لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"، هكذا كان يردد الرئيس المصري الراحل أنور السادات في محاولة لكبح جماح تنظيم الإخوان المسلمين في بلاده بعد أن سمح لهذا التنظيم في العمل ثم تمادى حسب وجهة نظره، ولكن هذا الشعار لقي حربا شعواء من غالب المفكرين الإسلاميين والإسلامويين (الاسلامويين: المرتبطين بتنظيم سياسي يرفع راية الدين، وفي تعريف آخر المستغلون للدين بالإطار السياسي مما يفضي للتطرف) ولأن مفهوم العلاقات بين الدين والسياسة عاد إلى السطح ثانية خاصة في فلسطين مع (الإنتصار الثاني)؟!، (لأصحاب المشروع الإسلامي)؟! كما يقول دعاة حركة "حماس" -للأسف- في غزة، فإن مناقشته تصبح هامة.
في البداية من المناسب التعريج على مفهوم السياسة أولا لنعرف ما إذا كان لها علاقة بالدين أم لا، أم أن هناك خلط في المفاهيم أو غير ذلك. إن السياسة (كما تقول المراجع) فن وعلم قائم بذاته وهو علم التعارضات أو علم تشابك المصالح أو علم وفن التعامل مع الضغوط والقوى أو فن خدمة مصالح وحاجات الناس وتحقيقها، أو هو فن وعلم تحقيق العدالة في إطار الممكن. ومن مختلف هذه التعريفات نرى أن السياسة لأنها علم ولأنها فن بمعنى تدخل الشخصية في البناء والنتيجة تستقي قيمها من الخلفيات الفكرية والثقافية للأشخاص والتي بالضرورة للدين –وأي معتقدات وأعراف وقيم وأفكار- مكان فيها. وأما القائل أن لا علاقة بين الدين كمنارة هدى وحكمة ومنهج حياة وبين السياسة كعلم يستند لقوانين فله ذلك مستندا إلى أن التطور الإنساني يأخذ مقومات تفاعل ذات طابع ديني وغير ديني.
إلا أننا من الممكن أن نقول أنه في هذا العصر أصبح من الصعب أن تختزل المفاهيم لتقولب في شعارات غامضة من كلمة أو كلمتين مثل (السياسة شيء والدين شيء) أو العكس (الدين سياسة) لأن مفهوم العلاقة -نسج أي علاقة هنا -هو في الحقيقة مفهوم إنساني بحت، بمعنى: من هو الذي يحدد شكل هذه العلاقة بين الدين والسياسة كعمل أو علم أو فن؟! بالطبع هو الانسان،الشخص، القائد في موقعه أو الطامع لموقع، وبناء عليه فإن مفهوم التداخل هنا يتيح بجلاء إمكانية التلاعب بالمفهوم لخدمة أغراض هذا أو ذاك الشخص أو الجماعة.
إن التنظيم الديني أو الأيديولوجي أو الجماعة الدينية (رغم الفرق بين الجماعة الدينية والتنظيم السياسي) التي تمد عنقها إلى كرسي السلطة الوثير وما يلحقه من أضواء ومكانة في المجتمع تستخدم ذات أسلحة التنظيمات الأخرى ،إلا أنها تستخدم أيضا كافة أسلحة المقدس لغرض الوصول للنفوذ والسلطة والهيلمان في منافسة غير عادلة مع التنظيمات الأخرى أي تلك التي لا تستخدم النص المقدس في التحريض والتمكين والصراع عامة، خاصة وأن الجماعات الاسلاموية تسقط القداسة على أفكارها الانسانية وشخوصها وبالتالي على أهدافها بل ووسائلها فتصبح السياسة وفق معتقدات هذا التنظيم هي السياسة الشرعية، وهي الوحيدة المحتكرة للصواب والحق على اعتبار أنها مستمدة من الدين ، وهنا يبرز أشخاص يكللون رؤوسهم بغار القداسة ، ويبرز تنظيم لا يقبل النقد لأن في نقده مس مباشر بالعقيدة كما يصورون ويوحون بذلك للجماهير المحافظة والمؤمنة، وذلك ضمن معادلة: التنظيم الديني = تنظيم لا يخطئ = تنظيم مقدس = أشخاص منزهون = أهداف مقدسة = وسائل شرعية، ما يجعل من الإذعان لدى الناس أمرا مفروغا منه.
