:: منتدى شبابنا ::

السيرة النبوية المجلد الخامس 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا السيرة النبوية المجلد الخامس 829894
ادارة المنتدي السيرة النبوية المجلد الخامس 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

:: منتدى شبابنا ::

السيرة النبوية المجلد الخامس 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا السيرة النبوية المجلد الخامس 829894
ادارة المنتدي السيرة النبوية المجلد الخامس 103798

:: منتدى شبابنا ::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
:: منتدى شبابنا ::

منتدى الشباب منتدى متكامل به كل ماتتمناه به اقسام للكمبيوتر اقسام للترفيه المرئيات قسم للخريجين الطلبة المنتدى الاسلامى قسم الديكور والكثير الكثير


    السيرة النبوية المجلد الخامس

    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:41 am

    قسمة عمر لوادي القرى بين المسلمين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني عبدالله بن أبي بكر ، عن عبدالله بن مكنف أخي بني حارثة ، قال ‏:‏ لما أخرج عمر يهود من خيبر ركب في المهاجرين والأنصار ، وخرج معه جبار بن صخر بن أمية بن خنساء ، أخو بني سلمة ، وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم - ويزيد بن ثابت ، وهما قسما خيبر بين أهلها ، على أصل جماعة السهمان ، التي كانت عليها ‏.‏

    وكان ما قسم عمر بن الخطاب من وادي القرى ، لعثمان بن عفان خطر ، ولعبدالرحمن بن عوف خطر ، ولعمر بن أبي سلمة خطر ، ولعامر بن أبي ربيعة خطر ، ولعمرو بن سراقة خطر ، ولأشيم خطر ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال ‏:‏ ولأسلم ولبني جعفر خطر ، ولمعيقيب خطر ، ولعبدالله بن الأرقم خطر ، ولعبدالله وعبيد الله خطران ، ولابن عبدالله ابن جحش خطر ، ولابن البكير خطر ، ولمعتمر خطر ، ولزيد بن ثابت خطر ، ولأبي بن كعب خطر ، لمعاذ بن عفراء خطر ، ولأبي طلحة وحسن خطر ، ولجبار بن صخر خطر ، ولجابر بن عبدالله بن رئاب خطر ، ولمالك بن صعصعة وجابر بن عبدالله بن عمرو خطر ، ولابن حضير خطر ، ولابن سعد بن معاذ خطر ، ولسلامة بن سلامة خطر ، ولعبدالرحمن بن ثابت وأبي شريك خطر ، ولأبي عبس بن جبر خطر ، ولمحمد بن مسلمة خطر ، ولعبادة بن طارق خطر ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ويقال ‏:‏ لقتادة ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ولجبر بن عتيك نصف خطر ، ولابني الحارث بن قيس نصف خطر ، ولابن حزمة والضحاك خطر ، فهذا ما بلغنا من أمر خيبر ووادي القرى ومقاسمهما ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏الخطر ‏:‏ النصيب ، ويقال ‏:‏ أخطر لي فلان خطراً

    تم بعون الله الجزء الرابع من السيرة النبوية لابن هشام ويليه إن شاء الله الجزء الخامس وأوله قدوم جعفر بن أبي طالب من الحبشة والمهاجرين معه أعان الله على إتمامه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ذكر قدوم جعفر بن أبي طالب من الحبشة وحديث المهاجرين إلى الحبشة

    فرح الرسول بقدوم جعفر ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏وذكر سفيان بن عيينة عن الأجلح ، عن الشعبي ‏:‏ أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح خيبر ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه ، والتزمه وقال ‏:‏ ما أدري بأيهما أنا أسر ‏:‏ بفتح خيبر ، أم بقدوم جعفر‏؟‏



    مهاجرة الحبشة الذين قدم بهم عمرو بن أمية ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وكان من أقام بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي عمرو بن أمية الضمري ، فحملهم في سفينتين ، فقدم بهم عليه وهو بخيبر بعد الحديبية ‏.‏



    من بني هاشم ‏:‏

    من بني هاشم بن عبد مناف ‏:‏ جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب معه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية ؛ وابنه عبدالله بن جعفر ، وكانت ولدته بأرض الحبشة ‏.‏ قتل جعفر بمؤتة من أرض الشام أميراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، رجل ‏.‏



    من بني عبد شمس ‏:‏

    ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‏:‏ خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ، معه امرأته أمينة بنت خلف بن أسعد - قال ابن هشام ‏:‏ويقال ‏:‏ همينة بنت خلف - وابناه سعيد بن خالد ، وأمة بنت خالد ، ولدتهما بأرض الحبشة ‏.‏

    قتل خالد بمرج الصفر في خلافة أبي بكر الصديق بأرض الشام ؛ وأخوه عمرو بن سعيد بن العاص ، معه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكناني ، هلكت بأرض الحبشة ‏.‏ قتل عمرو بأجنادين من أرض الشام في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ‏.‏

    شعر لسعيد بن العاص لابنه عمرو ‏:‏

    ولعمرو بن سعيد يقول أبوه سعيد بن العاص بن أمية أبو أحيحة ‏:‏

    ألا ليت شعري عنك يا عمرو سائلاً * إذا شب واشتدت يداه وسلحا

    أتترك أمر القوم فيه بلابل * تكشف غيظاً كان في الصدر موجحا

    شعر أبان بن العاص لأخويه خالد وسعيد ، ورد خالد ‏:‏

    ولعمرو وخالد يقول ‏:‏ أخوهما أبان بن سعيد بن العاص ، حين أسلما ، وكان أبوهم سعيد بن العاص هلك بالظريبة ، من ناحية الطائف ، هلك في مال له بها ‏:‏

    ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد * لما يفتري في الدين عمرو وخالد

    أطاعا بنا أمر النساء فأصبحا * يعينان من أعدائنا من نكايد

    فأجابه خالد بن سعيد فقال ‏:‏

    أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه * ولا هو من سوء المقالة مقصر

    يقول إذا اشتدت عليه أموره * ألا ليت ميتا بالظريبة ينشر

    فدع عنك ميتا قد مشى لسبيله * وأقبل على الأدنى الذي هو أفقر

    ومعيقيب بن أبي فاطمة ، خازن عمر بن الخطاب على بيت مال المسلمين وكان إلى آل سعيد بن العاص ؛ وأبو موسى الأشعري عبدالله ابن قيس ، حليف آل عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، أربعة نفر ‏.‏



    من بني أسد ‏:‏

    ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي ‏:‏ الأسود بن نوفل بن خويلد ‏.‏ رجل ‏.‏



    من بني عبدالدار ‏:‏

    ومن بني عبدالدار بن قصي ‏:‏ جهم بن قيس بن عبد شرحبيل ، معه ابناه عمرو بن جهم وخزيمة بن جهم ، وكانت معه امرأته أم حرملة بنت عبدالأسود هلكت بأرض الحبشة ، وابناه لها ‏.‏ رجل ‏.‏



    من بني زهرة ‏:‏

    ومن بني زهرة بن كلاب ‏:‏ عامر بن أبي وقاص ، وعتبة بن مسعود ، حليف لهم من هذيل ‏.‏ رجلان ‏.‏



    من بني تيم ‏:‏

    ومن بني تيم بن مرة بن كعب ‏:‏ الحارث بن خالد بن صخر ، وقد كانت معه امرأته ريطة بنت الحارث بن جبيلة ، هلكت بأرض الحبشة ‏.‏ رجل ‏.‏



    من بني جمح ‏:‏

    ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب ‏:‏ عثمان بن ربيعة بن أهبان ‏.‏ رجل ‏.‏



    من بني سهم ‏:‏

    ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ‏:‏ محمية بن الجزء ، حليف لهم من بني زبيد ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جعله على خمس المسلمين ‏.‏ رجل ‏.‏



    من بني عدي ‏:‏

    ومن بني عدي بن كعب بن لؤي ‏:‏ معمر بن عبدالله بن نضلة ‏.‏ رجل ‏.‏



    من بني عامر ‏:‏

    ومن بن عامر بن لؤي بن غالب ‏:‏ أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ؛ ومالك بن ربيعة بن قيس بن عبد شمس ، معه امرأته عمرة بنت السعدي بن وقدان بن عبد شمس ، رجلان ‏.‏



    من بني الحارث ‏:‏

    ومن بني الحارث بن فهر بن مالك ‏:‏ الحارث بن عبد قيس بن لقيط ‏.‏ رجل ‏.‏ وقد كان حمل معهم في السفينتين نساء من نساء من هلك هنالك من المسلمين ‏.‏



    عدة من حملهم مع عمرو بن أمية ‏:‏

    فهؤلاء الذين حمل النجاشي مع عمرو بن أمية الضمري في السفينتين ، فجميع من قدم في السفينتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عشر رجلاً ‏.‏



    سائر مهاجرة الحبشة ‏:‏

    وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة ، ولم يقدم إلا بعد بدر ، ولم يحمل النجاشي في السفينتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن قدم بعد ذلك ، ومن هلك بأرض الحبشة من مهاجرة الحبشة‏:‏

    من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ‏:‏ عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي ، أسد خزيمة ، حليف بني أمية بن عبد شمس ، معه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وابنته حبيبة بنت عبيد الله ، وبها كانت تكنى أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وكان اسمها رملة ‏.‏



    تنصر ابن جحش بالحبشة وخلف الرسول على امرأته ‏:‏

    خرج مع المسلمين مهاجراً ، فلما قدم أرض الحبشة تنصر بها وفارق الإسلام ، ومات هنالك نصرانياً ، فخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأته من بعده أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة ، قال ‏:‏ خرج عبيد الله بن جحش مع المسلمين مسلماً ، فلما قدم أرض الحبشة تنصر ، قال ‏:‏ فكان إذا مر بالمسلمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ فتحنا وصأصأتم ‏.‏ أي ‏:‏ قد أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر ولم تبصروا بعد ‏.‏

    وذلك أن ولد الكلب إذا أراد أن يفتح عينيه للنظر صأصأ قبل ذلك ، فضرب ذلك له ولهم مثلاً ‏:‏ أي أنا قد فتحنا أعيننا فأبصرنا ، ولم تفتحوا أعينكم فتبصروا ، وأنتم تلتمسون ذلك ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقيس بن عبدالله ، رجل من بني أسد بن خزيمة ، وهو أبو أمية بنت قيس التي كانت مع أم حبيبة ، وامرأته بركة بنت يسار ، مولاة أبي سفيان بن حرب ، كانتا ظئري عبيد الله بن جحش ؛ وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، فخرجا بهما معهما حين هاجرا إلى أرض الحبشة ‏.‏ رجلان ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:42 am

    من بني أسد ‏:‏

    ومن بني أسد بن عبدا لعزى بن قصي ‏:‏ يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد قتل يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً ؛ وعمر بن أمية بن الحارث بن أسد ، هلك بأرض الحبشة ‏.‏ رجلان ‏.‏



    من بني عبدالدار ‏:‏

    ومن بني عبدالدار بن قصي ‏:‏ أبو الروم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار ؛ وفراس بن النضر بن الحارث بن كلدة بن علقة بن عبد مناف بن عبدالدار ‏.‏ رجلان ‏.‏



    من بني زهرة ‏:‏

    ومن بني زهرة بن كلاب بن مرة ‏:‏ المطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ، معه امرأته رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم ، هلك بأرض الحبشة ، ولدت له هنالك عبدالله بن عبدالمطلب ، فكان يقال ‏:‏ إن كان لأول رجل ورث أباه في الإسلام ، رجل ‏.‏



    من بني تيم ‏:‏

    ومن بني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ‏:‏ عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، قتل بالقادسية مع سعد بن أبي وقاص ‏.‏ رجل ‏.‏



    من بني مخزوم ‏:‏

    ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ‏:‏ هبار بن سفيان بن عبدالأسد ‏.‏ قتل بأجنادين من أرض الشام ، في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وأخوه عبدالله بن سفيان ، قتل عام اليرموك بالشام ، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يشك فيه أقتل ثم أم لا ؛ وهشام بن أبي حذيفة ابن المغيرة ‏.‏ ثلاثة نفر ‏.‏



    من بني جمح

    ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب ، حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، وابناه محمد والحارث ، معه امرأته فاطمة بنت المجلل ‏.‏

    هلك حاطب هنالك مسلماً ، فقدمت امرأته وابناه ، وهي أمهما ، في إحدى السفينتين ؛ وأخوه حطاب بن الحارث ، معه امرأته فكيهة بنت يسار ، هلك هنالك مسلماً، فقدمت امرأته فكيهة في إحدى السفينتين ،

    وسفيان بن معمر بن حبيب ، وابناه جنادة وجابر ، وأمهما معه حسنة، وأخوهما لأمهما شرحبيل بن حسنة ؛ وهلك سفيان وهلك ابناه جنادة وجابر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‏.‏ ستة نفر ‏.‏



    من بني سهم ‏:‏

    ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ‏:‏ عبدالله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم الشاعر ، هلك بأرض الحبشة ، وقيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ، وأبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ، قتل يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ‏.‏

    وعبدالله بن حذافة بن قيس بن سعد بن سهم ، وهو رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ؛ والحارث بن الحارث بن قيس بن عدي ؛ ومعمر بن الحارث بن قيس بن عدي ؛ وبشر بن الحارث بن قيس بن عدي ؛ وأخ له من أمه من بني تميم ، يقال له ‏:‏ سعيد بن عمرو ، قتل بأجنادين في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ‏.‏

    وسعيد بن الحارث بن قيس ، قتل عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والسائب بن الحارث بن قيس ، جرح بالطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتل يوم فحل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ويقال ‏:‏ قتل يوم خيبر ، يشك فيه ‏.‏

    وعمير بن رئاب بن حذيفة بن مهمش بن سعد بن سهم ، قتل بعين التمر مع خالد بن الوليد ، منصرفه من اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ‏.‏ أحد عشر رجلاً ‏.‏



    من بني عدي ‏:‏

    ومن بني عدي بن كعب بن لؤي ‏:‏ عروة بن عبدالعزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب ، هلك بأرض الحبشة ، وعدي بن نضلة بن عبدالعزى بن حرثان ، هلك بأرض الحبشة ‏.‏ رجلان ‏.‏



    تولية عمر النعمان على ميسان ثم عزله ‏:‏

    وقد كان مع عدي ابنه النعمان بن عدي ، فقدم النعمان مع من قدم من المسلمين من أرض الحبشة ، فبقي حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب ، فاستعمله على ميسان ، من أرض البصرة ، فقال أبياتاً من شعر ، وهي ‏:‏

    ألا هل أتى الحسناء أن حليلها * بميسان يسقى في زجاج وحنتم

    إذا شئت غنتني دهاقين قرية * ورقاصة تجثو على كل منسم

    فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني * ولا تسقني بالأصغر المتثلم

    لعل أمير المؤمنين يسوءه * تنادمنا في الجوسق المتهدم

    فلما بلغت أبياته عمر ، قال ‏:‏ نعم والله إن ذلك ليسوءني ، فمن لقيه فليخبره أني قد عزلته ، وعزله ‏.‏

    فلما قدم عليه اعتذر إليه وقال ‏:‏ والله يا أمير المؤمنين ، ما صنعت شيئاً مما بلغك أني قلته قط ، ولكني كنت امرأ شاعراً ، وجدت فضلاً من قول ، فقلت فيما تقول الشعراء ؛ فقال له عمر ‏:‏ وأيم الله ، لا تعمل لي على عمل ما بقيت ، وقد قلت ما قلت ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:42 am

    من بني عامر ‏:‏

    ومن بني عامر بن لؤي بن غالب بن فهر ‏:‏ سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ، وهو كان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي الحنفي باليمامة ‏.‏ رجل ‏.‏



    من بني الحارث ‏:‏

    ومن بني الحارث بن فهر بن مالك ‏:‏ عثمان بن غنم بن زهير بن أبي شداد ؛ وسعد بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر، وعياض بن زهير بن أبي شداد ‏.‏ ثلاثة نفر ‏.‏

    فجميع من تخلف عن بدر ، ولم يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، ومن قدم بعد ذلك ، ومن لم يحمل النجاشي في السفينتين ، أربعة وثلاثون رجلاً ‏.‏



    الهالكون منهم ‏:‏

    وهذه تسمية جملة من هلك منهم ومن أبنائهم بأرض الحبشة ‏:‏

    من بني عبد شمس ‏:‏

    من بني عبد شمس بن عبد مناف ‏:‏ عبيد الله بن جحش بن رئاب ، حليف بني أمية ، مات بها نصرانياً ‏.‏

    من بني أسد ‏:‏

    ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي ، عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد

    من بني جمح ‏:‏

    ومن بني جمح ‏:‏ حاطب بن الحارث ؛ وأخوه حطاب بن الحارث ‏.‏

    من بني سهم ‏:‏

    ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ‏:‏ عبدالله بن الحارث بن قيس ‏.‏

    من بني عدي ‏:‏

    ومن بني عدي بن كعب بن لؤي ‏:‏ عروة بن عبدالعزى بن حرثان بن عوف ، وعدي بن نضلة ‏.‏ سبعة نفر ‏.‏

    من الأبناء ‏:‏

    ومن أبنائهم من بني تيم بن مرة ‏:‏ موسى بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر ‏.‏ رجل ‏.‏

    مهاجرات الحبشة ‏:‏

    وجميع من هاجر إلى أرض الحبشة من النساء ، من قدم منهن ومن هلك هنالك ست عشرة امرأة ، سوى بناتهن اللاتي ولدن هنالك ، من قدم منهن ومن هلك هنالك ، ومن خرج به معهن حين خرجن ‏:‏

    من قريش ‏:‏

    من قريش ، من بني هاشم ‏:‏ رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    من بني أمية ‏:‏

    ومن بني أمية ‏:‏ أم حبيبة بنت أبي سفيان ، مع ابنتها حبيبة ، خرجت بها من مكة ، ورجعت بها معها ‏.‏

    ومن بني مخزوم ‏:‏

    ومن بني مخزوم ‏:‏ أم سلمة بنت أمية ، قدمت معها بزينب ابنتها من أبي سلمة ولدتها هنالك ‏.‏

    من بني تيم ‏:‏

    ومن بني تيم بن مرة ‏:‏ ريطة بنت الحارث بن جبيلة ، هلكت بالطريق ، وبنتان لها كانت ولدتهما هنالك ‏:‏ عائشة بنت الحارث ، وزينب بنت الحارث ، هلكن جميعاً ، وأخوهن موسى بن الحارث ، من ماء شربوه في الطريق ، وقدمت بنت لها ولدتها هنالك ، فلم يبق من ولدها غيرها ، يقال لها ‏:‏ فاطمة ‏.‏

    من بني سهم ‏:‏

    ومن بني سهم بن عمرو ‏:‏ رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة ‏.‏

    من بني عدي ‏:‏

    ومن بني عدي بن كعب ‏:‏ ليلى بنت أبي حثمة بن غانم ‏.‏

    من بني عامر ‏:‏

    ومن بني عامر بن لؤي ‏:‏ سودة بنت زمعة بن قيس ؛ وسهلة بنت سهيل ابن عمرو ، وابنة المجلل ، وعمرة بنت السعدي بن وقدان ، وأم كلثوم بنت سهيل بن عمرو ‏.‏

    من غرائب العرب ‏:‏

    ومن غرائب العرب ‏:‏ أسماء بنت عميس بن النعمان الخثعمية ؛ وفاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكنانية ، وفكيهة بنت يسار ، وبركة بنت يسار ، وحبيبة ، أم شرحبيل بن حسنة ‏.‏

    أبناؤهم بالحبشة ‏:‏

    وهذه تسمية من ولد من أبنائهم بأرض الحبشة ‏.‏

    من بني عبد شمس ‏:‏

    ومن بني عبد شمس ‏:‏ محمد بن أبي حذيفة ، وسعيد بن خالد بن سعيد ، وأخته أمة بنت خالد ‏.‏

    من بني مخزوم ‏:‏

    ومن بني مخزوم ‏:‏ زينب بنت أبي سلمة بن الأسد ‏.‏

    من بني زهرة ‏:‏

    ومن بني زهرة ‏:‏ عبدالله بن عبدالمطلب بن أزهر ‏.‏

    من بني تيم ‏:‏

    ومن بني تيم ‏:‏ موسى بن الحارث بن خالد ، وأخواته عائشة بنت الحارث ، وفاطمة بنت الحارث ، وزينب بنت الحارث ‏.‏



    الذكور منهم ‏:‏

    الرجال منهم خمسة ‏:‏ عبدالله بن جعفر ، ومحمد بن أبي حذيفة ، وسعيد بن خالد ، وعبدالله بن عبدالمطلب ، وموسى بن الحارث ‏.‏



    الإثاث منهم ‏:‏

    ومن النساء خمس ‏:‏ أمة بنت خالد ، وزينب بنت أبي سلمة ، وعائشة وزينب وفاطمة ، بنات الحارث بن خالد بن صخر ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:43 am

    عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع

    خروج الرسول معتمراً في ذي القعدة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من خيبر ، أقام بها شهري ربيع وجماديين ورجبا وشعبان وشهر رمضان وشوالاً ، يبعث فيما بين ذلك من غزوة وسراياه صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج في ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون معتمراً عمرة القضاء ، مكان عمرته التي صدوه عنها ‏.‏

    ابن الأضبط على المدينة ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ واستعمل على المدينة عويف بن الأضبط الديلي ‏.‏

    سبب تسميتها بعمرة القصاص ‏:‏

    ويقال لها عمرة القصاص ، لأنهم صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة في الشهر الحرام من سنة ست ، فاقتص رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ، فدخل مكة في ذي القعدة ، في الشهر الحرام الذي صدوه فيه ، من سنة سبع ‏.‏

    وبلغنا عن ابن عباس أنه قال ‏:‏ فأنزل الله في ذلك ‏:‏ ‏(‏ والحرمات قصاص ‏)‏ ‏.‏

    خروج المسلمين الذين صدوا أولا معه ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وخرج معه المسلمون ممن كان صد معه في عمرته تلك ، وهي سنة سبع ، فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه ، وتحدثت قريش بينها أن محمداً وأصحابه في عسرة وجهد وشدة ‏.‏

    سبب الهرولة بين الصفا والمروة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني من لا أتهم ، عن ابن عباس ، قال ‏:‏ صفوا له عند دار الندوة لينظروا إليه وإلى أصحابه ؛ فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد اضطبع بردائه ، وأخرج عضده اليمنى ، ثم قال ‏:‏ رحم الله امرأ أراهم اليوم من نفسه قوة ، ثم استلم الركن ، وخرج يهرول ويهرول أصحابه معه ، حتى إذا واراه البيت منهم ، واستلم الركن اليماني ، مشى حتى يستلم الركن الأسود ، ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف ، ومشى سائرها ‏.‏

    فكان ابن عباس يقول ‏:‏ كان الناس يظنون أنها ليست عليهم ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما صنعها لهذا الحي من قريش الذي بلغه عنهم ، حتى إذا حج حجة الوداع فلزمها ، فمضت السنة بها ‏.‏

    ارتجاز ابن رواحة وهو يقود ناقة الرسول ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالله بن أبي بكر ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة في تلك العمرة دخلها وعبدالله بن رواحة آخذ بخطام ناقته يقول ‏:‏

    خلوا بني الكفار عن سبيله * خلوا فكل الخير في رسوله

    يا رب إني مؤمن بقيلة * أعرف حق الله في قبوله

    نحن قتلناكم على تأويله * كما قتلناكم على تنزيله

    ضربا يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله

    قال ابن هشام ‏:‏ نحن قتلناكم على تأويله إلى آخر الأبيات ، لعمار بن ياسر في غير هذا اليوم ، والدليل على ذلك أن ابن رواحة إنما أراد المشركين ، والمشركون لم يقروا بالتنزيل وإنما يقتل على التأويل من أقر بالتنزيل ‏.‏

    زواج الرسول بميمونة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني أبان بن صالح وعبدالله بن أبي نجيح ، عن عطاء بن أبي رباح ومجاهد أبي الحجاج ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو حرام ، وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبدالمطلب ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وكانت جعلت أمرها إلى أختها أم الفضل ، وكانت أم الفضل تحت العباس ، فجعلت أم الفضل أمرها إلى العباس ، فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، وأصدقها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مائة درهم ‏.‏

    إرسال قريش حويطباً إلى الرسول يطلب منه الخروج من مكة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثاً ، فأتاه حويطب بن عبدالعزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ، في نفر من قريش ، في اليوم الثالث ، وكانت قريش قد وكلته بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ؛ فقالوا له ‏:‏ إنه قد انقضى أجلك ، فاخرج عنا ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم ، وصنعنا لكم طعاماً فحضرتموه قالوا ‏:‏ لا حاجة لنا في طعامك ، فاخرج عنا ‏.‏ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلف أبا رافع مولاه على ميمونة ، حتى أتاه بها بسرف فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هنالك ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ذي الحجة ‏.‏

    ما نزل من القرآن في عمرة القضاء ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ فأنزل الله عز وجل عليه ، فيما حدثني أبو عبيدة ‏:‏ ‏(‏ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ، لتدخلن المسجد الحرام آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون ، فعلم ما لم تعلموا ، فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً ‏)‏ يعني ‏:‏ خيبر ‏.‏

    ذكر غزوة مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان ومقتل جعفر وزيد وعبدالله بن رواحة

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فأقام بها بقية ذي الحجة ، وولي تلك الحجة المشركون ، والمحرم وصفرا وشهري ربيع ، وبعث في جمادى الأولى بعثه إلى الشام الذين أصيبوا بمؤتة ‏.‏

