:: منتدى شبابنا ::

رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها 829894
ادارة المنتدي رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

:: منتدى شبابنا ::

رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها 829894
ادارة المنتدي رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها 103798

:: منتدى شبابنا ::

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
:: منتدى شبابنا ::

منتدى الشباب منتدى متكامل به كل ماتتمناه به اقسام للكمبيوتر اقسام للترفيه المرئيات قسم للخريجين الطلبة المنتدى الاسلامى قسم الديكور والكثير الكثير


    رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها

    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها Empty رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الأحد مايو 25, 2008 5:52 pm

    منقول من : http://www.islamonline.net


    السلام عليكم ورحمة الله أسرة إسلام أون لاين..
    بارك الله فيكم وجعل جهودكم العظيمة في ميزان حسناتكم..

    أنا من المتابعين المجدّين لكم، لكن بعد استقراري في بلدي التي تحظر موقعكم مع غيره من المواقع الإسلامية الضخمة صرت من المقلّين أو من معدومي المتابعة لكم -مجبرة- للأسف.
    أساتذتي.. في جعبتي قصة طويلة؛ هي قصة فتيات من العالم الإسلامي وُجدن في زمن يكاد النور فيه أن ينطفئ، وأوشك الشعاع فيه أن يخبو، لكن كلهن أمل في أن هذا النور سيعود ليضيء من جديد، وأن هذا الشعاع سيرجع ليشرق على كل العالم يومًا ما.

    اسمحوا لي أيها الأفاضل أن أكون "المتحدثة الرسمية باسم هؤلاء الفتيات"، فتيات قليلات، لكن لهن مع هذا الزمن صولات وجولات، وقصص وحكايات.. والغريب أن قصصنا متشابهة، ومراحل وأطوار حياتنا تكاد تكون نسخة طبق الأصل! وأنا الآن إذ أتكلم عن نفسي فإني في الواقع أتكلم تقريبًا عن كل واحدة من هؤلاء الفتيات القليلات، فأتمنى من الله سبحانه أن يسعكم صبركم للقراءة.

    أنا فتاة نشأت في عائلة متحابة ومتماسكة، هي مزيج من ثقافتين؛ طرف متحرر دينيًّا.. ملتزم خلقيًّا.. منفتح فكريًّا واجتماعيًّا، وطرف محافظ "تقليدي!".. ملتزم خلقيًّا.. منغلق فكريًّا واجتماعيًّا.

    رزقني الله سبحانه تفاؤلا وإيجابية مكنتني من اكتساب الحسن من كل طرف ونبذ ما أستطيع مما دون ذلك، لكنني عشت كما كثيرات من الفتيات (العاديّات) فتاة تصلي وتصوم.. متفوقة في جوانب حياتها، لكنها تفتقر للمعنى الحقيقي للإسلام، حتى منّ الله عز وجل عليّ بأناس أخذوا بيدي نحو طريق الالتزام.. ثم رحلوا.. وخلال شهرين تحولت حياتي بأكملها وانقلبت، وتولدت في نفسي طاقات هائلة توجهت كلها نحو ديني ومعتقدي، نحو هذه الأمة وهذا العالم، فصار همي الأول: قضية فلسطين خاصة، وخدمة الإسلام بكل ما أستطيع عامة.
    بقيت سنة ونصف وحدي دون صحبة تشد من عزمي وترفع من همتي عاليًا.. صبرت واحتسبت وكنت أدعو الله سبحانه بحرقة: يا رب.. ارزقني صحبة صالحة، وحانت ساعة الإجابة؛ فكانت أول دعوة حقيقية صادقة تُستجاب لي.. كم فرحت بها، وكم كانت تشتد فرحتي حينما أنظر إلى أخواتي في الله ونحن نزداد حبًا وترابطًا يومًا بعد يوم.

    كانت أحلى لحظات عمري أقضيها معهن، نتعاهد ونتدارس أمور الدين والدنيا.. وكم بكينا.. وكم تحمسنا أثناء مسيرنا بين بحار وبرار.. بين سهول وجبال في كتاب الرقائق والعوائق وتفسير الظلال.. نسمات ونفحات تطل علينا فتمدنا بمزيد من الحب والإخاء والصفاء مضت سنوات قليلة.. كبرنا.. وبدأ يطرق بابنا الخطاب.