في البداية من المناسب التعريج على مفهوم السياسة أولا لنعرف ما إذا كان لها علاقة بالدين أم لا، أم أن هناك خلط في المفاهيم أو غير ذلك. إن السياسة (كما تقول المراجع) فن وعلم قائم بذاته وهو علم التعارضات أو علم تشابك المصالح أو علم وفن التعامل مع الضغوط والقوى أو فن خدمة مصالح وحاجات الناس وتحقيقها، أو هو فن وعلم تحقيق العدالة في إطار الممكن. ومن مختلف هذه التعريفات نرى أن السياسة لأنها علم ولأنها فن بمعنى تدخل الشخصية في البناء والنتيجة تستقي قيمها من الخلفيات الفكرية والثقافية للأشخاص والتي بالضرورة للدين –وأي معتقدات وأعراف وقيم وأفكار- مكان فيها. وأما القائل أن لا علاقة بين الدين كمنارة هدى وحكمة ومنهج حياة وبين السياسة كعلم يستند لقوانين فله ذلك مستندا إلى أن التطور الإنساني يأخذ مقومات تفاعل ذات طابع ديني وغير ديني.
إلا أننا من الممكن أن نقول أنه في هذا العصر أصبح من الصعب أن تختزل المفاهيم لتقولب في شعارات غامضة من كلمة أو كلمتين مثل (السياسة شيء والدين شيء) أو العكس (الدين سياسة) لأن مفهوم العلاقة -نسج أي علاقة هنا -هو في الحقيقة مفهوم إنساني بحت، بمعنى: من هو الذي يحدد شكل هذه العلاقة بين الدين والسياسة كعمل أو علم أو فن؟! بالطبع هو الانسان،الشخص، القائد في موقعه أو الطامع لموقع، وبناء عليه فإن مفهوم التداخل هنا يتيح بجلاء إمكانية التلاعب بالمفهوم لخدمة أغراض هذا أو ذاك الشخص أو الجماعة.
إن التنظيم الديني أو الأيديولوجي أو الجماعة الدينية (رغم الفرق بين الجماعة الدينية والتنظيم السياسي) التي تمد عنقها إلى كرسي السلطة الوثير وما يلحقه من أضواء ومكانة في المجتمع تستخدم ذات أسلحة التنظيمات الأخرى ،إلا أنها تستخدم أيضا كافة أسلحة المقدس لغرض الوصول للنفوذ والسلطة والهيلمان في منافسة غير عادلة مع التنظيمات الأخرى أي تلك التي لا تستخدم النص المقدس في التحريض والتمكين والصراع عامة، خاصة وأن الجماعات الاسلاموية تسقط القداسة على أفكارها الانسانية وشخوصها وبالتالي على أهدافها بل ووسائلها فتصبح السياسة وفق معتقدات هذا التنظيم هي السياسة الشرعية، وهي الوحيدة المحتكرة للصواب والحق على اعتبار أنها مستمدة من الدين ، وهنا يبرز أشخاص يكللون رؤوسهم بغار القداسة ، ويبرز تنظيم لا يقبل النقد لأن في نقده مس مباشر بالعقيدة كما يصورون ويوحون بذلك للجماهير المحافظة والمؤمنة، وذلك ضمن معادلة: التنظيم الديني = تنظيم لا يخطئ = تنظيم مقدس = أشخاص منزهون = أهداف مقدسة = وسائل شرعية، ما يجعل من الإذعان لدى الناس أمرا مفروغا منه.