الرئيسية
لا تزال لحرب لبنان 2006 تداعيات خطيرة حتى يومنا هذا بل ستمتد تداعيات هذه الحرب إلى عدة سنوات قادمة , فلقد كانت هزيمة إسرائيل في هذه الحرب وانتكاستها وإجبارها على الخروج من جنوب لبنان وفقدان هيبة الجيش الصهيوني المتغطرس هزيمة نكراء ,
هذه الهزيمة دفعت جنرالات الجيش الصهيوني إلى الإسراع في التفكير السريع ووضع الخطط والتعجيل بتوجيه ضربة عسكرية قوية إلى دول الجوار العربي أو إلى إيران لاستعادة هيبة الجيش الصهيوني واستعادة الثقة في نفسه وإعادة الثقة للشعب الصهيوني في أن جيشهم قادرا على حمايتهم وتوجيه ضربات قوية إلى أعدائهم , وكذلك لاستعادة السيطرة على العقل العربي من خلال الأساطير والخرافات كأسطورة الجيش الذي لا يهزم والجيش الذي لا يقهر وهكذا خرافات .
لا أحد يعرف بالضبط كيف يفكر الصهاينة وإلى أين تتجه آلة الحرب الصهيونية في الفترة القادمة , فهل تكون باتجاه إيران لعرقلة خططها لامتلاك سلاح نووي , وإيقاف هذا التقدم العسكري والعلمي الهائل الذي تنجزه إيران يوما بعد يوم , أم تكون باتجاه حزب الله الذي هزم إسرائيل ومرغ أنفها في التراب وأفقدها هيبة جيشها وقصف العمق الصهيوني لأول مرة في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 , أم تكون هذه الحرب باتجاه سوريا باعتبارها حلقة الوصل بين حزب الله وإيران وبسبب دعمها السياسي لقوى المقاومة الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي , أم تكون باتجاه مصر ومع أن هذا احتمال ضعيف جدا إلا أنه غير مستبعد على العقلية العسكرية الصهيونية التي لا تعرف الحدود ولا الخطوط الحمر.
إن إسرائيل لن تجرؤ على توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في الوقت الحالي وبدون واشنطن لأن إيران تمتلك الكثير من أوراق القوة والضغط كما أن ضرب إيران يعنى أن سوريا وحزب الله سيدخلان في المواجهة بالتأكيد حماية لمصالحهما مع إيران , وبما أن الولايات المتحدة لا تستطيع الدخول في نزاع مسلح جديد الآن , بسبب المستنقع العراقي والأفغاني , فاحتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران هو احتمال ضعيف , ويبقى الاحتمال الأكبر في ضرب سوريا , لأن إسرائيل تدرك جيدا أن إيران لن تدخل أي حرب دفاعا عن سوريا.
لقد أعلنت سوريا قبل عدة أيام أنها تسلمت رسالة من إسرائيل عبر تركيا تتعلق برغبة إسرائيل باستئناف محادثات السلام بين الجانبين , وقالت سوريا إنها مستعدة للسلام مع إسرائيل على أن تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان السورية , والحقيقة أن إسرائيل لا يمكن أن تتنازل عن هضبة الجولان لأن مرتفعات الجولان هي في حد ذاتها ورقة قوة لمن يمتلكها , فإسرائيل تريد من وراء هذه المناورة تحقيق عدة أهداف منها :-
(1) عزل سوريا عن كل من حزب الله وإيران وبالتالي تفقد سوريا الدعم العسكري الذي تحصل عليه من إيران وتفقد كذلك مساندة حزب الله لها حيث لو قامت سوريا بقطع علاقتها مع حزب الله فإنها بذلك تضمن عدم دخول الحزب في حرب قادمة بين إسرائيل وسوريا حيث لا يوجد مبرر قوى يدفعه إلى ذلك وهذا معناه أن تكون سوريا وحدها في الميدان وتكون لقمة سائغة لآلة الحرب الصهيونية .
(2) أن تفقد سوريا علاقتها القوية بالمقاومة بشكل عام وبالتالي تفقد التعاطف الشعبي السوري والعربي لهذا النظام.
(3) أن تقوم سوريا بقطع علاقتها بكل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وتقوم بإبعاد قيادات الحركة عن سوريا وهو ما تريده إسرائيل حيث يعيش هؤلاء القادة بأمان نسبي في دمشق بسبب قوة ودقة جهاز الأمن السوري .