    كم صُدمنا بالواقع وبما رأيناه من الناس في أمور الخطبة، مجتمع مريض فارغ، ورجال.. ليسوا رجالا يا سادتي الكرام، فحتى من خلال عملنا واحتكاكنا بالناس هنا وهناك.. وعبر نشاطاتنا الدعوية أو الاجتماعية، كنا نتصادف مع بعض الشباب الملتزمين.. تعرضت كل واحدة فينا لموقف مع أحدهم، موقف يتكرر مع كل واحدة فينا تمامًا أيها الأفاضل..

    الشاب يعجب بواحدة منا.. يتحدث إليها في حدود بحجة قضايا هامة لنشاطاتنا، ثم يصارحها برغبته في خطبتها.. ثم يتعرقل الأمر بطريقة مؤلمة ومزعجة في طريقة انتهاء القصة، فقط تباينت قصصنا.. بين شاب لم يستطع الوقوف موقف رجل في خطبته للفتاة وخضع لرأي أهله رغم عدم وجود سبب للرفض سوى أن (ابنهم هو من اختارها.. وينبغي أن يختاروها له هم فقط.. هكذا تربى.. الأهل هم من يقررون له حياته بكل تفاصيلها)، وبين شاب يتحدث ويتشدق بالإسلام حتى تظنه وليًا من أولياء الصالحين، ثم يتبين أنه كان لا يجيد سوى الكلام.. أما الأفعال فهي أفعال المنافق الكاذب الذي لا يعرف عن إسلامه ومبادئه شيئًا!

    وبين شاب ثالث، أوحى للفتاة بكل الوسائل أنه يريدها، حتى ضاقت به ذرعًا وطلبت منه التقدم رسميًا أو الابتعاد فقال: أنا لم أعدك بشيء! انتبهوا يا أفاضل.. لا زلت أتكلم عن تصرف شاب ملتزم في عرفنا! بعد الصدمة.. توالت الإحباطات حتى صرنا لا نؤمن بأن في بلدنا كله رجلا!! صرنا نرى أحلامنا بزوج: رجل صالح دينًا وخلقًا.. عاقل ومنفتح على هذه الدنيا ناجح فيها وليس منغلقًا.. ضرب من الخيال والأحلام بل ومن السخف والغباء! فهو غير موجود أو ربما هو موجود لكن في بلاد العجائب؛ حيث لا يصل إلينا ولا نصل إليه.. وحتى لو آمنا بوجوده بيننا فكيف نجده! وماذا يمكننا أن نفعل؟!

    إن كان الرجال في بلدنا يا أساتذتي لا يملكون زمام المبادرة ولا قوة القرار.. فهل يعقل أن يكون هذا منا نحن الفتيات؟! وما زاد الطين بلة -كما يقولون- هو أني وبشكل خاص أعاني من ندرة الخطاب بعكس صديقاتي، ليس لقلة جمال أو علم أو سمعة، بل على العكس ولله الحمد والمنة والفضل، ولكن لسببين رئيسيين:
    أولهما: أنني عشت في بلد الغربة أغلب حياتي حيث تقل الفرص هناك، وحيث يفضل أغلب شباب بلدنا الخطبة في الصيف من الفتيات المستقرات في بلدنا وليس في بلد الخليج التي كنت أعيش فيها.

    ثانيهما: والدتي إنسانة رقيقة وطيبة جدًا.. لكنها للأسف غير اجتماعية أبدًا.. فحتى عندما انتقلنا لبلدنا، لا يعرفنا إلا أقرباؤنا وصديقاتي، أما النساء فليس لأمي صديقات تقريبًا.. ووالدي بالمقابل رجل طيب كريم صاحب خلق أصيل، لكنه غير ملتزم.. وهذه هي الأزمة الكبرى، فمن هو الشاب الملتزم الذي سيقبل بهذا الوضع من أجل فتاة لا يعرفها جيدًا أو لم تشكل عنده قيمة بعد تجعله يتحمل أباها ويضحي من أجلها؟!