    بعث الرسول إلى مؤتة واختياره الأمراء ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، قال ‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثة إلى مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان ، واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال ‏:‏ إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس ، فإن أصيب جعفر فعبدالله ابن رواحة على الناس ‏.‏

    ومن بني عدي بن كعب ‏:‏ ليلى بنت أبي حثمة بن غانم ‏.‏

    بكاء ابن رواحة مخافة النار وشعره للرسول ‏:‏

    فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج ، وهم ثلاثة آلاف ، فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم ‏.‏ فلما ودع عبدالله بن رواحة من ودع من أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى ؛ فقالوا ‏:‏ ما يبكيك يا ابن رواحة ‏؟‏ فقال ‏:‏ أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله عز وجل ، يذكر فيها النار ‏(‏ وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضياً ‏)‏ فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود ؛ فقال المسلمون ‏:‏ صحبكم الله ودفع عنكم ، وردكم إلينا صالحين ؛ فقال عبدالله بن رواحة ‏:‏

    لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا

    أو طعنة بيدي حران مجهزة * بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا

    حتى يقال إذا مروا على جدثي * أرشده الله من غاز وقد رشدا

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم إن القوم تهيئوا للخروج ، فأتى عبدالله بن رواحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعه ، ثم قال ‏:‏

    فثبت الله ما آتاك من حسن * تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا

    إني تفرست فيك الخير نافلة * الله يعلم أني ثابت البصر

    أنت الرسول فمن يحرم نوافله * والوجه منه فقد أزرى به القدر

    قال ابن هشام ‏:‏ أنشدني بعض أهل العلم بالشعر هذه الأبيات ‏:‏

    أنت الرسول فمن يحرم نوافله * والوجه منه فقد أزرى به القدر

    فثبت الله ما آتاك من حسن * في المرسلين ونصرا كالذي نصروا

    إني تفرست فيك الخير نافلة * فراسة خالفت فيك الذي نظروا يعني المشركين ؛ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم خرج القوم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا ودعهم وانصرف عنهم ، قال عبدالله بن رواحة ‏:‏

    خلف السلام على امرئ ودعته * في النخل خير مشيع وخليل
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:43 am

    تخوف الناس من لقاء هرقل وشعر ابن رواحة يشجعهم ‏:‏

    ثم مضوا حتى نزلوا معان ، في أرض الشام ، فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب ، من أرض البلقاء ، في مائة ألف من الروم ، وانضم إليهم من لخم وجذام والقين وبهراء وبلى مائة ألف منهم ، عليهم رجل من بلى ثم أحد إراشة ، يقال له ‏:‏ مالك بن زافلة ‏.‏

    فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا ‏:‏ نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنخبره بعدد عدونا ، فإما أن يمدنا بالرجال ، وإما أن يأمرنا بأمره ، فنمضي له ‏.‏

    تشجيع ابن رواحة للناس على القتال ‏:‏

    قال ‏:‏ فشجع الناس عبدالله بن رواحة ، وقال ‏:‏ يا قوم ، والله إن التي تكرهون ، للتي خرجتم تطلبون الشهادة ، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة ‏.‏

    قال ‏:‏ فقال الناس ‏:‏ قد والله صدق ابن رواحة ‏.‏ فمضى الناس فقال عبدالله بن رواحة في محبسهم ذلك ‏:‏

    جلبنا الخيل من أجإ وفرع * تغر من الحشيش لها العكوم

    حذوناها من الصوان سبتا * أزل كأن صفحته أديم

    أقامت ليلتين على معان * فأعقب بعد فترتها جموم

    فرحنا والجياد مسومات * تنفس في مناخرها السموم

    فلا وأبى مآب لنأتينها * وإن كانت بها عرب وروم

    فعبأنا أعنتها فجاءت * عوابس والغبار لها بريم

    بذي لجب كأن البيض فيه * إذا برزت قوانسها والنجوم

    فراضية المعيشة طلقتها * أسنتها فتنكح أو تئيم

    قال ابن هشام ‏:‏ ويروى جلبنا الخيل من آجام قرح ، وقوله ‏:‏ فعبأنا أعنتها عن غير ابن إسحاق ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم مضى الناس ، فحدثني عبدالله بن أبي بكر أنه حدث عن زيد بن أرقم ، قال ‏:‏ كنت يتيماً لعبدالله بن رواحة في حجره ، فخرج بي في سفره ذلك مردفي على حقيبة رحله ، فوالله إنه ليسير ليلة إذ سمعته وهو ينشد أبياته هذه ‏:‏

    إذا أديتني وحملت رحلي * مسيرة أربع بعد الحساء

    فشأنك أنعم وخلاك ذم * ولا أرجع إلى أهلي ورائي

    وجاء المسلمون وغادروني * بأرض الشام مشتهى الثواء

    وردك كل ذي نسب قريب * إلى الرحمن منقطع الإخاء

    هنالك لا أبالي طلع بعل * ولا نخل أسافلها رواء

    فلما سمعتهن منه بكيت ‏.‏ قال ‏:‏ فخفقني بالدرة ، وقال ‏:‏ ما عليك يا لكع أن يرزقني الله شهادة وترجع بين شعبتي الرحل ‏!‏

    قال ‏:‏ ثم قال عبدالله بن رواحة في بعض سفره ذلك وهو يرتجز ‏:‏

    يا زيد زيد اليعملات الذبل * تطاول الليل هديت فانزل

    لقاء الروم ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فمضى الناس ، حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل ، من الروم والعرب ، بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف ، ثم دنا العدو ، وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة ، فالتقى الناس عندها ، فتعبأ لها المسلمون ، فجعلوا على ميمنتهم رجلاً من بني عذرة ، يقال له ‏:‏ قطبة بن قتادة ، وعلى ميسرتهم رجلاً من الأنصار يقال له ‏:‏ عباية بن مالك ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال ‏:‏ عبادة بن مالك ‏.‏

    مقتل زيد بن حارثة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم التقى الناس واقتتلوا ، فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم ‏.‏

    إمارة جعفر ومقتله ‏:‏

    ثم أخذها جعفر فقاتل بها ، حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء ، فعقرها ، ثم قاتل القوم حتى قتل ‏.‏ فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام ‏.‏

    وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، قال ‏:‏ حدثني أبي الذي أرضعني ، وكان أحد بني مرة بن عوف ، وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال ‏:‏ والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء ، ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل وهو يقول ‏:‏

    يا حبذا الجنة واقترابها * طيبة وبارداً شرابها

    والروم قد دنا عذابها * كافرة بعيدة أنسابها

    علي إذا لاقيتها ضرابها *

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني من أثق به من أهل العلم ‏:‏ أن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت ، فأخذه بشماله فقطعت ، فاحتضنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء ‏.‏ ويقال ‏:‏ إن رجلاً من الروم ضربه يومئذ ضربة ، فقطعه بنصفين ‏.‏

    مقتل عبدالله بن رواحة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد قال ‏:‏ حدثني أبي الذي أرضعني ، وكان أحد بني مرة بن عوف ، قال ‏:‏ فلما قتل جعفر أخذ عبدالله بن رواحة الراية ، ثم تقدم بها ، وهو على فرسه ، فجعل يستنزل نفسه ، ويتردد بعض التردد ، ثم قال ‏:‏

    أقسمت يا نفس لتنزلنه * لتنزلن أو لتكرهنه

    إن أجلب الناس وشدوا الرنه * ما لي أراك تكرهين الجنة

    قد طال ما قد كنت مطمئنة * هل أنت إلا نطفة في شنه

    وقال أيضاً ‏:‏

    يا نفس إلا تقتلي تموتي * هذا حمام الموت قد صليت

    وما تمنيت فقد أعطيت * إن تفعلي فعلهما هديت

    يريد صاحبيه ‏:‏ زيداً وجعفراً ؛ ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لحم فقال ‏:‏ شد بهذا صلبك ، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت ، فأخذه من يده ثم انتهس منه نهسة ، ثم سمع الحطمة في ناحية الناس ، فقال ‏:‏ وأنت في الدنيا ‏!‏ ثم ألقاه من يده ، ثم أخذ سيفه فتقدم ، فقاتل حتى قتل ‏.‏

    إمارة خالد وحسن تصرفه ‏:‏

    ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني العجلان ، فقال ‏:‏ يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم ، قالوا ‏:‏ أنت ، قال ‏:‏ ما أنا بفاعل ‏.‏

    فاصطلح الناس على خالد بن الوليد ؛ فلما أخذ الراية دافع القوم ، وحاشى بهم ، ثم انحاز وانحيز عنه ، حتى انصرف بالناس ‏.‏

    الرسول يتنبأ بما حدث ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ولما أصيب القوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما بلغني ‏:‏ أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيداً ؛ ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيداً ؛ قال ‏:‏ ثم صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار ، وظنوا أنه قد كان في عبدالله بن رواحة بعض ما يكرهون ، ثم قال ‏:‏ ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيداً ‏.‏

    ثم قال ‏:‏ لقد رفعوا إلى الجنة ،فيما يرى النائم ، على سرر من ذهب ، فرأيت في سرير عبدالله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه ، فقلت ‏:‏ عم هذا ‏؟‏ فقيل لي ‏:‏ مضيا وتردد عبدالله بعض التردد ، ثم مضى ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:44 am

    حزن الرسول على جعفر ووصيته بآله ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني عبدالله بن أبي بكر ، عن أم عيسى الخزاعية ، عن أم جعفر بن محمد بن جعفر بن أبي طالب ، عن جدتها أسماء بنت عميس ، قالت ‏:‏ لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دبغت أربعين منا - قال ابن هشام ‏:‏ ويروى أربعين منيئة - وعجنت عجيني ، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم ‏.‏

    قالت ‏:‏ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ائتني ببني جعفر ؛ قالت ‏:‏ فأتيته بهم فتشممهم وذرفت عيناه ، فقلت ‏:‏ يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، ما يبكيك ‏؟‏ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ‏؟‏ قال ‏:‏ نعم ، أصيبوا هذا اليوم ‏.‏

    قالت ‏:‏ فقمت أصيح ، واجتمعت إلي النساء ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ، فقال ‏:‏ لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً ، فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم ‏.‏

    وحدثني عبدالرحمن بن القاسم بن محمد ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت ‏:‏ لما أتى نعي جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن ‏.‏

    قالت ‏:‏ فدخل عليه رجل فقال ‏:‏ يا رسول الله ، إن النساء عنيننا وفتننا ؛ قال ‏:‏ فارجع إليهن فأسكتهن ‏.‏ قالت ‏:‏ فذهب ثم رجع ، فقال له مثل ذلك - قال ‏:‏ تقول وربما ضر التكلف أهله - قالت ‏:‏ قال ‏:‏ فاذهب فأسكتهن ، فإن أبين فاحث في أفواههن التراب ، قالت ‏:‏ وقلت في نفسي ‏:‏ أبعدك الله ‏!‏ فوالله ما تركت نفسك وما أنت بمطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏ قالت ‏:‏ وعرفت أنه لا يقدر على أن يحثي في أفواههن التراب ‏.‏

    شعر قطبة في قتله ابن زافلة في غزوة مؤتة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد كان قطبة بن قتادة العذري ، الذي كان على ميمنة المسلمين ، قد حمل على مالك بن زافلة فقتله ، فقال قطبة بن قتادة ‏:‏

    طعنت ابن زافلة بن الإرا * ش برمح مضى فيه ثم انحطم

    ضربت على جيده ضربة * فمال كما مال غصن السلم

    وسقنا نساء بني عمه * غداة رقوقين سوق النعم

    قال ابن هشام ‏:‏ قوله ‏:‏ ابن الإراش عن غير ابن إسحاق ‏.‏

    والبيت الثالث عن خلاد بن قرة ؛ ويقال ‏:‏ مالك بن رافلة ‏:‏

    ما قالته كاهنة حدس ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد كانت كاهنة من حدس حين سمعت بجيش رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً ، قد قالت لقومها من حدس ، وقومها بطن يقال لهم ‏:‏ بنو غنم أنذركم قوماً خزراً ، ينظرون شزراً ، ويقودون الخيل تترى ، ويهريقون دما عكراً ، فأخذوا بقولها ، واعتزلوا من بين لخم ؛ فلم تزل بعد أثرى حدس ‏.‏ وكان الذين صلوا الحرب يومئذ بنو ثعلبة ، بطن من حدس ، فلم يزالوا قليلاً بعد ‏.‏ فلما انصرف خالد بالناس أقبل بهم قافلاً ‏.‏

    الرسول يلتقي بالأبطال ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير قال ‏:‏ لما دنوا من حول المدينة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ‏.‏

    قال ‏:‏ ولقيهم الصبيان يشتدون ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل مع القوم على دابة ، فقال ‏:‏ خذوا الصبيان فاحملوهم ، وأعطوني ابن جعفر ‏.‏ فأتي بعبدالله فأخذه فحمله بين يديه ‏.‏

    قال ‏:‏ وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ، ويقولون ‏:‏ يا فرار ، فررتم في سبيل الله ‏!‏ قال ‏:‏ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ليسوا بالفرار ، ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالله بن أبي بكر ، عن عامر بن عبدالله بن الزبير ، عن بعض آل الحارث بن هشام ‏:‏ وهم أخواله عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ‏:‏ قالت أم سلمة لامرأة سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة ‏:‏ ما لي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع المسلمين ‏؟‏

    قالت ‏:‏ والله ما يستطيع أن يخرج ، كلما خرج صاح به الناس يا فرار ، فررتم في سبيل الله ، حتى قعد في بيته فما خرج ‏.‏

    ما قيل من الشعر في غزوة مؤتة ما قاله ابن المسحر

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد قال فيما كان من أمر الناس وأمر خالد ومخاشاته بالناس وانصرافه بهم ، قيس بن المسحر اليعمري ، يعتذر مما صنع يومئذ وصنع الناس ‏.‏

    فوالله لا تنفك نفسي تلومني * على موقفي والخيل قابعة قبل

    وقفت بها لا مستجيرا فنافذا * ولا مانعا من كان حم له القتل

    على أنني آسيت نفسي بخالد * ألا خالد في القوم ليس له مثل

    وجاشت إلي النفس من نحو جعفر * بمؤتة إذ لا ينفع النابل النبل

    وضم إلينا حجزتيهم كليهما * مهاجرة لا مشركون ولا عزل

    فتبين قيس ما اختلف فيه الناس من ذلك في شعره ، أن القوم حاجزوا وكرهوا الموت ، وحقق انحياز خالد بمن معه ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ فأما الزهري فقال فيما بلغنا عنه ‏:‏ أمر المسلمون عليهم خالد بن الوليد ، ففتح الله عليهم ، وكان عليهم حتى قفل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    حسان بن ثابت يبكي شهداء مؤتة

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وكان مما بكى به أصحاب مؤتة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قول حسان بن ثابت ‏:‏

    تأوبني ليل بيثرب أعسر * وهم إذا ما نوم الناس مسهر

    لذكرى حبيب هيجت لي عبرة * سفوحا وأسباب البكاء التذكر

    بلى إن فقدان الحبيب بلية * وكم من كريم يبتلى ثم يصبر

    رأيت خيار المؤمنين تواردوا * شعوب وخلفا بعدهم يتأخر

    فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا * بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر

    وزيد وعبدالله حين تتابعوا * جميعاً وأسباب المنية تخطر

    غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم * إلى الموت ميمون النقيبة أزهر

    أغر كضوء البدر من آل هاشم * أبي إذا سيم الظلامة مجسر

    فطاعن حتى مال غير موسد * لمعترك فيه قنا متكسر

    فصار مع المستشهدين ثوابه * جنان وملتف الحدائق أخضر

    وكنا نرى في جعفر من محمد * وفاء وأمراً حازماً حين يأمر

    فما زال في الإسلام من آل هاشم * دعائم عز لا يزلن ومفخر

    هم جبل الإسلام والناس حولهم * رضام إلى طود يروق ويقهر

    بها ليل منهم جعفر وابن أمه * علي ومنهم أحمد المتخير

    وحمزة والعباس منهم ومنهم * عقيل وماء العود من حيث يعصر

    بهم تفرج اللأواء في كل مأزق * عماس إذا ما ضاق بالناس مصدر

    هم أولياء الله أنزل حكمه * عليهم ، وفيهم ذا الكتاب المطهر
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:44 am

    شعر كعب بن مالك في غزوة مؤتة ‏:‏

    وقال كعب بن مالك ‏:‏

    نام العيون ودمع عينك يهمل * سحاً وكف الطباب المخضل

    في ليلة وردت علي همومها * طورا أحن وتارة أتململ

    واعتادني حزن فبت كأنني * ببنات نعش والسماك موكل

    وكأنما بين الجوانح والحشى * مما تأوبني شهاب مدخل

    وجدا على النفر الذين تتابعوا * يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا

    صلى ا لإله عليهم من فتية * وسقى عظامهم الغمام المسبل

    صبروا بمؤتة للإله نفوسهم * حذر الردى ومخافة أن ينكلوا

    فمضوا أمام المسلمين كأنهم * فنق عليهن الحديد المرفل

    إذ يهتدون بجعفر ولوائه * قدام أولهم فنعم الأول

    حتى تفرجت الصفوف وجعفر * حيث التقى وعث الصفوف مجدل

    فتغير القمر المنير لفقده * والشمس قد كسفت وكادت تأفل

    قرم علا بنيانه من هاشم * فرعا أشم وسؤدداً ما ينقل

    قوم بهم عصم الإله عباده * وعليهم نزل الكتاب المنزل

    فضلوا المعاشر عزة وتكرما * وتغمدت أحلامهم من يجهل

    لا يطلقون إلى السفاه حباهم * ويرى خطيبهم بحق يفصل

    بيض الوجوه ترى بطون أكفهم * تندى إذا اعتذر الزمان الممحل

    يهديهم رضي الإله لخلقه * وبجدهم نصر النبي المرسل



    حسان يبكي جعفراً بعد غزوة مؤتة ‏:‏

    وقال حسان بن ثابت يبكي جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه ‏:‏

    ولقد بكيت وعز مهلك جعفر * حب النبي على البرية كلها

    ولقد جزعت وقلت حين نعيت لي * من للجلاد لدى العقاب وظلها

    بالبيض حين تسل من أغمادها * ضربا وإنهال الرماح وعلها

    بعد ابن فاطمة المبارك جعفر * خير البرية كلها وأجلها

    رزءاً وأكرمها جميعاً محتداً * وأعزها متظلما وأذلها

    للحق حين ينوب غير تنحل * كذباً ، وأنداها يداً وأقلها

    فحشا ، وأكثرها إذا ما يجتدى * فضلاً ، وأبذلها ندى وأبلها

    بالعرف غير محمد لا مثله * حي من أحياء البرية كلها

    حسان يبكي زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة بعد مؤتة ‏:‏

    وقال حسان بن ثابت في يوم مؤتة يبكي زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة ‏:‏

    عين جودي بدمعك المنزور * واذكري في الرخاء أهل القبور

    واذكري مؤتة وما كان فيها * يوم راحوا في وقعة التغوير

    حين راحوا وغادروا ثم زيداً * نعم مأوى الضريك والمأسور

    حب خير الأنام طرا جميعا * سيد الناس حبه في الصدور

    ذاكم أحمد الذي لا سواه * ذاك حزني له معا وسروري

    إن زيدا قد كان منا بأمر * ليس أمر المكذب المغرور

    ثم جودي للخزرجي بدمع * سيداً كان ثم غير نزور

    قد أتانا من قتلهم ما كفانا * فبحزن نبيت غير سرور



    قول أحد الشعراء بعد رجوعه من مؤتة ‏:‏

    وقال شاعر من المسلمين ممن رجع من غزوة مؤتة

    كفى حزنا أني رجعت وجعفر * وزيد وعبدالله في رمس أقبر

    قضوا نحبهم لما مضوا لسبيلهم * وخلفت للبلوى مع المتغبر

    ثلاثة رهط قدموا فتقدموا * إلى ورد مكروه من الموت أحمر



    تسمية شهداء مؤتة ‏:‏

    وهذه تسمية من استشهد يوم مؤتة ‏.‏



    من بني هاشم ‏:‏

    من قريش ، ثم من بني هاشم ‏:‏ جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، وزيد بن حارثة رضي الله عنه ‏.‏



    من بني عدي ‏:‏

    ومن بني عدي بن كعب ‏:‏ مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة ‏.‏



    من بني مالك ‏:‏

    ومن بني مالك بن حسل ‏:‏ وهب بن سعد بن أبي سرح ‏.‏



    من الأنصار ‏:‏

    ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج ‏:‏ عبدالله بن رواحة ، وعباد بن قيس ‏.‏

    ومن بني غنم بن مالك بن النجار ‏:‏ الحارث بن النعمان بن أساف بن نضلة ابن عبد بن عوف بن غنم ‏.‏

    ومن بني مازن بن النجار ‏:‏ سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء ‏.‏

    من ذكرهم ابن هشام ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وممن استشهد يوم مؤتة ، فيما ذكر ابن شهاب ‏:‏

    من بني مازن بن النجار ‏:‏ أبو كليب وجابر ، ابنا عمرو بن زيد بن عوف ابن مبذول وهما لأب وأم ‏.‏

    ومن بني مالك بن أفصى ‏:‏ عمرو وعامر ، ابنا سعد بن الحارث بن عباد ابن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال ‏:‏ أبو كلاب وجابر ، ابنا عمرو ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:45 am

    شعر كعب بن مالك في غزوة مؤتة ‏:‏

    وقال كعب بن مالك ‏:‏

    نام العيون ودمع عينك يهمل * سحاً وكف الطباب المخضل

    في ليلة وردت علي همومها * طورا أحن وتارة أتململ

    واعتادني حزن فبت كأنني * ببنات نعش والسماك موكل

    وكأنما بين الجوانح والحشى * مما تأوبني شهاب مدخل

    وجدا على النفر الذين تتابعوا * يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا

    صلى ا لإله عليهم من فتية * وسقى عظامهم الغمام المسبل

    صبروا بمؤتة للإله نفوسهم * حذر الردى ومخافة أن ينكلوا

    فمضوا أمام المسلمين كأنهم * فنق عليهن الحديد المرفل

    إذ يهتدون بجعفر ولوائه * قدام أولهم فنعم الأول

    حتى تفرجت الصفوف وجعفر * حيث التقى وعث الصفوف مجدل

    فتغير القمر المنير لفقده * والشمس قد كسفت وكادت تأفل

    قرم علا بنيانه من هاشم * فرعا أشم وسؤدداً ما ينقل

    قوم بهم عصم الإله عباده * وعليهم نزل الكتاب المنزل

    فضلوا المعاشر عزة وتكرما * وتغمدت أحلامهم من يجهل

    لا يطلقون إلى السفاه حباهم * ويرى خطيبهم بحق يفصل

    بيض الوجوه ترى بطون أكفهم * تندى إذا اعتذر الزمان الممحل

    يهديهم رضي الإله لخلقه * وبجدهم نصر النبي المرسل



    حسان يبكي جعفراً بعد غزوة مؤتة ‏:‏

    وقال حسان بن ثابت يبكي جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه ‏:‏

    ولقد بكيت وعز مهلك جعفر * حب النبي على البرية كلها

    ولقد جزعت وقلت حين نعيت لي * من للجلاد لدى العقاب وظلها

    بالبيض حين تسل من أغمادها * ضربا وإنهال الرماح وعلها

    بعد ابن فاطمة المبارك جعفر * خير البرية كلها وأجلها

    رزءاً وأكرمها جميعاً محتداً * وأعزها متظلما وأذلها

    للحق حين ينوب غير تنحل * كذباً ، وأنداها يداً وأقلها

    فحشا ، وأكثرها إذا ما يجتدى * فضلاً ، وأبذلها ندى وأبلها

    بالعرف غير محمد لا مثله * حي من أحياء البرية كلها

    حسان يبكي زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة بعد مؤتة ‏:‏

    وقال حسان بن ثابت في يوم مؤتة يبكي زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة ‏:‏

    عين جودي بدمعك المنزور * واذكري في الرخاء أهل القبور

    واذكري مؤتة وما كان فيها * يوم راحوا في وقعة التغوير

    حين راحوا وغادروا ثم زيداً * نعم مأوى الضريك والمأسور

    حب خير الأنام طرا جميعا * سيد الناس حبه في الصدور

    ذاكم أحمد الذي لا سواه * ذاك حزني له معا وسروري

    إن زيدا قد كان منا بأمر * ليس أمر المكذب المغرور

    ثم جودي للخزرجي بدمع * سيداً كان ثم غير نزور

    قد أتانا من قتلهم ما كفانا * فبحزن نبيت غير سرور



    قول أحد الشعراء بعد رجوعه من مؤتة ‏:‏

    وقال شاعر من المسلمين ممن رجع من غزوة مؤتة

    كفى حزنا أني رجعت وجعفر * وزيد وعبدالله في رمس أقبر

    قضوا نحبهم لما مضوا لسبيلهم * وخلفت للبلوى مع المتغبر

    ثلاثة رهط قدموا فتقدموا * إلى ورد مكروه من الموت أحمر



    تسمية شهداء مؤتة ‏:‏

    وهذه تسمية من استشهد يوم مؤتة ‏.‏



    من بني هاشم ‏:‏

    من قريش ، ثم من بني هاشم ‏:‏ جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، وزيد بن حارثة رضي الله عنه ‏.‏



    من بني عدي ‏:‏

    ومن بني عدي بن كعب ‏:‏ مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة ‏.‏



