصي حين دعاهم فأجابوه ‏‏‏:‏‏‏

    جلبنا الخيل مضمرة تغالى * من الأعراف أعراف الجناب

    إلى غورى تهامة فالتقينا * من الفيفاء في قاع يباب

    فأما صوفة الخنثى فخلوا * منازلهم محاذرة الضراب

    وقام بنو علي إذ رأونا * إلى الأسياف كالإبل الطراب ‏‏

    شعر قصي

    وقال قصي بن كلاب ‏‏‏:‏‏‏

    أنا ابن العاصمين بني لؤي * بمكة منزلي وبها ربيت

    إلى البطحاء قد علمت معد * ومروتها رضيت بها رضيت

    فلست لغالب إن لم تأثل * بها أولاد قيذر والنبيت

    رزاخ ناضري وبه أسامى * فلست أخاف ضيما ما حييت



    ما كان بين رزاح و بين نهد و حوتكة ، وشعر قصي في ذلك

    فلما استقر رزاح بن ربيعة في بلاده ، نشره الله ونشر حُنَّا ، فهما قبيلا عذرة اليوم ‏‏‏.‏‏‏ وقد كان بين رزاح بن ربيعة ، حين قدم بلاده ، وبين نهد ابن زيد وحوتكة بن أسلم ، وهما بطنان من قضاعة ، شيء ؛ فأخافهم حتى لحقوا باليمن وأجلوا من بلاد قضاعة ، فهم اليوم باليمن ‏‏‏.‏‏‏

    فقال قصي بن كلاب ، وكان يحب قضاعة ونماءها واجتماعها ببلادها ، لما بينه وبين رزاح من الرحم ، ولبلائهم عنده إذال أجابوه إذ دعاهم إلى نصرته ، وكره ما صنع بهم رزاح ‏‏‏:‏‏‏

    ألا من مبلغ عنى رزاحا * فإني قد لحيتك في اثنتين

    لحيتك في بني نهد بن زيد * كما فرقت بينهم وبيني

    وحوتكة بن أسلم إن قوما * عنوهم بالمساءة قد عنوني

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وتروى هذه الأبيات لزهير بن جناب الكلبي ‏‏‏.‏‏‏



    قصي يفضل عبدالدار على سائر ولده

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما كبر قصي ورق عظمه ، وكان عبدالدار بكره ، وكان عبد مناف قد شرف في زمان أبيه وذهب كل مذهب ، وعبدالعزى وعبد ‏‏‏.‏‏‏

    قال قصي لعبدالدار ‏‏‏:‏‏‏ أما والله يا بني لأُلحْقنَّك بالقوم ، وإن كانوا قد شرفوا عليك ‏‏‏:‏‏‏ لا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تكون أنت تفتحها له ، ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك ، ولا يشرب أحد بمكة إلا من سقايتك ، ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاما إلا من طعامك ، ولا تقطع قريش أمرا من أمورها إلا في دارك ‏‏‏.‏‏‏ فأعطاه داره دار الندوة ، التى لا تقضي قريش أمرا من أمورها إلا فيها ، وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة ‏‏‏.‏‏‏



    الرفادة

    وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي بن كلاب ، فيصنع به طعاما للحاج ، فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد ‏‏‏.‏‏‏ وذلك أن قصيا فرضه على قريش ، فقال لهم حين أمرهم به ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ يا معشر قريش ، إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم ، وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته ، وهم أحق الضيف بالكرامة ، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج ، حتى يصدروا عنكم ففعلوا ‏‏‏.‏‏‏ فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه ، فيصنعه طعاما للناس أيام منى ‏‏‏.‏‏‏ فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام ، ثم جرى في الإسلام إلى يومك هذا ، فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام بمنى للناس حتى ينقضي الحج ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني بهذا من أمر قصي بن كلاب ، وما قال لعبدالدار فيما دفع إليه مما كان بيده ، أبو إسحاق بن يسار ، عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قال ‏‏‏:‏‏‏ سمعته يقول ذلك لرجل من بني عبدالدار ، يقال له ‏‏‏:‏‏‏ نبيه بن وهب بن عمر بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي ‏‏‏.‏‏‏

    قال الحسن ‏‏‏:‏‏‏ فيجعل إليه قصي كل ما كان بيده من أمر قومه ، وكان قصي لا يخالف ، ولا يرد عليه شيء صنعه ‏‏‏.‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:15 am

    ذكر ما جرى من اختلاف قريش بعد قصي ، وحلف المطيبين

    النزاع بين بني عبدالدار وبني أعمامهم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ثم إن قصي بن كلاب هلك ، فأقام أمره في قومه وفي غيرهم بنوه من بعده ، فاختطوا مكة رباعا - بعد الذي كان قطع لقومه بها - فكانوا يقطعونها في قومهم وفي غيرهم من حلفائهم ويبيعونها ؛ فأقامت على ذلك قريش معهم ليس بينهم اختلاف ولا تنازع ، ثم إن بني عبد مناف بن قصي عبد شمس وهاشما والمطلب ونوفلا أجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدي بني عبدالدار بن قصي مما كان قصي جعل إلى عبدالدار ، من الحجابة واللواء والسقاية والرفادة ، ورأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم ؛ فتفرقت عند ذلك قريش ، فكانت طائفة مع بني عبد مناف على رأيهم يرون أنهم حق به من بني عبدالدار لمكانهم في قومهم ، وكانت طائفة مع بني عبدالدار ، يرون أن لا ينزع منهم ما كان قصي جعل إليهم ‏‏‏.‏‏‏

    من ناصروا بني عبدالدار ، و من ناصروا بني أعمامهم

    فكان صاحب أمر بني عبد مناف عبد شمس بن عبد مناف ، وذلك أنه كان أسن بني عبد مناف ، وكان صاحب أمر بني عبدالدار عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار ‏‏‏.‏‏‏

    حلفاء بني عبدالدار وحلفاء بني أعمامهم

    فكان بنو أسد بن عبدالعزى بن قصي ، وبنو زهرة بن كلاب ، وبنو تيم بن مرة بن كعب ، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر ، مع بني عبد مناف ‏‏‏.‏‏‏

    وكان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة ، وبنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ، وبنو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب ، وبنو عدي بن كعب ، مع بني عبدالدار ، وخرجت عامر بن لؤي ومحارب بن فهر ، فلم يكونوا مع واحد من الفريقين ‏‏‏.‏‏‏

    فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا ، ولا يسلم بعضهم بعضا ما بل بحر صوفة ‏‏‏.‏‏‏

    من دخلوا في حلف المطيبين

    فأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا ‏‏‏.‏‏‏ فيزعمون أن بعض نساء بني عبد مناف ، أخرجتها لهم ، فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة ، ثم غمس القوم أيديهم فيها ، فتعاقدوا وتعهدوا هم وحلفاؤهم ، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم ، فسموا المطيبين ‏‏‏.‏‏‏

    من دخلوا في حلف الأحلاف

    وتعاقد بنو عبدالدار وتعاهدوا هم وحلفاؤهم عند الكعبة حلفا مؤكدا ، على أن لا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا ، فسموا الأحلاف ‏‏‏.‏‏‏

    تقسيم القبائل في هذه الحرب

    ثم سوند بين القبائل ، ولُزّ بعضها ببعض ؛ فعبيت بنو عبد مناف لبني سهم ، وعبِّيت بنو أسد لبني عبدالدار ، وعبيت زهرة لبني جمح ، وعبيت بنو تيم لبني مخزوم ، وعبيت بنو الحارث بن فهر لبني عدي بن كعب ‏‏‏.‏‏‏ ثم قالوا ‏‏‏:‏‏‏ لتُفن كل قبيلة من أُسند إليها ‏‏‏.‏‏‏

    تصالح القبائل

    فبينا الناس على ذلك قد أجمعوا للحرب إذ تداعوا إلى الصلح ، على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة ، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبدالدار كما كانت ‏‏‏.‏‏‏ ففعلوا ورضي كل واحد من الفريقين بذلك ، وتحاجز الناس عن الحرب ، وثبت كل قوم مع من حالفوا ، فلم يزالوا على ذلك ، حتى جاء الله تعالى بالإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏

    حلف الفضول

    سبب تسميته كذلك

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وأما حلف الفضول فحدثني زياد بن عبدالله البكائي عن محمد بن إسحاق قال ‏‏‏:‏‏‏ تداعت قبائل من قريش إلى حلف ، فاجتمعوا له في دار عبدالله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، لشرفه وسنه ، فكان‏‏ حلفهم عنده ‏‏‏:‏‏‏ بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وأسد بن عبدالعزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة ‏‏‏.‏‏‏

    فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ، فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول ‏‏‏.‏‏‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:16 am

    حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلف الفضول

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فحدثني محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي أنه سمع طلحة بن عبدالله بن عوف الزهري يقول ‏‏‏:‏‏‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏:‏‏‏ لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت ‏‏‏.‏‏‏

    الحسين يهدد الوليد بالدعوة إلى إحياء الحلف

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهادي الليثي أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثه ‏‏‏:‏‏‏

    أنه كان بين الحسين بن على بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - والوليد يومئذ أمير على المدينة أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه - منازعة في مال كان بينهما بذي المروة ‏‏‏.‏‏‏ فكان الوليد تحامل على الحسين رضي الله عنه في حقه لسلطانه ، فقال له الحسين ‏‏‏:‏‏‏ أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ، ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لأدعون بحلف الفضول ‏‏‏.‏‏‏

    قال ‏‏‏:‏‏‏ فقال عبدالله بن الزبير ، وهو عند الوليد حين قال الحسين رضي الله عنه ما قال ‏‏‏:‏‏‏ وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ، ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا ‏‏‏.‏‏‏

    قال ‏‏‏:‏‏‏ فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري ، فقال مثل ذلك وبلغت عبدالرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي فقال مثل ذلك ‏‏‏.‏‏‏ فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي ‏‏‏.‏‏‏

    سأل عبدالملك محمد بن جبير عن عبد شمس و بني نوفل و دخولهما في حلف الفضول ، فأخبره بخروج بني عبد شمس وبني نوفل من الحلف

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهادي الليثي عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال ‏‏‏:‏‏‏

