شبكة النبأ: من اجل التاثير اكثر في توجيه السياسة الامريكية نحو تنفيذ المصالح الاسرائيلية أصدرَ مشروع "أكتب لأجل إسرائيل" "write on for Israel" كتاباً أو بالأحرى "دليلا" يوضح كيف يستطيع طلاب المدارس العليا الثانوية والجامعات، الدفاع عن إسرائيل. يتكون الكتاب من ثمانية فصول ومقدمة جاء فيها أنه، يجب الدفاع عن إسرائيل لأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والشريك القريب للولايات المتحدة. وتؤمن بالتعددية العرقية والدينية وتوفر حرية الدين للجميع!!؟؟.
يعرض الفصل الأول "الاتهامات" الأكثر شيوعاً التي توجَه لإسرائيل مع حجج مضادة لها وذلك على النحو التالي (التقرير ينقل عن الكتاب فقط)، بحسب تقرير لموقع واشنطن.
"اليهود غير راغبين للمشاركة في فلسطين ورفضوا حل الدولتين"
يَقبَل اليهود حل الدولتين، فقد وافقوا على تقرير لجنة بيل عام 1937 Peel Commission Report الذي وضع خطة لإقامة دولتين الأولى عربية والثانية يهودية بينما رفضه العرب. كانت قمة كامب ديفيد الأخيرة دليل أيضاً علي حقيقة أن الفلسطينيين هم الذين يرفضون بشكل مستمر حل الدولتين، وليس اليهود.
"'الاحتلال الإسرائيلي غير مبرر"
وافقت إسرائيل على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الذي نص علي أن تعيد إسرائيل "أراضي" استولت عليها رسمياً في "حرب دفاعية". بينما رفضه العرب في 1967 وأطلقوا "اللاءات الثلاثة" الشهيرة وتبنوا الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي أنكر حق تل أبيب في الوجود. إن الاحتلال الإسرائيلي ليس - وبشكل واضح- العامل الوحيد الذي يمنع السلام. لقد انتهى الاحتلال الإسرائيلي لهذه المناطق في عام 1995 لكن المنطقة لم تقترب من السلام.
"إسرائيل لم تبذل جهود قوية نحو السلام"
قبلت إسرائيل راضية، وفقاً لأوسلو، السلطة الوطنية الفلسطينية كشريك على قدم المساواة للتفاوض. كما وقّع الطرفان في 25 سبتمبر1995 اتفاق نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من أغلب مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. ثم أعادت إسرائيل احتلال هذه المناطقِ في 2001 لأن الفلسطينيين بدأوا في القيام بعمليات التفجير الانتحارية.
"قُتل فلسطينيون أكثر من الإسرائيليين في أعمال العنف الأخير."
إن الإرهاب هو العمل الوحيد الذي يجمد عملية السلام. خلال السنوات الخمس الماضية، ارتكب الفلسطينيون أكثر من 120 عملية تفجير انتحارية. وكَرَد، ينتقم الإسرائيليون بالاغتيال الموجه "للرؤوس الإرهابية". لكن ما زال، الفارق بين الهجمات الإسرائيلية وعمليات التفجير الانتحارية الفلسطينية هو أن إسرائيل تستهدف "الإرهابيين البارزين"، بينما يستهدف "الإرهابيون الفلسطينيون" مدنيين إسرائيليين أبرياء.
"إسرائيل دولة عنصرية."
من غير الممكن الإنكار أن فوائد المواطنة الإسرائيلية مُنِحت إلى غير اليهود، ومن بين ذلك الأقلية العربية (عرب 48) والدرزية التي تُشكل 20 بالمائة من المواطنين الإسرائيليين. كل مواطن إسرائيلي يهودي، مسلم، مسيحي، أَو درزي لديه حماية مساوية تحت القانون.
"إسرائيل خلقت مشكلة اللاجئين."
تقع مسئولية اللاجئين الفلسطينيين على العرب أنفسهم. بسبب قيامهم بشن حربين هما "حرب عام 1948 " و حرب عام 1967 ، ومع انتصار إسرائيل في هذين الحربين نزح العديد من العرب إلى مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن ثم فإن إسرائيل لم تخلق هذه المشكلة، وإنما "العدوان العربي" هو السبب الأساسي فيها.
