برنامج ( نقطة حوار) الذي تبثّه إذاعة الBBC، وجّه سؤالاً لمستمعيه، وحضّهم على الإجابة عليه: هل أثّر ارتفاع الأسعار على حياتكم؟!
بعض الإجابات وصلتني عن طريق المصادفة،
وإليكم عيّنة منها، وهي والحّق يقال تبعث على الابتهاج بمستوى الوعي، والانتماء الوطني، والقومي، في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها ( دولنا) المفلسة ، وشقيقاتها المتخمة بأرصدة فلكيّة مع ارتفاع سعر النفط، والغاز. مبروك لنظام الكامب تصدير الغاز لحيلفته ( إسرائيل)،وحرمانه فلسطينيين غزّة منه !
من محاسن رفع الأسعار :
أولاً : تعلّم الادخار ، فالأيدي يجب أن لا تكون فرطة، فالتبذير سفاهة ما بعدها سفاهة، والمثل يقول : خبّىء قرشك الأبيض ليومك الأسود ..وقد تدهمنا أيام أكثر سوادا من هذه الأيّام !
ثانيا _ قلّة الاستهلاك ، تعني أجسادا رشيقة، فالتخمة ، والبطر، تسببان الأمراض، من السكّري إلى الكوليسترول، وغيرهما من الأمراض التي تفاقمها قلّة الحركة، والخمول، والجلوس لساعات طويلة في متابعة التلفزيون ...
ثالثا: وهذا البند تابع لثانيا، فإن الجلوس أمام التلفزيون يفوّر الدم ، فأنت لا ترى وتسمع سوى : أغارت طائرات الآباتشي على مخيم جباليا فقتلت وجرحت عددا من الفلسطينيين. لقي عدد من الأطفال حتفهم بينما كانوا يلعبون قرب شاطئ البحر. في العراق : عشرات القتلى والجرحى من ( الصدريين ) ، والملكي يتوعّد، ويؤكّد على أنه ليس طائفيّا بدليل أنه يأمر بقتل عراقيين في المثلّث السنّي، والمربّع الشيعي، والمكعّب العلماني !
رابعا : رفع الأسعار يعلّم التقنين، فالأسرة التي كانت تطبخ يوميّا، ستتعوّد على الطبخ كل يومين مرّة . ومن يأكل رغيفين في الوجبة يأكل رغيفا، وهذا مفيد للصحّة ...
من مفاخر( دولنا) أن المواطن يستشهد من أجل رغيف الخبز، بعد أن تمّ بيع الوطن!
خامسا : المشي ، فالمواطن لا بدّ أن يمشي، وبلاش قعدة قدّام التلفزيون، أو النوم والكسل والتبلّد . رفع الأسعار يسهم كسياسة وطنيّة في ترشيق المواطنين ، وعندما يظهرون بمظهر رياضي متناسق، فإنهم يكونون مناسبين للهجرة، فأوربة لا تحّب الأوزان الزائدة . الرشاقة يا حلوين تجذب الجنس اللطيف ..الخ!
سادسا : رفع الأسعار يدفع المواطن للبحث عن السلع الأرخص، وهذا سيعرّفه بأحياء مدينته، ويطلعه على جمالها، فهو سيكتشف أن هناك ناطحات، وأن الفلل الساحرة موجودة، وهو سيبهج نظره بتلك الأحياء التي كان يسمع بها، ولا يملكك الوقت ليراها، مّما يعمّق العلاقة بين الطبقات،فلا حسد وإنما إعجاب بالمنجزات الوطنيّة.
سابعا:المواطن سينتقل من حالة إلى حالة ، فالفضول سيشعل رغبته في معرفة كّل شئ، وهذا ما سيؤجج حماسته للادخار ، وقرش على قرش ، قد يمكنه بعد سنوات من امتلاك فيلا أنيقة ، وكلاب تعوي بلغة إنكليزيّة، أو أمريكيّة، او فرنسيّة ، ناهيك عن الأشجار الغريبة المستوردة التي تزيّن مداخل تلك ( القصور)، والتي لا تشبه أشجار الزيتون والزيتون، وهذا ما يجعل المواطن يشعر كأنه في بلد أوربي، مع إننا تقريبا في مدينة واحدة اسما، مع ملاحظة، اللهم لا حسد،أن أولئك القوم مبذرون ، والدليل كميّات الأطعمة التي يلقون بها لتبتلعها أجواف سيارات النظافة.
