هذه الرسالة مرسلة من ضمير نسيه الزمان الى ضمير الإنسان
إنه ضمير الصداقة
قد تستغربون هذا الأمر
كيف يكون للصداقة ضمير
*******
أخي الضمير الإنساني
دعني أولا أعرفك بنفسي , أنا ضمير لم يعد لي مكان في هذا الزمان , كنت قويا ، ومنتشرا بين الناس، كان الناس يهتمون بي ، فيتخذون من بعضهم أصدقاء ، يدافعون عن بعضهم البعض ، يضحون بأنفسهم لمساعدة بعضهم ، لا يهتمون بالأموال ولا الأمور المادية ، كان الصديق يشعر بصديقه عندما يتألم ، فيهب اليه ، ويمد له يد العونة ، كان الصديق يفعل المستحيل لإسعاد صديقه ، ليخفف عنه آلمه ، يجد حلا لمشاكله ، يشاركه أفراحه وأحزانه ، لم تكن الصداقة تعتمد على المصالح ، من كان يتصور بأن الصديف يفعل المستحيل لكي يكون الى جانب صديقه ، من كان يتصور بأن الصديق هو أقرب الأشخاص الى قلب صديقه ، فإذا غضب صديق من صديقه أسرع لإرضاءه ، لا يرضى الصديق لصديقه أن يحزن منه أو أن يغضب منه أو ان يخاصمه ، فلطالما أسرع لمصالحته ، هذه هي الصداقة ، الصداقة التي تبنى على المحبة ، على الأخوة ، على الصدق والإخلاص ، ولكن أنظر الى هذه الأيام ، كيف هي الصداقة ، إنها صداقة تبنى على المصالح لكل شخص مصلحته ، يتصل به ليطلب اليه طلبا ، حتى أنه لا يسأله عن أحواله ، عن نفسه ، وإذا أخطأ الصديق يخاصمه لأيام بل لشهور ولسنوات ، ولا يتكلم معه ، مع أن الخطأ بسيط جدا ، لا يحتاج لهذا الخصام ، لقد إختفي التسامح من قلب الإنسان ، لا يسامحه ، ولماذا ، لنه قال له كلمة لم تعجبه ، لأنه فعل أمرا خاطئا ، ناسيا كل الأمور التي قاما بها معا ، قل لي ، متى كانت آخر مرة إتصلت بصديقك ، لتطمئن عليه ، متى كانت آخر مرة رأيته بها ، وجلستما تتكلمان مع بعض ، لا تطلب منه يئا ولا يطلب منك شيئا ، متى كانت آخر مرة جلستما بها تتضاحكان ، ....
لقد ماتت الصداقة الحقيقة ، وحلت مكانها صداقة المصالح ، هذه الأيام لا ترحم الإنسان ، الجميع مشغول بنفسه ، الجميع يريد مصلحته ، الجميع يسعى لسعادته ، لسعادة نفسه ، لإرضاء رغباته ، وإن وجد أمرا يريده عند شخص آخر يصادقه لكي يحصل عليه...
أهذه هي الصداقة هذه الأيام
أهذا هو معناها
كل ما بقي من الصداقة هو ضميرها ، الذي يحاول أن يعيد بناءها .
ضمير نساه الزمان
ضمير أخفته الأيام
ضمير الصداقة
ضمير أخفته الأيام
ضمير الصداقة
******
والآن
ما رأيكم بالصداقة في هذه الأيام
متى كانت آخر مرة شعرت بصديقك بأنه في مشكلة
متى كانت آخر مرة قدمت بها يد المساعدة الى صديقك
متى كانت آخر مرة أرسلت لصديقك رسالة تتطمئن عليه ولا تطلب منه أمر