    من بني مالك ‏:‏

    ومن بني مالك بن حسل ‏:‏ وهب بن سعد بن أبي سرح ‏.‏



    من الأنصار ‏:‏

    ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج ‏:‏ عبدالله بن رواحة ، وعباد بن قيس ‏.‏

    ومن بني غنم بن مالك بن النجار ‏:‏ الحارث بن النعمان بن أساف بن نضلة ابن عبد بن عوف بن غنم ‏.‏

    ومن بني مازن بن النجار ‏:‏ سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء ‏.‏

    من ذكرهم ابن هشام ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وممن استشهد يوم مؤتة ، فيما ذكر ابن شهاب ‏:‏

    من بني مازن بن النجار ‏:‏ أبو كليب وجابر ، ابنا عمرو بن زيد بن عوف ابن مبذول وهما لأب وأم ‏.‏

    ومن بني مالك بن أفصى ‏:‏ عمرو وعامر ، ابنا سعد بن الحارث بن عباد ابن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال ‏:‏ أبو كلاب وجابر ، ابنا عمرو ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:46 am

    ذكر الأسباب الموجبة للسير إلى مكة وذكر فتح مكة في شهر رمضان سنة ثمان

    القتال بين بكر وخزاعة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بعثه إلى مؤتة جمادى الآخرة ورجبا ‏.‏

    ثم إن بني بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة ، وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له ‏:‏ الوتير ، وكان الذي هاج ما بين بني بكر وخزاعة أن رجلاً من بني الحضرمي ، واسمه مالك بن عباد - وحلف الحضرمي يومئذ إلى الأسود بن رزن - خرج تاجراً ، فلما توسط أرض خزاعة ، عدوا عليه فقتلوه ، وأخذوا ماله ‏.‏

    فعدت بنو بكر على رجل من بني خزاعة فقتلوه ، فعدت خزاعة قبيل الإسلام على بني الأسود بن رزان الديلي - وهم منخر بني كنانة وأشرافهم - سلمى وكلثوم وذؤيب - فقتلوهم بعرفة عند أنصاب الحرم ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني رجل من بني الديل ، قال ‏:‏ كان بنو الأسود بن رزن يودون في الجاهلية ديتين ديتين ، ونودي دية دية ، لفضلهم فينا ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فبينا بنو بكر وخزاعة على ذلك حجز بينهم الإسلام ، وتشاغل الناس به ‏.‏ فلما كان صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش ، كان فيما شرطوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشرط لهم ‏.‏

    كما حدثني الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ، وغيرهم من علمائنا ‏:‏ أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده فليدخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فليدخل فيه ، فدخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم ، ودخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما كانت الهدنة اغتنمها بنو الديل من بني بكر من خزاعة ، وأرادوا أن يصيبوا منهم ثأراً بأولئك النفر الذين أصابوا منهم ببني الأسود بن رزن ، فخرج نوفل بن معاوية الديلي في بني الديل ، وهو يومئذ قائدهم ، وليس كل بني بكر تابعه حتى بيت خزاعة وهم على الوتير ، ماء لهم ، فأصابوا منهم رجلاً ، وتحاوزوا واقتتلوا ‏.‏

    ورفدت بني بكر قريش بالسلاح ، وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفياً ، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم ، فلما انتهوا إليه ، قالت بنو بكر ‏:‏ يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم ، إلهك إلهك ، فقال ‏:‏ كلمة عظيمة ، لا إله له اليوم ، يا بني بكر أصيبوا ثأركم ، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم ، أفلا تصيبون ثأركم فيه ؛ وقد أصابوا منهم ليلة بيتوهم بالوتير رجلاً ، يقال له ‏:‏ منبه ‏.‏

    وكان منبه رجلاً مفؤداً خرج هو ورجل من قومه يقال له ‏:‏ تميم بن أسد ، وقال له منبه ‏:‏ يا تميم انج بنفسك ، فأما أنا فوالله إني لميت ، قتلوني أو تركوني ، لقد أنبت فؤادي ، وانطلق تميم فأفلت ، وأدركوا منبها فقتلوه ، فلما دخلت خزاعة مكة ، لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء ، ودار مولى لهم يقال له ‏:‏ رافع فقال تميم بن أسد يعتذر من فراره من منبه ‏:‏

    شعر تميم يعتذر من فراره عن منبه ‏:‏

    لما رأيت بني نفاثة أقبلوا * يغشون كل وتيرة وحجاب

    صخراً ورزناً لا عريب سواهم * يزجون كل مقلص خناب

    وذكرت ذحلاً عندنا متقادما * فيما مضى من سالف الأحقاب

    ونشيت ريح الموت من تلقائهم * ورهبت وقع مهند قضاب

    وعرفت أن من يثقفوه يتركوا * لحما لمجرية وشلو غراب

    قومت رجلا لا أخاف عثارها * وطرحت بالمتن العراء ثيابي

    ونجوت لا ينجو نجائي أحقب * علج أقب مشمر الأقراب

    تلحى ولو شهدت لكان نكيرها * بولاً يبل مشافر القبقاب

    القوم أعلم ما تركت منبها * عن طيب نفس فاسألي أصحابي

    قال ابن هشام ‏:‏ وتروى لحبيب بن عبدالله الأعلم الهذلي ‏.‏ وبيته ‏:‏ وذكرت ذحلا عندنا متقادما ، عن أبي عبيدة ، وقوله ‏:‏ خناب ، وعلج أقب مشمر الأقراب عنه أيضاً ‏.‏

    شعر الأخزر فيما وقع بين خزاعة وبكر

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال الأخزر بن لعط الديلي ، فيما كان بين كنانة وخزاعة في تلك الحرب ‏:‏

    ألا هل أتى قصوى الأحابيش أننا * رددنا بني كعب بأفوق ناصل

    حبسناهم في دارة العبد رافع * وعند بديل محبسا غير طائل

    بدار الذليل الأخذ الضيم بعدما * شفينا النفوس منهم بالمناصل

    حبسناهم حتى إذا طال يومهم * نفحنا لهم من كل شعب بوابل

    نذبحهم ذبح التيوس كأننا * أسود تبارى فيهم بالقواصل

    هم ظلمونا واعتدوا في مسيرهم * وكانوا لدى الأنصاب أول قاتل

    كأنهم بالجزع إذ يطردونهم * بفا ثور حفان النعام الجوافل

    بديل بن عبد مناة يرد على الأخزر‏:‏

    فأجابه بديل بن عبد مناة بن سلمة بن عمرو بن الأجب ، وكان يقال له ‏:‏ بديل بن أم أصرم ، فقال ‏:‏

    تفاقد قوم يفخرون ولم ندع * لهم سيداً يندوهم غير نافل

    أمن حنيفة القوم الألى تزدريهم * تجيز الوتير خائفا غير آئل

    وفي كل يوم نحن نحبو حباءنا * لعقل ولا يحبى لنا في المعاقل

    ونحن صبحنا بالتلاعة داركم * بأسيافنا يسبقن لوم العواذل

    ونحن منعنا بين بيض وعتود * إلى خيف رضوى من مجر القنابل

    ويوم الغميم قد تكفت ساعيا * عبيس فجعناه بجلد حلاحل

    أإن أجمرت في بيتها أم بعضكم * بجعموسها تنزون أن لم نقاتل

    كذبتم وبيت الله ما إن قتلتم * ولكن تركنا أمركم في بلابل

    قال ابن هشام ‏:‏ قوله ‏:‏ غير نافل ، وقوله ‏:‏ إلى خيف رضوى ، عن غير ابن إسحاق ‏.‏

    شعر حسان في الحرب بين كنانة وخزاعة ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وقال حسان بن ثابت في ذلك ‏:‏

    لحا الله قوما لم ندع من سراتهم * لهم أحدا يندوهم غير ناقب

    أخصيي حمار مات بالأمس نوفلاً * متى كنت مفلاحاً عدو الحقائب

    خزاعة تستنجد بالرسول ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ، وأصابوا منهم ما أصابوا ، ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة ، وكانوا في عقده وعهده ، خرج عمرو بن سالم الخزاعى ، ثم أحد بني كعب ، حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وكان ذلك مما هاج فتح مكة ، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس ، فقال ‏:‏

    يا رب إني ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الأتلدا

    قد كنتم ولدا وكنا والدا * ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا

    فانصر هداك الله نصرا اعتدا * وادع عباد الله يأتوا مددا

    فيهم رسول الله قد تجردا * إن سيم خسفا وجهه تربدا

    في فيلق كالبحر يجري مزبدا * إن قريشا أخلفوك الموعدا

    ونقضوا ميثاقك الموكدا * وجعلوا لي في كداء رصدا

    وزعموا أن لست أدعوا أحدا * وهم أذل وأقل عددا

    هم بيتونا بالوتير هجدا * وقتلونا ركعا سجدا

    يقول ‏:‏ قتلنا وقد أسلمنا ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويروى أيضاً ‏:‏

    فانصر هداك الله نصرا أيدا *

    قال ابن هشام ‏:‏ ويروى أيضاً ‏:‏

    نحن ولدناك فكنت ولدا *

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ نصرت يا عمرو بن سالم ‏.‏ ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنان من السماء ، فقال ‏:‏ إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب ‏.‏

    ذهاب ابن ورقاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم شاكياً وتعرف أبي سفيان أمره ‏:‏

    ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فأخبروه بما أصيب منهم ، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم ، ثم انصرفوا راجعين إلى مكة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس ‏:‏ كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد ، ويزيد في المدة ‏.‏

    ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه حتى لقوا أبا سفيان بن حرب بعسفان ، قد بعثته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليشد العقد ، ويزيد في المدة ، وقد رهبوا الذين صنعوا ‏.‏

    فلما لقي أبو سفيان بديل بن ورقاء ، قال ‏:‏ من أين أقبلت يا بديل ‏؟‏ وظن أنه قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال ‏:‏ تسيرت في خزاعة في هذا الساحل ، وفي بطن هذا الوادي ؛ قال ‏:‏ أو ما جئت محمداً ‏؟‏ قال ‏:‏ لا ؛ فلما راح بديل إلى مكة ، قال أبو سفيان ‏:‏ لئن جاء بديل المدينة لقد علف بها النوى ، فأتى مبرك راحلته ، فأخذ من بعرها ففته ، فرأى فيه النوى ، فقال ‏:‏ أحلف بالله لقد جاء بديل محمداً ‏.‏

    خروج أبي إلى المدينة سفيان للصلح وإخفاقة ‏:‏

    ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبي سفيان ؛ فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه ؛ فقال ‏:‏ يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ‏؟‏

    قالت ‏:‏ بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس ، ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال ‏:‏ والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر ‏.‏

    ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه ، فلم يرد عليه شيئاً ، ثم ذهب إلى أبي بكر ، فكلمه أن يكلم له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏:‏ ما أنا بفاعل ، ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه ، فقال ‏:‏ أأنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏؟‏ فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به ‏.‏

    ثم خرج فدخل على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها ، وعندها حسن بن علي ، غلام يدب بين يديها ، فقال ‏:‏ يا علي إنك أمس القوم بي رحماً ، وإني قد جئت في حاجة ، فلا أرجعن كما جئت خائباً ، فاشفع لي إلى رسول الله ؛ فقال ‏:‏ ويحك يا أبا سفيان ‏!‏ والله لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه ‏.‏

    فالتفت إلى فاطمة ، فقال ‏:‏ يا ابنة محمد ، هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس ، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر ‏؟‏

    قالت ‏:‏ والله ما بلغ بني ذلك أن يجير بين الناس ، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ‏:‏ يا أبا الحسن ، إني أرى الأمور قد اشتدت علي ، فانصحني ؛ قال ‏:‏ والله ما أعلم لك شيئاً يغني عنك شيئاً ، ولكنك سيد بني كنانة ، فقم فأجر بين الناس ، ثم الحق بأرضك ؛ قال ‏:‏ أو ترى ذلك مغنياً عني شيئاً ‏؟‏

    قال ‏:‏ لا والله ، ما أظنه ، ولكني لا أجد لك غير ذلك ‏.‏ فقام أبو سفيان في المسجد ، فقال ‏:‏ أيها الناس إني أجرت بين الناس ‏.‏ ثم ركب بعيره فانطلق ، فلما قدم على قريش ، قالوا ‏:‏ ما وراءك ‏؟‏

    قال ‏:‏ جئت محمداً فكلمته ، فوالله ما رد علي شيئاً ، ثم جئت ابن أبي قحافة ، فلم أجد فيه خيراً ، ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أدنى العدو

    قال ابن هشام ‏:‏ أعدى العدو ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم ، وقد أشار علي بشيء صنعته ، فوالله ما أدري هل يغني ذلك شيئاً أم لا ‏؟‏ قالوا ‏:‏ وبم أمرك ‏؟‏ قال ‏:‏ أمرني أن أجير بين الناس ، ففعلت ؛ قالوا ‏:‏ فهل أجاز لك محمد ‏؟‏ قال ‏:‏ لا ، قالوا ‏:‏ ويلك ‏!‏ والله إن زاد الرجل على أن لعب بك ، فما يغني عنك ما قلت ‏.‏ قال ‏:‏ لا والله ، ما وجدت غير ذلك ‏.‏

    الاستعداد لفتح مكة ‏:‏

    وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاز ، وأمر أهله أن يجهزوه ، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة رضي الله عنها ، وهي تحرك بعض جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال ‏:‏ أي بنية ‏:‏ أأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجهزوه ‏؟‏

    قالت ‏:‏ نعم فتجهز ، قال ‏:‏ فأين ترينه يريد ‏؟‏ قالت ‏:‏ لا والله ما أدري ‏.‏ ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة ، وأمرهم بالجد والتهيؤ ، وقال ‏:‏ اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها ‏.‏ فتجهز الناس ‏.‏

    حسان يحث الناس على فتح مكة ‏:‏

    فقال حسان بن ثابت يحرض الناس ، ويذكر مصاب رجال خزاعة ‏:‏

    عناني ولم أشهد ببطحاء مكة * رجال بني كعب تحز رقابها

    بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم * وقتلى كثير لم تجن ثيابها

    ألا ليت شعري هل تنالن نصرتي * سهيل بن عمرو وخزها وعقابها

    وصفوان عود حن من شفراسته * فهذا أوان الحرب شد عصابها

    فلا تأمننا يا بن أم مجالد * إذا احتلبت صرفا وأعصل نابها

    ولا تجزعوا منا فإن سيوفنا * لها وقعة بالموت يفتح بابها

    قال ابن هشام ‏:‏ قول حسان ‏:‏ بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم ، يعني ‏:‏ قريشاً ؛ وابن أم مجالد ، يعني ‏:‏ عكرمة بن أبي جهل ‏.‏

    كتاب حاطب يحذر أهل مكة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا ، قالوا ‏:‏ لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة ، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر في السير إليهم ‏.‏

    ثم أعطاه امرأة زعم محمد بن جعفر أنها من مزينة ، وزعم لي غيره أنها سارة ، مولاة لبعض بني عبدالمطلب وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً ، فجعلته في رأسها ، ثم فتلت عليه قرونها ، ثم خرجت به ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:46 am

    إسلام أبي سفيان بن الحارث وعبدالله بن أبي أمية ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً بنيق العقاب ، فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه ، فكلمته أم سلمة فيهما ، فقالت ‏:‏ يا رسول الله ، ابن عمك وابن عمتك وصهرك ؛ قال ‏:‏ لا حاجة لي بهما ، أما ابن عمي فهتك عرضي ، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال ‏.‏

    قال ‏:‏ فلما خرج الخبر إليهما بذلك ، ومع أبي سفيان بني له ‏.‏ فقال ‏:‏ والله ليأذنن لي أو لأخذن بيدي بني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشاً وجوعاً ؛ فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما ، ثم أذن لهما ، فدخلا عليه ، فأسلما ‏.‏

    ما أنشده أبو سفيان في إسلامه ‏:‏

    وأنشد أبو سفيان بن الحارث قوله في إسلامه ، واعتذر إليه مما كان مضى منه ، فقال ‏:‏

    لعمرك إني يوم أحمل راية * لتغلب خيل اللات خيل محمد

    لكالمدلج الحيران أظلم ليله * فهذا أواني حين أهدي وأهتدي

    هداني هاد غير نفسي ونالني * مع الله من طردت كل مطرد

    أصد وأنأى جاهداً عن محمد * وأدعى وإن لم أنتسب من محمد

    هم ما هم من لم يقل بهواهم * وإن كان ذا رأي يلم ويفند

    أريد لأرضيهم ولست بلائط * مع القوم ما لم أهد في كل مقعد

    فقل لثقيف لا أريد قتالها * وقل لثقيف تلك ‏:‏ غيري أوعدي

    فما كنت في الجيش الذي نال عامراً * وما كان عن جرا لساني ولا يدي

    قبائل جاءت من بلاد بعيدة * نزائع جاءت من سهام وسردد

    قال ابن هشام ‏:‏ ويروى ‏:‏ ودلني على الحق من طردت كل مطرد ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فزعموا أنه حين أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ‏:‏ ونالني مع الله من طردت كل مطرد ، ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره ، وقال ‏:‏ أنت طردتني كل مطرد ‏.‏

    إسلام أبي سفيان على يدي العباس بن عبدالمطلب ‏:‏

    فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران ، قال العباس بن عبدالمطلب ‏:‏ فقلت ‏:‏ واصباح قريش ، والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه ، إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر ‏.‏

    قال ‏:‏ فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ، فخرجت عليها ‏.‏ قال ‏:‏ حتى جئت الأراك ، فقلت ‏:‏ لعلي أجد بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة ، فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة ‏.‏

    قال ‏:‏ فوالله إني لأسير عليها ، وألتمس ما خرجت له ، إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء ، وهما يتراجعان ، وأبو سفيان يقول ‏:‏ ما رأيت كالليلة نيراناً قط ولا عسكراً ، قال ‏:‏ يقول بديل ‏:‏ هذه والله خزاعة حمشتها الحرب ‏.‏ قال ‏:‏ يقول أبو سفيان ‏:‏ خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها ‏.‏

    قال ‏:‏ فعرفت صوته ، فقلت ‏:‏ يا أبا حنظلة ، فعرف صوتي ، فقال ‏:‏ أبو الفضل ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ نعم ، قال ‏:‏ ما لك ‏؟‏ فداك أبي وأمي ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ ويحك يا أبا سفيان ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس ، واصباح قريش والله ، قال ‏:‏ فما الحيلة ‏؟‏ فداك أبي وأمي ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك ، فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمنه لك ؛ قال ‏:‏ فركب خلفي ورجع صاحباه ‏.‏

    قال ‏:‏ فجئت به كلما مررت بنار من نيران المسلمين ، قالوا ‏:‏ من هذا ‏؟‏ فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عليها ، قالوا ‏:‏ عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته ‏.‏

    حتى مررت بنار عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال ‏:‏ من هذا ‏؟‏ وقام إلي ؛ فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة ، قال ‏:‏ أبا سفيان عدو الله ‏!‏ الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ، ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وركضت البغلة ، فسبقته بما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطيء ‏.‏

    قال ‏:‏ فاقتحمت عن البغلة ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخل عليه عمر ، فقال ‏:‏ يا رسول الله ، هذا أبو سفيان أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد ، فدعني فلأضرب عنقه ‏.‏

    قال ‏:‏ قلت ‏:‏ يا رسول الله ، إني قد أجرته ، ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذت برأسه ، فقلت ‏:‏ والله لا يناجيه الليلة دوني رجل ؛ فلما أكثر عمر في شأنه ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ مهلاً يا عمر ، فوالله أن لو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا ، ولكنك قد عرفت أنه من رجال بني عبد مناف ؛ فقال ‏:‏ مهلا يا عباس ، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم ، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم ‏.‏

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ اذهب به يا عباس إلى رحلك ، فإذا أصبحت فأتني به ؛ قال ‏:‏ فذهبت به إلى رحلي ، فبات عندي ، فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ‏:‏ ويحك يا أبا سفيان ‏!‏ ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ‏؟‏

    قال ‏:‏ بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ‏!‏ والله قد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئاً بعد ، قال ‏:‏ ويحك يا أبا سفيان ‏!‏ ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ‏؟‏ قال ‏:‏ بأبي أنت وأ مي ، ما أحملك وأكرمك وأوصلك ‏!‏ أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئاً ‏.‏

    فقال له العباس ‏:‏ ويحك ‏!‏ أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قبل أن تضرب عنقك ‏.‏ قال ‏:‏ فشهد شهادة الحق ، فأسلم ‏.‏

    قال العباس ‏:‏ قلت ‏:‏ يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر ، فاجعل له شيئاً ، قال ‏:‏ نعم ، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ يا عباس ، أحبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل ، حتى تمر به جنود الله فيراها ‏.‏

    قال ‏:‏ فخرجت حتى حبسته بمضيق الوادي ، حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحبسه ‏.‏

    عرض الجيش على أبي سفيان ‏:‏

    قال ‏:‏ ومرت القبائل على راياتها ، كلما مرت قبيلة قال ‏:‏ يا عباس من هذه ‏؟‏ فأقول ‏:‏ سليم ، فيقول ‏:‏ ما لي ولسليم ، ثم تمر القبيلة فيقول ‏:‏ يا عباس ، من هؤلاء ‏؟‏ فأقول ‏:‏ مزينة ، فيقول ‏:‏ ما لي ولمزينة ، حتى نفذت القبائل ، ما تمر به قبيلة إلا يسألني عنها ، فإذا أخبرته بهم ، قال ‏:‏ ما لي ولبني فلان ، حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء ‏.‏

    كتيبته صلى الله عليه وسلم في فتح مكة ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وإنما قيل لها الخضراء لكثرة الحديد وظهوره فيها ‏.‏

    قال الحارث بن حلزة اليشكري ‏:‏

    ثم حجرا أعنى ابن أم قطام * وله فارسية خضراء

    يعنى ‏:‏ الكتيبة ، وهذا البيت في قصيدة له ، وقال حسان بن ثابت الأنصاري ‏:‏

    لما رأى بدراً تسيل جلاهه * بكتيبة خضراء من بلخزرج

    وهذا البيت في أبيات له قد كتبناها في أشعار يوم بدر ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فيها المهاجرون والأنصار ، رضي الله عنهم ، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد ، فقال ‏:‏ سبحان الله ‏:‏ يا عباس من هؤلاء ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار قال ‏:‏ ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ؛ والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيماً ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ يا أبا سفيان ، إنها النبوة ، قال ‏:‏ فنعم إذن ‏.‏

    أبو سفيان يحذر أهل مكة ‏:‏

    قال ‏:‏ قلت ‏:‏ النجاء إلى قومك ، حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته ‏:‏ يا معشر قريش ، هذا محمد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، فقامت إليه هند بنت عتبة ، فأخذت بشاربه ، فقالت ‏:‏ اقتلوا الحميت الدسم الأحمس ، قبح من طليعة قوم ‏!‏ ‏.‏

    قال ‏:‏ ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ؛ قالوا ‏:‏ قاتلك الله ‏!‏ وما تغنى عنا دارك ؛ قال ‏:‏ ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد ‏.‏

    وصوله عليه السلام إلى ذي طوى ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني عبدالله بن أبي بكر ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى ذي طوى وقف على راحلته معتجراً بشقة برد حبرة حمراء ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ، حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:47 am

    إسلام أبي قحافة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه ، عن جدته أسماء بنت أبي بكر ، قالت ‏:‏ لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنه من أصغر ولده ‏:‏ أي بنية ، اظهري بي على أبي قبيس ؛ قالت ‏:‏ وقد كف بصره ؛ قالت ‏:‏ فأشرفت به عليه ، فقال ‏:‏ أي بنية ، ماذا ترين ‏؟‏

    قالت ‏:‏ أرى سواداً مجتمعاً ، قال ‏:‏ تلك الخيل ؛ قالت ‏:‏ وأرى رجلاً يسعى بين يدي ذلك مقبلاً ومدبراً ، قال ‏:‏ أي بنية ، ذلك الوازع ، يعني ‏:‏ الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها ؛ ثم قالت ‏:‏ قد والله انتشر السواد ‏.‏

    قالت ‏:‏ فقال ‏:‏ قد والله إذن دفعت الخيل ، فأسرعي بي إلى بيتي ، فانحطت به ، وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته ، قالت ‏:‏ وفي عنق الجارية طوق من ورق ، فتلقاها رجل فيقتطعه من عنقها ‏.‏

    قالت ‏:‏ فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، ودخل المسجد ، أتى أبو بكر بأبيه يقوده ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ‏؟‏

    قال أبو بكر ‏:‏ يا رسول الله ، هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه أنت ؛ قال ‏:‏ قالت ‏:‏ فأجلسه بين يديه ، ثم مسح صدره ، ثم قال له ‏:‏ أسلم ، فأسلم ؛ قال ‏:‏ فدخل به أبو بكر وكأن رأسه ثغامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ غيروا هذا من شعره ‏.‏

    ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته ، وقال ‏:‏ أنشد الله والإسلام طوق أختي ، فلم يجبه أحد ؛ قالت ‏:‏ فقال ‏:‏ أي أخيه ، احتسبي طوقك ، فوالله إن الأمانة في الناس اليوم لقليل ‏.‏

    دخول مكة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالله بن أبي نجيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرق جيشه من ذي طوى ، أمر الزبير بن العوام أن يدخل في بعض الناس من كدى ، وكان الزبير على المجنبة اليسرى ، وأمر سعد بن عبادة أن يدخل في بعض الناس من كداء ‏.‏

