الإرفاق بالأسرى
عندما فتح الإمام علي (عليه السلام) خيبر أخذ فيمن أخذ صفيّة بنت حييّ بن أخطب فدعا بلالا فدفعها إليه، وقال له: يا بلال لا تضعها إلاّ في يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى يرى فيها رأيه.
فأخرجها بلال ومرّ بها في طريقه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على القتلى، فكادت تزهق روحها جزعاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا علم بذلك: أنُزعت منك الرحمة يابلال؟
ثمّ عرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها الإسلام، فأسلمت، فاصطفاها لنفسه ثمّ أعتقها وتزوّجها، فكانت امرأة مؤدّبة[1].
من مكارم رسول الله (صلى الله عليه وآله)
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يهدر دم أحد إلا إذا كان مستحقاً للقتل لعظيم جرمه، وكانوا قلة، كقاتل عمه حمزة، ومع ذلك فإن أكثرهم استأمن لهم بعض معارفهم، فأمنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرجوا من استتارهم، وجاءوا إليه (صلى الله عليه وآله) وأسلموا على يديه، فقبل إسلامهم وعفا عنهم.
وكان أحد هؤلاء: صفوان بن اُميّة، وقد فرّ يومئذ، فاستأمن له عمير بن وهب الجمحي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأمنه، وأعطاه عمامته التي دخل بها مكّة.
فلحقه عمير وهو يريد أن يركب البحر فردّه وقال: ياصفوان، اذكر الله في نفسك أن تهلكها، فهذا أمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد جئتك به.
فقال صفوان، وهو يستبعد ذلك حسب رأيه وحسب الموازين الحاكمة في الجاهلية سابقاً: اُغرب عنّي فلا تكلّمني.
فقال له عمير، وهو يريد أن يطمئنه: أي صفوان اُعلمك أنّ أفضل الناس وأبرّ الناس وخير الناس ابن عمّك، عزّه عزّك، وشرفه شرفك، وملكه ملكك.
فقال صفوان، وهو يبدي ما في قرارة نفسه وما انطوى عليه الجاهليون من الغدر: إنّي أخافه على نفسي.
فقال له عمير: انّه ليس كما تتصوّر، بل هو أحلم من ذلك وأكرم.
فاطمأنّ صفوان لما أراه عمير عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي بعثها إليه علامة لأمانه.
فرجع معه حتّى وقف به على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: هذا يزعم أنّك أمّنتني؟
فقال (صلى الله عليه وآله): صدق.
قال: فاجعلني بالخيار شهرين.
قال (صلى الله عليه وآله): أنت بالخيار أربعة أشهر.
عندما فتح الإمام علي (عليه السلام) خيبر أخذ فيمن أخذ صفيّة بنت حييّ بن أخطب فدعا بلالا فدفعها إليه، وقال له: يا بلال لا تضعها إلاّ في يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى يرى فيها رأيه.
فأخرجها بلال ومرّ بها في طريقه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على القتلى، فكادت تزهق روحها جزعاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا علم بذلك: أنُزعت منك الرحمة يابلال؟
ثمّ عرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها الإسلام، فأسلمت، فاصطفاها لنفسه ثمّ أعتقها وتزوّجها، فكانت امرأة مؤدّبة[1].
من مكارم رسول الله (صلى الله عليه وآله)
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يهدر دم أحد إلا إذا كان مستحقاً للقتل لعظيم جرمه، وكانوا قلة، كقاتل عمه حمزة، ومع ذلك فإن أكثرهم استأمن لهم بعض معارفهم، فأمنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرجوا من استتارهم، وجاءوا إليه (صلى الله عليه وآله) وأسلموا على يديه، فقبل إسلامهم وعفا عنهم.
وكان أحد هؤلاء: صفوان بن اُميّة، وقد فرّ يومئذ، فاستأمن له عمير بن وهب الجمحي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأمنه، وأعطاه عمامته التي دخل بها مكّة.
فلحقه عمير وهو يريد أن يركب البحر فردّه وقال: ياصفوان، اذكر الله في نفسك أن تهلكها، فهذا أمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد جئتك به.
فقال صفوان، وهو يستبعد ذلك حسب رأيه وحسب الموازين الحاكمة في الجاهلية سابقاً: اُغرب عنّي فلا تكلّمني.
فقال له عمير، وهو يريد أن يطمئنه: أي صفوان اُعلمك أنّ أفضل الناس وأبرّ الناس وخير الناس ابن عمّك، عزّه عزّك، وشرفه شرفك، وملكه ملكك.
فقال صفوان، وهو يبدي ما في قرارة نفسه وما انطوى عليه الجاهليون من الغدر: إنّي أخافه على نفسي.
فقال له عمير: انّه ليس كما تتصوّر، بل هو أحلم من ذلك وأكرم.
فاطمأنّ صفوان لما أراه عمير عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي بعثها إليه علامة لأمانه.
فرجع معه حتّى وقف به على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: هذا يزعم أنّك أمّنتني؟
فقال (صلى الله عليه وآله): صدق.
قال: فاجعلني بالخيار شهرين.
قال (صلى الله عليه وآله): أنت بالخيار أربعة أشهر.