الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قبل سنتين تقريباً اندلعت حربٌ في جنوب لبنان بين دولة اليهود وما يسمَّى بـ (حزب الله)، وكانت حرباً بلا هدف بيِّن ظاهر للعيان.
وتحرك الإعلامُ في تغطية هذه الحربِ، وكان بحق هو المحارب الأول فيها، فحرك العواطف، وأظهر الدمار الحاصل بسبب القصف الجويِّ الإسرائيلي على البلدات والناس العزل، وأظهر أيضاً تلك الصواريخ التي تقع على ثرى فلسطين المحتلة، ولكن ما أخفاه الإعلام هو أن أكثر المتضررين من هذه الحرب هم أهل السنة في لبنان الذين لا بواكي لهم ولا مدافع عنهم، أما ما يسمَّى بـ (حزب الله) فمع وقوعِ مناطقه تحت طائلة القصف اليهودي الأهوج، إلا أن مكاسبه الكبرى كانت سياسياً وإعلامياً، واقتصادياً، فظهر مظهر المنتصر الذي كسر الشوكة اليهودية، وظهرت في خطابات رموزه أسماء القدس وفلسطين، بعدما حوَّلهما إلى شعارين يدغدغ بهما عواطف الناس. أما الخراب الذي تسبب به القصفُ، فقد أعيد بناؤه بأموالٍ لم يكن الحزبُ يحلم بها، وعاد كلُّ شيءٍ لمن كان تابعاً له، أما أهل السنة فخسائرهم لم يلتفت لها أحدٌ.
هذا الكلام ينظر إليه البعض على أنه كلام طائفي ، ولا يهمني هذا الوصفُ من قبل ولا من بعد، ولكن الذي يعنيني أن ساعة المحاسبة اليوم أتت لكل من طبل لحزب الله في حربه تلك، حين صفق له من صفَّقَ بدعوى أنه يقاتل اليهود، وبدعوى أن ذاك الحزب الإيراني الفارسي أقرب إلينا من اليهود.
فحين كانت صيحات العقلاء تقول إنها حربٌ بالوكالة، وأن المقصودَ منها الداخل اللبناني وليس الخارج، وأن شر الحزب على إخواننا في لبنان أشد من شر اليهود، كان هذا التحذيرـ وللأسفـ يقابل بالتسفيه وعدم الفقه، بل والعمالة في بعض الردود.
فها نحنُ اليوم نرى الحزبَ وقد ترك اليهود، وتحوَّلَ ليحتلَّ بيروتَ، وليضربَ إخواننا في خلده والدوحة وعكار وجبل لبنان. ها نحنُ نسمع خطاب حسن الصريح أنه سيلقي بإخواننا في السجون أو البحر.
ها نحنُ نسمع تداعي صيحات أهل السنة وغير أهل السنة، بل وغير المسلمين في لبنان وهم يعلنونَ أن احتلال الحزب للبنان هو احتلالٌ طائفي بحت. ونرى مع ذلك تكميم الحزب لكل وسائل الإعلام عن نقل الحقيقة، وإخفاء ما يقع هناك من إظهارٍ للشعارات الطائفية الصارخة في سب الصحابة، والتمثيل بالجثث، وإطلاق النار على جموع المشيعين موتاهم، يرافقُ ذلك تحرك النصيرية في الشمال، ومحاولة إشعال فتيل الحرب في طرابلس، وقبل ذلك تعطيل نبيه بري لكل محاولات الحل السلمي يدل على ماذا؟ الجواب هو: جني آخر مكاسب حربهِ الدعائية، ببسط النفوذ الرافضي الإيراني، وبالتالي محو كل نفوذٍ لغيرهم.
فيا من خدعتم أنفسكم قبل غيركم بأن مثل هذا التحليل هو تحليل عقدي للأحداث، وأنه أضحوكةٌ باليةٌ، وأن مثل هذا الكلام لايتوافق مع التعايش بين الطوائف الإسلامية، وأنه ضربٌ لإسفين الفتنة بين المسلمين، ولايتناغم مع تطبيع الخلاف، وأن مثل هذا الكلام يفرح به اليهود قبل غيرهم، وأن مثل هذا الكلام هو كلام الجبناء، وأن رأسَ المقاومة والجهاد ضد اليهود هو حسن حتى خطب باسمه على منابر الجمع السنية.
لهؤلاء جميعاً أقول: لقد أخطأت تحليلاتكم، وكذبكم حسن وبين لكم أن استعراضه قبل سنتين هو لفرض الهيمنة على لبنان من أجل خدمة المد الفارسي في المنطقة، فما هو إلا تلميذ نجيب و وكيلٌ مخلص وامتداد مؤثر للثورة الخمينية.
أما آن لنا أن نفيق وأن نعقل. مرت بنا تجربة العراق وكذَّبتم أعينكم يوم تنادى الصادقون أن شر الصفويين على أهل السنة أعظم من شر الاحتلال، وكلاهما شر، فكذَّبتم ذلك حتى أزهقت أرواح أهل السنة في الشوارع، ونيل من أعراضهم واغتصبت خيراتهم، وابتلعَ الروافض البلدَ. وكذلك فعلتم، ولا زلتم تفعلون مع حزب الله.