    قدم محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف - وكان محمد بن جبير أعلم قريش - فدخل على عبدالملك بن مروان بن الحكم حين قتل ابن الزبير ، واجتمع الناس على عبدالملك ، فلما دخل عليه قال له ‏‏‏:‏‏‏ يا أبا سعيد ، ألم نكن نحن وأنتم ، يعني بني عبد شمس بن عبد مناف ، وبني نوفل بن عبد مناف في حلف الفضول ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ أنت أعلم ؛ قال عبدالملك ‏‏‏:‏‏‏ لتخبرني يا أبا سعيد بالحق من ذلك ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ لا والله ، لقد خرجنا نحن وأنتم منه ‏‏‏!‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ صدقت ‏‏‏.‏‏‏

    تم خبر حلف الفضول

    هاشم يتولى الرفادة والسقاية و ما كان يصنع إذا قدم الحاج

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولى الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف ، وذلك أن عبد شمس كان رجلا سفارا قلما يقيم بمكة ، وكان مقلا ذا ولد ، وكان هاشم موسرا فكان - فيما يزعمون - إذا حضر الحاج قام في قريش فقال ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ يا معشر قريش ، إنكم جيران الله وأهل بيته ، وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله وحجاج بيته ، وهم ضيف الله ، وأحق الضيف بالكرامة ضيفه ، فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بد لهم من الإقامة بها ، فإنه والله لو كان مالي يسع لذلك ما كلفتكموه ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏ فيخرجون لذلك خرجا من أموالهم ، كل امرئ يقدر ما عنده ، فيصنع به للحجاج طعاما حتى يصدروا منها ‏‏‏.‏‏‏

    أفضال هاشم على قومه

    وكان هاشم فيما يزعمون أول من سن الرحلتين لقريش ‏‏‏:‏‏‏ رحلتي الشتاء والصيف ‏‏‏.‏‏‏ وأول من أطعم الثريد للحجاج بمكة ، وإنما كان اسمه عمرا ؛ فما سمي هاشما إلا بهشمه الخبز بمكة لقومه ‏‏‏.‏‏‏

    فقال شاعر من قريش أو من بعض العرب ‏‏‏:‏‏‏

    عمرو الذي هشم الثريد لقومه * قوم بمكة مسنتين عجافِ

    سُنت إليه الرحلتان كلاهما * سفر الشتاء ورحلة الإيلاف

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أنشدني بعض أهل العلم بالشعر من أهل الحجاز ‏‏‏:‏‏‏

    قوم بمكة مسنتين عجاف *‏‏

    المطلب يلي الرفادة والسقاية

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ثم هلك هاشم بن عبد مناف بغزة من أرض الشام تاجرا ، فولي السقاية والرفادة من بعده المطلب بن عبد مناف ، وكان أصغر من عبد شمس وهاشم ، وكان ذا شرف في قومه وفضل ، وكانت قريش إنما تسميه الفيض لسماحته وفضله ‏‏‏.‏‏‏

    زواج هاشم بن عبد مناف

    وكان هاشم بن عبد مناف قدم المدينة فتزوج سلمى بنت عمرو أحد بني عدي بن النجار ، وكانت قبله عند أحيحه بن الجلاح بن الحريش ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ الحريس - ابن جَحْجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ‏‏‏.‏‏‏

    فولدت له عمرو بن أحيحة ، وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها ، إذا كرهت رجلا فارقته ‏‏‏.‏‏‏

    ميلاد عبدالمطلب و سبب تسميته باسمه

    فولدت لهاشم عبدالمطلب ، فسمته شيبة ‏‏‏.‏‏‏ فتركه هاشم عندها حتى كان وصيفا أو فوق ذلك ، ثم خرج إليه عمه المطلب ليقبضه فيلحقه ببلده وقومه ؛ فقالت له سلمى ‏‏‏:‏‏‏ لست بمرسلته معك ؛ فقال لها المطلب ‏‏‏:‏‏‏ إني غير منصرف حتى أخرج به معي ، إن ابن أخي قد بلغ ، وهو غريب في غير قومه ، ونحن أهل بيت شرف في قومنا ، نلي كثير من أمورهم ، وقومه وبلده وعشيرته خير له من الإقامة في غيرهم ، أو كما قال ‏‏‏.‏‏‏

    وقال شيبة لعمه المطلب - فيما يزعمون - ‏‏‏:‏‏‏ لست بمفارقها إلا أن تأذن لي ، فأذنت له ، ودفعته إليه ؛ فاحتمله فدخل به مكة مردفه معه على بعيره ، فقالت قريش ‏‏‏:‏‏‏ عبدالمطلب ابتاعه ، فبها سمي شيبة عبدالمطلب ‏‏‏.‏‏‏ فقال المطلب ‏‏‏:‏‏‏ ويحكم ‏‏‏!‏‏‏ إنما هو ابن أخي هاشم ، قدمت به من المدينة ‏‏‏.‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:16 am

    وفاة المطلب و مما قيل فيه من الشعر

    ثم هلك المطلب بردمان من أرض اليمن ، فقال رجل من العرب يبكيه ‏‏‏:‏‏‏

    قد ظمئ الحجيج بعد المطلبْ * بعد الجفان والشراب المنثغب

    ليت قريشا بعده على نصب *

    مطرود يبكي المطلب وبني عبد مناف

    وقال مطرود بن كعب الخزاعي ، يبكي المطلب وبني عبد مناف جميعا حين أتاه نعى نوفل بن عبد مناف ، وكان نوفل آخرهم هُلكا ‏‏‏:‏‏‏

    يا ليلة هيجت ليلاتي * إحدى ليالي القسيات

    وما أقاسي من هموم وما * عالجت من رزء المنيات

    إذا تذكرت أخي نوفلا * ذكَّرني بالأوليات

    ذكرني بالأُزُر الحمر والْ أردية * الصفر القشيبات

    أربعة كلهمُ سيد * أبناء سادات لسادات‏‏

    ميْت بردمان وميت بسلمان * وميت عند غزات

    وميت أسكن لحدا لدى الْ محجوب * شرقي البنيات

    أخلصهم عبد مناف فهم * من لوم من لام بمنجاة

    إن المغيرات وأبناءها * من خير أحياء وأموت

    اسم عبد مناف وترتيب أولاده موتا

    وكان اسم عبد مناف المغيرة ، وكان أول بني عبد مناف هلكا هاشم ، بغزة من أرض الشام ، ثم عبد شمس بمكة ؛ ثم المطلب بردمان من أرض اليمن ثم نوفلا بسلمان من ناحية العراق ‏‏‏.‏‏‏

    شعر آخر لمطرود

    فقيل لمطرود - فيما يزعمون - ‏‏‏:‏‏‏ لقد قلت فأحسنت ،ولو كان أفحل مما قلت كان أحسن ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ أنظروني ليالي ، فمكث أياما ، ثم قال ‏‏‏:‏‏‏

    يا عين جودي وأذري الدمع وانهمري وابكي على السر من كعب المغيرات

    يا عين واسحنفري بالدمع واحتفلي * وابكي خبيئة نفسي في الملمات ‏‏

    وابكي على كل فياض أخي ثقة * ضخم الدسيعة وهاب الجزيلات

    محض الضريبة عالي الهم مختلق * جلد النجيزة ناء بالعظيمات

    صعب البديهة لا نكس ولا وكل * ماضي العزيمة متلاف الكريمات

    صقر توسط من كعب إذا نسبوا * بحبوحة المجد والشم الرفيعات

    ثم اندبي الفيض والفياض مطلبا * واستخرطي بعد فيضات بجمات

    أمسى بردمان عنا اليوم مغتربا * يا لهف نفسي عليه بين أموات

    وابكي لك الويل ، إما كنت باكية * لعبد شمس بشرقي البنيات

    وهاشم في ضريح وسط بلقعة * تسفي الرياح عليه بين غزات

    ونوفل كان دون القوم خالصتي * أمسى بسلمان في رمس بموماة

    لم ألق مثلهم عجما ولا عربا * إذا استقلت بهم أدم المطيات

    أمست ديارهم منهم معطلة * وقد يكونون زينا في السريات

    أفناهم الدهر أم كلت سيوفهم * أم كل من عاش أزواد المنيات

    أصبحت أرضى من الأقوام بعدهم * بسط الوجوه وإلقاء التحيات

    يا عين فابكي أبا الشعث الشجيات * يبكينه حسرا مثل البليات ‏‏

    يبكين أكرم من يمشي على قدم * يعولنه بدموع بعد عبرات

    يبكين شخصا طويل الباع ذا فجر * آبي الهضيمة فراج الجليلات

    يبكين عمرو العلا إذ حان مصرعه * سمح السجية بسام العشيات

    يبكينه مستكينات على حزن * يا طول ذلك من حزن وعولات

    يبكين لما جلاهن الزمان له * خضر الخدود كأمثال الحميات

    محتزمات على أوساطهن لما * جر الزمان من أحداث المصيبات

    أبيت ليلي أراعي النجم من ألم * أبكي وتبكي معي شجوي بنياتي

    ما في القروم لهم عدل ولا خطر * ولا لمن تركوا شروى بقبات

    أبناؤهم خير أبناء وأنفسهم * خير النفوس لدى جهد الأليات

    كم وهبوا من طمر سابح أرن * ومن طمرة نهب في طمرات

    ومن سيوف من الهندي مخلصة * ومن رماح كأشطان الركيات

    ومن توابع مما يفضلون بها * عند المسائل من بذل العطيات

    فلو حسبت وأحصى الحاسبون معي * لم أقض أفعالهم تلك الهنيات

    هم المدلون إما معشر فخروا * عند الفخار بأنساب نقيات

    زين البيوت التي خلوا مساكنها * فأصبحت منهم وحشا خليات

    أقول والعين لا ترقا مدامعها * لا يبعد الله أصحاب الرزيات ‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ الفجر ‏‏‏:‏‏‏ العطاء ‏‏‏.‏‏‏ قال أبو خراش الهذلي ‏‏‏:‏‏‏

    عجَّف أضيافي جميل بن معمر * بذي فجر تأوي إليه الأرامل

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ أبو الشعث الشجيات ‏‏‏:‏‏‏ هاشم بن عبد مناف ‏‏‏.‏‏‏

    عبدالمطلب يلي السقاة والرفادة

    قال ‏‏‏:‏‏‏ ثم ولي عبدالمطلب بن هاشم السقاية والرفادة بعد عمه المطلب ، فأقامها للناس ، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون قبله لقومهم من أمرهم ، وشرف في قومه شرفا لم يبلغه أحد من آبائه ، وأحبه قومه وعظم خطره فيهم ‏‏‏.‏‏‏

