هل من فارق بين التجحيش والتحشيش ؟؟

لا أجد كبير فرق بين التجحيش والتحشيش .. فالاول يستخدمه( بعض عقلاء المسلمين) عندما يطلق الرجل امرأته ثلاثا فلا تجوز له الا بعد ( تجحيشها ) ثم يتفقون مع معتوه او متخلف عقليا او مستفيد ان يتزوج المرأة المطلقة مساء ويطلقها صباحا لكي يعيدها زوجها اليه .. وكم من معتوه ( نقض عهده) واستطاب طعم ( الفراخ المحمرة ) فعدل عن الطلاق في الصباح أملا في أن يمضي امسية اخرى مع من رأت ان ذلك المعتوه خير من ( الرجل الحديدي) الذي تزوجها بعد حب جارف .. وبعد اهات وتلوعات ومسكنة في ان تتحدث اليه فقط .. وان تحن عليه فترضى بالزواج منه .. لتكتشف انه بعد اشهر قد اصبح مثل أحد محارمها تضع يدها على رقبته فكأنما تضع يدها على حائط المنزل .. فقد ذهبت حرارة الاسلاك الكهربائية بينهما الى غير رجعة حتى ولو كانا في عز الشباب .. وكم من امرأة رأت في ذلك ( الدوبلير) ما لم تره في رفيق عمرها فرفست زوجها الاول برجلها واستطابت معتوه التجحيش فلا تريد تبديله او تغييره .. أما التحشيش ايها الساده .. فانه التجحيش بصورة مستحدثه .. فكما النظام الاسلامي لا ينص على التجحيش بمثل صورته التي ذكرنا .. فان الافا من المفتين يقولون لك ان التحشيش لم يكن زمن المسلمين الاوائل لذا فاننا نعتمد الاجتهاد في تحريمه .. فعلماء افغانستان يرونه لزوم ( الفرفشة البريئة) ولا يحرمونه بالقطع .. ويتبعهم في ذلك ايضا كثير من علماء باكستان .. والهند . أما آخرون فيحرمونه .. ولقد ضعنا نحن ( الحشاشين) بين هؤلاء واولئك .. فان حششنا قالوا قد خالفوا الشرع .. وان لم نحشش قالوا .. اجيز لهم فلم لا يحششون .. عجبي .وما بين الحرمة والحلال شعرة كان يستخدمها معاويه .. ويعلم الله صحتها من كذبها .. فقد شوه التاريخ وجهه فهناك من يلعنه وهناك من يجله .. ولاننا نقف على الحياد ليس مع طرف دون الاخر .. فقد ذهبت مرة الى (اتلانتك ستي) للفرجة فقط فانا لا العب القمار .. واقسم على ذلك وان لم تصدقوني فأسألوا المقامرين ان كنتم لا تعلمون .. وتوقفت عند اناس يلعبون .. كان احدهم يحمل ملامح عربية والى جانبه رجل غامق اللون قد وضع امامه حقيبة ملآى بالنقود المرزمة من فئة المائة دولار..م وتحلب ريقي .. وكنت اخمن ان الحقيبة تحوي ليس اقل من نصف مليون دولار نقدا .. ومن الغريب انني شممت رائحة النفط تنبعث من الحقيبة عندما كانت تفتح .. فيقفز منها الغاز مخترقا انفي برعونة .. ويتربع على هامة النقود وجه الرئيس الامريكي المتوفى الى رحمته تعالى .. على اية حال كان الرجل اللاعب يخسر فينظر الى صاحبه ذي الملامح الغامقة فيقوم الاخر ويأخذ الحقيبة فارغة ثم يأتي بها ثانية وقد امتلأت .. فيخسر الرجل ثانية وثالثة ورابعة وتتكرر المسألة .. دون ان يهتز جفنه او يغضب .. بل على العكس كانت ابتسامته صافية كصفاء الماء في ساعات الصباح .. وفي نهاية المطاف بعد ساعتين او اكثر .. نظر الرجل المرافق الى امرأة كانت تقدم لهم الكؤوس المجانية فرأها وربما لاول مرة جميلة فقال لصاحبه بعربية سليمه : ويش رايك يا طويل العمر باللي تشربنا .. قال الاخر : انها جميله . فقال الرجل : ويش رايك ازبطها الليله .. قال الرجل اللاعب بجديه : حرام يا رجل .. انت تخالف الشرع !! قال الاخر : كله بالحلال.. تكتب عليها الليلة.. وتطلقها في الصباح .. فضحك المقامر وقال : ان كان كده معلهش !! ثم ضحكت وضحكت وغادرت .. اذن فهذا هو ( التجحيش ) على اصوله .. هذان لصان من لصوص العرب اتفقا على تحريم الحلال وتحليل الحرام .. فاصبح الحلال تجحيشا والحرام تحشيشا .. فان سألت احدهما عن حرمة التلاعب بالدين قال لك نحن لا نخالف الشرع .. زواج على طريقة اضرب واهرب .. ولكن كله .. بالحلال .. سيداتي وسادتي : في مزابل افغانستان تمد يدك الى مزارع الحشيش فتصبح مليونيرا في غمضة عين .. وفي مزابل الوطن العربي تمد يدك الى بئر من النفط فتصبح مليونيرا .. اما الشعب الذي يعاني فانه يصطف على طوابير الخبز لكي يأخذ ر غيفا يبل به ريق طفله الجائع .. فيموت .. نعم والله يموت .. ومع كل ذلك مطلوب منا ان نفرح .. ان نبتسم .. ان نصفق .. ان نعلن ولاءنا .. ان نصرخ بملء افواهنا عاش الزعيم .. عاش الملك .. عاش الغني .. مات الفقير .. مات .. مات .ايها السيد .. ان كنت راغبا في التجحيش فقلها ولكن في غرفتك المغلقة .. بينك وبين زوجتك .. حتى لا تصبح رائحتك شبيهة لرائحة الزعيم العربي .. منتنه .. وان كنت راغبا في التحشيش فافعلها علانية .. لان الشعب العربي كله نائم .. ليس نتيجة التحشيش فحسب .. ولكن .. لانهم ارادوا لك ان تحمل خاتمك في يمينك لتوقع على اية ورقة يقدمها لك المحقق .. تعترف فيها بانك مخرب ومهرب وارهابي وتنوي قتل الناس بالجملة .. اما هم .. فشرفاء هذا العصر وانبياءه .. وانا لله وانا اليه راجعون .