لقد رأيت بأم عيني بعض العمّال يستخرجون البقايا اللذيذة، ويصرّونها بحرص لتفريح أسرهم بما لّذ وطاب! ...
مش عيب ولا عار، فأهلنا في الأندلس اخترعوا أكلة البقايا، التي صارت بعد طردهم مشهورة بالإسبانية باسم: البيايا !
ثامنا:إنه _ هذا جواب واحد أعرفه جيّدا _ لمن المشرّف حقّا أن ترتفع الأسعار في ( دولنا )_ لاحظوا أنهم لا يقولون بلادنا_ بل دولنا ..بحيث تضاهي الأسعار في لندن، وباريس، بل وتوشك أن تنافس الأسعار في أغلى مدينة عالميّة : طوكيو ..هذا رغم أننا لا نصنع سيّارات، وتكنولوجيا ، وما عدنا نزرع قمحا، وشعيرا، وذرة ً، و..مع ذلك فنحن لسنا أقّل منهم ، وها نحن ننافسهم ، فنحن نستورد البندورة، والطحين ، والزيوت ، وعلب الفول المدمّس، والسردين المفلفل، والشامبو، ومعجون الأسنان، ودواء الكحّة،والعلكة لزوم الاجترار. لماذا نشغل أنفسنا بالصناعة ووجع الرأس بها، ما دمنا نستطيع شراءها ونحن في بيوتنا . ألا يبدو اليبانيون ، والألمان صنّاع المارسيدس،خدما لنا ؟ هم يصنعون ، ونحن نستهلكون، ودولنا تجمركون، والسماسرة يربحون بدون عرق الجبين !
تنويه : بعد موجات الغلاء المتلاحقة التي ضربت ( المنطقة) ، تضاعف عدد ( الوعّاظ) الذين يقدمون النصح للدهماء، وهذا بعض ما يرددونه: المال وسخ أذنين، أين ذهب مال أوناسيس، وابنته التي فقدت عقلها وتركت الثروات وراءها ؟
بعض الإجابات وصلتني عن طريق المصادفة،
وإليكم عيّنة منها، وهي والحّق يقال تبعث على الابتهاج بمستوى الوعي، والانتماء الوطني، والقومي، في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها ( دولنا) المفلسة ، وشقيقاتها المتخمة بأرصدة فلكيّة مع ارتفاع سعر النفط، والغاز. مبروك لنظام الكامب تصدير الغاز لحيلفته ( إسرائيل)،وحرمانه فلسطينيين غزّة منه !
من محاسن رفع الأسعار :
أولاً : تعلّم الادخار ، فالأيدي يجب أن لا تكون فرطة، فالتبذير سفاهة ما بعدها سفاهة، والمثل يقول : خبّىء قرشك الأبيض ليومك الأسود ..وقد تدهمنا أيام أكثر سوادا من هذه الأيّام !
ثانيا _ قلّة الاستهلاك ، تعني أجسادا رشيقة، فالتخمة ، والبطر، تسببان الأمراض، من السكّري إلى الكوليسترول، وغيرهما من الأمراض التي تفاقمها قلّة الحركة، والخمول، والجلوس لساعات طويلة في متابعة التلفزيون ...
ثالثا: وهذا البند تابع لثانيا، فإن الجلوس أمام التلفزيون يفوّر الدم ، فأنت لا ترى وتسمع سوى : أغارت طائرات الآباتشي على مخيم جباليا فقتلت وجرحت عددا من الفلسطينيين. لقي عدد من الأطفال حتفهم بينما كانوا يلعبون قرب شاطئ البحر. في العراق : عشرات القتلى والجرحى من ( الصدريين ) ، والملكي يتوعّد، ويؤكّد على أنه ليس طائفيّا بدليل أنه يأمر بقتل عراقيين في المثلّث السنّي، والمربّع الشيعي، والمكعّب العلماني !