    ذكر حفر زمزم وما جرى من الخلف فيها

    سبب حفر زمزم

    ثم إن عبدالمطلب بينما هو نائم في الحجر إذ أتي فأمر بحفر زمزم ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان أول ما ابتدىء به عبدالمطلب من حفرها ، كما حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن مرثد بن عبدالله اليزني عن عبدالله بن زرير الغافقي ‏‏‏:‏‏‏ أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يحدث حديث زمزم حين أمر عبدالمطلب بحفرها ، قال ‏‏‏:‏‏‏

    قال عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال ‏‏‏:‏‏‏ احفر طيبة ، قال ‏‏‏:‏‏‏قلت ‏‏‏:‏‏‏ وما طيبة ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ ثم ذهب عني ‏‏‏.‏‏‏ فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال ‏‏‏:‏‏‏ احفر برة ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏فقلت ‏‏‏:‏‏‏ وما برة ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ ثم ذهب عني ، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال ‏‏‏:‏‏‏ احفر المضنونة ‏‏‏.‏‏‏ فقال ‏‏‏:‏‏‏ فقلت ‏‏‏:‏‏‏ وما المضنونة ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ ثم ذهب عني ‏‏‏.‏‏‏

    فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال ‏‏‏:‏‏‏ احفر زمزم ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ قلت ‏‏‏:‏‏‏ وما زمزم ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا تنزف أبدا ولا تذم ، تسقي الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم ، عند قرية النمل ‏‏‏.‏‏‏

    قريش تنازع عبدالمطلب في زمزم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما بين له شأنها ، ودل على موضعها ، وعرف أنه قد صدق ، غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث بن عبدالمطلب ، ليس له يومئذ ولد غيره ، فحفر فيها ‏‏‏.‏‏‏ فلما بدا لعبدالمطلب الطي كبر ‏‏‏.‏‏‏

    التحاكم في بئر زمزم

    فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته ، فقاموا إليه فقالوا ‏‏‏:‏‏‏ يا عبدالمطلب ، إنها بئر أبينا إسماعيل ، وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ ما أنا بفاعل ، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم ، وأعطيته من بينكم ؛ فقالوا له ‏‏‏:‏‏‏ فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى ‏‏نخاصمك فيها ؛قال ‏‏‏:‏‏‏ فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه ؛ قالوا ‏‏‏:‏‏‏ كاهنة بني سعد بن هذيم ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ وكانت بأشراف الشام ‏‏‏.‏‏‏

    فركب عبدالمطلب ومعه نفر من بني أبيه من بني عبد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ والأرض إذ ذاك مفاوز ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفاوز بين الحجاز والشام ، فني ماء عبدالمطلب وأصحابه ، فظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش ، فأبوا عليهم ، وقالوا ‏‏‏:‏‏‏ إنا بمفازة ، ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ‏‏‏.‏‏‏

    فلما رأى عبدالمطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأصحابه ، قال ‏‏‏:‏‏‏ ماذا ترون ‏‏‏؟‏‏‏ قالوا ‏‏‏:‏‏‏ ما رأينا إلا تبع لرأيك ، فمرنا بما شئت ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه ، حتى يكون آخركم رجلا واحدا ، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا ؛ قالوا ‏‏‏:‏‏‏ نعم ما أمرت به ‏‏‏.‏‏‏

    فقام كل واحد منهم فحفر حفرته ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا ؛ ثم إن عبدالمطلب قال لأصحابه ‏‏‏:‏‏‏ والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت ، لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا ، لعجز ، فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ، ارتحلوا ، فارتحلوا ‏‏‏.‏‏‏ حتى إذا فرغوا ، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ، تقدم عبدالمطلب إلى راحلته فركبها ‏‏‏.‏‏‏

    فلما انبعثت به ، انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب ، فكبر عبدالمطلب وكبر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستقوا حتى ملئوا أسقيتهم ، ثم دعا القبائل من قريش ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ هلم إلى الماء ، فقد سقانا الله ، فاشربوا واستقوا ‏‏‏.‏‏‏ ثم قالوا ‏‏‏:‏‏‏ قد والله قضى لك علينا يا عبدالمطلب ، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا ، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك راشدا ‏‏‏.‏‏‏ فرجع ورجعوا معه ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلوا بينه وبينها ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فهذا الذي بلغني من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه في زمزم ، وقد سمعت من يحدث عن عبدالمطلب أنه قيل له حين أمر بحفر زمزم ‏‏‏:‏‏‏

    ثم ادع بالماء الروي غير الكدر * يسقي حجيج الله في كل مبرْ

    ليس يخاف منه شيء ما عمر *

    فخرج عبدالمطلب ، حين قيل له ذلك ، إلى قريش ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ تعلموا أني قد أمرت أن أحفر لكم زمزم ؛ فقالوا ‏‏‏:‏‏‏ فهل بين بي لك أين هي ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا ؛ قالوا ‏‏‏:‏‏‏ فارجع إلى مضجعك الذي رأيت فيه ما رأيت ، فإن يك حقا من الله يبين لك ، وإن يكن من الشيطان فلن يعود إليك ‏‏‏.‏‏‏ فرجع عبدالمطلب إلى مضجعه فنام فيه ، فأتي فقيل له ‏‏‏:‏‏‏ احفر زمزم ، إنك إن حفرتها لم تندم ، وهي تراث من أبيك الأعظم ، لا تنزف أبدا ولا تذم ، تسقي الحجيج الأعظم ، مثل نعام حافل لم يقسم ، ينذر فيها ناذر لمنعم ، تكون ميراثا وعقدا محكم ، ليست كبعض ما قد تعلم ، وهي بين الفرث والدم ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ هذا الكلام والكلام الذي قبله ، من حديث علي - رضوان الله عليه - في حفر زمزم من قوله ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ لا تنزف أبدا ولا تذم ‏‏‏)‏‏‏ إلى قوله ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ عند قرية النمل ‏‏‏)‏‏‏ عندنا سجع وليس شعرا ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فزعموا أنه حين قيل له ذلك ، قال ‏‏‏:‏‏‏ وأين هي ‏‏‏؟‏‏‏ قيل له ‏‏‏:‏‏‏ عند قرية النمل ، حيث ينقر الغراب غدا ‏‏‏.‏‏‏ والله أعلم أي ذلك كان ‏‏‏.‏‏‏

    عبدالمطلب يحفر زمزم

    فغدا عبدالمطلب ومعه ابنه الحارث ، وليس له يومئذ ولد غيره ، فوجد قرية النمل ، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين ‏‏‏:‏‏‏ إساف ونائلة ، اللذين كانت قريش تنحر عندهما ذبائحها ‏‏‏.‏‏‏ فجاء بالمعول وقام ليحفر حيث أمر ، فقامت إليه قريش حين رأوا جده ، فقالوا ‏‏‏:‏‏‏ والله لا نتركك تحفر بين وثنينا هذين اللذين ننحر عندهما ؛ فقال عبدالمطلب لابنه الحارث ‏‏‏:‏‏‏ ذد عني حتى أحفر ، فوالله لأمضين لما أمرت به ‏‏‏.‏‏‏

    فلما عرفوا أنه غير نازع ، خلوا بينه وبين الحفر ، وكفوا عنه ، فلم يحفر إلا يسيرا ، حتى بدا له الطي ، فكبر وعرفوا أنه قد صدق ‏‏‏.‏‏‏ فلما تمادى به الحفر وجد فيها غزالين من ذهب ، وهما الغزالان اللذان دفنت جرهم فيها حين خرجت من مكة ، ووجد فيها أسيافا قلعية وأدراعا ؛ فقالت له قريش ‏‏‏:‏‏‏ يا عبدالمطلب ، لنا معك في هذا شرك وحق ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا ، ولكن هلم إلى أمر نصف بيني وبينكم ‏‏‏:‏‏‏ نضرب عليها بالقداح ؛ قالوا ‏‏‏:‏‏‏ وكيف تصنع ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ أجعل للكعبة قدحين ، ولي قدحين ، ولكم قدحين ، فمن خرج له قدحاه على شيء كان له ، ومن تخلف قدحاه فلا شيء له ؛ قالوا ‏‏‏:‏‏‏ أنصفت ‏‏‏.‏‏‏

    فجعل قدحين أصفرين للكعبة ، وقدحين أسودين لعبدالمطلب ، وقدحين أبيضين لقريش ؛ ثم أعطوا القداح صاحب القداح الذي يضرب بها عند هبل ‏‏‏(‏‏‏ وهبل ‏‏‏:‏‏‏ صنم في جوف الكعبة ، وهو أعظم أصنامهم ، وهو الذي يعني أبو سفيان بن حرب يوم أحد حين قال ‏‏‏:‏‏‏ أعل هبل ‏‏‏:‏‏‏ أي أظهر دينك ‏‏‏)‏‏‏ وقام عبدالمطلب يدعو الله عز وجل ، فضرب صاحب القداح القداح ، فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة ، وخرج الأسودان على الأسياف ، والأدراع لعبدالمطلب ، وتخلف قدحا قريش ‏‏‏.‏‏‏

    فضرب عبدالمطلب الأسياف بابا للكعبة ، وضرب في الباب الغزالين من ذهب ‏‏‏.‏‏‏ فكان أول ذهب حليته الكعبة ، فيما يزعمون ‏‏‏.‏‏‏ ثم إن عبدالمطلب أقام سقاية زمزم للحجاج ‏‏‏.‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:17 am

    ذكر بئار قبائل قريش بمكة

    الطَّوِيّ و من حفرها

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وكانت قريش قبل حفر زمزم قد احتفرت بئارا بمكة ، فيما حدثنا زياد بن عبدالله البكائي عن محمد بن إسحاق ، قال ‏‏‏:‏‏‏

    عبد شمس يحفر الطوي

    حفر عبد شمس بن عبد مناف الطوي ، وهي البئر التي بأعلى مكة عند البيضاء ، دار محمد بن يوسف الثقفي ‏‏‏.‏‏‏

    هاشم يحفر بذر

    وحفر هاشم بن عبد مناف بذر ، وهي البئر‏‏ التي عند المستنذر ، خطم الخندمة على فم شعب أبي طالب ‏‏‏.‏‏‏ وزعموا أنه قال حين حفرها ‏‏‏:‏‏‏ لأجعلنها بلاغا للناس ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏وقال الشاعر ‏‏‏:‏‏‏

    سقى الله أمواها عرفت مكانها * جرابا وملكوما وبذر والغمرا

    سجلة والاختلاف فيمن حفرها

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحفر سجلة ، وهي بئر المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف التي يسقون عليها اليوم ‏‏‏.‏‏‏ ويزعم بنو نوفل أن المطعم ابتاعها من أسد بن هاشم ، ويزعم بنو هاشم أنه وهبها له حين ظهرت زمزم ، فاستغنوا بها عن تلك الآبار ‏‏‏.‏‏‏