"عرفات كان محقاً عندما رفض عرض قمة كامب ديفيد 2001-2002 "
جاء رفض عرفات الحصول على 98 بالمائة من المنطقة المتنازع عليها لأنه لم يكن مهتماً بحجم الأرض التي سيحصل عليها لكن بالأحرى، بأن إسرائيل ستستمر في الوجود كوطن قومي لليهود. قابلية إسرائيل للحياة كانت غير مقبولة لعرفات. قال دينيس روس المفاوض الأمريكي عن رفض عرفات للاقتراح "لينهي الصراع فهذا يعني أن يُنهي نفسه".
" عدم قانونية الاغتيالات الموجهة Targeted assassinations"
تلجأ إسرائيل إلى هذه الاغتيالات بالنظر إلى مجموعة من الأسباب: الأول، أن هذا الأمر مقبولا طالما جاء في إطار الحرب. والثاني صعوبة القبض على قادة العدو. والثالث حق الدفاع عن النفس.
والرابع أهمية هذه الاغتيالات القصوى لإسرائيل. والخامس عدم قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية على اعتقال ومحاكمة "إرهابييها".
"إسرائيل الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان في العالم"
تعد إسرائيل الديمقراطية المستقلة الوحيدة في الشرق الأوسط. تتيح للفلسطينيين التقدم بشكاويهم أمام المحكمة العليا. في أي مهمة لجيش الدفاع الإسرائيلي، يُدرب الجنود على اتخاذ أقصي درجات العناية بحياة الفلسطينيين. صحيح أن إسرائيل تهدم البيوت لكن ذلك بسبب أن هذه البيوت عادة ما تستخدم كمصانع للقنابل الانتحارية أَو ملاجئ لأنشطة المحظورة الأخرى. لا يطلق الجنود الإسرائيليون النار إلا إذا أطلق عليهم النار لكي يقللوا من الإصابات ويكملوا مهماتهم بسلام. ويعد جيش الدفاع الإسرائيلي واحداً من أكثر الجيوش إنسانية في العالم.
"إسرائيل ليس لها الحق في الوجود"
هناك ثلاث خواص تسمح لمجموعة من الناس أن تكون أمة. الخصيصة الأولى، الاشتراك في لغة مشتركة فريدة ومختلفة عن لغات المجموعات الأخرى. أما الخصيصة الثانية، وجود ثقافة مشتركة. والثالثة، الاشتراك في أصل واحد. كل ذلك يتوفر لدولة إسرائيل إذ توجد لغة مشتركة هي العبرية، والثقافة المشتركة هي اليهودية، والأصل المشترك. إن ملائمة تعريف الأمة للشعب اليهودي يعطي إسرائيل حق الوجود كوطن قومي للشعب اليهودي.
تاريخ إسرائيل القديم والحديث
ينتقل الكتاب في الفصل الثاني إلى التاريخ القديم والحديث لإسرائيل وذلك على اعتبار أن تاريخ إسرائيل جزء لا يتجزأ من الصراع العربي الإسرائيلي، والمرء لا يستطيع فهم العديد من مظاهر هذا الصراع بدون معرفة شاملة لتاريخ إسرائيل. ومما يلفت النظر هو محاولة التأكيد عبر التاريخ على أحقية إسرائيل التي ترجع إلى آلاف السنين، بحسب الكتاب.
وحسب ما جاء في الكتاب يمتلك اليهود علاقة تاريخية عمرها 3300 سنة مع أرض إسرائيل ومما يؤكد على ذلك تلك البقايا الخاصة بالممالك اليهودية القديمة التي توجد في وحول مدينة القدس القديمة، وهازور Hatzor في الجليل، وبيت جوبرين Beit Jubrin في صحراء جودين Judean Desert ، وكاتزرين Katzrin في مرتفعات الجولان، وتلك فقط قليل من بضع العشرات المواقع التي تؤكد الحضور اليهودي في الأرض.