    أنا أؤمن بأن على الإنسان أن يرضى بقدر الله ويثق بالله، لكن لابد أولا أن يعقل ثم يتوكل، فكيف يكون العقل هنا يا سادتي؟ نحن نختلط بالمجتمع، وندعو الله سبحانه أن يرزقنا ما نتمنى.. فهل علينا أن نقبل بالنماذج التي تجلب الجلطة في بلدنا فنعيش معهم حياة عادية، ونكوّن أسرة عادية، ونموت ميتة عادية.. من أجل فقط أن نرتاح من هذه الدوامة.. من لوم الأهل والمجتمع على غرورنا؟!

    كل هذا لأننا نريد أن يكون لنا شأن في الدنيا والآخرة.. وطريق المرأة المسلمة لتقديم الخير للأمة يبدأ من زوج صالح تدفعه بكل ما تملك للنجاح الديني والدنيوي، وأولاد صالحين بحق ترعاهم وتحسن تربيتهم، تقدمهم أبطالا للإسلام!

    نحتاج منكم لكلمة تريح القلب وتصحح لنا المسير أيها السادة بارك الله فيكم، وعذرًا على الإطالة.. لكنها آهات ملتهبة تنبعث من قلوب متعبة حائرة.
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها Empty رد: رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الأحد مايو 25, 2008 5:52 pm

    الحل

    أهلا وسهلا بك، وشكرا لك على مقدمتك اللطيفة وكلماتك الطيبة..
    رسالتك تطرح مشكلة قد تكون عامة بالنسبة للفتيات العربيات المتمسكات بدينهن، وإن كنت أعتقد أنها أكثر وضوحًا في مجتمعك الذي تنتسبين إليه من المجتمعات العربية الأخرى والتي يمكن أن أصفها بالأكثر عملية وتقدمية من مجتمعك الذي تسود فيه داخل أوساط العائلات المحافظة النظرة التقليدية إلى الزواج من حيث ضرورة اختيار أهل الشاب للفتاة؛ إذ لا يوجد قبول اجتماعي لزواج قائم على تعارف مسبق بين شاب وفتاة ينتميان إلى عائلات محافظة.

    هذا ما أوافقك عليه إذن، وهو خطأ اجتماعي لا يحاسب عليه الشاب، بل يحتاج إلى تغيير في ثقافة المجتمع نفسه، وقد يكون أحد العوامل التي تؤدي إلى تغييره هو ازدياد العنوسة بين الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج، والحاجة أم الاختراع كما يقال، وعندما يرى المجتمع نتائج هذه العادات سوف يصبح الأهل أكثر خضوعًا لضرورات الحياة، إضافة إلى دور الشباب والفتيات في تغيير النظرة إلى الزواج القائم على تعارف مسبق، فهذا بحاجة إلى اقتناع من قبل الشاب والفتاة بأن اختيار شريك الحياة هو أولوية بالنسبة إليهما، ويبقى دور الأهل ثانويا بحدود الإرشاد لا الإجبار.

    أما ما لا أوافقك عليه فهو تعميم النظرة إلى الشباب الملتزم بأنه إما منافق أو جبان، كما ذكرت في رسالتك، فأنا أستطيع أيضا أن أضرب لك أمثلة عن فتيات ملتزمات لا يظهر التزامهن إلا بالكلام، وأما الفعل فبعيد جدا عن دائرة الالتزام.

    وكذلك أستطيع أن أضرب لك أمثلة عن تراجع الفتاة عندما يضعها الشاب على المحك لأنها تبحث عن مصلحتها مع شاب أكثر ثراء، أو بالأحرى شاب مرتاح ماديا، كما أن هناك كثيرًا من النماذج التي يكون فيها أهل الفتاة هم المعرقلون لإتمام الزواج بحجج مادية بحتة.

    نعم توجد أمثلة كثيرة عن تراجع الشباب والتوائهم؛ وذلك لأن المجتمع يتيح لهم ذلك أكثر من الفتيات، ولكن ألا توجد فتيات "ملتزمات" همهن الإيقاع بالشاب كي يخرجن من دائرة العنوسة، وما إن يصبح الخاتم في الإصبع بعد الخطوبة أو العقد حتى تبدأ الطلبات وترتفع الأسعار... إلى آخره؟!