    أمية بن عبد شمس يحفر الحفر

    وحفر أمية بن عبد شمس الحفر لنفسه ‏‏‏.‏‏‏

    بنو أسد تحفر سقية

    وحفرت بنو أسد بن عبدالعزى سقية ، وهي بئر بني أسد ‏‏‏.‏‏‏

    بنو عبدالدار تحفر أم أحراد

    وحفرت بنو عبدالدار أم أحراد ‏‏‏.‏‏‏

    بنو جمح تحفر السنبلة

    وحفرت بنو جمح السنبلة ، وهي بئر خلف بن وهب ‏‏‏.‏‏‏

    بنو سهم تحفر الغمر

    وحفرت بنو سهم الغمر ، وهي بئر بني سهم ‏‏‏.‏‏‏

    أصحاب رم وخم والحفر

    وكانت آبار حفائر خارجا من مكة قديمة من عهد مرة بن كعب ، وكلاب بن مرة ، وكبراء قريش الأوائل منها يشربون ، وهي رم ، ورم ‏‏‏:‏‏‏ بئر مرة بن كعب بن لؤي ‏‏‏.‏‏‏ وخم ، وخم ‏‏‏:‏‏‏ بئر بني كلاب بن مرة ؛ والحفر ‏‏‏.‏‏‏ قال حذيفة بن غانم أخو بني عدي بن كعب بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏ قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏وهو أبو أبي جهم بن حذيفة ‏‏‏:‏‏‏

    وقدما غنينا قبل ذلك حقبة * ولا نستقي إلا بخم أو الحفر

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ، وسأذكرها إن شاء الله في موضعها ‏‏‏.‏‏‏

    فضل زمزم على سائر المياه

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فعفت زمزم على البئار التي كانت قبلها يسقي عليها الحاج ، وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحرام ، ولفضلها على ما سواها من المياه ، ولأنها بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ‏‏‏.‏‏‏

    بنو عبد مناف يفتخرون بزمزم

    وافتخرت بها بنو عبد مناف على قريش كلها ، وعلى سائر العرب ، فقال مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وهو يفخر على قريش بما ولوا عليهم من السقاية والرفادة ، وما أقاموا للناس من ذلك ، وبزمزم حين ظهرت لهم ، وإنما كان بنو عبد مناف أهل بيت واحد ، شرف بعضهم لبعض شرف ، وفضل بعضهم لبعض فضل ‏‏‏:‏‏‏

    ورثنا المجد من آبا ئنا * فنمى بنا صعدا

    ألم نسق الحجيج وننحر * الدلافة الرفدا

    ونُلقى عند تصريف الْ منايا * شُدَّدا رفدا

    فإن نهلك فلم نملك * ومن ذا خالد أبدا

    وزمزم في أرومتنا * ونفقأ عين من حسدا

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقال حذيفة بن غانم أخو بني عدي بن كعب بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏

    وساقي الحجيج ثم للخبز هاشم * وعبد مناف ذلك السيد الفهري

    طوى زمزما عند المقام فأصبحت * سقايته فخرا على كل ذي فخر

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ يعني عبدالمطلب بن هاشم ‏‏‏.‏‏‏ وهذان البيتان في قصيدة لحذيفة بن غانم سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى ‏‏‏.‏‏‏

    ذكر نذر عبدالمطلب ذبح ولده

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان عبدالمطلب بن هاشم - فيما يزعمون والله أعلم - قد نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم ، لئن ولد له عشرة نفر ، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ، لينحرن أحدهم لله عند الكعبة ‏‏‏.‏‏‏ فلما توافى بنوه عشرة ، وعرف أنهم سيمنعونه ، جمعهم ثم أخبرهم بنذره ، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك ، فأطاعوه وقالوا ‏‏‏:‏‏‏ كيف نصنع ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ ليأخذ كل رجل منكم قدحا ثم يكتب فيه اسمه ، ثم‏‏ ائتوني ‏‏‏.‏‏‏ ففعلوا ، ثم أتوه ، فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة ، وكان هبل على بئر في جوف الكعبة ، وكانت تلك البئر هي التي يجمع فيها ما يهدي للكعبة ‏‏‏.‏‏‏

    قداح هبل السبعة

    وكان عند هبل قداح سبعة ، كل قدح منها فيه كتاب ‏‏‏.‏‏‏ قدح فيه العقل إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ، ضربوا بالقداح السبعة ، فإن خرج العقل فعلى من خرج حمله ؛ وقدح فيه ‏‏‏(‏‏‏ نعم ‏‏‏)‏‏‏ للأمر إذ أرادوه يضرب به في القداح ، فإن خرج قدح ‏‏‏(‏‏‏ نعم ‏‏‏)‏‏‏ عملوا به ؛ وقدح فيه ‏‏‏(‏‏‏ لا ‏‏‏)‏‏‏ إذا أرادوا أمرا ضربوا به في القداح ، فإن خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر ؛ وقدح فيه ‏‏‏(‏‏‏ منكم ‏‏‏)‏‏‏ ؛ وقدح فيه ‏‏‏(‏‏‏ ملصق ‏‏‏)‏‏‏ ، وقدح فيه ‏‏‏(‏‏‏ من غيركم ‏‏‏)‏‏‏ ؛ وقدح فيه ‏‏‏(‏‏‏ المياه ‏‏‏)‏‏‏ إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح ، وفيها ذلك القدح ، فحيثما خرج عملوا به ‏‏‏.‏‏‏

    وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلاما ، أو ينكحوا منكحا ، أو يدفنوا ميتا ، أو شكوا في نسب أحدهم ، ذهبوا به إلى هبل وبمائة درهم وجزور ، فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها ، ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ، ثم قالوا لصاحب القداح ‏‏‏:‏‏‏ اضرب ، يا إلهنا ، هذا فلان بن فلان قد أردنا به كذا و كذا ، فأخرج الحق فيه ‏‏‏.‏‏‏ ثم يقولون لصاحب القداح ‏‏‏:‏‏‏ اضرب ، فإن خرج عليه ‏‏‏(‏‏‏ منكم ‏‏‏)‏‏‏ كان منهم وسيطا ، وإن خرج عليه ‏‏‏(‏‏‏ من غيركم ‏‏‏)‏‏‏ كان حليفا ؛ وإن خرج عليه ‏‏‏(‏‏‏ ملصق ‏‏‏)‏‏‏ كان على منزلته فيهم ، لا نسب له ولا حلف ؛ وإن خرج فيه شيء ، مما سوى هذا مما يعملون به ‏‏‏(‏‏‏ نعم ‏‏‏)‏‏‏ عملوا به ؛ وإن خرج ‏‏‏(‏‏‏ لا ‏‏‏)‏‏‏ أخروه عامه ذلك حتى يأتوه به مرة أخرى ، ينتهون في أمورهم إلى ذلك مما خرجت به القداح ‏‏‏.‏‏‏

    عبدالمطلب يحتكم إلى القداح

    فقال عبدالمطلب لصاحب القداح ‏‏‏:‏‏‏ اضرب على بَنيَّ هؤلاء بقداحهم هذه وأخبره بنذره الذي نذر ، ‏‏ فأعطاه كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه ، وكان عبدالله بن عبدالمطلب أصغر بني أبيه ، كان هو والزبير وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏عائذ بن عمران بن مخزوم ‏‏‏.‏‏‏

    خروج القداح على عبدالله

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان عبدالله - فيما يزعمون - أحب ولد عبدالمطلب إليه ، فكان عبدالمطلب يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى ‏‏‏.‏‏‏ وهو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏.‏‏‏ فلما أخذ صاحب القداح القداح ليضرب بها ، قام عبدالمطلب عند هبل يدعو الله ، ثم ضرب صاحب القداح ، فخرج القدح على عبدالله ‏‏‏.‏‏‏

    عبدالمطلب يحاول ذبح ابنه ، ومنع قريش له

    فأخذه عبدالمطلب بيده وأخذ الشفرة ، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة ليذبحه ، فقامت إليه قريش من أنديتها ، فقالوا ‏‏‏:‏‏‏ ماذا تريد يا عبدالمطلب ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ أذبحه ؛ فقالت له قريش وبنوه ‏‏‏:‏‏‏ والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه ‏‏‏.‏‏‏ لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه ، فما بقاء الناس على هذا ‏‏‏!‏‏‏

    وقال له المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة ، وكان عبدالله ابن أخت القوم ‏‏‏:‏‏‏ والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه ، فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه ‏‏‏.‏‏‏

    وقالت له قريش وبنوه ‏‏‏:‏‏‏ لا تفعل ، وانطلق به إلى الحجاز ، فإن به عرافة لها تابع ، فسلها ، ثم أنت على رأس أمرك ، إن أمرتك بذبحه ذبحته ، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته ‏‏‏.‏‏‏

    ما أشارت به عرافة الحجاز على عبدالمطلب

    فانطلقوا حتى قدموا المدينة ، فوجدوها - فيما يزعمون - بخيبر ‏‏‏.‏‏‏ فركبوا حتى جاءوها ، فسألوها ، وقص عليها عبدالمطلب خبره وخبر ابنه ، وما أراد به ونذره فيه ؛ فقالت لهم ‏‏‏:‏‏‏ ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله ‏‏‏.‏‏‏ فرجعوا من عندها ، فلما خرجوا عنها ، قام عبدالمطلب يدعو الله ، ثم غدوا عليها ، فقالت لهم ‏‏‏:‏‏‏ قد جاءني الخبر ، كم الدية فيكم ‏‏‏؟‏‏‏ قالوا ‏‏‏:‏‏‏ عشر من الإبل ، وكانت كذلك ‏‏‏.‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فارجعوا إلى بلادكم ، ثم قربوا صاحبكم ، وقربوا عشرا من الإبل ، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح ، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم ، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه ، فقد رضي ربكم ، ونجا صاحبكم ‏‏‏.‏‏‏