كل هذه الأمور ستعتبر شروطا مسبقة للتفاوض مع سوريا فإذا ما قبلت سوريا بهذه الشروط ونفذتها وتحققت أهداف إسرائيل فسيكون ضرب سوريا من السهل على إسرائيل ويتحقق لإسرائيل من هذه الضربة العسكرية عدة أهداف منها :-
(1) إرسال رسالة إلى إيران مفادها أن إسرائيل لا تزال قوية وقادرة على تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة على دولة بحجم سوريا وهى حليفة لطهران وتؤكد أنها لن تسمح لها بامتلاك سلاح نووي وأن تصبح دولة قوية عسكريا وعلميا .
(2) القضاء على حلقة الوصل بين إيران وحزب الله وبالتالي توقف إدخال الأسلحة والإمدادات العسكرية إلى حزب الله ومحاصرة الحزب من الشرق والجنوب والشمال وتستطيع إسرائيل أيضا السيطرة على الجانب الغربي بالسيطرة على الساحل اللبناني وبالتالي يصبح حزب الله في شرك محكم لا يستطيع الخروج منه .
(3) القضاء على الدعم السياسي السوري لقوى المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس فتصبح هذه القوى محاصرة داخليا في قطاع غزة ويتم عزلها عن العالم الخارجي .
(4) اغتيال قادة المقاومة المقيمين في سوريا في حال عدم خروجهم منها أو اغتيالهم بعد خروجهم من دمشق حيث يستبعد استقبال هؤلاء القادة في دول كبيرة يتمتع جهازها الأمني بالدقة الشديدة , وكذلك اغتيال قادة المقاومة الموجودين في لبنان
(5) استعادة هيبة الجيش الصهيوني المفتقدة واستعادة قوته الرادعة التي أهينت في حرب لبنان وفى قطاع غزة على أيدي قوى المقاومة الفلسطينية.
(6) الضغط على محمود عباس وحركة فتح ومنظمة التحرير للقبول بأي عرض تعرضه عليهم إسرائيل وتنتهي إسرائيل من الصداع الذي يتمثل في المطالبة الدولية بإقامة دولة فلسطينية صورية ومنقوصة السيادة .
إذن تبقى سوريا هي الاحتمال الأكبر الذي قد تتجه إليه آلة الحرب الصهيونية في الفترة القادمة
مجدي داود
هذه الهزيمة دفعت جنرالات الجيش الصهيوني إلى الإسراع في التفكير السريع ووضع الخطط والتعجيل بتوجيه ضربة عسكرية قوية إلى دول الجوار العربي أو إلى إيران لاستعادة هيبة الجيش الصهيوني واستعادة الثقة في نفسه وإعادة الثقة للشعب الصهيوني في أن جيشهم قادرا على حمايتهم وتوجيه ضربات قوية إلى أعدائهم , وكذلك لاستعادة السيطرة على العقل العربي من خلال الأساطير والخرافات كأسطورة الجيش الذي لا يهزم والجيش الذي لا يقهر وهكذا خرافات .
لا أحد يعرف بالضبط كيف يفكر الصهاينة وإلى أين تتجه آلة الحرب الصهيونية في الفترة القادمة , فهل تكون باتجاه إيران لعرقلة خططها لامتلاك سلاح نووي , وإيقاف هذا التقدم العسكري والعلمي الهائل الذي تنجزه إيران يوما بعد يوم , أم تكون باتجاه حزب الله الذي هزم إسرائيل ومرغ أنفها في التراب وأفقدها هيبة جيشها وقصف العمق الصهيوني لأول مرة في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 , أم تكون هذه الحرب باتجاه سوريا باعتبارها حلقة الوصل بين حزب الله وإيران وبسبب دعمها السياسي لقوى المقاومة الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي , أم تكون باتجاه مصر ومع أن هذا احتمال ضعيف جدا إلا أنه غير مستبعد على العقلية العسكرية الصهيونية التي لا تعرف الحدود ولا الخطوط الحمر.