رابعا : رفع الأسعار يعلّم التقنين، فالأسرة التي كانت تطبخ يوميّا، ستتعوّد على الطبخ كل يومين مرّة . ومن يأكل رغيفين في الوجبة يأكل رغيفا، وهذا مفيد للصحّة ...
من مفاخر( دولنا) أن المواطن يستشهد من أجل رغيف الخبز، بعد أن تمّ بيع الوطن!
خامسا : المشي ، فالمواطن لا بدّ أن يمشي، وبلاش قعدة قدّام التلفزيون، أو النوم والكسل والتبلّد . رفع الأسعار يسهم كسياسة وطنيّة في ترشيق المواطنين ، وعندما يظهرون بمظهر رياضي متناسق، فإنهم يكونون مناسبين للهجرة، فأوربة لا تحّب الأوزان الزائدة . الرشاقة يا حلوين تجذب الجنس اللطيف ..الخ!
سادسا : رفع الأسعار يدفع المواطن للبحث عن السلع الأرخص، وهذا سيعرّفه بأحياء مدينته، ويطلعه على جمالها، فهو سيكتشف أن هناك ناطحات، وأن الفلل الساحرة موجودة، وهو سيبهج نظره بتلك الأحياء التي كان يسمع بها، ولا يملكك الوقت ليراها، مّما يعمّق العلاقة بين الطبقات،فلا حسد وإنما إعجاب بالمنجزات الوطنيّة.
سابعا:المواطن سينتقل من حالة إلى حالة ، فالفضول سيشعل رغبته في معرفة كّل شئ، وهذا ما سيؤجج حماسته للادخار ، وقرش على قرش ، قد يمكنه بعد سنوات من امتلاك فيلا أنيقة ، وكلاب تعوي بلغة إنكليزيّة، أو أمريكيّة، او فرنسيّة ، ناهيك عن الأشجار الغريبة المستوردة التي تزيّن مداخل تلك ( القصور)، والتي لا تشبه أشجار الزيتون والزيتون، وهذا ما يجعل المواطن يشعر كأنه في بلد أوربي، مع إننا تقريبا في مدينة واحدة اسما، مع ملاحظة، اللهم لا حسد،أن أولئك القوم مبذرون ، والدليل كميّات الأطعمة التي يلقون بها لتبتلعها أجواف سيارات النظافة.
لقد رأيت بأم عيني بعض العمّال يستخرجون البقايا اللذيذة، ويصرّونها بحرص لتفريح أسرهم بما لّذ وطاب! ...
مش عيب ولا عار، فأهلنا في الأندلس اخترعوا أكلة البقايا، التي صارت بعد طردهم مشهورة بالإسبانية باسم: البيايا !
ثامنا:إنه _ هذا جواب واحد أعرفه جيّدا _ لمن المشرّف حقّا أن ترتفع الأسعار في ( دولنا )_ لاحظوا أنهم لا يقولون بلادنا_ بل دولنا ..بحيث تضاهي الأسعار في لندن، وباريس، بل وتوشك أن تنافس الأسعار في أغلى مدينة عالميّة : طوكيو ..هذا رغم أننا لا نصنع سيّارات، وتكنولوجيا ، وما عدنا نزرع قمحا، وشعيرا، وذرة ً، و..مع ذلك فنحن لسنا أقّل منهم ، وها نحن ننافسهم ، فنحن نستورد البندورة، والطحين ، والزيوت ، وعلب الفول المدمّس، والسردين المفلفل، والشامبو، ومعجون الأسنان، ودواء الكحّة،والعلكة لزوم الاجترار. لماذا نشغل أنفسنا بالصناعة ووجع الرأس بها، ما دمنا نستطيع شراءها ونحن في بيوتنا . ألا يبدو اليبانيون ، والألمان صنّاع المارسيدس،خدما لنا ؟ هم يصنعون ، ونحن نستهلكون، ودولنا تجمركون، والسماسرة يربحون بدون عرق الجبين !
تنويه : بعد موجات الغلاء المتلاحقة التي ضربت ( المنطقة) ، تضاعف عدد ( الوعّاظ) الذين يقدمون النصح للدهماء، وهذا بعض ما يرددونه: المال وسخ أذنين، أين ذهب مال أوناسيس، وابنته التي فقدت عقلها وتركت الثروات وراءها ؟