    تنفيذ وصية العرافة ونجاة عبدالله من الذبح

    فخرجوا حتى قدموا مكة ، فلما أجمعوا على ذلك من الأمر ، قام عبدالمطلب يدعو الله ؛ ثم قربوا عبدالله وعشرا من الإبل ، وعبدالمطلب قائم عند هبل يدعو الله عز وجل ، ثم ضربوا فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل عشرين ، وقام عبدالمطلب يدعو الله عز وجل ، ثم ضربوا فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل ثلاثين ، وقام عبدالمطلب يدعو الله ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل أربعين ، وقام عبدالمطلب يدعو الله ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل خمسين ، وقام عبدالمطلب يدعو الله عز وجل ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل ستين ، وقام عبدالمطلب يدعو الله ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل سبعين ، وقام عبدالمطلب يدعو الله ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل ثمانين ، وقام عبدالمطلب يدعو الله عز وجل ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل تسعين ، وقام عبدالمطلب يدعوا الله ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبدالله ؛ فزادوا عشرا من الإبل ، فبلغت الإبل مائة ، وقام عبدالمطلب يدعوا الله ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على الإبل ؛ فقالت قريش ومن حضر ‏‏‏:‏‏‏ قد انتهى رضا ربك يا عبدالمطلب ‏‏‏.‏‏‏ فزعموا أن عبدالمطلب قال ‏‏‏:‏‏‏ لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات ؛ فضربوا على عبدالله وعلى الإبل ، وقام عبدالمطلب يدعو الله ، فخرج القدح على الإبل ، ثم عادوا الثانية ، وعبدالمطلب قائم يدعو الله ، فضربوا ، فخرج القدح على الإبل ، ثم عادوا الثالثة ، وعبدالمطلب قائم يدعو الله ، فضربوا ، فخرج القدح على الإبل ، فنحرت ، ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا يمنع ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ إنسان ولا سبع ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وبين أضعاف هذا الحديث رجز لم يصح عندنا عن أحد من أهل العلم بالشعر ‏‏‏.‏‏‏

    ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبدالله بن عبدالمطلب

    عبدالله يرفضها

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ثم انصرف عبدالمطلب آخذا بيد عبدالله ، فمر به - فيما يزعمون - على امرأة من بني أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ، وهي أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى ، وهي عند الكعبة ؛ فقالت له حين نظرت إلى وجهه ‏‏‏:‏‏‏ أين تذهب يا عبدالله ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ مع أبي ، قالت ‏‏‏:‏‏‏ لك مثل الإبل التي نحرت عنك ، وقع علي الآن ، قال ‏‏‏:‏‏‏ أنا مع أبي ، ولا أستطيع خلافه ، ولا فراقه ‏‏‏.‏‏‏

    عبدالله يتزوج آمنة بنت وهب

    فخرج به عبدالمطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ، وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا ، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب ، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا ‏‏‏.‏‏‏

    أمهات آمنة بنت وهب

    وهي لبرة بنت عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏‏.‏‏‏ وبرة ‏‏‏:‏‏‏ لأم حبيب بنت أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏‏.‏‏‏ وأم حبيب ‏‏‏:‏‏‏ لبرة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏‏.‏‏‏

    سبب زهد المرأة المعترضة لعبدالله فيه

    فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه ، فوقع عليها ، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ثم خرج من عندها ، فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت ، فقال لها ‏‏‏:‏‏‏ ما لك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت علي بالأمس ‏‏‏؟‏‏‏ قالت له ‏‏‏:‏‏‏ فارقك النور الذي كان معك بالأمس ، فليس لي بك اليوم حاجة ‏‏‏.‏‏‏ وقد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل - وكان قد تنصر واتبع الكتب - ‏‏‏:‏‏‏ أنه سيكون في هذه الأمة نبي ‏‏‏.‏‏‏

    قصة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني أبي إسحاق بن يسار أنه حدث ‏‏‏:‏‏‏

    أن عبدالله إنما دخل على امرأة كانت له مع آمنة بنت وهب ، وقد عمل في طين له ، وبه آثار من الطين ، فدعاها إلى نفسه ، فأبطأت عليه لما رات به أثر الطين ، فخرج من عندها فتوضأ وغسل ما كان به من ذلك الطين ، ثم خرج عامدا إلى آمنة ، فمر بها ، فدعته إلى نفسها ، فأبى عليها ، وعمد إلى آمنة ، فدخل عليها فأصابها ، فحملت بمحمد صلى الله عليه وسلم ‏‏‏.‏‏‏ ثم مر بامرأته تلك ، فقال لها ‏‏‏:‏‏‏ هل لك ‏‏‏؟‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ لا ، مررت بي وبين عينيك غرة بيضاء ، فدعوتك فأبيت علي ، ودخلت على آمنة فذهبت بها ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فزعموا أن امرأته تلك كانت تحدث ‏‏‏:‏‏‏ أنه مر بها وبين عينيه غرة مثل غرة الفرس ؛ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فدعوته رجاء أن تكون تلك بي ، فأبى علي ، ودخل على آمنة ، فأصابها ، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏.‏‏‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط قومه نسبا ، وأعظمهم شرفا من قبل أبيه وأمه ، صلى الله عليه وسلم ‏‏‏.‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:17 am

    ذكر ما قيل لآمنة عند حملها برسول الله صلى الله عليه وسلم

    رؤيا آمنة

    ويزعمون - فيما يتحدث الناس والله أعلم - أن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدث ‏‏‏:‏‏‏

    أنها أُتيت ، حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل لها ‏‏‏:‏‏‏ إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي ‏‏‏:‏‏‏ أعيذه بالواحد ، من شر كل حاسد ، ثم سميه محمدا ‏‏‏.‏‏‏ ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به قصور بصرى ، من أرض الشام ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏

    وفاة عبدالله

    ثم لم يلبث عبدالله بن عبدالمطلب ، أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن هلك ، وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل به ‏‏‏.‏‏‏

    ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ابن إسحاق يحدد الميلاد

    قال ‏‏‏:‏‏‏ حدثنا أبو محمد عبدالملك ابن هشام قال ‏‏‏:‏‏‏ حدثنا زياد بن عبدالله البكائي محمد بن إسحاق قال ‏‏‏:‏‏‏ ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، عام الفيل ‏‏‏.‏‏‏

    رواية قيس بن مخرمة عن مولده صلى الله عليه و سلم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني المطلب بن عبدالله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة ، قال ‏‏‏:‏‏‏

    ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل ، فنحن لدتان ‏‏‏.‏‏‏

    رواية حسان بن ثابت ، عن مولده صلى الله عليه وسلم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، عن يحيى بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ حدثني من شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت ، قال ‏‏‏:‏‏‏ والله إني لغلام يفعة ، ابن سبع سنين أو ثمان ، أعقل كل ما سمعت ، إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب ‏‏‏:‏‏‏ يا معشر يهود ، حتى إذا اجتمعوا إليه ، قالوا له ‏‏‏:‏‏‏ ويلك ما لك ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به ‏‏‏.‏‏‏

    قال محمد بن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فسألت سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت ، فقلت ‏‏‏:‏‏‏ ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏المدينة ‏‏‏؟‏‏‏ فقال ‏‏‏:‏‏‏ ابن ستين سنة ، وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة ، فسمع حسان ما سمع وهو ابن سبع سنين ‏‏‏.‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:17 am

    إعلام أمه جده بولادته صلى الله عليه و سلم وما فعله به

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما وضعته أمه صلى الله عليه وسلم ، أرسلت إلى جده عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ أنه قد ولد لك غلام ، فأته فانظر إليه ؛ فأتاه فنظر إليه ، وحدثته بما رأت حين حملت به ، وما قيل لها فيه ، وما أمرت به أن تسميه ‏‏‏.‏‏‏

    فرح جده به صلى الله عليه و سلم ، و التماسه له المراضع

    فيزعمون أن عبدالمطلب أخذه ، فدخل به الكعبة ؛ فقام يدعو الله ، ويشكر له ما أعطاه ، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها ‏‏‏.‏‏‏ والتمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرضعاء ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ المراضع ‏‏‏.‏‏‏ وفي كتاب الله تبارك وتعالى في قصه موسى عليه السلام ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ وحرمنا عليه المراضع ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏

    مرضعته حليمة و نسب أبيها

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فاسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر ، يقال لها ‏‏‏:‏‏‏ حليمة ابنة أبي ذؤيب ‏‏‏.‏‏‏

    نسب مرضعته

    وأبو ذؤيب ‏‏‏:‏‏‏ عبدالله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ‏‏‏.‏‏‏

    زوج حليمة ونسبه

    واسم أبيه الذي أرضعه صلى الله عليه وسلم ‏‏‏:‏‏‏ الحارث بن عبدالعزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن ‏‏‏.‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ هلال بن ناصرة ‏‏‏.‏‏‏

    أولاد حليمة

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وإخوته من الرضاعة ‏‏‏:‏‏‏ عبدالله بن الحارث ، وأنيسة بنت الحارث ، وحذافة بنت الحارث ، وهي الشيماء ، غلب ذلك على اسمها فلا تعرف في قومها إلا به ‏‏‏.‏‏‏ وهم لحليمة بنت أبي ذؤيب ، عبدالله بن الحارث ، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏.‏‏‏

    ويذكرون أن الشيماء كانت تحضنه مع أمها إذا كان عندهم ‏‏‏.‏‏‏

    حديث حليمة عما رأته من الخير بعد تسلمها له صلى الله عليه و سلم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني جهم بن أبي جهم مولى الحارث بن حاطب الجمحي ، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، أو عمن حدثه عنه قال ‏‏‏:‏‏‏

    كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته ، تحدث ‏‏‏:‏‏‏ أنها خرجت من بلدها مع زوجها ، وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر ، تلتمس الرضعاء ، قالت ‏‏‏:‏‏‏ وذلك في سنة شهباء ، لم تبق لنا شيئا ‏‏‏.‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فخرجت على أتان لي قمراء ، معنا شارف لنا ، والله ما تبض بقطرة ، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا ، من بكائه من الجوع ، ما في ثديي ما يغنيه ، وما في شارفنا ما يغديه - قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ يغذيه - ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج فخرجت على أتاني تلك ، فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا ، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء ، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه ، إذا قيل لها إنه يتيم ، وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي ، فكنا نقول ‏‏‏:‏‏‏ يتيم ‏‏‏!‏‏‏ وما ‏‏عسى أن تصنع أمه وجده ‏‏‏!‏‏‏ فكنا نكرهه لذلك ، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري ، فلما أجمعنا الانطلاق ، قلت لصاحبي ‏‏‏:‏‏‏ والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم أخذ رضيعا ، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلأخذنه ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ لا عليك أن تفعلي ، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة ‏‏‏.‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فذهبت إليه فأخذته ، وما حملني علي أخذه إلا أني لم أجد غيره ‏‏‏.‏‏‏