إن إسرائيل لن تجرؤ على توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في الوقت الحالي وبدون واشنطن لأن إيران تمتلك الكثير من أوراق القوة والضغط كما أن ضرب إيران يعنى أن سوريا وحزب الله سيدخلان في المواجهة بالتأكيد حماية لمصالحهما مع إيران , وبما أن الولايات المتحدة لا تستطيع الدخول في نزاع مسلح جديد الآن , بسبب المستنقع العراقي والأفغاني , فاحتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران هو احتمال ضعيف , ويبقى الاحتمال الأكبر في ضرب سوريا , لأن إسرائيل تدرك جيدا أن إيران لن تدخل أي حرب دفاعا عن سوريا.
لقد أعلنت سوريا قبل عدة أيام أنها تسلمت رسالة من إسرائيل عبر تركيا تتعلق برغبة إسرائيل باستئناف محادثات السلام بين الجانبين , وقالت سوريا إنها مستعدة للسلام مع إسرائيل على أن تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان السورية , والحقيقة أن إسرائيل لا يمكن أن تتنازل عن هضبة الجولان لأن مرتفعات الجولان هي في حد ذاتها ورقة قوة لمن يمتلكها , فإسرائيل تريد من وراء هذه المناورة تحقيق عدة أهداف منها :-
(1) عزل سوريا عن كل من حزب الله وإيران وبالتالي تفقد سوريا الدعم العسكري الذي تحصل عليه من إيران وتفقد كذلك مساندة حزب الله لها حيث لو قامت سوريا بقطع علاقتها مع حزب الله فإنها بذلك تضمن عدم دخول الحزب في حرب قادمة بين إسرائيل وسوريا حيث لا يوجد مبرر قوى يدفعه إلى ذلك وهذا معناه أن تكون سوريا وحدها في الميدان وتكون لقمة سائغة لآلة الحرب الصهيونية .
(2) أن تفقد سوريا علاقتها القوية بالمقاومة بشكل عام وبالتالي تفقد التعاطف الشعبي السوري والعربي لهذا النظام.
(3) أن تقوم سوريا بقطع علاقتها بكل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وتقوم بإبعاد قيادات الحركة عن سوريا وهو ما تريده إسرائيل حيث يعيش هؤلاء القادة بأمان نسبي في دمشق بسبب قوة ودقة جهاز الأمن السوري .
كل هذه الأمور ستعتبر شروطا مسبقة للتفاوض مع سوريا فإذا ما قبلت سوريا بهذه الشروط ونفذتها وتحققت أهداف إسرائيل فسيكون ضرب سوريا من السهل على إسرائيل ويتحقق لإسرائيل من هذه الضربة العسكرية عدة أهداف منها :-
(1) إرسال رسالة إلى إيران مفادها أن إسرائيل لا تزال قوية وقادرة على تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة على دولة بحجم سوريا وهى حليفة لطهران وتؤكد أنها لن تسمح لها بامتلاك سلاح نووي وأن تصبح دولة قوية عسكريا وعلميا .
(2) القضاء على حلقة الوصل بين إيران وحزب الله وبالتالي توقف إدخال الأسلحة والإمدادات العسكرية إلى حزب الله ومحاصرة الحزب من الشرق والجنوب والشمال وتستطيع إسرائيل أيضا السيطرة على الجانب الغربي بالسيطرة على الساحل اللبناني وبالتالي يصبح حزب الله في شرك محكم لا يستطيع الخروج منه .
(3) القضاء على الدعم السياسي السوري لقوى المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس فتصبح هذه القوى محاصرة داخليا في قطاع غزة ويتم عزلها عن العالم الخارجي .
(4) اغتيال قادة المقاومة المقيمين في سوريا في حال عدم خروجهم منها أو اغتيالهم بعد خروجهم من دمشق حيث يستبعد استقبال هؤلاء القادة في دول كبيرة يتمتع جهازها الأمني بالدقة الشديدة , وكذلك اغتيال قادة المقاومة الموجودين في لبنان
(5) استعادة هيبة الجيش الصهيوني المفتقدة واستعادة قوته الرادعة التي أهينت في حرب لبنان وفى قطاع غزة على أيدي قوى المقاومة الفلسطينية.
(6) الضغط على محمود عباس وحركة فتح ومنظمة التحرير للقبول بأي عرض تعرضه عليهم إسرائيل وتنتهي إسرائيل من الصداع الذي يتمثل في المطالبة الدولية بإقامة دولة فلسطينية صورية ومنقوصة السيادة .
إذن تبقى سوريا هي الاحتمال الأكبر الذي قد تتجه إليه آلة الحرب الصهيونية في الفترة القادمة
مجدي داود