    المهاجرون يخشون من شدة سعد بن عبادة على قريش ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فزعم بعض أهل العلم أن سعداً حين وجه داخلاً ، قال ‏:‏ اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ؛ فسمعها رجل من المهاجرين - قال ابن هشام ‏:‏ هو عمر بن الخطاب - فقال ‏:‏ يا رسول الله ‏:‏ اسمع ما قال سعد بن عبادة ، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب ‏:‏ أدركه ، فخذ الراية منه فكن أنت الذي تدخل بها ‏.‏

    طريق الفتح ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد حدثني عبدالله بن أبي نجيح في حديثه ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خالد بن الوليد ، فدخل من الليط ، أسفل مكة في بعض الناس ، وكان خالد على المجنبة اليمنى ، وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب ‏.‏

    وأقبل أبو عبيدة بن الجراح يالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاخر ، حتى نزل بأعلى مكة ، ضربت له هنالك قبته ‏.‏

    من تعرض للمسلمين من أهل مكة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالله بن أبي نجيح وعبدالله بن أبي بكر ‏:‏ أن صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو كانوا قد جمعوا ناساً بالخندمة ليقاتلوا ، وقد كان حماس بن قيس بن خالد ، أخو بني بكر ، يعد سلاحاً قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويصلح منه ؛ قالت له امرأته ‏:‏ لماذا تعد ما أرى ‏؟‏ قال ‏:‏ لمحمد وأصحابه ؛ قالت ‏:‏ والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شيء ؛ قال ‏:‏ والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم ، ثم قال ‏:‏

    إن يقبلوا اليوم فما لي علة * هذا سلاح كامل وأله

    وذو غرارين سريع السلة *

    ثم شهد الخندمة مع صفوان وسهيل وعكرمة ؛ فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد ، ناوشوهم شيئاً من قتال ، فقتل كرز بن جابر ، أحد بني محارب بن فهر ، وخنيس بن خالد بن ربيعة بن أصرم ، حليف بني منقذ ، وكانا في خيل خالد بن الوليد فشذا عنه فسلكا طريقاً غير طريقه فقتلا جميعاً ، قتل خنيس بن خالد قبل كرز بن جابر فجعله كرز بن جابر بين رجليه ، ثم قاتل عنه حتى قتل ، وهو يرتجز ويقول ‏:‏

    قد علمت صفراء من بني فهر * نقية الوجه نقية الصدر

    لأضربن اليوم عن أبي صخر*

    قال هشام ‏:‏ وكان خنيس يكنى أبا صخر ، فقال ابن هشام ‏:‏ خنيس بن خالد من خزاعة ‏.‏

    ما قاله حماس من الشعر يوم الفتح ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ حدثني عبدالله بن أبي نجيح وعبدالله بن أبي بكر ، قالا ‏:‏ وأصيب من جهينة سلمة بن الميلاء ، من خيل خالد بن الوليد ؛ وأصيب من المشركين ناس قريب من أثني عشر رجلاً ، أو ثلاثة عشر رجلاً ، ثم انهزموا فخرج حماس منهزما حتى دخل بيته ، ثم قال لامرأته ‏:‏ أغلقي علي بابي ؛ قالت ‏:‏ فأين ما كنت تقول ‏؟‏ فقال ‏:‏

    إنك لو شهدت يوم الخندمة * إذ فر صفوان وفر عكرمة

    وأبو يزيد قائم كالموتمة * واستقبلهم بالسيوف المسلمة

    يقطعن كل ساعد وجمجمة * ضرباً فلا يسمع إلا غمغمة

    لهم نهيت خلفنا وهمهمة * لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة

    قال ابن هشام ‏:‏ أنشدني بعض أهل العلم بالشعر قوله ‏:‏ كالموتمه ، وتروى للرعاش الهذلي ‏.‏

    شعار المسلمين يوم فتح مكة ‏:‏

    وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة و حنين والطائف ، شعار المهاجرين ‏:‏ يا بني عبدالرحمن ، وشعار الخزرج ‏:‏ يا بني عبدالله ، وشعار الأوس ‏:‏ يا بني عبيد الله ‏.‏

    من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلى أمرائه من المسلمين ، حين أمرهم أن يدخلوا مكة ، أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم ، إلا أنه قد عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة ، منهم عبدالله بن سعد ، أخو بني عامر بن لؤي ‏.‏

    سبب أمر الرسول بقتل سعد وشفاعة عثمان فيه ‏:‏

    وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه قد كان أسلم ، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي ، فارتد مشركاً راجعاً إلى قريش ، ففر إلى عثمان بن عفان ، وكان أخاه للرضاعة ، فغيبه حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اطمأن الناس وأهل مكة ‏.‏ فاستأمن له فزعموا أن رسول الله صمت طويلاً ، ثم قال ‏:‏ نعم ، فلما انصرف عنه عثمان ، قال رسول الله ‏:‏ لمن حوله من أصحابه ‏:‏ لقد صمت ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه ‏.‏ فقال رجل من الأنصار ‏:‏ فهلا أومأت إلي يا رسول الله ‏؟‏ قال ‏:‏ إن النبي لا يقتل بالإشارة ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ثم أسلم بعد ، فولاه عمر بن الخطاب بعض أعماله ، ثم ولاه عثمان بن عفان بعد عمر ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وعبدالله بن خطل ، رجل من بني تيم بن غالب ‏:‏ إنما أمر بقتله أنه كان مسلماً ، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً ، وبعث معه رجلاً من الأنصار ، وكان معه مولى له يخدمه ، وكان مسلماً ، فنزل منزلاً ، وأمر المولى أن يذبح له تيساً ، فيصنع له طعاماً ، فنام ، فاستيقظ ولم يصنع له شيئاً ، فعدا عليه فقتله ، ثم ارتد مشركاً ‏.‏

    أسماء من أمر الرسول بقتلهم وسبب ذلك ‏:‏

    وكانت له قينتان ‏:‏ فرتنى وصاحبتها ، وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهما معه ‏.‏

    والحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد بن قصي ، وكان ممن يؤذيه بمكة ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وكان العباس بن عبدالمطلب حمل فاطمة وأم كلثوم ، ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة يريد بهما المدينة ، فنخس بهما الحويرث بن نقيذ ، فرمى بهما إلى الأرض ‏.‏

    قال ابن إسحاق ومقيس بن حبابة ‏:‏ وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقتله لقتل الأنصاري الذي كان قتل أخاه خطأ ، ورجوعه إلى قريش مشركاً ‏.‏

    وسارة ، مولاة لبعض بني عبدالمطلب ‏.‏ وعكرمة بن أبي جهل ‏.‏

    وكانت سارة ممن يؤذيه بمكة ؛ فأما عكرمة فهرب إلى اليمن ، وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام ، فاستأمنت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمنه ، فخرجت في طلبه إلى اليمن ، حتى أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ‏.‏

    وأما عبدالله بن خطل ، فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي ، اشتركا في دمه ‏.‏

    وأما مقيس بن حبابة فقتله نميلة بن عبدالله ، رجل من قومه ، فقالت أخت مقيس في قتله ‏:‏

    لعمري لقد أخزى نميلة رهطه * وفجع أضياف الشتاء بمقيس

    فلله عينا من رأى مثل مقيس * إذا النفساء أصبحت لم تخرس

    وأما قينتا ابن خطل فقتلت إحداهما ، وهربت الأخرى ، حتى استؤمن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ، فأمنها ‏.‏

    وأما سارة فاستؤمن لها فأمنها ، ثم بقيت حتى أوطأها رجل من الناس فرساً في زمن عمر بن الخطاب بالأبطح فقتلها ‏.‏

    وأما الحويرث بن نقيذ فقتله علي بن أبي طالب ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:48 am

    قصة الرجلين اللذين أمنتهما أم هانئ وصلاة الفتح في بيتها ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني سعيد بن أبي هند ، عن أبي مرة ، مولى عقيل ابن أبي طالب ، أن أم هانئ بنت أبي طالب قالت ‏:‏ لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة ، فر إلي رجلان من أحمائي ، من بني مخزوم ، وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي ‏.‏

    قالت ‏:‏ فدخل علي علي بن أبي طالب أخي ، فقال ‏:‏ والله لأقتلنهما ، فأغلقت عليهما باب بيتي ، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة ، فوجدته يغتسل جفنة إن فيها لأثر العجين ، وفاطمة ابنته تستره بثوبه ، فلما اغتسل أخذ ثوبه فتوشح به ، ثم صلى ثماني ركعات من الضحى ثم انصرف إلي ‏.‏

    فقال ‏:‏ مرحباً وأهلاً يا أم هانئ ، ما جاء بك ‏؟‏ فأخبرته خبر الرجلين وخبر علي ؛ فقال ‏:‏ قد أجرنا من أجرت ، وأمنا من أمنت ، فلا يقتلهما ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ هما الحارث بن هشام ، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة ‏.‏

    الرسول يدخل البيت الحرام ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عبيد الله بن عبدالله بن أبي ثور ، عن صفية بنت شيبة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مكة ، واطمأن الناس ، خرج حتى جاء البيت ، فطاف به سبعاً على راحلته ، يستلم الركن بمحجم في يده ؛ فلما قضى طوافه ، دعا عثمان بن طلح ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، ففتحت له ، فدخلها ، فوجد فيها حمامة من عيدان ، فكسرها بيده ثم طرحها ، ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف له الناس في المسجد ‏.‏

    ما قاله عليه السلام على باب الكعبة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة ، فقال ‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سانة البيت وسقاية الحاج ، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا ، ففيه الدية مغلظة ، مائة من الإبل ، أربعون منها في بطونها أولادها ‏.‏

    يا معشر قريش ، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية ، وتعظمها بالآباء ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ، ثم تلا هذه الآية ‏:‏ ‏(‏ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ‏)‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ الآية كلها ‏.‏

    ثم قال ‏:‏ يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل فيكم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ خيراً أخ كريم ، وابن أخ كريم ، قال ‏:‏ اذهبوا فأنتم الطلقاء ‏.‏

    إقرار أمر السدانة لعثمان بن طلحة ‏:‏

    ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده ، فقال ‏:‏ يا رسول الله ، اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أين عثمان بن طلحة ‏؟‏ فدعي له ، فقال ‏:‏ هاك مفتاحك يا عثمان ، اليوم يوم بر ووفاء ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وذكر سفيان بن عيينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي ‏:‏ إنما أعطيكم ما ترزءون لا ما ترزءون ‏.‏

    طمسه صلى الله عليه وسلم ما كان في الكعبة من الصور ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني بعض أهل العلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت يوم الفتح ، فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم ، فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا في يده الأزلام يستقسم بها ، فقال ‏:‏ قاتلهم الله ، جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام ، ما شأن إبراهيم والأزلام ‏!‏ ‏(‏ ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنفياً مسلماً ، وما كان من المشركين ‏)‏ ‏.‏ ثم أمر بتلك الصور كلها فطمست ‏.‏

    مكان صلاته عليه السلام من البيت ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة ومعه بلال ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلف بلال ، فدخل عبدالله بن عمر على بلال ، فسأله ‏:‏ أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏؟‏ ولم يسأله كم صلى ؛ فكان ابن عمر إذا دخل البيت مشى قبل وجهه ، وجعل الباب قبل ظهره ، حتى يكون بينه وبين الجدار قدر ثلاث أذرع ، ثم يصلي ، يتوخى بذلك الموضع الذي قال له بلال ‏.‏

    إسلام عتاب والحارث بن هشام وسببه ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دخل الكعبة عام الفتح ومعه بلال ، فأمره أن يؤذن ، وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة ، فقال عتاب بن أسيد ‏:‏ لقد أكرم الله أسيداً ألا يكون سمع هذا ، فيسمع منه ما يغيظه ‏.‏ فقال الحارث بن هشام ‏:‏ أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته ، فقال أبو سفيان ‏:‏ لا أقول شيئاً ، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى ، فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏:‏ قد علمت الذي قلتم ، ثم ذكر ذلك لهم ؛ فقال الحارث وعتاب ‏:‏ نشهد أنك رسول الله ، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا ، فنقول أخبرك ‏.‏

    خراش يقتل ابن الأثوع ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ حدثني سعيد بن أبي سندر الأسلمي ، عن رجل من قومه ، قال ‏:‏ كان معنا رجل يقال له أحمر بأسا ، وكان رجلاً شجاعاً ، وكان إذا نام غط غطيطاً منكراً لا يخفى مكانه ، فكان إذا بات في حيه بات معتنزاً فإذا بيت الحي صرخوا يا أحمر ، فيثور مثل الأسد ، لا يقوم لسبيله شيء ‏.‏

    فأقبل غزي من هذيل يريدون حاضره ، حتى إذا دنوا من الحاضر ، قال ابن الأثوع الهذلي ‏:‏ لا تعجلوا علي حتى أنظر ، فإن كان في الحاضر أحمر فلا سبيل إليهم ، فإن له غطيطاً لا يخفى ، قال ‏:‏ فاستمع فلما سمع غطيطه مشى إليه حتى وضع السيف في صدره ، ثم تحامل عليه حتى قتله ، ثم أغاروا على الحاضر ، فصرخوا يا أحمر ولا أحمر لهم ‏.‏

    فلما كان عام الفتح ، وكان الغد من يوم الفتح ، أتي ابن الأثوع الهذلي حتى دخل مكة ينظر ويسأل عن أمر الناس ، وهو على شركه ، فرأته خزاعة ، فعرفوه ، فأحطوا به وهو إلى جنب جدار من جدر مكة ، يقولون ‏:‏ أأنت قاتل أحمر ‏؟‏ قال ‏:‏ نعم ، أنا قاتل أحمر فمه ‏؟‏ قال ‏:‏ إذ أقبل خراش بن أمية مشتملاً على السيف ، فقال ‏:‏ هكذا عن الرجل ، ووالله ما نظن إلا أنه يريد أن يفرج الناس عنه ‏.‏

    فلما انفرجنا عنه حمل عليه فطعنه بالسيف في بطنه ، فوالله لكأني أنظر إليه وحشوته تسيل من بطنه ، وإن عينيه لترنقان في رأسه ، وهو ‏:‏ يقول أقد فعلتموها يا معشر خزاعة ‏؟‏ حتى انجعف فوقع ‏.‏

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ يا معشر خزاعة ، ارفعوا أيديكم عن القتل ، فقد كثر القتل إن نفع ، لقد قتلتم قتيلاً لأدينه ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالرحمن بن حرملة الأسلمي ، عن سعيد بن المسيب ، قال ‏:‏ لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع خراش بن أمية ، قال ‏:‏ إن خراشاً لقتال ؛ يعيبه بذلك ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:48 am

    أبو شريح يذكر عمرو بن الزبير بحرمة مكة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي شريح الخزاعي ، قال ‏:‏ لما قدم عمرو بن الزبير مكة لقتال أخيه عبدالله بن الزبير ، جئته ، فقلت له ‏:‏ يا هذا ، إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين افتتح مكة ، فلما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك ‏.‏

    فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيباً ، فقال ‏:‏ يا أيها الناس ، إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام من حرام إلى يوم القيامة ، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر ، أن يسفك فيها دماً ، ولا يعضد فيها شجراً ، لم تحلل لأحد كان قبلي ، ولا تحل لأحد يكون بعدي ، ولم تحلل لي إلا هذه الساعة ، غضبا على أهلها ‏.‏ ألا ، ثم قد رجعت كحرمتها بالأمس ، فليبلغ الشاهد منكم الغائب ‏.‏

    فمن قال لكم ‏:‏ إن رسول الله قد قاتل فيها ، فقولوا ‏:‏ إن الله قد أحلها لرسوله ، ولم يحللها لكم ، يا معشر خزاعة ارفعوا أيديكم عن القتل ، فلقد كثر القتل إن نفع ، لقد قتلتم قتيلاً لأدينه ، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين ‏:‏ إن شاءوا فدم قاتله ؛ وإن شاءوا فعقله ‏.‏

    ثم ودى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي قتلته خزاعة ؛ فقال عمرو لأبي شريح ‏:‏ انصرف أيها الشيخ ، فنحن أعلم بحرمتها منك ، إنها لا تمنع سافك دم ، ولا خالع طاعة ، ولا مانع جزية ، فقال أبو شريح ‏:‏ إني كنت شاهداً وكنت غائباً ، لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شاهدنا غائبنا ، وقد أبلغتك ، فأنت وشأنك ‏.‏

    أول قتيل وداه عليه السلام يوم الفتح ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وبلغني أن أول قتيل وداه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح جنيدب بن الأكوع ، قتلته بنو كعب ، فوداه بمائة ناقة ‏.‏

    تخوف الأنصار من بقاء الرسول بمكة ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وبلغني عن يحيى بن سعيد ‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة ودخلها ، قام على الصفا يدعو الله ، وقد أحدقت به الأنصار ، فقالوا فيما بينهم ‏:‏ أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم بها ‏؟‏

    فلما فرغ من دعائه قال ‏:‏ ماذا قلتم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ لا شيء يا رسول الله ؛ فلما يزل بهم حتى أخبروه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ معاذ الله ‏!‏ المحيا محياكم ، والممات مماتكم ‏.‏

    كسر الأصنام ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني من أثق به من أهل الرواية في إسناد له ، عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله ، عن ابن عباس ، قال ‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح على راحلته ، فطاف عليها وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص ، فجعل النبي صلى الله عيه وسلم يشير بقضيب في يده إلى الأصنام ويقول ‏:‏ ‏(‏ جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ‏)‏ فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه ، ولا أشار إلى قفاه ، إلا وقع لوجهه ، حتى ما بقي منها صنم إلا وقع ؛ فقال تميم بن أسد الخزاعي في ذلك ‏:‏

    وفي الأصنام معتبر وعلم * لمن يرجوا الثواب أو العقابا

    إسلام فضالة ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني أن فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح ؛ فلما دنا منه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أفضالة ‏؟‏ قال ‏:‏ نعم فضالة يا رسول الله ؛ قال ‏:‏ ماذا كنت تحدث به نفسك ‏؟‏

    قال ‏:‏ لا شيء ، كنت أذكر الله ؛ قال ‏:‏ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال ‏:‏ استغفر الله ، ثم وضع يده على صدره ، فسكن قلبه ؛ فكان فضالة يقول ‏:‏ والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه ‏.‏

    قال فضالة ‏:‏ فرجعت إلى أهلي ، فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها ، فقالت ‏:‏ هلم إلي الحديث ، فقلت ‏:‏ لا ، وانبعث فضالة يقول ‏:‏

    قالت هلم إلى الحديث فقلت لا * يأبى عليك الله والإسلام

    لوما رأيت محمداً وقبيله * بالفتح يوم تكسر الأصنام

    لرأيت دين الله أضحى بينا * والشرك يغشى وجهه الإظلام

    الأمان لصفوان بن أمية ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني محمد بن جعفر ، عن عروة بن الزبير ، قال ‏:‏ خرج صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى اليمن ، فقال عمير بن وهب ‏:‏ يا نبي الله إن صفوان بن أمية سيد قومه ، وقد خرج هارباً منك ، ليقذف نفسه في البحر ، فأمنه ، صلى الله عليك ؛ قال ‏:‏ هو آمن ؛ قال ‏:‏ يا رسول الله ، فأعطني آية يعرف بها أمانك ‏.‏

    فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامته التي دخل فيها مكة ، فخرج بها عمير حتى أدركه ، وهو يريد أن يركب في البحر ، فقال ‏:‏ يا صفوان ، فداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تهلكها ، فهذا أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جئتك به ؛ قال ‏:‏ ويحك ‏!‏ أغرب عني فلا تكلمني ‏.‏

    قال ‏:‏ أي صفوان ، فداك أبي وأمي ، أفضل الناس ، وأبر الناس ، وأحلم الناس ، وخير الناس ، ابن عمك ، عزه عزك ، وشرفه شرفك ، وملكه ملكك ، قال ‏:‏ إني أخافه على نفسي ، قال ‏:‏ هو أحلم من ذاك وأكرم ‏.‏ فرجع معه حتى وقف به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال صفوان ‏:‏ إن هذا يزعم أنك قد أمنتنى ، قال ‏:‏ صدق ؛ قال ‏:‏ فاجعلني فيه بالخيار شهرين ؛ قال ‏:‏ أنت بالخيار فيه أربعة أشهر ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني رجل من قريش من أهل العلم أن صفوان قال لعمير ‏:‏ ويحك ‏!‏ اغرب عني ، فلا تكلمني ، فإنك كذاب ، لما كان صنع به ، وقد ذكرناه في آخر حديث يوم بدر ‏.‏

    إسلام عكرمة وصفوان ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني الزهري ‏:‏ أن أم حكيم بنت الحارث بن هشام ، وفاختة بنت الوليد - وكانت فاختة عند صفوان بن أمية ، وأم حكيم عند عكرمة بن أبي جهل - أسلمتا ؛ فأما أم حكيم فاستأمنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لعكرمة ، فأمنه ، فلحقت به باليمن ، فجاءت به ؛ فلما أسلم عكرمة وصفوان أقرهما رسول الله صلى الله عليه سلم عندهما على النكاح الأول ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت ‏:‏ قال ‏:‏ رمى حسان ابن الزبعرى وهو بنجران ببيت واحد ما زاده عليه ‏:‏

    لا تعدمن رجلاً أحلك بغضه * نجران في عيش أحذ لئيم

    فلما بلغ ذلك ابن الزبعرى خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ، فقال ‏:‏ حين أسلم ‏:‏

    يا رسول المليك إذ لساني * راتق ما فتقت إذ أنا بور

    إذ أباري الشيطان في سنن الغي * ومن مال ميله مثبور

    آمن اللحم والعظام لربي * ثم قلبي الشهيد أنت النذير

    إنني عنك زاجر ثم حيا * من لؤي وكلهم مغرور

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال عبدالله بن الزبعري أيضاً حين أسلم ‏:‏

    منع الرقاد بلابل وهموم * والليل معتلج الرواق بهيم

    مما أتاني أن أحمد لامني * فيه فبت كأنني محموم

    يا خير من حملت على أوصالها * عيرانة سرح اليدين غشوم

    إني لمعتذر إليك من الذي * أسديت إذ أنا في الضلال أهيم

    أيام تأمرني بأغوى خطة * سهم وتأمرني بها مخزوم

    وأمد أسباب الردى ويقودني * أمر الغواة وأمرهم مشئوم

    فاليوم آمن بالنبي محمد * قلبي ومخطئ هذه محروم

    مضت العداوة وانقضت أسبابها * ودعت أواصر بيننا وحلوم

    فاغفر فدى لك والداي كلاهما * زللي فانك راحم مرحوم

    وعليك من علم المليك علامة * نور أغر وخاتم مختوم

    أعطاك بعد محبة برهانه * شرفا وبرهان الإله عظيم

    ولقد شهدت بأن دينك صادق * حق وأنك في العباد جسيم

    والله يشهد أن أحمد مصطفى * مستقبل في الصالحين كريم

    قرم علا بنيانه من هاشم * فرع تمكن في الذرا وأروم

    قال ابن هشام ‏:‏ وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها له ‏.‏

    هبيرة يبقى على كفره وما قاله من الشعر في إسلام زوجته ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وأما هبيرة بن أبي وهب المخزومي فأقام بها حتى مات كافراً ، كانت عنده أم هانئ بنت أبي طالب ، واسمها هند ، وقد قال حين بلغه إسلام أم هانئ ‏:‏

    أشاقتك هند أم أتاك سؤالها * كذاك النوى أسبابها وانفتالها

    وقد أرقت في رأس حصن ممنع * بنجران يسري بعد ليل خيالها

    وعاذلة هبت بليل تلومني * وتعذلني بالليل ضلالها

    وتزعم أني إن أطعت عشيرتي * سأردى وهل يردين إلا زيالها

    فإني لمن قوم إذا جد جدهم * على أي حال أصبح اليوم حالها

    وإني لحام من وراء عشيرتي * إذا كان من تحت العوالي مجالها

    وصارت بأيديها السيوف كأنها * مخاريق ولدان ومنها ظلالها

    وإني لأقلي الحاسدين وفعلهم * على الله رزقي نفسها وعيالها

    وإن كلام المرء في غير كنهه * لكالنبل تهوى ليس فيها نصالها

    فإن كنت قد تابعت دين محمد * وعطفت الأرحام منك حبالها

    فكوني على أعلى سحيق بهضبة * ململمة غبراء يبس بلالها

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ويروى ‏:‏ وقطعت الأرحام منك حبالها ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:49 am

    عدة من فتح مكة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وكان جميع من شهد فتح مكة من المسلمين عشرة آلاف ‏.‏ من بني سليم سبع مائة ‏.‏ ويقول بعضهم ‏:‏ ألف ؛ ومن بني غفار ‏:‏ أربع مائة ، ومن أسلم ‏:‏ أربع مائة ، ومن مزينة ‏:‏ ألف وثلاثة نفر ، وسائرهم من قريش والأنصار وحلفائهم ، وطوائف العرب من تميم وقيس وأسد ‏.‏