وتدليلاً على الوجود القديم لإسرائيل يعمد الكتاب إلي إلقاء الضوء علي مصطلح الصهيونية فيشير إلي أنه مصطلح حديث استخدم لأول مرة في 1890 من قبل ناثان بيرنبوم Nathan Birnbaum ، لكن أصل الكلمة (صهيون) جاء من التوراة، مما يجعله يعود إلي نحو 3000 سنة. وتعني كلمة صهيون في التوراة إحدى أشياء ثلاثة: 1- تل في القدس يدعي جبل صهيون.2- مدينة القدس. 3- أرض إسرائيل.
بعد شرح التاريخ القديم لإسرائيل يبدأ الكتاب في استعراض التاريخ الحديث من خلال مرحلتين:
الهجرة الأولى
حاول الكتاب التأكيد على توافر عوامل بناء الدولة في هذه المرحلة فجاءت الإشارة إلى أن البداية في عام 1882 في روسيا وتكوين منظمة "هوفيفي زيون " (أحباء صهيون) لإعادة بناء دولة يهودية في إسرائيل. ثم الـهجرة اليهودية الأولى 1882- 1903 التي شملت 25000 من أعضاء أحباء صهيون. وظهور تيودور هيرتزل Theodore Herzl عام 1894 وكتابه المشهور: "الدولة اليهودية"، وتأسيسه في أغسطس 1897 للمنظمة الصهيونية العالمية في مدينة بازل السويسرية. ثم الهجرة اليهودية الثانية 1904 - 1914حيث وصل 30000 يهودي بنوا أكثر من 35 مستوطنة تشمل تل أبيب. استخدموا العبرية كلغة للخطاب. تشكلت قوة دفاع عن النفس وتأسست حركة الكيبوتز.
وحرص الكتاب على الحديث عن الدور الذي لعبه اليهود في الحرب العالمية الثانية 1914-1918 من ناحية تأييد بريطانيا ومن ثم صدر في 2 نوفمبر 1917 وعد بلفور. ثم كانت الـهجرة اليهودية الثالثة 1919-1923 وشملت 35000 يهودي. وتأسست الوكالة اليهودية التي أدارت الشؤون اليومية لليهود، والهيستادروت (إتحاد العمل اليهودي ) و الهاجانا.
تناول الكتاب بعد ذلك مجموعة من التطورات التي تعلقت بالدور البريطاني الذي بدا "خائفاً" من المعارضة العربية للصهيونية . ونتيجة ذلك أصدر البريطانيون في عام 1922 الورقة البيضاء الأولي ثم الثانية في عام 1930 ثم الثالثة في مايو عام 1939التي اعتبرها الكتاب ضربة مدمرة للصهيونية إذ حاولت بريطانيا شراء ولاء العرب قبل الحرب العالمية الثانية فأوقفت بيع الأراضي لليهود وحددت الهجرة بـ 15 ألف يهودي لمدة خمس سنوات وحددت تقرير مصير فلسطين علي أساس الأغلبية. جاءت الورقتان الأولي والثانية بعد الهجرة اليهودية الرابعة(35 ألف يهودي) في الفترة من 1924- 1928والهجرة الخامسة (24ألف يهودي) ليصل عدد اليهود إلي 400 ألف يهودي حتى أصبحت إسرائيل على حافة الدولة.
ركز الكتاب في تناوله للحرب العالمية الثانية على المحرقة التي كانت "حرباً نازية ضد الشعب اليهودي"، الذي أبيد منه" 6.000.000 يهودي ". ثار اليهود بعد الحرب ضد إنجلترا التي سلمت إدارة فلسطين إلى الأمم المتحدة في 2 أبريل 1947. أنشأت الأمم المتحدة لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين (أنسكوب) the United Nations Special Committee on Palestine (UNSCOP)- التي فضلت تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية. بعد قتال بين قوات اليهود وقوات المفتي فيصل الحسيني على المناطق التي أخلاها البريطانيون، في الرابعة من مساء 14مايو عام 1948 أُعلن استقلال دولة إسرائيل على 25 % مما ترك من فلسطين تحت الانتداب، وليس 52 % حسب خطة الأمم المتحدة.