    هل كل بنات حواء ملائكة وكل أولاد آدم شياطين؟! يا عزيزتي أرجو أن تعلمي أن الكثيرين هم ضحايا تربية أساسها الاختفاء وراء أقنعة من الطيبة والمثالية و.. و.. ولكن هذه الأقنعة تخفي وراءها حقيقة أن كل واحد يبحث عن مصلحته سواء كان شابا أو فتاة أو أسرة، فهذه التي تشتكي من زواج ابنتها من خليجي لأنها لم تجد لها عريسا من بلدها، هي في الحقيقة من وافقت على هذا الزواج لأن الخليجي سيمطر ابنتها بالمال الذي يجلب السعادة كما يظن أكثر الناس، وهذا الرجل الذي منع ابنه من الزواج بمن أحب واختار كان همه أن يتزوج ابنه ممن أهلها على مستوى مادي رفيع، وهكذا.. والضحية الأولى والأخيرة ليس أنتن أيتها الفتيات ولا شقائقكم من الشباب، بل هو الإسلام الذي تسمونه التزامًا.

    من الأخطاء التي تلقي رسالتك الضوء عليها هو أن الأبناء يدفعون ثمن أخطاء الآباء، وفي نفس الوقت يدفعون ثمن قسمة المجتمع إلى ملتزمين وغير ملتزمين، فأنت تقولين إن والدك غير ملتزم ولكنك تصفين أخلاقه بالكريمة والأصيلة!

    والمشكلة أن الناس لا تبحث عن الأخلاق وإنما تبحث عن المظاهر، كما تصفين أنت حال الشباب الملتزمين، فالمظهر هو الذي يدفع الفتاة إلى ارتباطها بالشاب، ولكن المخبر لا يظهر إلا في حالات الشدة، وما أنت إلا فتاة من قومك، فهذا هو أغلب المجتمع العربي الذي أصبح الإسلام فيه يسمى التزاما، ولا أدري من أين أتت هذه الكلمة (التزام) مع أنها لم تكن موجودة في قاموس الناس في عصر النبوة؟!

    يجب أن نصل إلى قناعة أن مستوى الصلاح ليس بالمظهر؛ لأن هذا المظهر يختلف من مجتمع لآخر، فمثلا من تغطي شعرها دون وجهها في بلد غير خليجي تعتبر متشددة بينما في بلد خليجي تعتبر "متفلّتة".

    والصلاح الذي هو الالتزام الحقيقي يجب أن يكون أساسه قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمن الناس على أموالهم وأنفسهم». فهل والدك غير مسلم كي يرفض شاب الارتباط بك لأن والدك حليق الذقن مثلا؟!
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها Empty رد: رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الأحد مايو 25, 2008 5:53 pm

    ذكرتني مشكلتك بمشكلة فتاة من بلدك قضت سنواتها الدراسية في بلد خليجي، والتزمت الفتاة في الثانوية، ولما عادت إلى بلدها عانت من عدم تقدم الخطاب لها ليس لأن والدتها غير اجتماعية كوالدتك؛ بل لأن والدتها ذات مظهر غربي بمعنى أنه مخالف تماما لمظهر الفتاة، والسؤال: ما ذنب الفتاة هنا؟! تماما كما هو سؤالك: ما ذنبي أنا إذا كان والدي غير ملتزم؟
    وتسألين أيضا: هل على الفتيات أن يأخذن زمام المبادرة؟

    والجواب: ولم لا؟ كم مرة أجبنا على سائلة معجبة بشاب لأخلاقه أنه لا مانع من إرسال حكيم إليه لجس نبضه أو حتى لعرضها عليه للزواج منها!

    طبعا العائق الاجتماعي متغلغل في ثقافة المجتمع هنا أيضا، ويحتاج إلى تغيير أو اقتلاع؛ لأنه لا يتناسب مع الإسلام في العهد النبوي حيث عرضت امرأة نفسها على النبي عليه الصلاة والسلام أمام أصحابه، ولما روى أنس رضي الله عنه الحديث قالت ابنته: واسوأتاه، ما أقل حياءها! فصحح لها أنس فقال: هي خير منك رغبت برسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أعلم أن الرسول الكريم لا مثيل له، ولكن كم فتاة منكن مستعدة للارتباط برجل خلوق طيب كريم النفس ولكنه فقير لا يملك شروى نقير؟ ومن منكن مستعدة لتقف أمام أهلها وتقول بجرأة غير مخلة بالحياء: إنه حقي الشرعي أن أختار شريك حياتي و أنا أريد هذا الرجل لأنه ذو خلق وعلى دين؟ ومن منكن مستعدة لتحمل شظف العيش كما تحملته نساء النبي وعلى رأسهن خديجة ابنة العز وواسعة الثراء حين دخلت معه في شعب بني هاشم أيام الحصار؟

    هل المشكلة في الشباب فقط آنستي؟ لا أعتقد، بل هي مشكلة اجتماعية ثقافية أساسها عدم الصراحة والوضوح، بل الرضوخ لعادات اجتماعية ما أنزل الله بها من سلطان، وهذه العادات متغلغلة بين من يُسمَّون "الملتزمون والملتزمات".

