يظل البلاء والشدة وكأنهما توأمان سياميان مع بعض عواصم ومدن العالم؛ فلا تكاد سحابة البلاء تنقشع إلاّ وتنعقد غيوم أخرى، وما يأتيهم من آية إلاّ هي أكبر من أختها.
ولو تمعّنت في مدرسة تلك البلدة وطباعها وما جُبل عليه أهلها لوجدته نهجاً متناغماً لا يشذّ فيه إيقاع أو لا يكاد.
فعلى ضفاف الرافدين التي عاشت ليالي القادسية وكتائب نهاوند، وبريق سيوف الكماة من رجالات النعمان بن مقرن طاوي دولة فارس، وهي هي التي استهل عليها المعتصم صارخاً، وحمحمت عليها خيل جيوشه ثائرة لتطحن صرب عمورية، فتضرب الجيوش الرائحة منها والغادية طول الأرض وعرضها عابثة بكل ما هو رمز، مستهينة بكل ما هو رعب، مستخفّة بكل ما هو هول، حتى أدّت ملوك الأرض لزعماء بغداد الجزية، وخدمت بناتهم بيت الخلافة إماءً.
ولو تمعّنت في مدرسة تلك البلدة وطباعها وما جُبل عليه أهلها لوجدته نهجاً متناغماً لا يشذّ فيه إيقاع أو لا يكاد.
فعلى ضفاف الرافدين التي عاشت ليالي القادسية وكتائب نهاوند، وبريق سيوف الكماة من رجالات النعمان بن مقرن طاوي دولة فارس، وهي هي التي استهل عليها المعتصم صارخاً، وحمحمت عليها خيل جيوشه ثائرة لتطحن صرب عمورية، فتضرب الجيوش الرائحة منها والغادية طول الأرض وعرضها عابثة بكل ما هو رمز، مستهينة بكل ما هو رعب، مستخفّة بكل ما هو هول، حتى أدّت ملوك الأرض لزعماء بغداد الجزية، وخدمت بناتهم بيت الخلافة إماءً.