    شعر حسان في فتح مكة ‏:‏

    وكان مما قيل من الشعر في يوم الفتح قول حسان بن ثابت الأنصاري ‏:‏

    عفت ذات الأصابع فالجواء * إلى عذراء منزلها خلاء

    ديار من بني الحسحاس قفر * تعفيها الروامس والسماء

    وكانت لا يزال بها أنيس * خلال مروجها نعم وشاء

    فدع هذا ، ولكن من لطيف * يؤرقنى إذا ذهب العشاء

    لشعثاء التي قد تيمته * فليس لقلبه منها شفاء

    كأن خبيئة من بيت رأس * يكون مزاجها عسل وماء

    إذا ما الأشربات ذكرن يوماً * فهن لطيب الراح الفداء

    نوليها الملامة إن ألمنا * إذا ما كان مغث أو لحاء

    ونشربها فتتركنا ملوكا * وأسداً ما ينهنهنا اللقاء

    عدمنا خيلنا إن لم تروها * تثير النقع موعدها كداء

    ينازعن الأعنة مصغيات * على أكتافها الأصل الظماء

    تظل جيادنا متمطرات * يلطمهن بالخمر النساء

    فإما تعرضوا عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاء

    وإلا فاصبروا لجلاد يوم * يعين الله فيه من يشاء

    وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء

    وقال الله قد أرسلت عبداً * يقول الحق إن نفع البلاء

    شهدت به فقوموا صدقوه * فقلتهم لا نقوم ولا نشاء

    وقال الله قد سيرت جنداً * هم الأنصار عرضتها اللقاء

    لنا في كل يوم من معد * سباب أو قتال أو هجاء

    فنحكم بالقوافي من هجانا * ونضرب حين تختلط الدماء

    ألا أبلغ أبا سفيان عني * مغلغلة فقد برح الخفاء

    بأن سيوفنا تركتك عبداً * وعبدالدار سادتها الإماء

    هجوت محمداً وأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء

    أتهجوه ولست له بكفء * فشركما لخيركما الفداء

    هجوت مباركا براً حنيفاً * أمين الله شيعته الوفاء

    أمن يهجو رسول الله منكم * ويمدحه وينصره سواء ‏؟‏

    فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء

    لساني صارم لا عيب فيه * وبحري لا تكدره الدلاء

    قال ابن هشام ‏:‏ قالها حسان يوم الفتح ‏.‏ ويروي ‏:‏ لساني صارم لا عتب فيه ‏.‏

    وبلغني عن الزهري أنه قال ‏:‏ لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء يلطمن الخيل بالخمر تبسم إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنه ‏.‏

    أنس بن زنيم يعتذر مما قاله ابن سالم ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال أنس بن زنيم الديلي يعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان قال فيهم عمرو بن سالم الخزاعي ‏:‏

    أأنت الذي تهدى معد بأمره * بل الله يهديهم وقال لك اشهد

    وما حملت من ناقة فوق رحلها * أبر وأوفي ذمة من محمد

    أحث على خير وأسبغ نائلا * إذا راح كالسيف الصقيل المهند

    وأكسى لبرد الخال قبل ابتذاله * وأعطى لرأس السابق المتجرد

    تعلم رسول الله أنك مدركي * وأن وعيداً منك كالأخذ باليد

    تعلم رسول الله أنك قادر * على كل صرم متهمين ومنجد

    تعلم بأن الركب ركب عويمر * هم الكاذبون المخلفو كل موعد

    ونبوا رسول الله أني هجوته * فلا حملت سوطي إلي إذن يدي

    سوى أنني قد قلت ويل أم فتية * أصيبوا بنحس لا بطلق وأسعد

    أصابهم من لم يكن لدمائهم * كفاء فعزت عبرتي وتبلدي

    فإنك قد أخفرت إن كنت ساعيا * بعبد بن عبدالله وابنة مهود

    ذويب وكلثوم وسلمى تتابعوا * جميعا فإلا تدمع العين أكمد

    وسلمى ليس حي كمثله * وأخوته وهل ملوك كأعبد ‏؟‏

    فإني لا دينا فتقت ولا دما * هرقت تبين عالم الحق واقصد

    ما قاله بديل في الرد على ابن زنيم ‏:‏

    فأجابه بديل بن عبد مناف ابن أم أصرم ، فقال ‏:‏

    بكى أنس رزنا فأعوله البكا * فألا عدياً إذ تطل وتبعد

    بكيت أبا عبس لقرب دمائها * فتعذر إذ لا يوقد الحرب موقد

    أصابهم يوم الخنادم فتية * كرام فسل ، منهم نضيل ومعبد

    هنالك إن تسفح دموعك لا تلم * عليهم وإن لم تدمع العين فاكمدوا

    قال ابن هشام ‏:‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏.‏

    شعر بجير بن زهير في يوم الفتح ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم الفتح ‏:‏

    نفى أهل الحبلق كل فج * مزينة غدوة وبنو خفاف

    ضربناهم بمكة يوم فتح النبي * الخير بالبيض الخفاف

    صبحناهم بسبع من سليم * وألف من بنى عثمان واف

    نطا أكتافهم ضربا وطعنا * ورشقا بالمريشة اللطاف

    ترى بين الصفوف لها حفيفا * كما انصاع الفواق من الرصاف

    فرحنا والجياد تجول فيهم * بأرماح مقومة الثقاف

    فأبنا غانمين بما اشتهينا * وآبوا نادمين على الخلاف

    وأعطينا رسول الله منا * مواثقنا على حسن التصافي

    وقد سمعوا مقالتنا فهموا * غداة الروع منا بانصراف

    شعر عباس بن مرداس في فتح مكة ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وقال عباس بن مرداس السلمي في فتح مكة ‏:‏

    منا بمكة يوم فتح محمد * ألف تسيل به البطاح مسوم

    نصروا الرسول وشاهدوا أيامه * وشعارهم يوم اللقاء مقدم

    في منزل ثبتت به أقدامهم * ضنك كأن الهام فيه الحنتم

    جرت سنابكها بنجد قبلها * حتى استقاد لها الحجاز الأدهم

    الله مكنه له وأذله * حكم السيوف لنا وجد مزحم

    عود الرياسة شامخ عرنينه * متطلع ثغر المكارم خضرم
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:50 am

    إسلام عباس بن مرداس

    سبب إسلام ابن مرداس ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وكان إسلام عباس بن مرداس ، فيما حدثني بعض أهل العلم بالشعر ، وحديثه أنه كان لأبيه مرداس وثن يعبده ، وهو حجر كان يقال له ضمار ، فلما حضر مرداس قال لعباس ‏:‏ أي بني ، اعبد ضمار فإنه ينفعك ويضرك ، فبينا عباس يوماً عند ضمار ، إذ سمع من جوف ضمار منادياً يقول ‏:‏

    قل للقبائل من سليم كلها * أودى ضمار وعاش أهل المسجد

    إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتدى

    أودى ضمار وكان يعبد مرة * قبل الكتاب إلى النبي محمد

    فحرق عباس ضمار ، ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ‏.‏



    شعر جعدة في يوم الفتح ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وقال جعدة بن عبدالله الخزاعي يوم فتح مكة ‏:‏

    أكعب بن عمرو دعوة غير باطل * لحين له يوم الحديد متاح

    أتيحت له من أرضه وسمائه * لتقتله ليلا بغير سلاح

    ونحن الألى سدت غزال خيولنا * ولفتا سددناه وفج طلاح

    خطرنا وراء المسلمين بجحفل * ذوي عضد من خيلنا ورماح

    وهذه الأبيات في أبيات له ‏.‏



    شعر بجيد في فتح مكة ‏:‏

    وقال بجيد بن عمران الخزاعي ‏:‏

    وقد أنشأ الله السحاب بنصرنا * ركام صحاب الهيدب المتراكب

    وهجرتنا في أرضنا عندنا بها * كتاب أتى من خير ممل وكاتب

    ومن أجلنا حلت بمكة حرمة * لندرك ثأراً بالسيوف القواضب

    مسير خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بني جذيمة من كنانة ومسير علي لتلافي خطأ خالد

    وصاة الرسول له وما كان منه ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حول مكة السرايا تدعو إلى الله عز وجل ، ولم يأمرهم بقتال ، وكان ممن بعث خالد بن الوليد ، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعياً ، ولم يبعثه مقاتلاً ، فوطئ بني جذيمة ، فأصاب منهم ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وقال عباس بن مرداس السلمي في ذلك ‏:‏

    فإن تك أمرت في القوم خالدا * وقدمته فإنه قد تقدما

    بجند هداه الله أنت أميره * نصيب به في الحق من كان أظلما

    قال ابن هشام ‏:‏ وهذان البيتان في قصيدة له في حديث يوم حنين ، سأذكرها إن شاء الله في موضعها ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال ‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعياً ، ولم يبعثه مقاتلاً ، ومعه قبائل من العرب ‏:‏ سليم بن منصور ، ومدلج بن مرة ، فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة ، فلما رآه القوم أخذوا السلاح ، فقال خالد ‏:‏ ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة ‏:‏ قال ‏:‏ لما أمرنا خالد أن نضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم ‏:‏ ويلكم يا بني جذيمة ‏!‏ إنه خالد والله ‏!‏ ما بعد وضع السلاح إلا الإسار ، وما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق ، والله لا أضع سلاحي أبداً ‏.‏

    قال ‏:‏ فأخذه رجال من قومه ، فقالوا ‏:‏ يا جحدم ، أتريد أن تسفك دماءنا ‏؟‏ إن الناس أسلموا ووضعوا السلاح ، ووضعت الحرب ، وأمن الناس ‏.‏ فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ، ووضع القوم السلاح لقول خالد ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني حكيم بن حكيم ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال ‏:‏ فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك ، فكتفوا ، ثم عرضهم على السيف ، فقتل من قتل منهم ؛ فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رفع يديه إلى السماء ، ثم قال ‏:‏ اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ‏.‏



    الرسول يتبرأ من فعل خالد ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏حدثني بعض أهل العلم ، أنه حدث عن إبراهيم بن جعفر المحمودي ، قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ رأيت كأني لقمت لقمة من حيس فالتذذت طعمها ، فاعترض في حلقي منها شيء حين ابتلعتها ، فأدخل علي يده فنزعه ‏.‏

    فقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه ‏:‏ يا رسول الله ، هذه سرية من سراياك تبعثها ، فيأتيك منها بعض ما تحب ، ويكون في بعضها اعتراض ، فتبعث علياً فيسهله ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني أنه انفلت رجل من القوم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره الخبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ هل أنكر عليه أحد ‏؟‏ فقال ‏:‏ نعم ، قد أنكر عليه رجل أبيض ربعة ، فنهمه خالد ، فسكت عنه ، وأنكر عليه رجل آخر طويل مضطرب ، فراجعه ، فاشتدت مراجعتهما ، فقال عمر بن الخطاب ‏:‏ أما الأول يا رسول الله فابني عبدالله ، وأما الآخر فسالم ، مولى أبي حذيفة ‏.‏



    إرساله صلى الله عليه وسلم علياً بدية بني جذيمة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني حكيم بن حكيم ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال ‏:‏ ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، فقال ‏:‏ يا علي ، اخرج إلى هؤلاء القوم ، فانظر في أمرهم ، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك ‏.‏

    فخرج علي حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال ، حتى أنه ليدي لهم ميلغة الكلب ، حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه ، بقيت معه بقية من المال ، فقال لهم علي رضوان الله عليه حين فرغ منهم ‏:‏ هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يود لكم ‏؟‏

    قالوا ‏:‏ لا ، قال ‏:‏ فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال ، احتياطاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، مما يعلم ولا تعلمون ، ففعل ، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر ‏:‏ فقال ‏:‏ أصبت وأحسنت ‏!‏ قال ‏:‏ ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة قائماً شاهراً يديه ، حتى إنه ليرى مما تحت منكبيه ، يقول ‏:‏ اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ، ثلاث مرات ‏.‏



    معذرة خالد في قتال القوم ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد قال بعض من يعذر خالداً ‏:‏ إنه قال ‏:‏ ما قاتلت حتى أمرني بذلك عبدالله بن حذافة السهمي ، وقال ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرك أن تقاتلهم لامتناعهم من الإسلام ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ قال أبو عمرو المدني ‏:‏ لما أتاهم خالد ، قالوا ‏:‏ صبأنا صبأنا ‏.‏



    ما وقع بين عبدالرحمن بن عوف وخالد بن الوليد ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد كان جحدم قال لهم حين وضعوا السلاح ورأى ما يصنع خالد ببني جذيمة ‏:‏ يا بني جذيمة ، ضاع الضرب ، قد كنت حذرتكم ما وقعتم فيه ‏.‏

    قد كان بين خالد وبين عبدالرحمن بن عوف ، فيما بلغني ، كلام في ذلك ، فقال له عبدالرحمن بن عوف ‏:‏ عملت بأمر الجاهلية في الإسلام ‏.‏ فقال ‏:‏ إنما ثأرت بأبيك ‏.‏

    فقال عبدالرحمن ‏:‏ كذبت ، قد قتلت قاتل أبي ، ولكنك ثأرت بعمك الفاكه بن المغيرة ، حتى كان بينهما شر ‏.‏ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏:‏ مهلاً يا خالد ، دع عنك أصحابي ، فوالله لو كان لك أحد ذهباً ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:50 am

    ما كان بين قريش وبني جذيمة في الجاهلية ‏:‏

    وكان الفاكه بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، وعوف بن عبد مناف بن عبدالحارث بن زهرة ، وعفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس قد خرجوا تجاراً إلى اليمن ، ومع عفان ابنه عثمان ، ومع عوف ابنه عبدالرحمن ‏.‏

    فلما أقبلوا حملوا مال رجل من بني جذيمة بن عامر ، كان هلك باليمن ، إلى ورثته ، فادعاه رجل منهم يقال له خالد بن هشام ، ولقيهم بأرض بني جذيمة قبل أن يصلوا إلى أهل الميت ، فأبوا عليه ، فقاتلهم بمن معه من قومه على المال ليأخذوه ، وقاتلوه ، فقتل عوف بن عبد عوف ، والفاكه بن المغيرة ، ونجا عفان أبي العاص وابنه عثمان ، وأصابوا مال الفاكه بن المغيرة ، ومال عوف بن عبد عوف ، فانطلقوا به ‏.‏

    وقتل عبدالرحمن بن عوف خالد بن هشام قاتل أبيه ، فهمت قريش بغزو بني جذيمة ، فقالت بنو جذيمة ‏:‏ ما كان مصاب أصحابكم عن ملأ منا ، إنما عدا عليهم قوم بجهالة ، فأصابوهم ولم نعلم ، فنحن نعقل لكم ما كان قبلنا من دم أو مال ، فقبلت قريش ذلك ، ووضعوا الحرب ‏.‏



    ما قيل من الشعر فيما كان بين خالد وجذيمة ‏:‏

    وقد قال قائل من بني جذيمة ، ويعضهم يقول ‏:‏ امرأة يقال لها سلمى ‏:‏

    ولولا مقال القوم للقوم أسلموا * للاقت سليم يوم ذلك ناطحا

    لما صعهم بسر وأصحاب جحدم * ومرة حتى يتركوا البرك ضابحا

    فكائن ترى يوم الغمصياء من فتى * أصيب ولم يجرح وقد كان جارحا

    ألظت بخطاب الأيامى وطلقت * غداتئذ منهن من كان ناكحا

    قال ابن هشام ‏:‏ قوله ‏:‏ بسر ، وألظت بخطاب ، عن غير ابن إسحاق ‏.‏



    ما قاله عباس بن مرداس في الرد على ما قيل ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فأجابه عباس بن مرداس ، ويقال بل الجحاف بن حكيم السلمي ‏:‏

    دعي عنك تقوال الضلال كفى بنا * لكبش الوغى في اليوم والأمس ناطحا

    فخالد أولى بالتعذر منكم * غداة علا نهجا من الأمر واضحا

    معانا بأمر الله يزجي إليكم * سوانح لا تكبو له وبوارحا

    نعوا مالكا بالسهل لما هبطنه * عوابس في كأبي الغبار كوالحا

    فإن نك أثكلناك سلمى فمالك * تركتم عليه نائحات ونائحا

    ما قاله الجحاف رداً على ما قيل أيضاً ‏:‏

    قال الجحاف بن حكيم السلمي ‏:‏

    شهدن مع النبي مسومات * حنينا وهي دامية الكلام

    وغزوة خالد شهدت وجرت * سنابكهن بالبلد الحرام

    نعرض للطعان إذا التقينا * وجوها لا تعرض للطام

    ولست بخالع عني ثيابي * إذا هز الكماة ولا أرامي

    ولكني يجول المهر تحتي * إلى العلوات بالعضب الحسام



    خبر ابن أبي حدرد مع بني جذيمة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن الزهري ، عن ابن أبي حدرد الأسلمي ، قال ‏:‏ كنت يومئذ في خيل خالد بن الوليد ، فقال لي ‏:‏ فتى من بني جذيمة ، وهو في سني ، وقد جمعت يداه إلى عنقه برمة ، ونسوة مجتمعات غير بعيد منه ، يا فتى ؛ فقلت ‏:‏ ما تشاء ‏؟‏

    قال ‏:‏ هل أنت آخذ بهذه الرمة ، فقائدي إلى هؤلاء النسوة حتى أقضى إليهن حاجة ، ثم تردني بعد ، فتصنعوا بي ما بدا لكم ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ والله ليسير ما طلبت ‏.‏ فأخذت برمته فقدته بها ، حتى وقف عليهن ، فقال ‏:‏ اسمي حبيش على نفد من العيش ‏:‏

    أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم * بحلية أو ألفيتكم بالخوانق

    ألم يك أهلاً أن ينول عاشق * تكلف إدلاج السرى والودائق

    فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا * أثيبي بود قبل إحدى الصفائق

    أثيبي بود قبل أن تشحط النوى * وينأى الأمير بالحبيب المفارق

    فإني لا ضيعت سر أمانة * ولا راق عيني عنك بعدك رائق

    سوى أن ما نال العشيرة شاغل * عن الود إلا أن يكون التوامق

    قال ابن هشام ‏:‏ وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر البيتين الأخيرين منها له ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن الزهري عن ابن أبي حدرد الأسلمي ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ وأنت فحييت سبعاً وعشراً ، وتراً وثمانياً تترى ‏.‏ قال ‏:‏ ثم انصرفت به فضربت عنقه ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني أبو فراس بن أبي سنبلة الأسلمي ، عن أشياخ منهم ، عمن كان حضرها منهم ، قالوا ‏:‏ فقامت إليه حين ضربت عنقه ، فأكبت عليه ، فما زالت حتى ماتت عنده ‏.‏



    شعر رجل من بني جذيمة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال رجل من بني جذيمة ‏:‏

    جزى الله عنا مدلجا حيث أصبحت * جزاءة بؤسى حيث سارت وحلت

    أقاموا على أقضاضنا يقسمونها * وقد نهلت فينا الرماح وعلت

    فوالله لولا دين آل محمد * لقد هربت منهم خيول فشلت

    وما ضرهم أن لا يعينوا كتيبة * كرجل جراد أرسلت فاشمعلت

    فإما ينيبوا أو يثوبوا لأمرهم * فلا نحن نجزيهم بما قد أضلت

    ما أجابه به وهب الليثي ‏:‏

    فأجابه وهب رجل من بني ليث فقال ‏:‏

    دعونا إلى الإسلام والحق عامراً * فما ذنبنا في عامر إذ تولت

    وما ذنبنا في عامر لا أبا لهم * لأن سفهت أحلامهم ثم ضلت

    شعر رجل من بني جذيمة ‏:‏

    وقال رجل من بني جذيمة ‏:‏

    ليهنئ بني كعب مقدم خالد * وأصحابه إذ صبحتنا الكتائب

    فلاترة يسعى بها ابن خويلد * وقد كنت مكفيا لو أنك غائب

    فلا قومنا ينهون عنا غواتهم * ولا الداء من يوم الغميصاء ذاهب

    شعر غلام جذمى هارب أمام خالد ‏:‏

    وقال غلام من بني جذيمة ، وهو يسوق بأمه وأختين له وهو هارب بهن من جيش خالد ‏:‏

    رخين أذيال المروط واربعن * مشي حييات كأن لم يفزعن

    إن تمنع اليوم نساء تمنعن *

    ما ارتجز به غلمة من جذيمة ‏:‏

    وقال غلمة من بني جذيمة ، يقال لهم ‏:‏ بنو مساحق ، يرتجزون حين سمعوا بخالد ، فقال أحدهم ‏:‏

    قد علمت صفراء بيضاء الإطل * يحوزها ذو ثلة وذو إبل

    لأغنين اليوم ما أغنى رجل *

    وقال الآخر ‏:‏

    قد علمت صفراء تلبي العرسا * لا تملأ الحيزوم منها نهسا

    لأضربن اليوم ضربا وعسا * ضرب المجلين مخاضا قعسا

    وقال الآخر ‏:‏

    أقسمت ما إن خادر ذو لبده * شثن البنان في غداة برده

    جهم المحيا ذو سبال ورده * يرزم بين أيكة وجحده

    ضار بتأكال الرجال وحده * بأصدق الغداة مني نجده
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:50 am

    ما كان بين قريش وبني جذيمة في الجاهلية ‏:‏

    وكان الفاكه بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، وعوف بن عبد مناف بن عبدالحارث بن زهرة ، وعفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس قد خرجوا تجاراً إلى اليمن ، ومع عفان ابنه عثمان ، ومع عوف ابنه عبدالرحمن ‏.‏

    فلما أقبلوا حملوا مال رجل من بني جذيمة بن عامر ، كان هلك باليمن ، إلى ورثته ، فادعاه رجل منهم يقال له خالد بن هشام ، ولقيهم بأرض بني جذيمة قبل أن يصلوا إلى أهل الميت ، فأبوا عليه ، فقاتلهم بمن معه من قومه على المال ليأخذوه ، وقاتلوه ، فقتل عوف بن عبد عوف ، والفاكه بن المغيرة ، ونجا عفان أبي العاص وابنه عثمان ، وأصابوا مال الفاكه بن المغيرة ، ومال عوف بن عبد عوف ، فانطلقوا به ‏.‏

    وقتل عبدالرحمن بن عوف خالد بن هشام قاتل أبيه ، فهمت قريش بغزو بني جذيمة ، فقالت بنو جذيمة ‏:‏ ما كان مصاب أصحابكم عن ملأ منا ، إنما عدا عليهم قوم بجهالة ، فأصابوهم ولم نعلم ، فنحن نعقل لكم ما كان قبلنا من دم أو مال ، فقبلت قريش ذلك ، ووضعوا الحرب ‏.‏



    ما قيل من الشعر فيما كان بين خالد وجذيمة ‏:‏

    وقد قال قائل من بني جذيمة ، ويعضهم يقول ‏:‏ امرأة يقال لها سلمى ‏:‏

    ولولا مقال القوم للقوم أسلموا * للاقت سليم يوم ذلك ناطحا

    لما صعهم بسر وأصحاب جحدم * ومرة حتى يتركوا البرك ضابحا

    فكائن ترى يوم الغمصياء من فتى * أصيب ولم يجرح وقد كان جارحا

    ألظت بخطاب الأيامى وطلقت * غداتئذ منهن من كان ناكحا

    قال ابن هشام ‏:‏ قوله ‏:‏ بسر ، وألظت بخطاب ، عن غير ابن إسحاق ‏.‏



    ما قاله عباس بن مرداس في الرد على ما قيل ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فأجابه عباس بن مرداس ، ويقال بل الجحاف بن حكيم السلمي ‏:‏

    دعي عنك تقوال الضلال كفى بنا * لكبش الوغى في اليوم والأمس ناطحا

    فخالد أولى بالتعذر منكم * غداة علا نهجا من الأمر واضحا

    معانا بأمر الله يزجي إليكم * سوانح لا تكبو له وبوارحا

    نعوا مالكا بالسهل لما هبطنه * عوابس في كأبي الغبار كوالحا

    فإن نك أثكلناك سلمى فمالك * تركتم عليه نائحات ونائحا

    ما قاله الجحاف رداً على ما قيل أيضاً ‏:‏

    قال الجحاف بن حكيم السلمي ‏:‏

    شهدن مع النبي مسومات * حنينا وهي دامية الكلام

    وغزوة خالد شهدت وجرت * سنابكهن بالبلد الحرام

    نعرض للطعان إذا التقينا * وجوها لا تعرض للطام

    ولست بخالع عني ثيابي * إذا هز الكماة ولا أرامي

    ولكني يجول المهر تحتي * إلى العلوات بالعضب الحسام



    خبر ابن أبي حدرد مع بني جذيمة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن الزهري ، عن ابن أبي حدرد الأسلمي ، قال ‏:‏ كنت يومئذ في خيل خالد بن الوليد ، فقال لي ‏:‏ فتى من بني جذيمة ، وهو في سني ، وقد جمعت يداه إلى عنقه برمة ، ونسوة مجتمعات غير بعيد منه ، يا فتى ؛ فقلت ‏:‏ ما تشاء ‏؟‏

    قال ‏:‏ هل أنت آخذ بهذه الرمة ، فقائدي إلى هؤلاء النسوة حتى أقضى إليهن حاجة ، ثم تردني بعد ، فتصنعوا بي ما بدا لكم ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ والله ليسير ما طلبت ‏.‏ فأخذت برمته فقدته بها ، حتى وقف عليهن ، فقال ‏:‏ اسمي حبيش على نفد من العيش ‏:‏

    أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم * بحلية أو ألفيتكم بالخوانق

    ألم يك أهلاً أن ينول عاشق * تكلف إدلاج السرى والودائق

    فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا * أثيبي بود قبل إحدى الصفائق

    أثيبي بود قبل أن تشحط النوى * وينأى الأمير بالحبيب المفارق

    فإني لا ضيعت سر أمانة * ولا راق عيني عنك بعدك رائق

    سوى أن ما نال العشيرة شاغل * عن الود إلا أن يكون التوامق

    قال ابن هشام ‏:‏ وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر البيتين الأخيرين منها له ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن الزهري عن ابن أبي حدرد الأسلمي ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ وأنت فحييت سبعاً وعشراً ، وتراً وثمانياً تترى ‏.‏ قال ‏:‏ ثم انصرفت به فضربت عنقه ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني أبو فراس بن أبي سنبلة الأسلمي ، عن أشياخ منهم ، عمن كان حضرها منهم ، قالوا ‏:‏ فقامت إليه حين ضربت عنقه ، فأكبت عليه ، فما زالت حتى ماتت عنده ‏.‏