المرحلة الثانية
بدأت هذه المرحلة بعد إعلان الدولة. ويشير الكتاب إلي حرب 1948 التي أسماها "حرب إسرائيل من أجل الاستقلال". حصلت إسرائيل علي 65 % من الأرض. وضمت الأردن يهودا والسامرة وحولت مصر قطاع غزة إلى منطقة عسكرية.يمضي الكتاب فيشير إلي الفترة من عام 1949 - 1955 باعتبارها سنوات الاستقلال الأولي إذ زادت الهجرة ووصل مليون يهودي وأصدر في عام 1950 قانون العودة.
تعرضت إسرائيل لـ "تهديد عسكري عربي جديد: الإرهاب". ردت إسرائيل بشن مئات من الحملات الانتقامية علي البلدان العربية. شهدت الفترة من 1955 - 1956 نمو التوترات مع مصر التي أغلقت مضايق تيران أمام السفن الإسرائيلية، وحاصرت آيلات. شنت إسرائيل حرباً وقائية (حملة سيناء 29 أكتوبر 1956 - 5 نوفمبر 1956) ضد مصر واستولت علي صحراء سيناء بما في ذلك قطاع غزة خلال 100 ساعة من القتال. انسحبت إسرائيل من سيناء في مارس 1957 بسبب الضغط الحاد من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي، وأبرمت صفقة بأن تتم إعادة سيناء إلى قوة حفظ سلام التابعة للأمم المتحدة.تناول الكتاب بعد ذلك مجموعة من الأحداث الأخرى مثل بداية التوتر مع مصر وسوريا ثم نشوب حرب الأيام الستة التي أسماها " حرب إسرائيل الثانية للاستقلال"، وحرب يوم الغفران 6 - 24 أكتوبر 1973 و قيام مصر وسوريا بـ "غزو invasion " إسرائيل بينما الإسرائيليون يصلون احتفالاً بيوم الغفران لكن الجيش الإسرائيلي قاتل "حربه الأفضل من منظور عسكري".
واصل الكتاب تناوله للأحداث التاريخية فأشار إلي اتفاقيتي فض الاشتباك الأولي والثانية مع مصر في يناير 1974 وسبتمبر 1975. ثم جاء الحديث بعد ذلك عن ما أسماه الكتاب بـ" الإرهاب الفلسطيني" خلال الفترة 1967 – 1976 خاصة بعد ظهور منظمة التحرير الفلسطينية و زعيمها الجديد ياسر عرفات. ثم زيارة الرئيس السادات في نوفمبر 1977 وما مثله ذلك من اعتراف أكبر دولة عربية بإسرائيل . ثم اتفاقيات كامب ديفيد في سبتمبر 1978.
يمضي الكتاب فيشير إلى "عملية سلام الجليل" في يونيو عام 1982 ويقصد بها غزو لبنان من أجل "تطهيرها" من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، و الغزو العراقي للكويت وبقاء إسرائيل بعيداً وعدم الرد على بعض الصواريخ العراقية. ثم الانتفاضة الأولى 1987- 1992 التي اندلعت بسبب "حادث سيارة في غزة بين شاحنة إسرائيلية وسيارة فلسطينية"، واتفاقيات أوسلو الأولى في سبتمبر 1993 حيث عملت إسرائيل من أجل السلام فانسحبت من غزة وأريحا ووقعت اتفاقية وادي عربة في نوفمبر 1994 مع الأردن ثم اتفاقية أوسلو الثانية في سبتمبر 1995وصولاً إلي كامب ديفيد في يوليو 2000 و"العرض المدهش" الإسرائيلي الذي رفضه عرفات. وانتفاضة الأقصى أو حرب أوسلو التي كانت " حرب إرهاب منظمة ضد الإسرائيليين شملت في الغالب القيام بعمليات انتحارية، وإطلاق النار".وأخيراً وصل الكتاب إلي محطة"التحرر من غزة" وذكر سبعة أسباب دفعت إلى اتخاذ قرار الانسحاب
يعرض الفصل الأول "الاتهامات" الأكثر شيوعاً التي توجَه لإسرائيل مع حجج مضادة لها وذلك على النحو التالي (التقرير ينقل عن الكتاب فقط)، بحسب تقرير لموقع واشنطن.