    الخير الذي أصاب حليمة

    قالت ‏‏‏:‏‏‏ فلما أخذته ، رجعت به إلى رحلي ، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب معه أخوه حتى روي ، ثم ناما ، وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجي إلى شارفنا تلك ، فإذا إنها لحافل ، فحلب منها ما شرب ، وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا ، فبتنا بخير ليلة ‏‏‏.‏‏‏

    قالت ‏‏‏:‏‏‏ يقول صاحبي حين أصبحنا ‏‏‏:‏‏‏ تعلمي والله يا حليمة ، لقد أخذت نسمة مباركة ؛ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فقلت ‏‏‏:‏‏‏ والله إني لأرجو ذلك ، قالت ‏‏‏:‏‏‏ ثم خرجنا وركبت أنا أتاني ، وحملته عليها معي ، فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم ، حتى إن صواحبي ليقلن لي ‏‏‏:‏‏‏ يا ابنة أبي ذؤيب ، ويحك ‏‏‏!‏‏‏ اربعي علينا ، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها ‏‏‏؟‏‏‏ فأقول لهن ‏‏‏:‏‏‏ بلى والله ، إنها لهي هي ؛ فيقلن ‏‏‏:‏‏‏ والله إن لها لشأنا ‏‏‏.‏‏‏

    قالت ‏‏‏:‏‏‏ ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها ، فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعا لُبَّنَا ، فنحلب ونشرب ، وما يحلب إنسان قطرة لبن ، ولا يجدها في ضرع ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ‏‏‏:‏‏‏ ويلكم سرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب ، فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن ، وتروح غنمي شباعا لبنا ‏‏‏.‏‏‏

    فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته ، وكان يشبّ شبابا لا يشبه الغلمان ، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا ‏‏‏.‏‏‏

    رجوع حليمة به إلى مكة أول مرة

    قالت ‏‏‏:‏‏‏ فقدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا ، لما كنا نرى من بركته ‏‏‏.‏‏‏ فكلمنا أمه وقلت لها ‏‏‏:‏‏‏ لو تركت بُنيَّ عندي حتى يغلظ ، فإني أخشى عليه وبأ مكة ، قالت ‏‏‏:‏‏‏ فلم نزل بها حتى ردته معنا ‏‏‏.‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:18 am

    حديث الملكين اللذين شقا بطنه صلى الله عليه و سلم

    قال ‏‏‏:‏‏‏ فرجعنا به ، فوالله إنه بعد مقدمنا به بشهر مع أخيه لفي بهم لنا خلف بيوتنا ، إذ أتانا أخوه يشتد ، فقال لي ولأبيه ‏‏‏:‏‏‏ ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض ، فأضجعاه ، فشقا بطنه ، فهما يسوطانه ‏‏‏.‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فخرجت أنا وأبوه نحوه ، فوجدناه قائما مُنتَقَعا وجهه ‏‏‏.‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فالتزمته والتزمه أبوه ، فقلنا له ‏‏‏:‏‏‏ ما لك يا بني ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ جاءني رجلان عليها ثياب بيض ، فأضجعاني وشقا بطني ، فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو ‏‏‏.‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فرجعنا به إلى خبائنا ‏‏‏.‏‏‏

    حليمة ترد محمدا صلى الله عليه وسلم إلى أمه

    قالت ‏‏‏:‏‏‏ وقال لي أبوه ‏‏‏:‏‏‏ يا حليمة ، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به ، قالت ‏‏‏:‏‏‏ فاحتملناه ، فقدمنا به على أمه ، فقالت ‏‏‏:‏‏‏ ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه ، وعلى مكثه عندك ‏‏‏؟‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فقلت ‏‏‏:‏‏‏ قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي ، وتخوفت الأحداث عليه ، فأديته إليك كما تحبين ؛ قالت ‏‏‏:‏‏‏ ما هذا شأنك ، فاصدقيني خبرك ‏‏‏.‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ فلم تدعني حتى أخبرتها ‏‏‏.‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ أفتخوفت عليه الشيطان ‏‏‏؟‏‏‏ قالت ‏‏‏:‏‏‏ قلت ‏‏‏:‏‏‏ نعم ؛ قالت ‏‏‏:‏‏‏ كلا ، والله ما للشيطان عليه من سبيل ، وإن لبنيَّ لشأنا ، أفلا أخبرك خبره ، قالت ‏‏‏:‏‏‏ قلت ‏‏‏:‏‏‏ بلى ؛ قالت ‏‏‏:‏‏‏ رأيت حين حملت به ، أنه خرج مني نور أضاء قصور بصرى من أرض الشام ، ثم حملت به ، فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف عليَّ ولا أيسر منه ، ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض ، رافع رأسه إلى السماء ، دعيه عنك وانطلقي راشدة ‏‏‏.‏‏‏

    الرسول يُسأل عن نفسه وإجابته صلى الله عليه وسلم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني ثور بن يزيد ، عن بعض أهل العلم ، ولا أحسبه إلا عن خالد بن معدان الكلاعي ‏‏‏:‏‏‏

    أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له ‏‏‏:‏‏‏ يا رسول الله ، أخبرنا عن نفسك ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم ، أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى أخي عيسى ، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام ، واسترضعت في بني سعد بن بكر ، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا ، إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجا ، ثم أخذاني فشقا بطني ، واستخرجا قلبي فشقاه ، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه ، ثم قال أحدهما لصاحبه ‏‏‏:‏‏‏ زنه بعشرة من أمته ، فوزنني بهم فوزنتهم ، ثم قال ‏‏‏:‏‏‏ زنه بمائة من أمته ، فوزنني بهم فوزنتهم ، ثم قال ‏‏‏:‏‏‏ زنه بألف من أمته ، فوزنني بهم فوزنتهم ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ دعه عنك ، فوالله لو وزنه بأمته لوزنها ‏‏‏.‏‏‏

    رعيه صلى الله عليه وسلم الغنم وافتخاره بقرشيته

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ ما من نبي إلا وقد رعى الغنم ؛ قيل ‏‏‏:‏‏‏ وأنت يا رسول الله ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ وأنا ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه ‏‏‏:‏‏‏ أنا أعربكم ، أنا قرشي ، واسترضعت في بني سعد بن بكر ‏‏‏.‏‏‏

    افتقاد حليمة له صلى الله عليه وسلم حين رجوعها به

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وزعم الناس فيما يتحدثون ، والله أعلم ‏‏‏:‏‏‏ أن أمه السعدية لما قدمت به مكة أضلها في الناس وهي مقبلة به نحو أهله ، فالتمسته فلم تجده ، فأتت عبدالمطلب ، فقالت له ‏‏‏:‏‏‏ إني قد قدمت بمحمد هذه الليلة ‏‏‏.‏‏‏ فلما كنت بأعلى مكة أضلني ، فوالله ما أدرى أين هو ؛ فقام عبدالمطلب عند الكعبة يدعو الله أن يرده ؛ فيزعمون أنه وجده ورقة بن نوفل بن أسد ، ورجل آخر من قريش ، فأتيا به عبدالمطلب ، فقالا له ‏‏‏:‏‏‏ هذا ابنك وجدناه بأعلى مكة ، فأخذه عبدالمطلب ، فجعله على عنقه وهو يطوف بالكعبة يعوذه ويدعو له ، ثم أرسل به إلى أمه آمنة ‏‏‏.‏‏‏

    سبب آخر لرجوع حليمة به صلى الله عليه وسلم إلى مكة

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني بعض أهل العلم ‏‏‏:‏‏‏

    أن مما هاج أمه السعدية على رده إلى أمه ، مع ما ذكرت لأمه مما أخبرتها عنه ، أن نفرا من الحبشة نصارى ، رأوه معها حين رجعت به بعد فطامه ، فنظروا إليه وسألوها عنه وقلبوه ، ثم قالوا لها ‏‏‏:‏‏‏ لنأخذن هذا الغلام ، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا ، فإن هذا غلام كائن له شأن نحن نعرف أمره ، فزعم الذي حدثني أنها لم تكد تنفلت به منهم ‏‏‏.‏‏‏

    وفاة آمنة ، وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبدالمطلب بعدها

    وفاة أمه صلى الله عليه وسلم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمه آمنة بنت وهب ، وجده عبدالمطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه ، ينبته الله نباتا حسنا لما يريد به من كرامته ؛ فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنين ، توفيت أمة آمنه بنت وهب ‏‏‏.‏‏‏

    عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفاة أمه

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ‏‏‏:‏‏‏

    أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين بالأبواء ، بين مكة والمدينة ، وكانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار ، تزيره إياهم ، فماتت وهي راجعة به إلى مكة ‏‏‏.‏‏‏

    سبب خؤولة بني عدي بن النجار لرسول الله صلى الله عليه و سلم

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أم عبدالمطلب بن هاشم ‏‏‏:‏‏‏ سلمى بنت عمرو النجارية ‏‏‏.‏‏‏ فهذه الخؤولة التي ذكرها ابن إسحاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ‏‏‏.‏‏‏

    إجلال عبدالمطلب له صلى الله عليه وسلم و هو صغير

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبدالمطلب بن هاشم ، وكان يوضع لعبدالمطلب فراش في ظل الكعبة ، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه ، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر ، حتى يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول عبدالمطلب ، إذا رأى ذلك منهم ‏‏‏:‏‏‏ دعوا ابني ، فوالله إن له لشأنا ؛ ثم يجلسه معه على الفراش ، ويمسح ظهره بيده ، ويسره ما يراه يصنع ‏‏‏.‏‏‏

    وفاة عبدالمطلب وما رثي به من الشعر

    وفاة عبدالمطلب ، و ما قيل فيه من الشعر

    فلما بلغ روس الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين هلك عبدالمطلب بن هاشم ‏‏‏.‏‏‏ وذلك بعد الفيل بثماني سنين ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني العباس بن عبدالله بن معبد بن العباس ، عن بعض أهله ‏‏‏:‏‏‏

    أن عبدالمطلب توفي ورسوله الله صلى الله عليه وسلم ابن ثماني سنين
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:19 am

    عبدالمطلب يطلب من بناته أن يرثينه

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني محمد بن سعيد بن المسيب

    أن عبدالمطلب لما حضرته الوفاة وعرف أنه ميت جمع بناته ، وكن ست نسوة ‏‏‏:‏‏‏ صفية ، وبرة ، وعاتكة ، وأم حكيم البيضاء ، وأميمة ، وأروى ، فقال لهن ‏‏‏:‏‏‏ ابكين علي حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشعر ، إلا أنه لما رواه عن محمد بن سعيد بن المسيب كتبناه ‏‏‏.‏‏‏