    شعر رجل من بني جذيمة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال رجل من بني جذيمة ‏:‏

    جزى الله عنا مدلجا حيث أصبحت * جزاءة بؤسى حيث سارت وحلت

    أقاموا على أقضاضنا يقسمونها * وقد نهلت فينا الرماح وعلت

    فوالله لولا دين آل محمد * لقد هربت منهم خيول فشلت

    وما ضرهم أن لا يعينوا كتيبة * كرجل جراد أرسلت فاشمعلت

    فإما ينيبوا أو يثوبوا لأمرهم * فلا نحن نجزيهم بما قد أضلت

    ما أجابه به وهب الليثي ‏:‏

    فأجابه وهب رجل من بني ليث فقال ‏:‏

    دعونا إلى الإسلام والحق عامراً * فما ذنبنا في عامر إذ تولت

    وما ذنبنا في عامر لا أبا لهم * لأن سفهت أحلامهم ثم ضلت

    شعر رجل من بني جذيمة ‏:‏

    وقال رجل من بني جذيمة ‏:‏

    ليهنئ بني كعب مقدم خالد * وأصحابه إذ صبحتنا الكتائب

    فلاترة يسعى بها ابن خويلد * وقد كنت مكفيا لو أنك غائب

    فلا قومنا ينهون عنا غواتهم * ولا الداء من يوم الغميصاء ذاهب

    شعر غلام جذمى هارب أمام خالد ‏:‏

    وقال غلام من بني جذيمة ، وهو يسوق بأمه وأختين له وهو هارب بهن من جيش خالد ‏:‏

    رخين أذيال المروط واربعن * مشي حييات كأن لم يفزعن

    إن تمنع اليوم نساء تمنعن *

    ما ارتجز به غلمة من جذيمة ‏:‏

    وقال غلمة من بني جذيمة ، يقال لهم ‏:‏ بنو مساحق ، يرتجزون حين سمعوا بخالد ، فقال أحدهم ‏:‏

    قد علمت صفراء بيضاء الإطل * يحوزها ذو ثلة وذو إبل

    لأغنين اليوم ما أغنى رجل *

    وقال الآخر ‏:‏

    قد علمت صفراء تلبي العرسا * لا تملأ الحيزوم منها نهسا

    لأضربن اليوم ضربا وعسا * ضرب المجلين مخاضا قعسا

    وقال الآخر ‏:‏

    أقسمت ما إن خادر ذو لبده * شثن البنان في غداة برده

    جهم المحيا ذو سبال ورده * يرزم بين أيكة وجحده

    ضار بتأكال الرجال وحده * بأصدق الغداة مني نجده
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:51 am

    مسير خالد بن الوليد لهدم العزى

    خالد يهدم العزى

    ثم بعث رسول الله صلى اله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى ، وكانت بنخلة ، وكانت بيتا يعظمه هذا الحي من قريش وكنانة ومضر كلها ، وكانت سدنتها وحجابها بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم ، فلما سمع صاحبها السلمي بمسير خالد إليها ، علق عليها سيفه ، وأسند في الجبل الذي هي فيه وهو يقول ‏:‏

    أيا عز شدي لا شوى لها * على خالد ألقى القناع وشمري

    يا عز إن لم تقتلي المرء خالداً * فبوئي بإثم عاجل أو تنصري

    فلما انتهى إليها خالد هدمها ، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ، قال ‏:‏ أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد فتحها خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وكان فتح مكة لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان ‏.‏

    غزوة حنين في سنة ثمان بعد الفتح

    اجتماع هوازن ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ولما سمعت هوازن برسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه من مكة ، جمعها مالك بن عوف النصري ، فاجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلها ، واجتمعت نصر وجشم كلها ، وسعد بن بكر ، وناس من بني هلال ، وهم قليل ، ولم يشهدها من قيس عيلان إلا هؤلاء ، وغاب عنها فلم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب ، ولم يشهدها منهم أحد له اسم ‏.‏

    وفي بني جشم دريد بن الصمة شيخ كبير ، ليس فيه شيء إلا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب ، وكان شيخاً مجرباً ، وفي ثقيف سيدان لهم ، في الأحلاف قارب بن الأسود بن مسعود بن معتب ، وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث بن مالك ، وأخوه أحمر بن الحارث ، وجماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري ‏.‏

    فلما أجمع السير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حط مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم ، فلما نزل بأوطاس اجتمع إليه الناس ، وفيهم دريد بن الصمة في شجار له يقاد به ‏.‏

    ما أشار به دريد بن الصمة ‏:‏

    فلما نزل قال ‏:‏ بأي واد أنتم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ بأوطاس ، قال ‏:‏ نعم مجال الخيل ‏!‏ لا حزن ضرس ، ولا سهل دهس ، ما لي أسمع رغاء البعير ، ونهاق الحمير ، وبكاء الصغير ، ويعار الشاء ‏؟‏

    قالوا ‏:‏ ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم ‏.‏ قال ‏:‏ أين مالك ‏؟‏ قيل ‏:‏ هذا مالك ودعي له ، فقال ‏:‏ يا مالك ، إنك قد أصبحت رئيس قومك ، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام ، ما لي أسمع رغاء البعير ، ونهاق الحمير ، وبكاء الصغير ، ويعار الشاء ‏؟‏

    قال ‏:‏ سقت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم ، قال ‏:‏ ولم ذاك ‏؟‏ قال ‏:‏ أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ، ليقاتل عنهم ، قال ‏:‏ فأنقض به ، ثم قال ‏:‏ راعي ضأن والله ‏!‏ وهل يرد المنهزم شيء ‏؟‏ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه ، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك ‏.‏

    ثم قال ‏:‏ ما فعلت كعب وكلاب ‏؟‏ قالوا ‏:‏ لم يشهدها منهم أحد ، قال ‏:‏ غاب الحد والجد ، ولو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب ولا كلاب ، ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب ، فمن شهدها منكم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ عمرو بن عامر ، وعوف بن عامر، قال ‏:‏ ذانك الجذعان من عامر ، لا ينفعان ولا يضران ؛ يا مالك ، إنك لم تصنع بتقديم البيضة بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئاً ، ارفعهم إلى متمنع بلادهم وعليا قومهم ، ثم الق الصباء على متون الخيل فإن كانت لك لحق بك من وراءك ، وإن كانت عليك ألفاك ذلك وقد أحرزت أهلك ومالك ‏.‏

    قال ‏:‏ والله لا أفعل ذلك ، إنك قد كبرت وكبر عقلك ‏.‏ والله لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري ‏.‏ وكره أن يكون لدريد بن الصمة فيها ذكر أو رأي ؛ فقالوا ‏:‏ أطعناك ؛ فقال دريد بن الصمة ‏:‏ هذا يوم لم أشهده ولم يفتني ‏:‏

    ياليتني فيها جذع * أخب فيها وأضع

    أقود وطفاء الزمع * وكأنها شاة صدع

    قال ابن هشام ‏:‏ أنشدني غير واحد من أهل العلم بالشعر قوله ‏:‏

    يا ليتني فيها جذع *

    الملائكة وعيون مالك بن عوف ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم قال ‏:‏ مالك للناس ‏:‏ إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ، ثم شدوا شدة رجل واحد ‏.‏

    قال ‏:‏ وحدثني أمية بن عبدالله بن عمرو بن عثمان أنه حدث ‏:‏ أن مالك بن عوف بعث عيوناً من رجاله ، فأتوه وقد تفرقت أوصالهم ، فقال ‏:‏ ويلكم ‏!‏ ما شأنكم ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ رأينا رجالاً بيضاً على خيل بلق ، فوالله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى ، فوالله ما رده ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد ‏.‏

    بعث عبدالله بن أبي حدرد عيناً على خزاعة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ولما سمع بهم نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم عبدالله بن أبي حدرد الأسلمي ، وأمره أن يدخل في الناس ، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم ، ثم يأتيه بخبرهم ‏.‏

    فانطلق ابن أبي حدرد ، فدخل فيهم ، فأقام فيهم ، حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمع من مالك وأمر هوازن ما هم عليه ، ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ، فأخبره الخبر فقال عمر ‏:‏ كذب ابن أبي حدرد ، فقال ابن أبي حدرد ‏:‏ إن كذبتني فربما كذبت بالحق يا عمر ، فقد كذبت من هو خير مني ‏.‏

    فقال عمر ‏:‏ يا رسول الله ، ألا تسمع ما يقول ابن أبي حدرد ‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ قد كنت ضالاً ، فهداك الله يا عمر ‏.‏

    استعارة الرسول أدراع صفوان ‏:‏

    فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى هوازن ليلقاهم ، ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعاً له وسلاحاً ، فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك ‏.‏

    فقال ‏:‏ يا أبا أمية ، أعرنا سلاحك هذا نلق فيه عدونا غداً ، فقال صفوان ‏:‏ أغصبا يا محمد ‏؟‏ قال ‏:‏ بل عارية ومضمونة حتى نؤديها إليك ؛ قال ‏:‏ ليس بهذا بأس فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح ، فزعموا أن رسول الله صلى اله عليه وسلم سأله أن يكفيهم حملها ، ففعل ‏.‏

    من أمره عليه السلام على مكة ‏:‏

    قال ‏:‏ ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ألفان من أهل مكة مع عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه ، ففتح الله بهم مكة ، فكانوا اثني عشر ألفاً ، واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس على مكة ، أميراً على من تخلف عنه من الناس ، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه يريد لقاء هوازن ‏.‏

    قصيدة ابن مرداس ‏:‏

    فقال عباس بن مرداس السلمي ‏:‏

    أصابت العام رعلاً غول قومهم * وسط البيوت ولون الغول ألوان

    يا لهف أم كلاب إذ تبيتهم * خيل ابن هوذة لا تنهى وإنسان

    لا تلفظوها وشدوا عقد ذمتكم * أن ابن عمكم سعد ودهمان

    لن ترجعوها وإن كانت مجللة * ما دام في النعم المأخوذ ألبان

    شنعاء جلل من سوآتها حضن * وسال ذو شوغر منها وسلوان

    ليست بأطيب مما يشتوي حذف * إذ قال ‏:‏كل شواء العير جوفان

    وفي هوازن قوم غير أن بهم * داء اليماني فإن لم يغدروا خانوا

    فيهم أخ لو وفوا أو بر عهدهم * ولو نهكناهم بالطعن قد لانوا

    أبلغ هوازن أعلاها وأسفلها * مني رسالة نصح فيه تبيان

    أني أظن رسول الله صابحكم * جيشا له في فضاء الأرض أركان

    فيهم أخوكم سليم غير تارككم * والمسلمون عباد الله غسان

    وفي عضادته اليمنى بنو أسد * والأجربان بنو عبس وذبيان

    تكاد ترجف منه الأرض رهبته * وفي مقدمه أوس وعثمان

    قال ابن إسحاق ‏:‏ أوس وعثمان ‏:‏ قبيلا مزينة ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ من قوله ‏:‏ أبلغ هوازن أعلاها وأسفلها ، إلى آخرها في هذا اليوم ، وما قبل ذلك في غير هذا اليوم ، وهما مفصولتان ، ولكن ابن إسحاق جعلهما واحدة ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:51 am

    قصة ذات أنواط ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني ابن شهاب الزهري ، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي ، عن أبي واقد الليثي ، أن الحارث بن مالك ، قال ‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهلية ، قال ‏:‏ فسرنا معه إلى حنين ، قال ‏:‏ وكانت كفار قريش ومن سواهم من العرب لهم شجرة عظيمة خضراء ، يقال لها ‏:‏ ذات أنواط ، يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ، ويذبحون عندها ، ويعكفون عليها يوماً ‏.‏

    قال ‏:‏ فرأينا ونحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة خضراء عظيمة ، قال ‏:‏ فتنادينا من جنبات الطريق ‏:‏ يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ الله أكبر ، قلتم ، والذي نفس محمد بيده ، كما قال قوم موسى لموسى ‏:‏ ‏(‏ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، قال إنكم قوم تجهلون ‏)‏ ‏.‏ إنها السنن ، لتركبن سنن من كان قبلكم ‏.‏

    ثبات الرسول وبعض الصحابة في لقاء هوازن ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبدالرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبدالله ، قال ‏:‏ لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط ، إنما ننحدر فيه انحداراً ، قال ‏:‏ وفي عماية الصبح ، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي ، فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه ، وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا ، فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد ، وانشمر الناس راجعين ، لا يلوي أحد على أحد ‏.‏

    وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمن ، ثم قال ‏:‏ أين أيها الناس ‏؟‏ هلموا إلي ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبدالله ‏.‏

    قال ‏:‏ فلا شيء ، حملت الإبل بعضها على بعض ، فانطلق الناس ، إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ‏.‏

    من ثبت معه صلى الله عليه وسلم ‏:‏

    وفيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب ، وأبو سفيان بن الحارث ، وابنه ، والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، وأيمن بن عبيد ، قتل يومئذ ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏اسم ابن أبي سفيان بن الحارث جعفر ، واسم أبي سفيان المغيرة ؛ وبعض الناس يعد فيهم قثم بن العباس ، ولا يعد ابن أبي سفيان ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبدالرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبدالله ، قال ‏:‏ ورجل من هوزان على جمل له أحمر ، بيده راية سوداء في رأس رمح له طويل ، أمام هوازن ، وهوازن خلفه ، إذا أدرك طعن برمحه ، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه ‏.‏

    أبو سفيان بن حرب وبعض الناس يشمت بالمسلمين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما انهزم الناس ، ورأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جفاة أهل مكة الهزيمة ، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن ، فقال أبو سفيان بن حرب ‏:‏ لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وإن الأزلام لمعه في كنانته ‏.‏

    وصرخ جبلة بن الحنبل - قال ابن هشام ‏:‏ كلدة بن الحنبل - وهو مع أخيه صفوان بن أمية مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ألا بطل السحر اليوم ‏!‏ فقال له صفوان ‏:‏ اسكت فض الله فاك ، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلى من أن يربني رجل من هوازن ‏.‏

    حسان يهجو كلدة ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وقال حسان بن ثابت يهجو كلدة ‏:‏

    رأيت سواداً من بعيد فراعني * أبو حنبل ينزو على أم حنبل

    كأن الذي ينزو به فوق بطنها * ذراع قلوص من نتاج ابن عزهل

    أنشدنا أبو زيد هذين البيتين ، وذكر لنا أنه هجا بهما صفوان بن أمية ، وكان أخا كلدة لأمه ‏.‏

    شيبة بن طلحة يحاول قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة ، أخو بني عبدالدار ، قلت ‏:‏ اليوم أدرك ثأري من محمد ، وكان أبوه قتل يوم أحد ، اليوم أقتل محمداً ، قال ‏:‏ فأدرت برسول الله لأقتله ، فأقبل شيء حتى تغشى فؤداي ، فلم أطق ذاك ، وعلمت أنه ممنوع مني ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني بعض أهل مكة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين فصل من مكة إلى حنين ، ورأى كثرة من معه من جنود الله ‏:‏ لن نغلب اليوم من قلة ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وزعم بعض الناس أن رجلاً من بني بكر قالها ‏.‏

    النصر للمسلمين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني الزهري ، عن كثير بن العباس ، عن أبيه العباس بن عبدالمطلب ، قال ‏:‏ إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بحكمة بغلته البيضاء قد شجرتها بها ، قال ‏:‏ وكنت امرأ جسيماً شديد الصوت ‏.‏

    قال ‏:‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين رأى ما رأى من الناس ‏:‏ أين أيها الناس ‏؟‏ فلم أر الناس يلوون على شيء ، فقال ‏:‏ يا عباس ، اصرخ يا معشر الأنصار ‏:‏ يا معشر أصحاب السمرة ، قال ‏:‏ فأجابوا ‏:‏ لبيك لبيك ‏!‏ قال ‏:‏ فيذهب الرجل ليثني بعيره ، فلا يقدر على ، ذلك فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ؛ ويأخذ سيفه ترسه ، ويقتحم عن بعيره ، ويخلي سبيله ، فيؤم الصوت ، حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة ، استقبلوا الناس ، فاقتتلوا ، وكانت الدعوى أول ما كانت ‏:‏ يا للأنصار ‏.‏ ثم خلصت أخيراً ‏:‏ يا للخزرج ‏.‏

    وكانوا صبراً عند الحرب ، فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه ‏.‏ فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون ، فقال ‏:‏ الآن حمي الوطيس ‏.‏

    قتل علي صاحب راية هوازن ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبدالرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبدالله ، قال ‏:‏ بينا ذلك الرجل من هوزان صاحب الراية على جمله يصنع ما يصنع ، إذ هوى له علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ورجل من الأنصار يريدانه ، قال ‏:‏ فيأتيه علي بن أبي طالب من خلفه ، فضرب عرقوبي الجمل ، فوقع على عجزه ، ووثب الأنصاري على الرجل ، فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه ، فانجعف عن رحله ، قال ‏:‏ واجتلد الناس ، فوالله مارجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    قال ‏:‏ والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ، وكان ممن صبر يومئذ مع رسول اله صلى الله عليه وسلم ، وكان حسن الإسلام حين أسلم ، وهو أخذ بثفر بغلته ، فقال ‏:‏ من هذا ‏؟‏ قال ‏:‏ أنا ابن أمك يا رسول الله ‏.‏

    أم سليم في المعركة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالله بن أبي بكر ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت فرأى أم سليم بنت ملحان ‏:‏ وكانت مع زوجها أبي طلحة وهي حازمة وسطها ببرد لها ، وإنها لحامل بعبدالله بن أبي طلحة ، ومعها جمل أبي طلحة ، وقد خشيت أن يعزها الجمل ، فأدنت رأسه منها ، فأدخلت يدها في حزامته مع الخطام ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أم سليم ‏؟‏

    قالت ‏:‏ نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك كما تقتل الذين يقاتلونك ، فإنهم لذلك أهل ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أو يكفي الله يا أم سليم ‏؟‏ قال ‏:‏ ومعها خنجر ، فقال لها أبو طلحة ‏:‏ ما هذا الخنجر معك يا أم سليم ‏؟‏ قالت ‏:‏ خنجر أخذته إن دنا مني أحد من المشركين بعجته به قال ‏:‏ يقول أبو طلحة ‏:‏ ألا تسمع يا رسول الله ما تقول أم سليم الرميصاء ‏.‏

    شعر مالك بن عوف يوم حنين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين وجه إلى حنين ، قد ضم بني سليم الضحاك بن سفيان الكلابي ، فكانوا إليه ومعه ، ولما انهزم الناس قال مالك بن عوف يرتجز بفرسه ‏:‏

    أقدم محاج إنه يوم نكر * مثلي على مثلك يحمى ويكر

    إذا أضيع الصف يوما والدبر * ثم احزألت زمر بعد زمر

    كتائب يكل فيهن البصر * قد أطعن الطعنة تقذى بالسبر

    حين يذم المستكين المنجحر * وأطعن النجلاء تعوي وتهر

    لها من الجوف رشاش منهمر * تفهق تارات وحينا تنفجر

    وثعلب العامل فيها منكسر * يا زيد يا بن همهم أين تفر

    قد نفد الضرس وقد طال العمر * قد علم البيض الطويلات الخمر

    أني في أمثالها غير غمر * إذ تخرج الحاصن من تحت الستر

    وقال مالك بن عوف أيضاً ‏:‏

    أقدم محاج إنها الأساوره ولا تغرنك رجل نادره *

    قال ابن هشام ‏:‏ وهذان البيتان لغير مالك بن عوف في غير هذا اليوم ‏.‏

    من قتل قتيلاً فله سلبه ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالله بن أبي بكر ، أنه حدث عن أبي قتادة الأنصاري قال ‏:‏ وحدثني من لا أتهم من أصحابنا عن نافع مولى بني غفار أبي محمد عن أبي قتادة ، قالا ‏:‏ قال أبو قتادة ‏:‏ رأيت يوم حنين رجلين يقتتلان ‏:‏ مسلماً ومشركاً ، قال ‏:‏ وإذا رجل من المشركين يريد أن يعين صاحبه المشرك على المسلم ‏.‏

    قال ‏:‏ فأتيته ، فضربت يده ، فقطعتها ، واعتنقني بيده الأخرى ، فوالله ما أرسلني حتى وجدت ريح الدم - ويروى ‏:‏ ريح الموت ، فيما قال ابن هشام - وكاد يقتلني ، فلولا أن الدم نزفه لقتلني ، فسقط ، فضربته فقتلته ، وأجهضني عنه القتال ، ومر به رجل من أهل مكة فسلبه ‏.‏

    فلما وضعت الحرب أوزارها وفرغنا من القوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ من قتل قتيلاً فله سلبه ، فقلت ‏:‏ يا رسول الله ، والله لقد قتلت قتيلاً ذا سلب ، فأجهضني عنه القتال ، فما أدري من استلبه ‏؟‏ فقال رجل من أهل مكة ‏:‏ صدق يا رسول الله ، وسلب ذلك القتيل عندي ، فأرضه عني من سلبه ،

    فقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه ‏:‏ لا والله ، لا يرضيه منه ، تعمد إلى أسد من أسد الله ، يقاتل عن دين الله ، تقاسمه سلبه ‏!‏ اردد عليه سلب قتيله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ صدق اردد عليه سلبه ‏.‏ فقال أبو قتادة ‏:‏ فأخذته منه ، فبعته ، فاشتريت بثمنه مخرفاً ، فإنه لأول مال اعتقدته ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني من لا أتهم ، عن أبي سلمة ، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال ‏:‏ لقد استلب أبو طلحة يوم حنين وحده عشرين رجلاً ‏.‏

    الملائكة تحضر القتال ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، أنه حدث عن جبير بن مطعم ، قال ‏:‏ رأيت قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون مثل البجاد الأسود ، أقبل من السماء حتى سقط بيننا وبين القوم ، فنظرت ، فإذا نمل أسود مبثوث قد ملأ الوادي ، لم أشك أنها الملائكة ، ثم لم يكن إلا هزيمة القوم ‏.‏

    هزيمة هوازن ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ولما هزم الله المشركين من أهل حنين ، وأمكن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ، قالت امرأة من المسلمين ‏:‏

    قد غلبت خيل الله خيل اللات * والله أحق بالثبات

    قال ابن هشام ‏:‏ أنشدني بعض أهل العلم بالرواية للشعر ‏:‏

    غلبت خيل الله خيل اللات * وخيله أحق بالثبات

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما انهزمت هوازن استحر القتل من ثقيف في بني مالك ، فقتل منهم سبعون رجلاً تحت رايتهم ، فيهم عثمان بن عبدالله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب ، وكانت رايتهم مع ذي الخمار ، فلما قتل أخذها عثمان بن عبدالله ، فقاتل بها حتى قتل ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وأخبرني عامر بن وهب بن الأسود ، قال ‏:‏ لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله ، قال ‏:‏ أبعده الله ‏!‏ فإنه كان يبغض قريشاً ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ‏:‏ أنه قتل مع عثمان بن عبدالله غلام له نصراني أغرل ، قال ‏:‏ فبينا رجل من الأنصار يسلب قتلى ثقيف ، إذ كشف العبد يسلبه ، فوجده أغرل ‏.‏ قال ‏:‏ فصاح بأعلى صوته ‏:‏ يا معشر العرب ‏:‏ يعلم الله أن ثقيفا غرل ‏.‏

    قال المغيرة بن شعبة ‏:‏ فأخذت بيده ، وخشيت أن تذهب عنا في العرب ، فقلت ‏:‏ لا تقل ذاك ، فداك أبي وأمي ، إنما هو غلام لنا نصراني ‏.‏ قال ‏:‏ ثم جعلت أكشف له عن القتلى ، وأقول له ‏:‏ ألا تراهم مختنين كما ترى ‏!‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:52 am

    هروب قارب بن الأسود مع قومه يوم حنين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وكانت راية الأحلاف مع قارب بن الأسود ، فلما انهزم الناس أسند رايته إلى شجرة ، وهرب هو وبنو عمه وقومه من الأحلاف ، فلم يقتل من الأحلاف غير رجلين ‏:‏ رجل من غيرة ، يقال له ‏:‏ وهب ، وآخر من بني كبة ، يقال له ‏:‏ الجلاح ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه قتل الجلاح ‏:‏ قتل اليوم سيد شباب ثقيف ، إلا ما كان من ابن هنيدة ، يعني بابن هنيدة الحارث بن أويس ‏.‏

    شعر عباس بن مرداس في هجاء قارب وقومه ‏:‏

    فقال عباس ابن مرداس السلمي يذكر قارب بن الأسود وفراره من بني أبيه ، وذا الخمار وحبسه قومه للموت ‏:‏