"اليهود غير راغبين للمشاركة في فلسطين ورفضوا حل الدولتين"
يَقبَل اليهود حل الدولتين، فقد وافقوا على تقرير لجنة بيل عام 1937 Peel Commission Report الذي وضع خطة لإقامة دولتين الأولى عربية والثانية يهودية بينما رفضه العرب. كانت قمة كامب ديفيد الأخيرة دليل أيضاً علي حقيقة أن الفلسطينيين هم الذين يرفضون بشكل مستمر حل الدولتين، وليس اليهود.
"'الاحتلال الإسرائيلي غير مبرر"
وافقت إسرائيل على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الذي نص علي أن تعيد إسرائيل "أراضي" استولت عليها رسمياً في "حرب دفاعية". بينما رفضه العرب في 1967 وأطلقوا "اللاءات الثلاثة" الشهيرة وتبنوا الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي أنكر حق تل أبيب في الوجود. إن الاحتلال الإسرائيلي ليس - وبشكل واضح- العامل الوحيد الذي يمنع السلام. لقد انتهى الاحتلال الإسرائيلي لهذه المناطق في عام 1995 لكن المنطقة لم تقترب من السلام.
"إسرائيل لم تبذل جهود قوية نحو السلام"
قبلت إسرائيل راضية، وفقاً لأوسلو، السلطة الوطنية الفلسطينية كشريك على قدم المساواة للتفاوض. كما وقّع الطرفان في 25 سبتمبر1995 اتفاق نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من أغلب مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. ثم أعادت إسرائيل احتلال هذه المناطقِ في 2001 لأن الفلسطينيين بدأوا في القيام بعمليات التفجير الانتحارية.
"قُتل فلسطينيون أكثر من الإسرائيليين في أعمال العنف الأخير."
إن الإرهاب هو العمل الوحيد الذي يجمد عملية السلام. خلال السنوات الخمس الماضية، ارتكب الفلسطينيون أكثر من 120 عملية تفجير انتحارية. وكَرَد، ينتقم الإسرائيليون بالاغتيال الموجه "للرؤوس الإرهابية". لكن ما زال، الفارق بين الهجمات الإسرائيلية وعمليات التفجير الانتحارية الفلسطينية هو أن إسرائيل تستهدف "الإرهابيين البارزين"، بينما يستهدف "الإرهابيون الفلسطينيون" مدنيين إسرائيليين أبرياء.
"إسرائيل دولة عنصرية."
من غير الممكن الإنكار أن فوائد المواطنة الإسرائيلية مُنِحت إلى غير اليهود، ومن بين ذلك الأقلية العربية (عرب 48) والدرزية التي تُشكل 20 بالمائة من المواطنين الإسرائيليين. كل مواطن إسرائيلي يهودي، مسلم، مسيحي، أَو درزي لديه حماية مساوية تحت القانون.
"إسرائيل خلقت مشكلة اللاجئين."
تقع مسئولية اللاجئين الفلسطينيين على العرب أنفسهم. بسبب قيامهم بشن حربين هما "حرب عام 1948 " و حرب عام 1967 ، ومع انتصار إسرائيل في هذين الحربين نزح العديد من العرب إلى مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن ثم فإن إسرائيل لم تخلق هذه المشكلة، وإنما "العدوان العربي" هو السبب الأساسي فيها.
"عرفات كان محقاً عندما رفض عرض قمة كامب ديفيد 2001-2002 "
جاء رفض عرفات الحصول على 98 بالمائة من المنطقة المتنازع عليها لأنه لم يكن مهتماً بحجم الأرض التي سيحصل عليها لكن بالأحرى، بأن إسرائيل ستستمر في الوجود كوطن قومي لليهود. قابلية إسرائيل للحياة كانت غير مقبولة لعرفات. قال دينيس روس المفاوض الأمريكي عن رفض عرفات للاقتراح "لينهي الصراع فهذا يعني أن يُنهي نفسه".