قبل سنتين تقريباً اندلعت حربٌ في جنوب لبنان بين دولة اليهود وما يسمَّى بـ (حزب الله)، وكانت حرباً بلا هدف بيِّن ظاهر للعيان.
وتحرك الإعلامُ في تغطية هذه الحربِ، وكان بحق هو المحارب الأول فيها، فحرك العواطف، وأظهر الدمار الحاصل بسبب القصف الجويِّ الإسرائيلي على البلدات والناس العزل، وأظهر أيضاً تلك الصواريخ التي تقع على ثرى فلسطين المحتلة، ولكن ما أخفاه الإعلام هو أن أكثر المتضررين من هذه الحرب هم أهل السنة في لبنان الذين لا بواكي لهم ولا مدافع عنهم، أما ما يسمَّى بـ (حزب الله) فمع وقوعِ مناطقه تحت طائلة القصف اليهودي الأهوج، إلا أن مكاسبه الكبرى كانت سياسياً وإعلامياً، واقتصادياً، فظهر مظهر المنتصر الذي كسر الشوكة اليهودية، وظهرت في خطابات رموزه أسماء القدس وفلسطين، بعدما حوَّلهما إلى شعارين يدغدغ بهما عواطف الناس. أما الخراب الذي تسبب به القصفُ، فقد أعيد بناؤه بأموالٍ لم يكن الحزبُ يحلم بها، وعاد كلُّ شيءٍ لمن كان تابعاً له، أما أهل السنة فخسائرهم لم يلتفت لها أحدٌ.
هذا الكلام ينظر إليه البعض على أنه كلام طائفي ، ولا يهمني هذا الوصفُ من قبل ولا من بعد، ولكن الذي يعنيني أن ساعة المحاسبة اليوم أتت لكل من طبل لحزب الله في حربه تلك، حين صفق له من صفَّقَ بدعوى أنه يقاتل اليهود، وبدعوى أن ذاك الحزب الإيراني الفارسي أقرب إلينا من اليهود.
فحين كانت صيحات العقلاء تقول إنها حربٌ بالوكالة، وأن المقصودَ منها الداخل اللبناني وليس الخارج، وأن شر الحزب على إخواننا في لبنان أشد من شر اليهود، كان هذا التحذيرـ وللأسفـ يقابل بالتسفيه وعدم الفقه، بل والعمالة في بعض الردود.
فها نحنُ اليوم نرى الحزبَ وقد ترك اليهود، وتحوَّلَ ليحتلَّ بيروتَ، وليضربَ إخواننا في خلده والدوحة وعكار وجبل لبنان. ها نحنُ نسمع خطاب حسن الصريح أنه سيلقي بإخواننا في السجون أو البحر.
ها نحنُ نسمع تداعي صيحات أهل السنة وغير أهل السنة، بل وغير المسلمين في لبنان وهم يعلنونَ أن احتلال الحزب للبنان هو احتلالٌ طائفي بحت. ونرى مع ذلك تكميم الحزب لكل وسائل الإعلام عن نقل الحقيقة، وإخفاء ما يقع هناك من إظهارٍ للشعارات الطائفية الصارخة في سب الصحابة، والتمثيل بالجثث، وإطلاق النار على جموع المشيعين موتاهم، يرافقُ ذلك تحرك النصيرية في الشمال، ومحاولة إشعال فتيل الحرب في طرابلس، وقبل ذلك تعطيل نبيه بري لكل محاولات الحل السلمي يدل على ماذا؟ الجواب هو: جني آخر مكاسب حربهِ الدعائية، ببسط النفوذ الرافضي الإيراني، وبالتالي محو كل نفوذٍ لغيرهم.
فيا من خدعتم أنفسكم قبل غيركم بأن مثل هذا التحليل هو تحليل عقدي للأحداث، وأنه أضحوكةٌ باليةٌ، وأن مثل هذا الكلام لايتوافق مع التعايش بين الطوائف الإسلامية، وأنه ضربٌ لإسفين الفتنة بين المسلمين، ولايتناغم مع تطبيع الخلاف، وأن مثل هذا الكلام يفرح به اليهود قبل غيرهم، وأن مثل هذا الكلام هو كلام الجبناء، وأن رأسَ المقاومة والجهاد ضد اليهود هو حسن حتى خطب باسمه على منابر الجمع السنية.
لهؤلاء جميعاً أقول: لقد أخطأت تحليلاتكم، وكذبكم حسن وبين لكم أن استعراضه قبل سنتين هو لفرض الهيمنة على لبنان من أجل خدمة المد الفارسي في المنطقة، فما هو إلا تلميذ نجيب و وكيلٌ مخلص وامتداد مؤثر للثورة الخمينية.
أما آن لنا أن نفيق وأن نعقل. مرت بنا تجربة العراق وكذَّبتم أعينكم يوم تنادى الصادقون أن شر الصفويين على أهل السنة أعظم من شر الاحتلال، وكلاهما شر، فكذَّبتم ذلك حتى أزهقت أرواح أهل السنة في الشوارع، ونيل من أعراضهم واغتصبت خيراتهم، وابتلعَ الروافض البلدَ. وكذلك فعلتم، ولا زلتم تفعلون مع حزب الله.