    رثاء صفية بنت عبدالمطلب لأبيها

    فقالت صفية بنت عبدالمطلب تبكي أباها ‏‏‏:‏‏‏

    أرقت لصوت نائحة بليل * على رجل بقارعة الصعيدِ

    ففاضت عند ذلكم دموعي * على خدي كمنحدر الفريد

    على رجل كريم غير وغل * له الفضل المبين على العبيد

    على الفياض شيبة ذي المعالي * أبيك الخير وارث كل جود

    صدوق في المواطن غير نكس * ولا شخت المقام ولا سنيد

    طويل الباع أروع شيظميّ * مطاع في عشيرته حميد

    رفيع البيت أبلج ذي فضول * وغيث الناس في الزمن الحرود

    كريم الجد ليس بذي وصوم * يروق على المسود والمسود

    عظيم الحلم من نفر كرام * خضارمة ملاوثة أسود

    فلو خلد امرؤ لقديم مجد * ولكن لا سبيل إلى الخلود

    لكان مخلدا أخرى الليالي لفضل المجد والحسب التليد

    رثاء برة بنت عبدالمطلب لأبيها

    وقالت برة بنت عبدالمطلب تبكي أباها ‏‏‏:‏‏‏

    أعيني جودا بدمع دررْ على * طيب الخيم والمعتصرْ

    على ماجد الجد واري الزناد * جميل المحيا عظيم الخطر

    على شيبة الحمد ذي المكرمات * وذي المجد والعز والمفتخر

    وذي الحلم والفصل في النائبات * كثير المكارم جم الفجر‏

    له فضل مجد على قومه * منير يلوح كضوء القمر

    أتته المنايا فلم تشوه * بصرف الليالي وريب القدر

    رثاء عاتكة بنت عبدالمطلب لأبيها

    وقالت عاتكة بنت عبدالمطلب تبكي أباها ‏‏‏:‏‏‏

    أعيني جودا ولا تبخلا * بدمعكما بعد نوم النيامْ

    أعيني واسحنفرا واسكبا * وشوبا بكاءكما بالْتِدَام

    أعيني واستخرطا واسجما * على رجل غير نكس كهام

    على الجحفل الغمر في النائبات * كريم المساعي وفي الذمام

    على شيبة الحمد واري الزناد * وذي مصدق بعد ثبت المقام

    وسيف لدى الحرب صمصامة * ومردي المخاصم عند الخصام

    وسهل الخليقة طلق اليدين * وفي عُدْمُلِّيّ صميم لهُام ‏‏

    تَبَنَّك في باذخ بيته * رفيع الذؤابة صعب المرام

    رثاء أم حكيم بنت عبدالمطلب لأبيها

    وقالت أم حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب تبكي أباها ‏‏‏:‏‏‏

    ألا يا عين جودي واستهلي * وبكي ذا الندى والمكرمات

    ألا يا عين ويحك أسعفيني * بدمع من دموع هاطلات

    وبكِّي خير من ركب المطايا * أباك الخير تيار الفرات

    طويل الباع شيبة ذا المعالي * كريم الخيم محمود الهبات

    وصولا للقرابة هبرزيا * وغيثا في السنين الممحلات

    وليثا حين تشتجر العوالي * تروق له عيون الناظرات

    عقيل بني كنانة والمرجى * إذا ما الدهر أقبل بالهنات

    ومفزعها إذا ما هاج هيج * بداهية وخصم المعضلات

    فبكيه ولا تسمي بحزن * وبكي ، مابقيت ، الباكيات

    رثاء أميمة بنت عبدالمطلب لأبيها

    وقالت أميمة بنت عبدالمطلب تبكي أباها ‏‏‏:‏‏‏

    ألا هلك الراعي العشيرة ذو الفقدِ * وساقي الحجيج والمحامي عن المجد

    ومن يؤلف الضيف الغريب بيوته * إذا ما سماء الناس تبخل بالرعد

    كسبت وليدا خير ما يكسب الفتى * فلم تنفكك تزداد ياشيبة الحمد

    أبو الحارث الفياض خلاَّ مكانه * فلا تبعدن فكل حي إلى بعد

    فإني لباك ما بقيت وموجع * وكان له أهلا لما كان من وجدي

    سقاك ولي الناس في القبر ممطرا * فسوف أبكيه وإن كان في اللحد

    فقد كان زينا للعشيرة كلها * وكان حميدا حيث ما كان من حمد

    رثاء أروى بنت عبدالمطلب لأبيها

    وقال أروى بنت عبدالمطلب تبكي أباها ‏‏‏:‏‏‏

    بكت عيني وحق لها البكاء * على سمح سجيته الحياءُ

    على سهل الخليقة أبطحي * كريم الخيم نيته العلاء

    على الفياض شيبة ذي المعالي * أبيك الخير ليس له كفاء

    طويل الباع أملس شيظمي * أغر كأن غرته ضياء

    أقب الكشح أروع ذي فضول * له المجد المقدم والسناء

    أبيِّ الضيم أبلج هبرزي * قديم المجد ليس له خفاء

    ومعقل مالك وربيع فهر * وفاصلها إذا التمس القضاء

    وكان هو الفتى كرما وجودا * وبأسا حين تنسكب الدماء

    إذا هاب الكماة الموت حتى * كأن قلوب أكثرهم هواء

    مضى قدما بذي ربد خشيب * عليه حين تبصره البهاء

    إعجاب عبدالمطلب بالرثاء

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فزعم لي محمد بن سعيد بن المسيب أنه أشار برأسه وقد أصمت ‏‏‏:‏‏‏ أن هكذا فابكينني ‏‏‏.‏‏‏

    نسب المسيب بن حزن

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ و المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ‏‏‏.‏‏‏

    رثاء حذيفة بن غانم لعبدالمطلب

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقال حذيفة بن غانم أخو بني عدي بن كعب بن لؤي يبكي عبدالمطلب بن هاشم بن بن عبد مناف ، ويذكر فضله وفضل قصي على قريش ، وفضل ولده من بعده عليهم ، وذلك أنه أخذ بغرم أربعة آلاف درهم بمكة ، فوقف بها فمر به أبو لهب عبدالعزى بن عبدالمطلب فافتكه ‏‏‏:‏‏‏

    أعيني جودا بالدموع على الصدر * ولا تسأما أُسقيتما سبل القطر

    وجودا بدمع واسفحا كل شارق * بكاء امرىء لم يشوه نائب الدهر

    وسحا وجما واسجما ما بقيتما * على ذي حياء من قريش وذي ستر

    على رجل جلد القوى ذي حفيظه * جميل المحيا غير نكس ولا هذر

    على الماجد البهلول ذي الباع والندى* ربيع لؤي في القحوط وفي العسر

    على خير حاف من معد وناعل * كريم المساعي طيب الخيم والنجر

    وخيرهم أصلا وفرعا ومعدنا * وأحظاهم بالمكرمات وبالذكر

    وأولاهم بالمجد والحلم والنهى * وبالفضل عند المجحفات من الغبر

    على شيبة الحمد الذي كان وجهه * يضيء سواد الليل كالقمر البدر

    وساقي الحجيج ثم للخبز هاشم * وعبد مناف ذلك السيد الفهري

    طوى زمزما عند المقام فأصبحت * سقايته فخرا على كل ذي فخر

    ليبك عليه كل عان بكربة * وآل قصي من مقل وذي وفر

    بنوه سراة كهلهم وشبابهم * تفلق عنهم بيضة الطائر الصقر

    قصي الذي عادى كنانة كلها * ورابط بيت الله في العسر واليسر

    فإن تك غالته المنايا وصرفها * فقد عاش ميمون النقيبة والأمر

    وأبقى رجالا سادة غير عزل * مصاليت أمثال الردينية السمر

    أبو عتبة الملقى إليَّ حباؤه * أغر هجان اللون من نفر غر

    وحمزة مثل البدر يهتز للندى * نقي الثياب والذمام من الغدر

    وعبد مناف ماجد ذو حفيظة * وصول لذي القربي رحيم بذي الصهر

    كهولهم خير الكهول ونسلهم * كنسل الملوك لا تبور ولا تحري

    متى ما تلاقي منهم الدهر ناشئا * تجده بإجْرِيَّا أوائله يجري

    هم ملئوا البطحاء مجدا وعزة * إذا استبق الخيرات في سالف العصر

    وفيهم بناة للعلا وعمارة * وعبد مناف جدهم جابر الكسر

    بإنكاح عوف بنته ليجيرنا * من أعدائنا إذ أسلمتنا بنو فهر

    فسرنا تهامي البلاد ونجدها * بأمنه حتى خاضت العير في البحر

    وهم حضروا والناس باد فريقهم * وليس بها إلا شيوخ بنو عمرو

    بنوها ديارا جمة وطووا بها * بئارا تسح الماء من ثبج البحر

    لكي يشرب الحجاج منها وغيرهم * إذا ابتدروها صبح تابعة النحر

    ثلاثة أيام تظل ركابهم * مخيسة بين الأخاشب والحجر

    وقدما غنينا قبل ذلك حقبة * ولا نستقي إلا بخُمَّ أو الحفر

    وهم يغفرون الذنب ينقم دونه * ويعفون عن قول السفاهة والهجر‏‏

    وهم جمعوا حلف الأحابيش كلها * وهم نكلوا عنا غواة بني بكر

    فخارج ، إما أهلكنّ فلا تزل * لهم شاكرا حتى تغيب في القبر

    ولا تنس ما أسدى ابن لُبنى فإنه * قد أسدى يدا محقوقة منك بالشكر

    وأنت ابن لبنى من قصي إذا انتموا * بحيث انتهى قصد الفؤاد من الصدر

    وأنت تناولت العلا فجمعتها * إلى محتد للمجد ذي ثبج جسر

    سبقت وفت القوم بذلا ونائلا * وسدت وليدا كل ذي سؤدد غمر

    وأمك سر من خزاعة جوهر * إذا حصل الأنساب يوما ذوو الخبر

    إلى سبأ الأبطال تنمى وتنتمي * فأكرم بها منسوبة في ذرا الزهر

    أبو شمر منهم وعمرو بن مالك * وذو جدن من قومها وأبو الجبر
    وأسعد قاد الناس عشرين حجة * يؤيد في تلك المواطن بالنصر

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ أمك سر من خزاعة ‏‏‏)‏‏‏ ، يعني أبا لهب ، أمه لبنى بنت هاجر الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏ وقوله ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ بإجريا أوائله ‏‏‏)‏‏‏ عن غير ابن إسحاق ‏‏‏.‏‏‏