" عدم قانونية الاغتيالات الموجهة Targeted assassinations"
تلجأ إسرائيل إلى هذه الاغتيالات بالنظر إلى مجموعة من الأسباب: الأول، أن هذا الأمر مقبولا طالما جاء في إطار الحرب. والثاني صعوبة القبض على قادة العدو. والثالث حق الدفاع عن النفس.
والرابع أهمية هذه الاغتيالات القصوى لإسرائيل. والخامس عدم قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية على اعتقال ومحاكمة "إرهابييها".
"إسرائيل الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان في العالم"
تعد إسرائيل الديمقراطية المستقلة الوحيدة في الشرق الأوسط. تتيح للفلسطينيين التقدم بشكاويهم أمام المحكمة العليا. في أي مهمة لجيش الدفاع الإسرائيلي، يُدرب الجنود على اتخاذ أقصي درجات العناية بحياة الفلسطينيين. صحيح أن إسرائيل تهدم البيوت لكن ذلك بسبب أن هذه البيوت عادة ما تستخدم كمصانع للقنابل الانتحارية أَو ملاجئ لأنشطة المحظورة الأخرى. لا يطلق الجنود الإسرائيليون النار إلا إذا أطلق عليهم النار لكي يقللوا من الإصابات ويكملوا مهماتهم بسلام. ويعد جيش الدفاع الإسرائيلي واحداً من أكثر الجيوش إنسانية في العالم.
"إسرائيل ليس لها الحق في الوجود"
هناك ثلاث خواص تسمح لمجموعة من الناس أن تكون أمة. الخصيصة الأولى، الاشتراك في لغة مشتركة فريدة ومختلفة عن لغات المجموعات الأخرى. أما الخصيصة الثانية، وجود ثقافة مشتركة. والثالثة، الاشتراك في أصل واحد. كل ذلك يتوفر لدولة إسرائيل إذ توجد لغة مشتركة هي العبرية، والثقافة المشتركة هي اليهودية، والأصل المشترك. إن ملائمة تعريف الأمة للشعب اليهودي يعطي إسرائيل حق الوجود كوطن قومي للشعب اليهودي.
تاريخ إسرائيل القديم والحديث
ينتقل الكتاب في الفصل الثاني إلى التاريخ القديم والحديث لإسرائيل وذلك على اعتبار أن تاريخ إسرائيل جزء لا يتجزأ من الصراع العربي الإسرائيلي، والمرء لا يستطيع فهم العديد من مظاهر هذا الصراع بدون معرفة شاملة لتاريخ إسرائيل. ومما يلفت النظر هو محاولة التأكيد عبر التاريخ على أحقية إسرائيل التي ترجع إلى آلاف السنين، بحسب الكتاب.
وحسب ما جاء في الكتاب يمتلك اليهود علاقة تاريخية عمرها 3300 سنة مع أرض إسرائيل ومما يؤكد على ذلك تلك البقايا الخاصة بالممالك اليهودية القديمة التي توجد في وحول مدينة القدس القديمة، وهازور Hatzor في الجليل، وبيت جوبرين Beit Jubrin في صحراء جودين Judean Desert ، وكاتزرين Katzrin في مرتفعات الجولان، وتلك فقط قليل من بضع العشرات المواقع التي تؤكد الحضور اليهودي في الأرض.
وتدليلاً على الوجود القديم لإسرائيل يعمد الكتاب إلي إلقاء الضوء علي مصطلح الصهيونية فيشير إلي أنه مصطلح حديث استخدم لأول مرة في 1890 من قبل ناثان بيرنبوم Nathan Birnbaum ، لكن أصل الكلمة (صهيون) جاء من التوراة، مما يجعله يعود إلي نحو 3000 سنة. وتعني كلمة صهيون في التوراة إحدى أشياء ثلاثة: 1- تل في القدس يدعي جبل صهيون.2- مدينة القدس. 3- أرض إسرائيل.
