الرئيسية
ينظر الكثيرون لحكومة نظيف علي أنها الأسوأ في تاريخ مصر ويستشهدون علي ذلك بأن الكوارث التي شهدتها مصر في عهد نظيف ورجاله لم يسبق لها مثيل
ففي عهده الميمون احترق المصريين في القطارات
وغرقوا في العبارات00000 وماتوا في الطوابير0000 وأكلوا لحم الحمير و000000...
ولكن ما قد يشفع لنظيف هو أنه استطاع أن يصنع الغضب وأن يزرع الثورة في نفوس المصريين بعد أن قتلهم القهر وأذلهم الظلم لسنوات طويلة فلم يشهد عصر من الاعتصامات والاضرابات مثلما شهد عهد نظيف ورجاله
فقبل نظيف لم يكن المصريين يدركون معني الاضراب أو مغزي الاعتصام
أما اليوم فقد أصبحت الاضرابات والاعتصامات والمظاهرات هي السبيل الوحيد أمام المصريين للمطالبة بحقوقهم بعد أن فقدوا الأمل في حكومة نظيف الالكترونية التي يديرها بالريموت كنترول من قريته الذكية التي يذهب إليها هاربا من مشاكل المصريين وهمومهم وهو ما جعل المواطنين يشعرون أنهم بلا حكومة فلجأوا للاضرابات والاعتصامات للحصول علي حقوقهم المشروعة وكان لهذه الاضرابات والاعتصامات العمالية والفئوية في بادئ الأمر والعامة بعد ذلك وقع الصدمة علي الحكومة التي لم تجد بدا سوي الاستجابة لمعظمها في محاولة لتخفيف الضغط عليها وهو ما يشجع الجميع علي اتباع نفس الطريق باعتباره الأسرع للحصول علي الحقوق المسلوبة.ومن خلال هذا الموضوع ساثبت لك صديقى كيف اصبحت الاضرابات والاعتصامات هى السبيل للحصول على حقك فى مصر
ويرجع الفضل في قيادة عمليات الاضرابات في مصر إلي عمال غزل المحلة ففي ديسمبر 2006 أعلن 127 ألف عامل من عمال غزل المحلة الاضراب عن العمل لحين الحصول علي مطالبهم المشروعة المتمثلة في إقالة رئيس مجلس الإدارة وسحب الثقة من النقابة وزيادة بدل الغذاء بما يتناسب مع غلاء الأسعار وصرف 130 يوما دفعة واحدة وربط الحافز الشهري بنسبة من الأساس ولم تجد الحكومة إلا الانصياع لمطالب العمال وربط بعضها بتحقيق العمال بعض الأرباح ولكن بعض فترة تملصت الحكومة من وعودها فما كان من العمال إلا أن عاودوا الاضراب مرة أخري في الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي واعلانهم أنهم لن يعودوا إلي العمل إلا بعد تنفيذ مطالبهم وهو ما فعلته الحكومة ليكون ذلك أول انتصار عمالي علي حكومة رجال الأعمال. وجاء انتصار عمال المحلة ليفتح الباب أمام العمال للمطالبة بحقوقهم علي غرار عمال المحلة وهو ما حدث فعلا فكما رضخت الحكومة لعمال المحلة رضخت للكثيرين غيرهم فعندما أعلن 1300 عامل من شركة وبريات سمنود الاضراب عن العمل مطالبين بصرف بدل الوجبة الغذائية فلم تجد الشركة بعد التفاوض مع العمال تحت رعاية الجهات الأمنية سوي الاستجابة والرضوخ. لا يمكن أن نتحدث عن الاضرابات ولا نذكر إضراب موظفي الضرائب العقارية والذي كان اضرابهم اعلانا عن أن الوضع أصبح لا يطاق فموظفو الحكومة ومنهم موظفي الضرائب العقارية هم رمز الاستقرار ودليل الثبات وجمود الأوضاع وعدم الرغبة في التغيير وخروجهم في مظاهرات كان أشبه بأن ينطق أبو الهول ولكن نطق أبو الهول واعتصم موظفو العقارية أمام رئاسة الوزراء لأكثر من عشرة أيام مطالبين بضمهم لوزارة المالية ومساواتهم بزملائهم في الضرائب العامة وقبل أن يكملوا يومهم العاشر في الاعتصام استجابت الحكومة لمطالبهم وخرج إليهم وزير المالية من برجه العاجي ليعلن الاستجابة لمطالبهم وهو