الرئيسيةد. أيمن الهاشمي كاتب عراقي |
ما يحصل اليوم في قطاع غزة، هو وصمة عار على جبين العالم اجمع، وخصوصا الأمتين العربية والإسلامية، إنه أيقونة ذل ونفاق على وجه الذين يتشدقون بالدفاع عن حريات البشر وحقوقهم, أين انتم اليوم من سقوط أكثر من ألف إنسان بين شهيد وجريح في وقت واحد...أليسوا بشرا هؤلاء...؟ مواقف الصمت العربية المخجلة، وتهرب بعض المسؤولين العرب من تلبية نداء عقد قمة عربية طارئة وتسويفات عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب، لا يتناسب مطلقا وحجم التهديد والتحديات والمحنة التي يعيشها أهلنا في غزة فلسطين تحت وابل القصف الهمجي الصهيوني وسقوط المئات من الشهداء الضحايا ومئات الجرحى وجل الشهداء والجرحة من الأطفال والنساء المدنيين. فيالعارنا.. فمنذ ستين عاما وحال أمة العرب على هذا الحال من التشرذم والضياع والتقهقر.. والعجز عن رد الفعل على عدوان الطغمة الاسرائيلية الحاكمة المستقوية بالاسناد الامريكي.. والدعم الاوربي، وصمت المسؤولين العرب وتفرقهم وتناحرهم. ستة عقود وزعماء العرب يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويستخدمونها جسرا للمرور نحو كسب المغانم وتثبيت الكراسي... فأين نخوة الأمة العربية وهي ترقب، ومعها العالم الخانع الذليل، لحجم وهول الكارثة التي حلت بأهل غزة الأبرياء؟.. وما من أحد يستطيع أن يقدم سوى الأستنكار والشجب.. (لقد أشبعتهم سبا..... وأودوا بالأبل!!). ان مواقف الصمت للانظمة العربية ليست مفاجئة لاحد، فهى دائما تحمل نفس المواقف: شجب وادانة وإستنكار وطلب من الادارة الامريكية لوقف تعرضات الجيش الاسرائيلى كونها عاجزة من اتخاذ موقف واضح وصارم تجاه حملة الابادة التى يتعرض الشعب الفلسطينى بين آونة واخرى.. بل أن التي كنا نسميها (أم الدنيا)، و(عمق العرب)، التي كانت يوما ما حلم وحدتهم، باتت اليوم تغلق المعابر امام المساعدات الانسانية العاجلة الموجهة نحو السكان المدنيين المنكوبين في غزة!! فهل نصدق؟ الفضائيات العربية التي اتخمت الفضاء وفاحت رائحتها العفنة من المفاسد واللهو والخلاعة وتضييع الوقت تراها اليوم منشغلة عن كل ما يجري في غزة,, ولا نبرئ والشهادة لله سوى (قناة الجزيرة) جزاها الله خيرا- وعددا آخر محدود بعدد اصابع اليد من الفضائيات، والباقون لاهثون عابثون، وكان شيئاً لم يحدث؟ فاين انتم ايها العرب يا من تتشدقون على مدى 60 عاماً بـ(قضية العرب المركزية)، وها أنتم منشغلون عنها وتتاجرون بها وتقيمون المآدب والحفلات لمجرمي الحرب زواركم، وعلى انقاض اجساد سكان فلسطين الذين لا حول لهم ولا قوة وخاصة المدنيين من الشيوخ والاطفال والنساء. وحتى لو إجتمع سادتنا القادة في يوم قريب، فماذا سيقدمون؟