    ألا من مبلغ غيلان عني * وسوف - إخال - يأتيه الخبير

    وعروة إنما أهدى جوابا * وقولاً غير قولكما يسير

    بأن محمداً عبد رسول * لرب لا يضل ولا يجور

    وجدناه نبياً مثل موسى * فكل فتى يخايره مخير

    وبئس الأمر أمر بني قسي * بوج إذ تقسمت الأمور

    أضاعوا أمرهم ولكل قوم * أمير والدوائر قد تدور

    فجئنا أسد غابات إليهم * جنود الله ضاحية تسير

    يؤم الجمع جمع بني قسي * على حنق نكاد له نطير

    وأقسم لو هم مكثوا لسرنا * إليهم بالجنود ولم يغوروا

    فكنا أسد لية ثم حتى * أبحناها وأسلمت النصور

    ويوم كان قبل لدى حنين * فأقلع والدماء به تمور

    من الأيام لم تسمع كيوم * ولم يسمع به قوم ذكور

    قتلنا في الغبار بني حطيط * على راياتها والخيل زور

    ولم يك ذو الخمار رئيس قوم * لهم عقل يعاقب أو مكير

    أقام بهم على سنن المنايا * وقد بانت لمبصرها الأمور

    فأفلتمن نجا منهم جريضاً * وقتل منهم بشر كثير

    ولا يغني الأمور أخو التواني * ولا الغلق الصريرة الحصور

    أحانهم وحان وملكوه * أمورهم وأفلتت الصقور

    بنو عوف تميح بهم جياد * أهين لها الفصافص والشعير

    فلولا قارب وبنو أبيه * تقسمت المزارع والقصور

    ولكن الرياسة عمموها * على يمن أشار به المشير

    أطاعوا قاربا ولهم جدود * وأحلام إلى عز تصير

    فإن يهدوا إلى الإسلام يلفوا * أنوف الناس ما سمر السمير

    وإن لم يسلموا فهم أذان * بحرب الله ليس لهم نصير

    كما حكت بني سعد وحرب * برهط بني غزية عنقفير

    كأن بني معاوية بن بكر * إلى الإسلام ضائنة تخور

    فقلنا أسلموا إنا أخوكم * وقد برأت من الإحن الصدور

    كأن القوم إذ جاءوا إلينا * من البغضاء بعد السلم عور

    قال ابن هشام ‏:‏ غيلان ‏:‏ غيلان بن سلمة الثقفي ، وعروة ‏:‏ عروة بن مسعود الثقفي ‏.‏

    مقتل دريد ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ولما انهزم المشركون ، أتوا الطائف ومعهم مالك بن عوف ، وعسكر بعضهم بأوطاس ، وتوجه بعضهم نحو نخلة ، ولم يكن فيمن توجه نحو نخلة إلا بنو غيرة من ثقيف ، وتبعت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك في نخلة من الناس ، ولم تتبع من سلك الثنايا ‏.‏

    فأدرك ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سمال ابن عوف بن امرؤ القيس ، وكان يقال له ‏:‏ ابن الدغنة وهي أمه ، فغلبت على اسمه ، ويقال ‏:‏ ابن لذعة فيما قال ابن هشام ‏:‏ - دريد بن الصمة ، فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة ، وذلك أنه في شجار له ، فإذا برجل ، فأناح به ، فإذا شيخ كبير ، وإذا هو دريد بن الصمة ولا يعرفه الغلام ‏!‏

    فقال له دريد ‏:‏ ماذا تريد بي ‏؟‏ قال ‏:‏ أقتلك ، قال ‏:‏ ومن أنت ‏؟‏ قال ‏:‏ أنا ربيعة بن رفيع السلمي ، ثم ضربه بسيفه ، فلم يغن شيئاً ، فقال ‏:‏ بئس ما سلحتك أمك ‏!‏ خذ سيفي هذا من مؤخر الرحل ، وكان الرحل في الشجار ، ثم أضرب به ، وارفع عن العظام ، وأخفض عن الدماغ ، فإني كنت كذلك أضرب الرجال ، ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة ، فرب والله يوم قد منعت فيه نساءك ‏.‏

    فزعم بنو سليم أن ربيعة لما ضربه فوقع تكشف ، فإذا عجانه وبطون فخذيه ، مثل القرطاس من ركوب الخيل أعراء ؛ فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله إياه ، فقالت ‏:‏ أما والله لقد أعتق أمهات لك ثلاثاً ‏.‏

    شعر عمرة بنت دريد في مقتل أبيها ‏:‏

    فقالت عمرة بنت دريد في قتل ربيعة دريداً ‏:‏

    لعمرك ما خشيت على دريد * ببطن سميرة جيش العناق

    جزى عنه الإله بني سليم * وعقتهم بما فعلوا عقاق

    وأسقانا إذا قدنا إليهم * دماء خيارهم عند التلاقي

    فرب عظيمة دافعت عنهم * وقد بلغت نفوسهم التراقي

    ورب كريمة أعتقت منهم * وأخرى قد فككت من الوثاق

    ورب منوه بك من سليم * أجبت وقد دعاك بلا رماق

    فكان جزاؤنا منهم عقوقا * وهما ماع منه مخ ساقي

    عفت آثار خيلك بعد أين * بذي بقر إلى فيف النهاق

    وقالت عمرة بنت دريد أيضاً ‏:‏

    قالوا قتلنا دريدا قلت قد صدقوا * فظل دمعي على السربال ينحدر

    لولا الذي قهر الأقوام كلهم * رأت سليم وكعب كيف تأتمر

    إذن لصبحهم غباً وظاهرة * حيث استقرت نواهم جحفل ذفر

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال اسم الذي قتل دريداً ‏:‏ عبدالله بن قنيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة ‏.‏

    استشهاد أبي عامر الأشعري ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثار من توجه قبل أوطاس أبا عامر الأشعري ، فأدرك من الناس بعض من انهزم ، فناوشوه القتال ، فرمي أبو عامر بسهم فقتل ؛ فأخذ الراية أبو موسى الأشعري ، وهو ابن عمه ، فقاتلهم ، ففتح الله على يديه وهزمهم ، فيزعمون أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر الأشعري بسهم ، فأصاب ركبته ، فقتله ، فقال ‏:‏

    إن تسألوا عني فإني سلمه * ابن سمادير لمن توسمه

    أضرب بالسيف رءوس المسلمه *

    دعاء الرسول لبني رئاب ‏:‏

    وسمادير ‏:‏ أمه ‏.‏

    واستحر القتل من بني نصر في بني رئاب ، فزعموا أن عبدالله بن قيس - وهو الذي يقال له ابن العوراء ، وهو أحد بني وهب بن رئاب - قال ‏:‏ يا رسول الله ، هلكت بنو رئاب ‏.‏

    فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ اللهم اجبر مصيبتهم ‏.‏

    شعر لمالك بن عوف يوم حنين ‏:‏

    وخرج مالك بن عوف عند الهزيمة ، فوقف في فوارس من قومه ، على ثنية من الطريق ، وقال لأصحابه ‏:‏ قفوا حتى تمضي ضعفاؤكم ، وتلحق أخراكم ‏.‏ فوقف هناك حتى مضى من كان لحق بهم من مهزمة الناس ؛ فقال مالك بن عوف في ذلك ‏:‏

    ولولا كرتان على محاج * لضاق على العضاريط الطريق

    ولولا كر دهمان بن نصر * لدى النخلات مندفع الشديق

    لآبت جعفر وبنو هلال * خزايا محقبين على شقوق

    قال ابن هشام ‏:‏ هذه الأبيات لمالك بن عوف في غير هذا اليوم ‏.‏ ومما يدلك على ذلك قول دريد بن الصمة في صدر هذا الحديث ‏:‏ ما فعلت كعب وكلاب ‏؟‏ فقالوا له ‏:‏ لم يشهدها منهم أحد ‏.‏ وجعفر بن كلاب ‏.‏ وقال مالك بن عوف في هذه الأبيات ‏:‏ لآبت جعفر وبنو هلال ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:52 am

    لقاء الزبير بعض المنهزمين ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وبلغني أن خيلا طلعت ومالك وأصحابه على الثنية ، فقال لأصحابه ‏:‏ ماذا ترون ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ نرى قوماً واضعي رماحهم بين آذان خيلهم ، طويلة بوادهم ؛ فقال ‏:‏ هؤلاء بنو سليم ، ولا بأس عليكم منهم ؛ فلما أقبلوا سلكوا بطن الوادي ‏.‏

    ثم طلعت خيل أخرى تتبعها ؛ فقال لأصحابه ‏:‏ ماذا ترون ‏؟‏ قالوا ‏:‏ نرى قوماً عارضي رماحهم أغفالاً على خيلهم ؛ فقال ‏:‏ هؤلاء الأوس والخزرج ، ولا بأس عليكم منهم ‏.‏

    فلما انتهوا إلى الثنية سلكوا طريق بني سليم ‏.‏ ثم طلع فارس ؛ فقال لأصحابه ‏:‏ ماذا ترون ‏؟‏ قالوا ‏:‏ نرى فارساً طويل الباد ، واضعاً رمحه على عاتقه ، عاصباً رأسه بملاءة حمراء فقال ‏:‏ هذا الزبير بن العوام واحلف باللات ليخالطنكم ، فاثبتوا له ‏.‏ فلما انتهى الزبير إلى أصل الثنية أبصر القوم ، فصمد لهم ، فلم يزل يطاعنهم حتى أزاحهم عنها ‏.‏

    شعر سلمة بن دريد في فراره يوم حنين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال سلمة بن دريد وهو يسوق بامرأته حتى أعجزهم ‏:‏

    نسيتني ما كنت غير مصابة * ولقد عرفت غداة نعف الأظرب

    أني منعتك والركوب محبب * ومشيت خلفك مثل مشي الأنكب

    إذ فر كل مهذب ذي لمة * عن أمه وخليله لم يعقب

    من حديث أبي عامر الأشعري ومقتله يوم حنين ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وحدثني من أثق به من أهل العلم بالشعر ، وحديثه ‏:‏ أن أبا عامر الأشعري لقي يوم أوطاس عشرة أخوة من المشركين ، فحمل عليه أحدهم ، فحمل عليه أبو عامر وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول ‏:‏ اللهم اشهد عليه ، فقتله أبو عامر ؛ ثم حمل عليه آخر ، فحمل عليه أبو عامر ، وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول ‏:‏ اللهم اشهد عليه ، فقتله أبو عامر ‏:‏ ثم جعلوا يحملون عليه رجلاً رجلاً ، ويحمل أبو عامر وهو يقول ذلك ، حتى قتل تسعة ، وبقي العاشر ، فحمل على أبي عامر ، وحمل عليه أبو عامر ، وهو يدعوه إلى الإسلام ويقول ‏:‏ اللهم اشهد عليه ؛ فقال الرجل ‏:‏ اللهم لا تشهد علي ، فكف عنه أبو عامر فأفلت ؛ ثم أسلم بعد فحسن إسلامه ‏.‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآه قال ‏:‏ هذا شريد أبي عامر ‏.‏

    ورمى أبا عامر أخوان ‏:‏ العلاء وأوفى ابنا الحارث ، من بني جشم بن معاوية ، فأصاب أحدهما قلبه ، والآخر ركبته ، فقتلاه ‏.‏ وولي الناس أبو موسى الأشعري فحمل عليهما فقتلهما ؛ فقال رجل من بني جشم بن معاوية يرثيهما ‏:‏

    إن الرزية قتل العلاء * وأوفى جميعا ولم يسندا

    هما القاتلان أبا عامر * وقد كان ذا هبة أربدا

    هما تركاه لدى معرك * كأن على عطفه مجسدا

    فلم تر في الناس مثليهما * أقل عثارا وأرمى يدا

    نهيه عليه السلام عن قتل الضعفاء ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني بعض أصحابنا ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر يومئذ بامرأة وقد قتلها خالد بن الوليد ، والناس متقصفون عليها فقال ‏:‏ ما هذا ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ امرأة قتلها خالد بن الوليد ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض من معه ‏:‏ أدرك خالداً ، فقل له ‏:‏ إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليداً أو امرأة أو عسيفاً ‏.‏

    الشيماء أخت الرسول ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني بعض بني سعد بن بكر ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ ‏:‏ إن قدرتم على بجاد ، رجل من بني سعد بن بكر ، فلا يفلتنكم ، وكان قد أحدث حدثاً ، فلما ظفر به المسلمون ساقوه وأهله ، وساقوا معه الشيماء ، بنت الحارث بن عبدالعزى أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ، فعنفوا عليها في السياق ؛ فقالت للمسلمين ‏:‏ تعلموا والله أني لأخت صاحبكم من الرضاعة ؛ فلم يصدقوها حتى أتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    إكرامه عليه السلام أخته الشيماء ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني يزيد بن عبيد السعدي ، قال ‏:‏ فلما انتهى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت ‏:‏ يا رسول الله ، إني أختك من الرضاعة ؛ قال ‏:‏ وما علامة ذلك ‏؟‏

    قالت ‏:‏ عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك ؛ قال ‏:‏ فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة ، فبسط لها رداءه ، فأجلسها عليه ، وخيرها ، وقال ‏:‏ إن أحببت فعندي محبة مكرمة ، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك فعلت ؛ فقالت ‏:‏ بل تمتعني وتردني إلى قومي ‏.‏

    فمتعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وردها إلى قومها ‏.‏ فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاما له يقال له مكحول ، وجارية ، فزوجت أحدهما الأخرى ، فلم يزل فيهم من نسلهما بقية ‏.‏

    ما أنزل الله في حنين ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وأنزل الله عز وجل في يوم حنين ‏:‏ ‏(‏ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ‏)‏ إلى قوله ‏:‏ ‏(‏ وذلك جزاء الكافرين ‏)‏ ‏.‏

    شهداء حنين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وهذه تسمية من استشهد يوم حنين من المسلمين ‏:‏

    من قريش ‏:‏ ثم من بني هاشم ‏:‏ أيمن بن عبيد ‏.‏

    ومن بني أسد بني عبدالعزى ‏:‏ يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ، جمح به فرس له يقال له الجناح ، فقتل ‏.‏

    ومن الأنصار ‏:‏ سراقة بن الحارث بن عدي ، من بني العجلان ‏.‏

    ومن الأشعريين ‏:‏ أبو عامر الأشعري ‏.‏

    سبايا حنين وأموالها ‏:‏

    ثم جمعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا حنين وأموالها ، وكان على المغانم مسعود بن عمرو الغفاري ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسبايا والأموال إلى الجعرانة ، فحبست بها ‏.‏

    شعر بجير يوم حنين ‏:‏

    وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم حنين ‏:‏

    لولا الإله وعبده وليتم * حين استخف الرعب كل جبان

    بالجزع يوم حبا لنا أقراننا * وسوابح يكبون للأذقان

    من بين ساع ثوبه في كفه * ومقطر بسنابك ولبان

    والله أكرمنا وأظهر ديننا * و أعزنا بعبادة الرحمن

    والله أهلكهم وفرق جمعهم * و أذلهم بعبادة الشيطان

    قال ابن هشام ‏:‏ ويروى فيها بعض الرواة ‏:‏

    إذ قام عم نبيكم ووليه * يدعون يا لكتيبة الإيمان

    أين الذين هم أجابوا ربهم * يوم العريض وبيعة الرضوان

    شعر لعباس بن مرداس يوم حنين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال عباس بن مرداس في يوم حنين ‏:‏

    إني والسوابح يوم جمع * وما يتلو الرسول من الكتاب

    لقد أحببت ما لقيت ثقيف * بجنب الشعب أمس من العذاب

    هم رأس العدو من أهل نجد * فقتلهم ألذ من الشراب

    هزمنا الجمع جمع بني قسي * وحكت بركها ببني رئاب

    وصرما من هلال غادرتهم * بأوطاس تعفر بالتراب

    ولو لاقين جمع بني كلاب * لقام نساؤهم والنقع كابي

    ركضنا الخيل فيهم بين بس * إلى الأورال تنحط بالنهاب

    بذى لجب رسول الله فيهم * كتيبته تعرض للضراب

    قال ابن هشام ‏:‏ قوله ‏:‏ تعفر بالتراب ‏:‏ عن غير ابن إسحاق ‏.‏

    عطية بن عفيف النصري يرد على شعر عباس بن مرداس ‏:‏

    فأجابه عطية بن عفيف النصري ، فيما حدثنا ابن هشام ، فقال ‏:‏

    أفاخرة رفاعة في حنين * وعباس ابن راضعة اللجاب

    فإنك والفجار كذات مرط * لربتها وترفل في الإهاب

    قال ابن إسحاق ‏:‏ قال عطية بن عفيف هذين البيتين لما أكثر عباس على هوازن في يوم حنين ‏.‏ ورفاعة من جهينة ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:53 am

    شعر آخر لابن مرداس في يوم حنين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال عباس بن مرداس أيضاً ‏:‏

    يا خاتم النباء إنك مرسل * بالحق كل هدى السبيل هداكا

    إن الإله بنى عليك محبة * في خلقه ومحمداً سماكا

    ثم الذين وفوا بما عاهدتهم * جند بعثت عليهم الضحاكا

    رجلاً به ذرب السلاح كأنه * لما تكنفه العدو يراكا

    يغشى ذوي النسب القريب وإنما * يبغى رضا الرحمن ثم رضاكا

    أنبيك أني قد رأيت مكرة * تحت العجاجة يدمغ الإشراكا

    طوراً يعانق باليدين وتارة * يفرى الجماجم صارما بتاكا

    يغشى به هام الكماة ولو ترى * منه الذي عاينت كان شفاكا

    وبنو سليم معنقون أمامه * ضربا وطعنا في العدو دراكا

    يمشون تحت لوائه وكأنهم * أسد العرين أردن ثم عراكا

    ما يرتجون من القريب قرابة * إلا لطاعة ربهم وهواكا

    هذي مشاهدنا التي كانت لنا * معروفة وولينا مولاكا

    وقال عباس بن مرداس أيضاً ‏:‏

    إما ترى يا أم فروة خيلنا * منها معطلة تقاد وظلع

    أوهى مقارعة الأعادي دمها * فيها نوافذ من جراح تنبع

    فلرب قائلة كفاها وقعنا * أزم الحروب فسربها لا يفزع

    لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا * سببا بحبل محمد لا يقطع

    وفد أبو قطن حزابة منهم * وأبو الغيوث وواسع والمقنع

    والقائد المائة التي وفى بها * تسع المئين فتم ألف أقرع

    جمعت بنو عوف ورهط مخاشن * ستا وأحلب من خفاف أربع

    فهناك إذ نصر النبي بألفنا * عقد النبي لنا لواء يلمع

    فزنا برايته وأورث عقده * مجد الحياة وسودداً لا ينزع

    وغداة نحن مع النبي جناحه * ببطاح مكة والقنا يتهزع

    كانت إجابتنا لداعى ربنا * بالحق منا حاسر ومقنع

    في كل سابغة تخير سردها * داود إذ نسج الحديد وتبع

    ولنا على بئري حنين موكب * دمغ النفاق وهضبة ما تقلع

    نصر النبي بنا وكنا معشرا * في كل نائبة نضر وننفع

    ذدنا غداتئذ هوازن بالقنا * والخيل يغمرها عجاج يسطع

    إذ خاف حدهم النبي وأسندوا * جمعا تكاد الشمس منه تخشع

    تدعى بنو جشم وتدعى وسطه * أفناء نصر والأسنة شرع

    حتى إذا قال الرسول محمد * أبني سليم قد وفيتم فارفعوا

    رحنا ولولا نحن أجحف بأسهم * بالمؤمنين وأحرزوا ما جمعوا

    وقال عباس بن مرداس أيضاً في يوم حنين ‏:‏

    عفا مجدل من أهله فمتالع * فمطلا أريك قد خلا فالمصانع

    ديار لنا يا جمل إذ جل عيشنا * رخي وصرف الدار للحي جامع

    حبيبة ألوت بها غربة النوى * لبين فهل ماض من العيش راجع

    فإن تبتغي الكفار غير ملومة * فإني وزير للنبي وتابع

    دعاني إليهم خير وفد علمتهم * خزيمة والمرار منهم وواسع

    فجئنا بألف من سليم عليهم * لبوس لهم من نسج داود رائع

    نبايعه بالأخشبين وإنما * يد الله بين الأخشبين نبايع

    فجسنا مع المهدي مكة عنوة * بأسيافنا والنقع كاب وساطع

    عدنية والخيل يغشى متونها * حميم وآن من دم الجوف ناقع

    ويوم حنين حين سارت هوازن * إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع

    صبرنا مع الضحاك لا يستفزنا * قراع الأعادي منهم والوقائع

    أمام رسول الله يخفق فوقنا * لواء كخذروف السحابة لا معض

    عشية ضحاك بن سفيان معتص * بسيف رسول الله والموت كانع

    نذود أخانا عن أخينا ولو نرى * مصالاً لكنا الأقربين نتابع

    ولكن دين الله دين محمد * رضينا به فيه الهدى والشرائع

    أقام به بعد الضلالة أمرنا * وليس لأمر حمه الله دافع

    وقال عباس بن مرداس أيضاً في يوم حنين ‏:‏

    تقطع باقي وصل أم مؤمل * بعاقبة واستبدلت نية خلفا

    وقد حلفت بالله لا تقطع القوى * فما صدقت فيه ولا برت الحلفا

    خفافية بطن العقيق مصيفها * وتحتل في البادين وجرة فالعرفا

    فإن تتبع الكفار أم مؤمل * فقد زودت قلبي على نأيها شغفا

    وسوف ينبيها الخبير بأننا * أبينا ولم نطلب سوى ربنا حلفا

    وأنا مع الهادي النبي محمد * وفينا ولم يستوفها معشر ألفا

    بفتيان صدق من سليم أعزة * أطاعوا فما يعصون من أمره حرفا

    خفاف وذكوان وعوف تخالهم * مصاعب زافت في طروقتها كلفا

    كأن النسيج الشهب والبيض ملبس * أسوداً تلاقت في مراصدها غضفا

    بنا عز دين الله غير تنحل * وزدنا على الحي الذي معه ضعفا

    بمكة إذ جئنا كأن لواءنا * عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا

    على شخص الأبصار تحسب بينها * إذا هي جالت في مراودها عزفا

    غداة وطئنا المشركين ولم نجد * لأمر رسول الله عدلا ولا صرفا

    بمعترك لا يسمع القوم وسطه * لنا زجمة إلا التذامر والنقفا

    ببيض تطير الهام عن مستقرها * ونقطف أعناق الكماة بها قطفا

    فكائن تركنا من قتيل ملحب * وأرملة تدعو على بعلها لهفا

    رضا الله ننوي لا رضا الناس نبتغي * ولله ما يبدو جميعا وما يخفى

    وقال عباس بن مرداس أيضاً ‏:‏

    ما بال عينك فيها عائر سهر * مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر

    عين تأوبها من شجوها أرق * فالماء يغمرها طوراً وينحدر

    كأنه نظم در عند ناظمة * تقطع السلك منه فهو مئتثر

    يا بعد منزل من ترجو مودته * ومن أتى دونه الصمان فالحفر

    دع ما تقدم من عهد الشباب فقد * ولى الشباب وزار الشيب والزعر

    واذكر بلاء سليم في مواطنها * وفي سليم لأهل الفخر مفتخر

    قوم هم نصروا الرحمن واتبعوا * دين الرسول وأمر الناس مشتجر

    لا يغرسون فسيل النخل وسطهم * لا تخاور في مشتاهم البقر

    إلا سوابح كالعقبان مقربة * في دارة حولها الأخطار والعكر

    تدعى خفاف وعوف في جوانبها * وحي ذكوان لا ميل ولا ضجر

    الضاربون جنود الشرك ضاحية * ببطن مكة والأرواح تبتدر

    حتى دفعنا وقتلاهم كأنهم * نخل بظاهرة البطحاء منقعر

    ونحن يوم حنين كان مشهدنا * للدين عزا وعند الله مدخر

    إذ نركب الموت مخضرا بطائنه * والخيل ينجاب عنها ساطع كدر

    تحت اللواء مع الضحاك يقدمنا * كما مشى الليث في غاباته الخدر

    في مأزق من مجر الحرب كلكلها * تكاد تأفل منه الشمس والقمر

    وقد صبرنا بأوطاس أسنتنا * لله ننصر من شئنا وننتصر

    حتى تأوب أقوام منازلهم * لولا المليك ولولا نحن ما صدروا

    فما ترى معشراً قلوا ولا كثروا * إلا قد أصبح منا فيهم أثر

    وقال عباس بن مرداس أيضاً ‏:‏

    يا أيها الرجل الذي تهوي به * وجناء مجمرة المناسم عرمس

    إما أتيت على النبي فقل له * حقاً عليك إذا اطمأن المجلس

    يا خير من ركب المطي ومشى * فوق التراب إذا تعد الأنفس

    إنا وفينا بالذي عاهدتنا * والخيل تقدع بالكماة وتضرس

    إذ سال من أفناء بهثة كلها * جمع تظل به المخارم ترجس

    حتى صبحنا أهل مكة فيلقا * شهباء يقدمها الهمام الأشوس

    من كل أغلب من سليم فوقه * بيضاء محكمة الدخال وقونس

    يروي القناة إذا تجاسر في الوغى * وتخاله أسداً إذا ما يعبس

    يغشى الكتيبة معلما وبكفه * عضب يقد به ولدن مدعس

    وعلى حنين قد وفى من جمعنا * ألف أمد به الرسول عرندس

    كانوا أمام المؤمنين دريئة * والشمس يومئذ عليهم أشمس

    نمضي ويحرسنا الإله بحفظه * والله ليس بضائع من يحرس

    ولقد حبسنا بالمناقب محبسا * رضي الإله به فنعم المحبس

    وغداة أوطاس شددنا شدة * كفت العدو وقيل منها ‏:‏ يا احبسوا

    تدعو هوازن بالأخاوة بيننا * ثدي تمد به هوازن أيبس

    حتى تركنا جمعهم وكأنه * عير تعاقبه السباع مفرس

    قال ابن هشام ‏:‏ أنشدني خلف الأحمر قوله ‏:‏ وقيل منها يا احبسوا ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال عباس بن مرداس أيضاً ‏:‏