    وأضرب لك مثلا من تجربتي الشخصية فعندما كنت في الثانوية التزمت بحلقة دينية، وبعد أن دخلنا الجامعة خطبت إحدى زميلاتنا لرجل أصوله من مدينة غير مدينتنا فكان الاعتراض من أهل والديها: كيف تزوج ابنتك لغريب؟ انظري إلى السؤال! مع أن الشاب سوف يسكن في نفس المدينة؛ ثم عندما زرنا زميلتنا لنبارك لها بعد الزواج قالت رئيستنا في المجموعة والتي لها تأثير علينا نحن اللواتي نصغرها بعشر سنوات على الأقل: لم يؤثِّث لها سوى غرفتين فقط وبقية الغرف فارغة! هذا كلام ملتزمة وقدوة يا آنستي! فما رأيك؟

    هذه القصة منذ أكثر من ربع قرن وما زال غالبية الناس في بلدك متمسكين بأفكارهم السطحية، إلا من رحم ربي، ووالد صديقتي هذه كان حليق الذقن لذلك لم يكن الناس يحيطونه بهالة قدسية كما يفعلون مع الفقهاء الآخرين، مع أنه كان ملتزما حقًا وربى أولاده وبناته أفضل تربية، حتى إنه ولديه تم اعتقالهما صغارًا بسبب التزامهما بالمسجد!
    اهلاوى على طول
    اهلاوى على طول
    فريق
    فريق


    عدد الرسائل : 1544
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 39
    تاريخ التسجيل : 16/05/2008

    رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها Empty رد: رسالة من "المتحدثة باسم بنات جيلها

    مُساهمة من طرف اهلاوى على طول الأحد مايو 25, 2008 5:53 pm

    أنت تريدين أن نصحح لك ولزميلاتك المسار، وأنا أقول لك ولهن: إنها حياتكن وإن كثيرا من العادات التي يظنها الناس إسلامية ليست من الإسلام في شيء، فمن حق المرأة أن تختار شريك حياتها، ومن حق الشاب أن يخالف أهله في رأيهم بزواجه دون أن يكون عاقًا لهم، ومن حق باقي الناس عليكم ممن تسمونهم غير ملتزمين أن تنظروا إليهم نظرة أكثر إنسانية وأكثر تسامحا وأكثر تقبلا، ومنهم والدك؛ لأن خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، ولأن المسلم هو الذي يقوم بأركان الإسلام الخمسة، ويتخلق بأخلاق الإسلام حتى لو لم يعلن على الملأ أنه إسلامي، ومن حق الإسلام عليكم شبابا وفتيات أن تكونوا أكثر صدقًا بتمثيله فلا تكونوا ممن قال الله عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

    نبتة الإسلام لا تترعرع إلا إذا كان الزراع مستعدين للتضحية الحقيقية، في زمانها ومكانها المناسبين، وأنت تخبريننا أنك اطلعت وزميلاتك على كتب الوعظ والرقائق والظلال وهي جيدة، ولكنها ترغّب الناس بالموت في سبيل الله، لكنك لم تذكري كم كتابًا قرأت لتتعلمي كيف تكون الحياة في سبيل الله، وهذا ليس ذنبك؛ لأن الكتب الإسلامية التي تتحدث عن ترتيب الأولويات في حياتنا أقل من أصابع اليد الواحدة.

    كما أنه ليس ذنبك أن من علّموك الدين ثم رحلوا لم يحدثوك عن هذه المعضلة: معضلة سعي المسلمين للحياة في سبيل الله؛ مع أنها أولوية لك ولكل الشباب والفتيات إن أرادوا بناء أنفسهم قبل أن يحاولوا بناء أسرة لا تصمد أمام واقع اجتماعي معقد.

    والسلام عليكم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 11:19 pm