    رثاء مطرود الخزاعي لعبدالمطلب و بني عبد مناف

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقال مطرود بن كعب الخزاعي يبكي عبدالمطلب وبني عبد مناف ‏‏‏:‏‏‏

    يا أيها الرجل المحول رحله * هلا سألت عن آل عبد مناف

    هبلتك أمك لو حللت بدارهم * ضمنوك من جرم ومن إقراف

    الخالطين غنيهم بفقيرهم * حتى يعود فقيرهم كالكافي

    المنعمين إذا النجوم تغيرت * والظاعنين لرحلة الإيلاف

    والمطعمين إذا الرياح تناوحت * حتى تغيب الشمس في الرَّجَّاف

    إما هلكت أبا الفعال فما جرى * من فوق مثلك عقد ذات نطاف

    إلا أبيك أحي المكارم وحده * والفيض مُطَّلب أبي الأضياف

    ولاية العباس على سقاية زمزم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما هلك عبدالمطلب بن هاشم ولي زمزم والسقاية عليها بعده العباس بن عبدالمطلب ، وهو يومئذ من أحدث إخوته سنا ؛ فلم تزل إليه حتى قام الإسلام وهي بيده ‏‏‏.‏‏‏ فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم له على ما مضى من ولايته ، فهي إلى آل العباس ، بولاية العباس إياها ، إلى هذا اليوم ‏‏‏.‏‏‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية Empty رد: السيرة النبوية

    مُساهمة من طرف love@egypt الثلاثاء مايو 27, 2008 8:19 am

    كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عبدالمطلب مع عمه أبي طالب ، وكان عبدالمطلب - فيما يزعمون - يوصي به عمه أبا طالب ، وذلك لأن عبدالله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبا طالب أخوان لأب وأم ، أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ عائذ بن عمران بن مخزوم

    ولاية أبي طالب لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان أبو طالب هو الذي يلي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جده ، فكان إليه ومعه ‏‏‏.‏‏‏

    اللهبي العائف

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، أن أباه حدثه ‏‏‏:‏‏‏ أن رجلا من لهب - قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ولهب ‏‏‏:‏‏‏ من أزد شنوءة - كان عائفا ، فكان إذا قدم مكة أتاه رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم ‏‏‏.‏‏‏

    قال ‏‏‏:‏‏‏ فأتى به أبو طالب وهو غلام ، مع من يأتيه ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم شغله عنه شيء ، فلما فرغ قال ‏‏‏:‏‏‏ الغلام علي به ، فلما رأى أبو طالب حرصه عليه غيَّبه عنه ، فجعل يقول ‏‏‏:‏‏‏ ويلكم ، ردوا علي الغلام الذي رأيت آنفا ، فوالله ليكونن له شأن ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ فانطلق أبو طالب ‏‏‏.‏‏‏

    قصة بحيرى

    محمد صلى الله عليه وسلم يخرج مع عمه إلى الشام

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ثم إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام ، فلما تهيأ للرحيل ، وأجمع المسير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما يزعمون - فرق له أبو طالب وقال ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏والله لأخرجن به معي ، ولا يفارقني ، ولا أفارقه أبدا ، أو كما قال ‏‏‏.‏‏‏

    فخرج به معه ‏‏‏.‏‏‏

    بحيرى يحتفي بتجار قريش

    فلما نزل الركب بُصرى من أرض الشام ، وبها راهب يقال له بحيرى في صومعه له ، وكان إليه علم أهل النصرانية ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب ، إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون ، يتوارثونه كابرا عن كابر ‏‏‏.‏‏‏

    فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام ‏‏‏.‏‏‏ فلما نزلوا به قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا ، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه و هو في صومعته ، يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في صومعته ، في الركب حين أقبلوا ، وغمامة تظله من بين القوم ‏‏‏.‏‏‏

    قال ‏‏‏:‏‏‏ ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه ‏‏‏.‏‏‏ فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة ، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها ؛ فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته ، وقد أمر بذلك الطعام ، فصنع ثم أرسل إليهم ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ، فأنا أحب أن تحضروا كلكم ، صغيركم وكبيركم ، وعبدكم وحركم ‏‏‏:‏‏‏ فقال له رجل منهم ‏‏‏:‏‏‏ والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم ، فما كنت تصنع هذا بنا ، وقد كنا نمر بك كثيرا ، فما شأنك اليوم ‏‏‏؟‏‏‏ قال له بحيرى ‏‏‏:‏‏‏ صدقت ، قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم ‏‏‏.‏‏‏

    فاجتمعوا إليه ، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم ، لحداثة سنه ، في رحال القوم تحت الشجرة ؛ فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ يا معشر قريش ، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي ؛ قالوا له ‏‏‏:‏‏‏ يا بحيرى ، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام ، وهو أحدث القوم سنا ، فتخلف في رحالهم ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ لا تفعلوا ، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ فقال رجل من قريش مع القوم ‏‏‏:‏‏‏ واللات والعزى ، إن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبدالله بن عبدالمطلب عن طعام من بيننا ، ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم ‏‏‏.‏‏‏

    بحيرى يتثبت من محمد صلى الله عليه وسلم

    فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده ، قد كان يجدها عنده من صفته ، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا ، قام إليه بحيرى ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ يا غلام ، أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ؛ وإنما قال له بحيرى ذلك ، لأنه سمع قومه يحلفون بهما ‏‏‏.‏‏‏ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ‏‏‏:‏‏‏ لا تسألني باللات والعزى شيئا ، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما ؛ فقال له بحيرى ‏‏‏:‏‏‏ فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ؛ فقال له ‏‏‏:‏‏‏ سلني عما بدا لك ‏‏‏.‏‏‏

    فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره ؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره ، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ، ثم نظر إلى ظهره ، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده ‏‏‏.‏‏‏

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وكان مثل أثر المحجم ‏‏‏.‏‏‏

    بحيرى يوصي أبا طالب بمحمد صلى الله عليه وسلم

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما فرغ ، أقبل على عمه أبي طالب ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ ما هذا الغلام منك ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ ابني ‏‏‏.‏‏‏ قال له بحيرى ‏‏‏:‏‏‏ ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فإنه ابن أخي ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فما فعل أبوه ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ مات وأمه حبلى به ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ صدقت ، فارجع بابن أخيك إلى بلده ، واحذر عليه يهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا ، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم ، فأسرع به إلى بلاده ‏‏‏.‏‏‏

    بعض من أهل الكتاب يريدون بمحمد صلى الله عليه وسلم الشر

    فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام ؛ فزعموا فيما روى الناس ‏‏‏:‏‏‏ أن زريرا وتماما ودريسا ، وهم نفر من أهل الكتاب ، قد كانوا رأوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رآه بحيرى في ذلك السفر ، الذي كان فيه مع عمه أبي طالب ، فأرادوه فردهم عنه بحيرى ، وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته ، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه ولم يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم ، وصدقوه بما قال ، فتركوه وانصرفوا عنه ‏‏‏:‏‏‏

    محمد صلى الله عليه وسلم يشب على مكارم الأخلاق

    فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ، لما يريد به من كرامته ورسالته ، حتى بلغ أن كان رجلا ، وأفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقا ، وأكرمهم حسبا ، وأحسنهم جوارا ، وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، وأعظمهم أمانة ، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال ، تنـزها وتكرما ، حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين ، لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة ‏‏‏.‏‏‏

    رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن حفظ الله له

    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي - يحدث عما كان الله يحفظه به في صغره وأمر جاهليته ، أنه قال ‏‏‏:‏‏‏

    لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان ، كلنا قد تعرى ، وأخذ إزاره فجعله على رقبته ، يحمل عليه الحجارة ؛ فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر ، إذ لكمني لاكم ما أراه ، لكمة وجيعة ، ثم قال ‏‏‏:‏‏‏ شد عليك إزارك ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فأخذته وشددته علي ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري علي من بين أصحابي ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏

    حرب الفجار

    سببها

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة ، فيما حدثني أبو عبيدة النحوي ، عن أبي عمرو بن العلاء ، هاجت حرب الفجار بين قريش ، ومن معها من كنانة ، وبين قيس عيلان ‏‏‏.‏‏‏

    وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، أجار لطيمة للنعمان بن المنذر ؛ فقال له البراض بن قيس ، أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ‏‏‏:‏‏‏ أتجيرها على كنانة ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ نعم ، وعلى الخلق كله ‏‏‏.‏‏‏ فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته ، حتى إذا كان بتيمن ذي طلال بالعالية ، غفل عروة فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام ، فلذلك سمي الفجار ‏‏‏.‏‏‏

    وقال البراض في ذلك ‏‏‏:‏‏‏

    وداهية تهم الناس قبلي * شددت لها بني بكر ضلوعي

    هدمت بها بيوت بني كلاب * وأرضعت الموالي بالضروع

    رفعت له بذي طلال كفي * فخر يميد كالجذع الصريع

    وقال لبيد بن مالك بن جعفر بن كلاب ‏‏‏:‏‏‏

    أبلغ ، إن عرضت ، بني كلاب * وعامر والخطوب لها موالي

    وبلغ ، إن عرضت ، بني نمير * وأخوال القتيل بني هلال

    بأن الوافد الرحال أمسى * مقيما عند تيمن ذي طلال

    وهذه الأبيات في أبيات له فيما ذكر ابن هشام ‏‏‏.‏‏‏

    قتال هوازن لقريش

    قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فأتى آت قريشا ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ إن البراض قد قتل عروة ، وهم في الشهر الحرام بعكاظ ، فارتحلوا وهوازن لا تشعر بهم ، ثم بلغهم الخبر فأتبعوهم ، فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ، فاقتتلوا حتى جاء الليل ، ودخلوا الحرم ، فأمسكت عنهم هوازن ، ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما ، والقوم متساندون على كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم ، وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم ‏‏‏.‏‏‏

    الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد القتال وهو صغير

    وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أيامهم ، أخرجه أعمامه معهم ‏‏‏.‏‏‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏:‏‏‏ كنت أُنَبِّل على أعمامي ‏‏‏:‏‏‏ أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها ‏‏‏.‏‏‏

    سن رسول الله صلى الله عليه و سلم عند حرب الفجار

    قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ هاجت حرب الفجار ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة ‏‏‏.‏‏‏

    سبب تسمية هذا اليوم بالفجار

    وإنما سمي يوم الفجار بما استحل هذان الحيان ، كنانة وقيس عيلان ، فيه من المحارم بينهم‏‏‏.‏‏‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:54 am