الذي كان قد أعلن في بداية الاعتصام أن أحدا لا يستطيع لي ذراع الحكومة! ولم تقتصر الاضرابات والاعتصامات علي الموظفين بل طالت معظم فئات الشعب مسلميه ومسيحيه ومن ينسي المظاهرات التي خرجت من الكنيسة المصرية عقب الاعلان عن اعتناق وفاء قسطنطين زوجة أحد الأباء المسيحيين للاسلام ومطالبة المتظاهرين بتسليمها للكنيسة واستجابة الدولة لذلك رغم مخالفته للدستور والقانون وبالفعل رضخت الدولة وسط استياء تام من المسلمين واستهجان حاد من منظمات حقوق الإنسان. كما رضخت الدولة لسائقي السكة الحديد بعد اضرابهم وأجبروا الدولة علي الاستجابة لمطالبهم وحصلوا علي الأساسي والعلاوات وأجر يوم كامل و80% من مكافآت الكيلو مترات بدلا من 60% التي قدمتها الدولة. أما آخر القرارات التي تراجعت عنها الدولة بسبب الضغوط الشعبية فكان عدول الرئيس مبارك عن قراره بنقل تبعية الواحات البحرية من محافظة الجيزة إلي المنيا ونقل العياط والصف وأطفيح إلي محافظة الفيوم وذلك بعد الاحتجاجات والتظاهرات التي خرجت بالآلاف في الواحات البحرية والمطالبة بنقل تبعيتهم إلي 6 أكتوبر لقربها منها بدلا من المنيا التي تبعد عنهم أكثر من 600 كيلو متر وردد المتظاهرون هتافات احتجاجية علي القرار وأحرقوا عشرات الاطارات وأقاموا المتاريس في الشوارع وقطعوا الطرق المؤدية من وإلي الواحات ومنعوا دخول السيارات والأتوبيسات وقام أصحاب السيارات بالواحات بايقاف سياراتهم بعرض الطريق بطول 17 كيلو متر وبعد هذه الاحتجاجات تم إلغاء القرار الجمهوري وتم ضم الواحات رسميا إلي محافظة 6 أكتوبر وذلك بعد أن هتفوا «أكتوبر يا بلاش المنيا ما تنفعناش». ويرجع الدكتور وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات هذه الحالة من الثورة التي تشهدها مصر حاليا إلي التغيير الاجتماعي الكبير الذي طرأ علي المجتمع والمتراكم علي مدار سنوات طويلة وعجز الدولة عن احتواء فئات الشعب التي انكسر الخوف في قلوبها فخرجت بعد سبات وتحركت بعد سكون طويل ومن موقف الدولة ضعيف نتيجة لتفشي الفساد في أركانها فقد بدأت في الرضوخ لهذه المطالب شيئا فشئ فأدرك الجميع أن الاضراب هو الحل فلجأوا للاضراب. أما البدري فرغلي عضو مجلس الشعب السابق فقد أرجع ذلك إلي أن الناس أصبحت مطحونة والنظام عاجز عن تلبية احتياجات الناس الضرورية وليس ذلك لقلة موارد بل بسبب الفساد الذي يضرب كل مؤسسات الدولة وأكد البدري أن مصر علي وشك مجاعة ورغم ذلك مازال المسئولون لا يعبأون بذلك ويستفزون الناس بمزيد من النهب وهو ما دفع المواطنين للتعبير عن رأيهم بأية طريقة وهي في الغالب وسيلة مشروعة كفلها الدستور والقانون وأكد البدري أن الحكومة لا تستجيب من باب الضعف بل أن الحكومة قوية ولديها من المعتقلات والسجون ما يكفي لكتم أنفاس الشعب ولكن الوضع لا يحتمل ذلك. أما الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع فقد أكدت أن هذه الظاهرة تنامت في الفترة الأخيرة بسبب عدم وجود تفاعل بين الشعب والحكومة فالحكومة تتخذ قراراتها دون الرجوع للشعب ولا تعبأ بردة الفعل الشعبية تجاه هذه القرارات فحدث انفصال تام بين المسئولين والمواطنين واتسعت الفجوة بمرور الأيام وهو ما أفقد المواطنين أي عاطفة ولاء تجاه الوطن وأصبح الحق الشخصي هو الهدف الأساسي الجميع يبحث عنه وهو ما ظهر واضحا في الاعتصامات الفئوية والعمالية الأخيرة.