، ألم ينصح عدد منهم حكام إسرائيل بالأستعجال في تصفية حماس ورموزها في غزة؟؟.. وسينعقد مؤتمر الزعماء كما انعقدت مؤتمرات سابقة منذ عرفنا الجامعة العربية، لا تأتي إلا بعد أن ينتهي كل شئ، ويستنفذ العدوان أغراضه ويدفن ألوف الضحايا، وبعد أن تحقق القوات الاسرائيلية اهدافها على الارض يأتى دور مؤتمرات الرؤساء العرب وهى عديمة الفائدة للشعب الفلسطينى . هاهي إسرائيل، والعالم كله يشاهد، تدك غزة الصامدة بصواريخها وتهدم البيوت على ساكنيها وترتكب مجزرة جديدة تسفر عن اكثر من ألف شهيد وجريح وهناك مناظر مرعبة تنقلها كاميرات العالم: صرخات الثكالى وأنات الجرحى تتعالى فتصك الأسماع وتصفع وجوه المتخاذلين.. ألف شهيد وجريح؟! ياللهول! ياللفاجعة! لك الله يا غزة هاشم وأهلك يتصدون وحيدين لآلة البطش المجرمة، أهل غزة اصبحوا محطة لتجارب أسلحة الغرب التي يغدقها على اسرائيل بسخاء وبلا ثمن. لك الله يا غزة حيث يثبت أهلوك دوما أنهم الرجال الأبطال المغاوير الشجعان الذين لا تنحني هاماتهم الشامخة إلا لله الواحد الأحد. وهذا هو ما يدركه الأعداء جيدا، فأهل غزة هم أصلب الناس عودا وأقواهم شكيمة فإذا نالوا منهم سهل عليهم أن ينالوا من غيرهم لكن هؤلاء الاعداء مهما كان طغيانهم وجبروتهم وبطشهم لم يثلموا لأهل غزة حدا ولم يكسروا لهم قناة بل ذاقوا ما يملؤهم هلعا وخوفا فلا يتقدمون الى غزة الا من خلال طائراتهم ودباباتهم وصواريخهم بعيدة المدى... لأنهم جبناء عن مواجهة الرجال، فلقد تجرعوا في غزة كؤوس الذل والهوان وأدركوا أنهم لا قبل لهم بالمجاهدين الأباة فهؤلاء من سطروا بدمائهم أنصع صفحات تاريخ البطولة قديما وحديثا.. ان ما يؤلمنا هو ان ما يحدث فى غزة اليوم هو نتيجة تواطؤ وموافقة عربية، يساندها حالة اللامبالاة التى خيمت على الشارع العربى فأصبحت غمامة لا نرى منها سوى خيالات تتراءى امام اعيننا قناديل تطفأ.. وزهور تقطف.. وشجر يقلع.. ويحرق.. وبيوت تتهاوى.. ركام ممزوج بنحيب وصراخ واهات قهر غرست فى قلوب أمهاتنا الثكلى ومن زخمها أصبحنا لا ندرى أنحن في العراق أم من فلسطين أم من أفغانستان أم ... أم... أم.... حتى تجلدت مشاعرنا وتحجرت قلوبنا وعميّت أعيننا وصمت اذاننا فتبلدت مشاعرنا حتى تأتينا كارثة تهز كياننا الاسلامى والعربى وكل ما نقدر أن نفعله هو الاستنكار والشجب والرفض وحرق اللأعلام ومطالبة بطرد السفراء... وإذا رقت قلوبنا تساقطت دمعات ومصمصنا شفاهنا وأنصتنا اذاننا لتصريحات الشمطاء غراب البين وما سيتمخض عنه مجلس الامن وحوارات لا تسمن ولا تغنى من جوع لوزراء خارجيتنا ويعقبها بعد نيف من الايام اجتماع قمة طارىء نعرف مسبقاً فحواه هو لا شىء ففيم تشاوروا لا نعرف... سوى قرارات هى بمثابة نثر الرماد فى العيون ويبقى الوضع على ما كان عليه من لى للاذرع وطأطأة الرؤوس والركوع لاوامر ماما امريكا وآنة إسرائيل مع الالتزام والحرص على ادانة الجانب الفلسطينى وتحميله المسئولية كاملة لانه يدافع عن بقاءه وحياته وكرامته وارضه وعرضه صبرا أهل غزة ثقوا وانتم المؤمنون الصابرون أن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا والله لن يغلب عسر يسرين "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون" – "وإن