    نصرنا رسول الله من غضب له * بألف كمي لا تعد حواسره

    جملنا له في عامل الرمح راية * يذود بها في حومة الموت ناصره

    ونحن خضبناها دما فهو لونها * غداة حنين يوم صفوان شاجره

    وكنا على الإسلام ميمنة له * وكان لنا عقد اللواء وشاهره

    وكنا له دون الجنود بطانة * يشاورنا في أمره ونشاوره

    دعانا فسمانا الشعار مقدما * وكنا له عونا على من يناكره

    جزى الله خيرا من نبي محمداً * وأيده بالنصر والله ناصره

    قال ابن هشام ‏:‏ أنشدني من قوله ‏:‏ وكنا على الإسلام ‏.‏ إلى آخرها ، بعض أهل العلم بالشعر ، ولم يعرف البيت الذي أوله ‏:‏ حملنا له في عامل الرمح راية ، وأنشدني بعد قوله ‏:‏ وكان لنا عقد اللواء وشاهره ، ونحن خضبناه دما فهو لونه ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال عباس بن مرداس أيضاً ‏:‏

    من مبلغ الأقوام أن محمدا * رسول الإله راشد حيث يمما

    دعا ربه واستنصر الله وحده * فأصبح قد وفى إليه وأنعما

    سرينا وواعدنا قديداً محمداً * يؤم بنا أمراً من الله محكما

    تماروا بنا في الفجر حتى تبينوا * مع الفجر فتيانا وغابا مقوما

    على الخيل مشدودا علينا دروعنا * ورجلا كدفاع الأتي عرمرما

    فإن سراة الحي إن كنت سائلا * سليم وفيهم منهم من تسلما

    وجند من الأنصار لا يخذلونه * أطاعوا فما يعصونه ما تكلما

    فإن تك قد أمرت في القوم خالدا * وقدمته فإنه قد تقدما

    بجند هداه الله أنت أميره * تصيب به في الحق من كان أظلما

    حلفت يمينا برة لمحمد * فأكملتها ألفا من الخيل ملجما

    وقال نبي المؤمنين تقدموا * وحب إلينا أن نكون المقدما

    وبتنا بنهي المستدير ولم يكن * بنا الخوف إلا رغبة وتحزما

    أطعناك حتى أسلم الناس كلهم * وحتى صبحنا الجمع أهل يلملما

    يضل الحصان الأبلق الورد وسطه * ولا يطمئن الشيخ حتى يسوما

    سمونا لهم ورد القطا زفة ضحى * وكل تراه عن أخيه قد أحجما

    لدن غدوة حتى تركنا عشية * حنينا وقد سالت دوافعه دما

    إذا شئت من كل رأيت طمرة * وفارسها يهوي ورمحا محطما

    وقد أحرزت منا هوازن سربها * وحب إليها أن نخيب ونحرما
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:53 am

    شعر ضمضم بن الحارث في يوم حنين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال ضمضم بن الحارث بن جشم بن عبد بن حبيب بن مالك بن عوف بن يقظة بن عصية السلمي في يوم حنين ، وكانت ثقيف أصابت كنانة بن الحكم بن خالد بن الشريد ، فقتل به محجنا وابن عم له ، وهما من ثقيف ‏:‏

    نحن جلبنا الخيل من غير مجلب * إلى جرش من أهل زيان والفم

    نقتل أشبال الأسود ونبتغي * طواغي كانت قبلنا لم تهدم

    فإن تفخروا بابن الشريد فإنني * تركت بوج مأتما بعد مأتم

    أباتهما بابن الشريد وغره * جواركم وكان غير مذمم

    تصيب رجالاً من ثقيف رماحنا * وأسيافنا يكلمنهم كل مكلم

    وقال ضمضم بن الحارث أيضاً ‏:‏

    أبلغ لديك ذوي الحلائل آية * لا تأمنن الدهر ذات خمار

    بعد التي قالت لجارة بيتها * قد كنت لو لبث الغزي بدار

    لما رأت رجلا تسفع لونه * وغر المصيفة والعظام عواري

    مشط العظام تراه آخر ليله * متسربلا في درعه لغوار

    إذ لا أزال على رحالة نهدة * جرداء تلحق بالنجاد إزاري

    يوما على أثر النهاب وتارة * كتبت مجاهدة مع الأنصار

    وزهاء كل خميلة أزهقتها * مهلاً تمهله وكل خبار

    كيما أغير ما بها من حاجة * وتود أني لا أؤوب فجار

    شعر أبي خراش يرثي ابن عمه زهير بن العجوة ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ حدثني أبو عبيدة ، قال ‏:‏ أسر زهير بن العجوة الهذلي يوم حنين ، فكتف ، فرآه جميل بن معمر الجمحي ، فقال له ‏:‏ أأنت الماشي لنا بالمغايظ ‏؟‏ فضرب عنقه ؛ فقال أبو خراش الهذلي يرثيه ، وكان ابن عمه ‏:‏

    عجف أضيافي جميل بن معمر * بذي فجر تأوي إليه الأرامل

    طويل نجاد السيف ليس بجيدر * إذا اهتز واسترخت عليه الحمائل

    تكاد يداه تسلمان إزاره * من الجود لما أذلقته الشمائل

    إلى بيته يأوي الضريك إذا شتا * ومستنبح بالي الدريسين عائل

    تروح مقرورا وهبت عشية * لها حدب تحتثه فيوائل

    فما بال أهل الدار لم يتصدعوا * وقد بان منها اللوذعي الحلاحل

    فأقسم لو لاقيته غير موثق * لآبك بالنعف الضباع الجيائل

    وإنك لو واجهته إذ لقيته * فنازلته أو كنت ممن ينازل

    لظل جميل أفحش القوم صرعة * ولكن قرن الظهر للمرء شاغل

    فليس كعهد الدار يا أم ثابت * ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل

    وعاد الفتى كالشيخ ليس بفاعل * سوى الحق شيئا واستراح العواذل

    وأصبح إخوان الصفا كأنما * أهال عليهم جانب الترب هائل

    فلا تحسبي أني نسيت لياليا * بمكة إذا لم نعد عما نحاول

    إذ الناس ناس والبلاد بغرة * وإذ نحن لا تثنى علينا المداخل

    شعر مالك بن عوف يعتذر عن فراره يوم حنين ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال مالك بن عوف وهو يعتذر يومئذ من فراره ‏:‏

    منع الرقاد فما أغمض ساعة * نعم بأجزاع الطريق مخضرم

    سائل هوازن هل أضر عدوها * وأعين غارمها إذا ما يغرم

    وكتيبة لبستها بكتيبة * فئتين منها حاسر وملأم

    ومقدم تعيا النفوس لضيقه * قدمته وشهود قومي أعلم

    فوردته وتركت إخوانا له * يردون غمرته وغمرته الدم

    فإذا انجلت غمراته أورثنني * مجد الحياة ومجد غنم يقسم

    كلفتموني ذنب آل محمد * والله أعلم من أعق وأظلم

    وخذلتموني إذ أقاتل واحداً * وخذلتموني إذ تقاتل خثعم

    وإذا بنيت المجد يهدم بعضكم * لا يستوي بان وآخر يهدم

    وأقب مخماص الشتاء مسارع * في المجد ينمى للعلى متكرم

    أكرهت فيه ألة يزنية * سمحاء يقدمها سنان سلجم

    وتركت حنته ترد وليه * وتقول ليس على فلانة مقدم

    ونصبت نفسي للرماح مدججا * مثل الدرية تستحل وتشرم

    شعر لرجل من هوازن يذكر سلام قومه بعد الهزيمة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال قائل في هوازن أيضاً ، يذكر مسيرهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مالك بن عوف بعد إسلامه ‏:‏

    أذكر مسيرهم للناس إذ جمعوا * ومالك فوقه الرايات تختفق

    ومالك مالك ما فوقه أحد * يوم حنين عليه التاج يأتلق

    حتى لقوا الباس حين الباس يقدمهم * عليهم البيض والأبدان والدرق

    فضاربوا الناس حتى لم يروا أحداً * حول النبي وحتى جنه الغسق

    ثمت أنزل جبريل بنصرهم * من السماء فمهزوم ومعتنق

    منا ولو غير جبريل يقاتلنا * لمنعتنا إذن أسيافنا العتق

    وفاتنا عمر الفاروق إذ هزموا * بطعنة بل منها سرجه العلق

    شعر امرأة من جشم ترثي أخوين لها أصيبا يوم حنين ‏:‏

    وقالت امرأة من بني جشم ترثي أخوين لها أصيبا يوم حنين ‏:‏

    أعيني جودا على مالك * معا والعلاء ولا تجمدا

    هم القاتلان أبا عامر * وقد كان ذا هبة أربدا

    هما تركاه لدى مجسد * ينوء نزيفا وما وسدا



    شعر زيد بن صحار في هجاء قريش ‏:‏

    وقال أبو ثواب زيد بن صحار ، أحد بني سعد بن بكر ‏:‏

    ألا هل أتاك أن غلبت قريش * هوازن والخطوب لها شروط

    وكنا يا قريش إذا غضبنا * يجيء من الغضاب دم عبيط

    وكنا يا قريش إذا غضبنا * كأن أنوفنا فيها سعوط

    فأصبحنا تسوقنا قريش * سياق العير يحدوها النبيط

    فلا أنا إن سئلت الخسف آب * ولا أنا إن ألين لهم نشيط

    سينقل لحمها في كل فج * وتكتب في مسامعها القطوط

    ويروى ‏:‏ الخطوط ، وهذا البيت في رواية أبي سعد ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال ‏:‏ أبو ثواب زياد بن ثواب ‏.‏ وأنشدني خلف الأحمر قوله ‏:‏ يجيء من الغضاب دم عبيط ، وآخرها بيتا عن غير ابن إسحاق ‏.‏



    عبدالله بن وهب يرد على شعر ابن أبي ثواب ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فأجابه عبدالله بن وهب رجل من بني تميم ، ثم من بني أسيد ، فقال ‏:‏

    بشرط الله نضرب من لقينا * كأفضل ما رأيت من الشروط

    وكنا يا هوازن حين نلقى * نبل الهام من علق عبيط

    بجمعكم وجمع بني قسي * نحك البرك كالورق الخبيط

    أصبنا من سراتكم وملنا * بقتل في المباين والخليط

    به الملتاث مفترش يديه * يمج الموت كالبكر النحيط

    فإن تك قيس عيلان غضابا * فلا ينفك يرغمهم سعوطي



    شعر خديج بن العوجاء في يوم حنين ‏:‏

    وقال خديج بن العوجاء النصري ‏:‏

    لما دنونا من حنين ومائه * رأينا سوادا منكر اللون أخصفا

    بملمومة شهباء لو قذفوا بها * شماريخ من عزوى إذن عاد صفصفا

    ولو أن قومي طاوعتني سراتهم * إذن لما لقينا المعارض المتكشفا

    إذن ما لقينا جند آل محمد * ثمانين ألفا واستمدوا بخندفا
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:54 am

    ذكر غزوة الطائف بعد حنين في سنة ثمان

    فلول ثقيف ‏:‏

    ولما قدم فل ثقيف الطائف أغلقوا عليهم أبواب مدينتها ، وصنعوا الصنائع للقتال ‏.‏

    المتخلفون عن حنين والطائف ‏:‏

    و لم يشهد حنينا ولا حصار الطائف عروة بن مسعود ، ولا غيدن بن سلمة ، كانا بجرش يتعلمان صنعة الدبابات والمجانيق والضبور ‏.‏

    شعر كعب بن مالك في غزوة الطائف ‏:‏

    ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف حين فرغ من حنين ؛ فقال كعب بن مالك ، حين أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى الطائف ‏:‏

    قضينا من تهامة كل ريب * وخيبر ثم أجممنا السيوفا

    نخيرها ولو نطقت لقالت * قواطعهن ‏:‏ دوسا أو ثقيفا

    فلست لحاضن إن لم تروها * بساحة داركم منا ألوفا

    وننتزع العروش ببطن وج * وتصبح دوركم منكم خلوفا

    ويأتيكم لنا سرعان خيل * يغادر خلفه جمعا كثيفا

    إذا نزلوا بساحتكم سمعتم * لها مما أناخ بها رجيفا

    بأيديهم قواضب مرهفات * يزرن المصطلين بها الحتوفا

    كأمثال العقائق أخلصتها * قيون الهند لم تضرب كتيفا

    تخال جدية الأبطال فيهم * غداة الزحف جادياً مدوفا

    أجدهم أليس لهم نصيح * من الأقوام كان بنا عريفا

    يخبرهم بأنا قد جمعنا * عناق الخيل والنجب الطروفا

    وأنا قد أتيناهم بزحف * يحيط بسور حصنهم صفوفا

    رئيسهم النبي وكان صلبا * نقي القلب مصطبرا عزوفا

    رشيد الأمر ذو حكم وعلم * وحلم لم يكن نزقا خفيفا

    نطيع نبينا ونطيع رباً * هو الرحمن كان بنا رءوفا

    فإن تلقوا إلينا السلم نقبل * ونجعلكم لنا عضدا وريفا

    وإن تأبوا نجاهدكم ونصبر * ولا يك أمرنا رعشا ضعيفا

    نجالد ما بقينا أو تنيبوا * إلى الإسلام إذعانا مضيفا

    نجاهد لا نبالي من لقينا * أأهلكنا التلاد أم الطريفا

    وكم من معشر ألبوا علينا * صميم الجذم منهم والحليفا

    أتونا لا يرون لهم كفاء * فجدعنا المسامع والأنوفا

    بكل مهند لين صقيل * يسوقهم بها سوقا عنيفا

    لأمر الله والإسلام حتى * يقوم الدين معتدلا حنفيا

    وتنسى اللات والعزى وود * ونسلبها القلائد والشنوفا

    فأمسوا قد أقروا واطمأنوا * ومن لا يمتنع يقبل خشوفا

    كنانة بن عبد ياليل يرد على كعب بن مالك ‏:‏

    فأجابه كنانة ابن عبد ياليل بن عمرو بن عمير ، فقال ‏:‏

    من كان يبغينا يريد قتالنا * فإنا بدار معلم لانريمها

    وجدنا بها الأباء من قبل ما ترى * وكانت لنا أطواؤها وكرومها

    وقد جربتنا قبل عمرو بن عامر * فأخبرها ذو رأيها وحليمها

    وقد علمت إن قالت الحق أننا * إذا ما أبت صعر الخدود نقيمها

    نقومها حتى يلين شريسها * ويعرف للحق المبين ظلومها

    علينا دلاص من تراث محرق * كلون السماء زينتها نجومها

    نرفهها عنا ببيض صوارم * إذا جردت في غمرة لا نشيمها

    شعر شداد بن عارض في المسير إلى الطائف ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال شداد بن عارض الجشمي في مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ‏:‏

    لا تنصروا اللات إن الله مهلكها * وكيف ينصر من هو ليس ينتصر

    إن التي حرقت بالسد فاشتعلت * ولم يقاتل لدى أحجارها هدر

    إن الرسول متى ينزل بلادكم * يظعن وليس بها من أهلها بشر

    الطريق إلى الطائف ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم على نخلة اليمانية ، ثم على قرن ، ثم على المليح ، ثم على بحرة الرغاء من لية ، فابتنى بها مسجداً فصلى فيه ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني عمرو بن شعيب ‏:‏ أنه أقاد يومئذ ببحرة الرغاء ، حين نزلها ، بدم ، وهو أول دم أقيد به في الإسلام ، رجل من بني ليث قتل رجلا من هذيل ، فقتلته به ‏.‏

    وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو بلية ، بحصن مالك بن عوف فهدم ، ثم سلك في طريق يقال لها الضيقة ، فلما توجه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عن اسمها ، فقال ‏:‏ ما اسم هذه الطريق ‏؟‏

    فقيل له ‏:‏ الضيقة ، فقال ‏:‏ بل هي اليسرى ، ثم خرج منها على نخب ، حتى نزل تحت سدرة يقال لها الصادرة ‏:‏ قريباً من مال رجل من ثقيف ، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ إما أن تخرج ، وإما أن نخرب عليك حائطك ؛ فأبى أن يخرج ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخرابه ‏.‏

    ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل قريباً من الطائف ، فضرب به عسكره ، فقتل به ناس من أصحابه بالنبل ، وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف ، وكانت النبل تنالهم ، ولم يقدر المسلمون على أن يدخلوا حائطهم ، أغلقوه دونهم ؛ فلما أصيب أولئك النفر من أصحابه بالنبل وضع عسكره عند مسجده الذي بالطائف اليوم ، فحصرهم بضعاً وعشرين ليلة ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال ‏:‏ سبع عشرة ليلة ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ومعه امرأتان من نسائه ، إحداهما أم سلمة بنت أبي أمية ، فضرب لهما قبتين ، ثم صلى بين القبتين ‏.‏

    ثم أقام ، فلما أسلمت ثقيف بني على مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية بن وهب بن معتب ابن مالك مسجداً ، وكانت في ذلك المسجد سارية ، في ما يزعمون ، لا تطلع الشمس عليها يوماً من الدهر إلا سمع لها نقيض ، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقاتلهم قتالاً شديداً وتراموا بالنبل ‏.‏
    love@egypt
    love@egypt
    اركان حرب
    اركان حرب


    ذكر
    عدد الرسائل : 3141
    العمر : 34
    الموقع : بتنا
    العمل/الترفيه : بخنق في زميلي وبشارك في المنتدي
    المزاج : يعني شويه كده وشويه كده
    السٌّمعَة : 4
    نقاط : 147
    تاريخ التسجيل : 09/05/2008

    السيرة النبوية المجلد الخامس Empty رد: السيرة النبوية المجلد الخامس

    مُساهمة من طرف love@egypt الأربعاء مايو 28, 2008 12:55 am

    أول من رمى بالمنجنيق في الإسلام ‏:‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ورماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنجنيق ‏.‏

    حدثني من أثق به ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من رمى في الإسلام بالمنجنيق ، رمى أهل الطائف ‏.‏

    يوم الشدخة ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ حتى إذا كان يوم الشدخة عند جدار الطائف ، دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت دبابة ، ثم زحفوا إلى جدار الطائف ليخرقوه ، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرمتهم ثقيف بالنبل ، فقتلوا منهم رجالاً ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أعناب ثقيف ، فوقع الناس فيها يقطعون ‏.‏

    أبو سفيان بن حرب والمغيرة يتفاوضان مع ثقيف ‏:‏

    وتقدم أبو سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة إلى الطائف ، فناد يا ثقيفاً ‏:‏ أن أمنونا حتى نكلمكم فأمنوهما ، فدعوا نساء من نساء من قريش وبني كنانة ليخرجن إليهما ، وهما يخافان عليهن السباء ، فأبين ، منهن آمنة بنت أبي سفيان ، كانت عند عروة بن مسعود ، له منها داود بن عروة ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال إن أم داود ميمونة بنت أبي سفيان ، كانت عند أبي مرة بن عروة بن مسعود ، فولدت له داود بن مرة ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ والفراسية بنت سويد بن عمرو بن ثعلبة ، لها عبدالرحمن بن قارب ، والفقيمية أميمة بنت الناسي أمية بن قلع ؛ فلما أبين عليهما ، قال لهما ابن الأسود بن مسعود ‏:‏ يا أبا سفيان ويا مغيرة ، ألا أدلكما على خير مما جئتما له ، إن مال بني الأسود بن مسعود حيث قد علمتما ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الطائف ، نازلا بواد يقال له العقيق ، ليس بالطائف مال أبعد رشاء ، ولا أشد مؤنة ، ولا أبعد عمارة من مال بني الأسود ، وإن محمداً إن قطعه لم يعمر أبداً ، فكلماه فليأخذ لنفسه ، أو ليدعه لله والرحم ، فإن بيننا وبينه من القرابة ما لا يجهل ؛ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تركه لهم ‏.‏

    أبو بكر يفسر رؤيا الرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏

    وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر الصديق ‏:‏ وهو محاصر ثقيفاً ‏:‏ يا أبا بكر ، إني رأيت أني أهديت لي قعبة مملوءة زبداً ، فنقرها ديك ، فهراق ما فيها ‏.‏ فقال أبو بكر ‏:‏ ما أظن أن تدرك منهم يومك هذا ما تريد ‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ وأنا لا أرى ذلك ‏.‏

    ارتحال المسلمين عن الطائف ‏:‏

    ثم إن خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية ، وهي امرأة عثمان ، قالت ‏:‏ يا رسول الله ، أعطني إن فتح الله عليك الطائف حلي بادية بنت غيلان بن مظعون بن سلمة ، أو حلي الفارعة بنت عقيل ، وكانتا من أحلى نساء ثقيف ‏.‏

    فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ‏:‏ وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة ‏؟‏ فخرجت خويلة ، فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله ‏:‏ ما حديث حدثتنيه خويلة ، زعمت أنك قتله ‏؟‏ قال ‏:‏ قد قلته ؛ قال ‏:‏ أو ما أذن لك فيهم يا رسول الله ‏؟‏ قال ‏:‏ لا ‏.‏ قال ‏:‏ أفلا أؤذن بالرحيل ‏؟‏ قال ‏:‏ بلى ‏.‏ قال ‏:‏ فأذن عمر بالرحيل ‏.‏

    عيينة بن حصن وما كان يرغب فيه من نساء ثقيف ‏:‏

    فلما استقام الناس نادى سعيد بن عبيد بن أسيد بن أبي عمرو بن علاج ‏:‏ ألا إن الحي مقيم ‏.‏ قال ‏:‏ يقول عيينة بن حصن ‏:‏ أجل ، والله مجدة كراماً ؛ فقال له رجل من المسلمين ‏:‏ قاتلك الله يا عيينة ، أتمدح المشركين بالامتناع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد جئت تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏!‏

    فقال ‏:‏ إني والله ما جئت لأقاتل ثقيفاً معكم ، ولكني أردت أن يفتح محمد الطائف ، فأصيب من ثقيف جارية أتطئها ، لعلها تلد لي رجلاً فإن ثقيفاً قوم مناكير ‏.‏

    عبيد الطائف ينزلون إلى المسلمين ‏:‏

    ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامته ممن كان محاصراً بالطائف عبيد ، فأسلموا ، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    عتقاء ثقيف ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني من لا أتهم ، عن عبدالله بن مكدم ، عن رجال من ثقيف ، قالوا ‏:‏ لما أسلم أهل الطائف تكلم نفر منهم في أولئك العبيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ لا ، أولئك عتقاء الله ؛ وكان ممن تكلم فيهم الحارث بن كلدة ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ وقد سمى ابن إسحاق من نزل من أولئك العبيد ‏.‏

    شعر للضحاك بن سفيان وسببه ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد كانت ثقيف أصابت أهلا لمروان بن قيس الدوسي ، وكان قد أسلم ، وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثقيف ، فزعمت ثقيف ، وهو الذي تزعم به ثقيف أنها من قيس ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمروان بن قيس ‏:‏ خذ يا مروان بأهلك أول رجل من قيس تلقاه ، فلقي أبي بن مالك القشيري ، فأخذه حتى يؤدوا إليه أهله ، فقام في ذلك الضحاك بن سفيان الكلابي ، فكلم ثقيفاً حتى أرسلوا أهل مروان ، وأطلق لهم أبي بن مالك ، فقال الضحاك بن سفيان في شيء كان بينه وبين أبي بن مالك ‏:‏

    أتنسى بلائي يا أبي بن مالك * غداة الرسول معرض عنك أشوس

    يقودك مروان بن قيس بحبله * ذليلا كما قيد الذلول المخيس

    فعادت عليك من ثقيف عصابة * متى يأتهم مستقبس الشر يقبسوا

    فكانوا هم المولى فعادت حلومهم * عليك وقد كادت بك النفس تيأس

    قال ابن هشام ‏:‏ يقبسوا عن غير ابن إسحاق ‏.‏

    الشهداء يوم الطائف ‏:‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ وهذه تسمية من استشهد من المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف ‏.‏

    من قريش ‏:‏

    من قريش ، ثم من بني أمية بن عبد شمس ‏:‏ سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية ، وعرفطة بن جناب ، حليف لهم ، من الأسد بن الغوث ‏.‏

    قال ابن هشام ‏:‏ ويقال ‏:‏ ابن حباب ‏.‏

    قال ابن إسحاق ‏:‏ ومن بني تيم بن مرة ‏:‏ عبدالله بن أبي بكر الصديق ، رمى بسهم ، فمات منه بالمدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    ومن بنى مخزوم ‏:‏ عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة ، من رمية رميها يومئذ ‏.‏

    ومن بني عدي بن كعب ‏:‏ عبدالله بن عامر بن ربيعة ، حليف لهم ‏.‏

    ومن بني سهم بن عمرو ‏:‏ السائب بن الحارث بن قيس بن عدي ، وأخوه عبدالله بن الحارث ‏.‏

    ومن بني سعد بن ليث ‏:‏ جليحة بن عبدالله ‏.‏

    واستشهد من الأنصار ‏:‏ من بني سلمة ‏:‏ ثابت بن الجذع ‏.‏

    ومن بني مازن بن النجار ‏:‏ الحارث بن سهل بن أبي صعصعة ‏.‏

    ومن بني ساعدة ‏:‏ المنذر بن عبدالله ‏.‏

    ومن الأوس ‏:‏ رقيم بن ثابت بن ثعلبة بن زيد بن لوذان بن معاوية ‏.‏

    فجميع من استشهد بالطائف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر رجلاً ، سبعة من قريش ، وأربعة من الأنصار ، ورجل من بني ليث ‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 3:35 pm