ينصركم الله فلا غالب لكم". ثقوا يا أخوتنا المجاهدين الأباة أن النصر حليفكم وان لابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر. يا أهل فلسطين يا أهل غزة : اصبروا وصابروا ورابطوا فأنتم أهل الرباط وأرضكم ارض المحشر والمنشر وهذا قدركم شرفكم الله بهذه المسؤولية وأولاكم هذه الأمانة وأنتم أهل لها لعل هذه الاستغاثة تلامس نخوة معتصم في أمتنا العربية؟! فيجيبها: لبيك يا أختاه. صبرا أهل غزة! ولك الله يا غزة! يا غزة العزّة! يا غزة النخوة والكرامة! يا غزة الصمود والنصر!ياغزة الشهامة والنجدة... آه والف آه....اين المعتصم..., ليرى بأم عينه هوان الأمة وكيف أبيح شرفها على قارعة الطريق, وأهدرت كرامتها على رؤوس الإشهاد, وكيف انزلقت بل ازلقت رغما عنها الى قاع وحضيض سلم ترتيب الأمم, نعم لقد أصبحت أمة مسخا ليس لها لون أو طعم ولا رائحة, وبدون أدنى قيمة, عالة على بقية أمم الأرض تعتاش على فتات حضارات الأمم الأخرى ومخلفاتها. أمة إستحقت عن جدارة الى (...) من ذاك الذي قذفه منظر الزيدي على المجرم بوش، لكي تنهض من جدبد... على أمتنا أن تروج اليوم لحقيقة واضحة وضوح الشمس وهي فشل خيار التفاوض ... وما يجب الترويج له وإبرازه هو معاناة اللاجئين المستمرة وحصار القدس ونهب أرض الضفة الغربية لإقامة المستوطنات عليها..وليس وريقة المبادرة العربية التي لا يستفيد منها ولا يهتم بها الا وسائل الإعلام التي تقاضت ثمن الترويج لها . ماتت ضمائرنا وتحجرت قلوبنا ونحن نرى الاطفال تستهدف والنساء تهان وشبابنا يحصد آ.ه وألف آ.ه على هذا الشباب آ.ه من قلب أم يكويه الالم ويمزقه الحزن وتفتته الحسرة على ابن حلمت به رعته وسهرت عليه كى يقطف برصاص اسرائيل وغدر وخيانة العرب لك الله يا أمى فى فلسطين وسامحينا فقد قصرنا فى حقك كثيراً ولا زلنا فأى كلمات وأى مشاعر نحسها تجاهك لن تعوضك قطرة دم من شهيد او جريح.. ولن تعفينا من مسؤوليتنا ولن تغفر لنا خطيئتنا فإن لم نهب ونتحد الآن فلن نتحد أبداً إن لم نتخذ قرارات حاسمة قرارات نابعة من ضميرنا الدينى والعربى فلن نستحق الحياة والعيش فى هذه الدنيا الشارع العربى لا يريد تصريحات تديننا ولا اجتماعات كبيرة ولا صغيرة يريد الان وقفة رجل واحد على قلب واحد بلسان واحد يريد وقفة سيسألنا الله عنها حين نلقاه أيها الغزيون الصابرون المرابطون المستشهدون فرادا وزرافات ....لكم المجد في الدنيا ولكم الرفعة في أعلى عليين في الآخرة اين انتم يا معشر العرب من المجزرة الجديدة؟ المجزرة أكبر من أن تحتويها الحروف، أملنا فيكم يا أبطال غزة.. ولا أمل فى الحكام. |
مذابح غزة.. وصمة عار على جبين العرب والعالم أجمع
عبدالله- عقيد
عدد الرسائل : 507
السٌّمعَة : 12
نقاط : 1327
تاريخ التسجيل : 19/11/2008
- مساهمة رقم 1
مذابح غزة.. وصمة عار على جبين العرب والعالم أجمع
من طرف عبدالله الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 5:42 pm