بعد شرح التاريخ القديم لإسرائيل يبدأ الكتاب في استعراض التاريخ الحديث من خلال مرحلتين:
الهجرة الأولى
حاول الكتاب التأكيد على توافر عوامل بناء الدولة في هذه المرحلة فجاءت الإشارة إلى أن البداية في عام 1882 في روسيا وتكوين منظمة "هوفيفي زيون " (أحباء صهيون) لإعادة بناء دولة يهودية في إسرائيل. ثم الـهجرة اليهودية الأولى 1882- 1903 التي شملت 25000 من أعضاء أحباء صهيون. وظهور تيودور هيرتزل Theodore Herzl عام 1894 وكتابه المشهور: "الدولة اليهودية"، وتأسيسه في أغسطس 1897 للمنظمة الصهيونية العالمية في مدينة بازل السويسرية. ثم الهجرة اليهودية الثانية 1904 - 1914حيث وصل 30000 يهودي بنوا أكثر من 35 مستوطنة تشمل تل أبيب. استخدموا العبرية كلغة للخطاب. تشكلت قوة دفاع عن النفس وتأسست حركة الكيبوتز.
وحرص الكتاب على الحديث عن الدور الذي لعبه اليهود في الحرب العالمية الثانية 1914-1918 من ناحية تأييد بريطانيا ومن ثم صدر في 2 نوفمبر 1917 وعد بلفور. ثم كانت الـهجرة اليهودية الثالثة 1919-1923 وشملت 35000 يهودي. وتأسست الوكالة اليهودية التي أدارت الشؤون اليومية لليهود، والهيستادروت (إتحاد العمل اليهودي ) و الهاجانا.
تناول الكتاب بعد ذلك مجموعة من التطورات التي تعلقت بالدور البريطاني الذي بدا "خائفاً" من المعارضة العربية للصهيونية . ونتيجة ذلك أصدر البريطانيون في عام 1922 الورقة البيضاء الأولي ثم الثانية في عام 1930 ثم الثالثة في مايو عام 1939التي اعتبرها الكتاب ضربة مدمرة للصهيونية إذ حاولت بريطانيا شراء ولاء العرب قبل الحرب العالمية الثانية فأوقفت بيع الأراضي لليهود وحددت الهجرة بـ 15 ألف يهودي لمدة خمس سنوات وحددت تقرير مصير فلسطين علي أساس الأغلبية. جاءت الورقتان الأولي والثانية بعد الهجرة اليهودية الرابعة(35 ألف يهودي) في الفترة من 1924- 1928والهجرة الخامسة (24ألف يهودي) ليصل عدد اليهود إلي 400 ألف يهودي حتى أصبحت إسرائيل على حافة الدولة.
ركز الكتاب في تناوله للحرب العالمية الثانية على المحرقة التي كانت "حرباً نازية ضد الشعب اليهودي"، الذي أبيد منه" 6.000.000 يهودي ". ثار اليهود بعد الحرب ضد إنجلترا التي سلمت إدارة فلسطين إلى الأمم المتحدة في 2 أبريل 1947. أنشأت الأمم المتحدة لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين (أنسكوب) the United Nations Special Committee on Palestine (UNSCOP)- التي فضلت تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية. بعد قتال بين قوات اليهود وقوات المفتي فيصل الحسيني على المناطق التي أخلاها البريطانيون، في الرابعة من مساء 14مايو عام 1948 أُعلن استقلال دولة إسرائيل على 25 % مما ترك من فلسطين تحت الانتداب، وليس 52 % حسب خطة الأمم المتحدة.
المرحلة الثانية
بدأت هذه المرحلة بعد إعلان الدولة. ويشير الكتاب إلي حرب 1948 التي أسماها "حرب إسرائيل من أجل الاستقلال". حصلت إسرائيل علي 65 % من الأرض. وضمت الأردن يهودا والسامرة وحولت مصر قطاع غزة إلى منطقة عسكرية.يمضي الكتاب فيشير إلي الفترة من عام 1949 - 1955 باعتبارها سنوات الاستقلال الأولي إذ زادت الهجرة ووصل مليون يهودي وأصدر في عام 1950 قانون العودة.
تعرضت إسرائيل لـ "تهديد عسكري عربي جديد: الإرهاب". ردت إسرائيل بشن مئات من الحملات الانتقامية علي البلدان العربية. شهدت الفترة من 1955 - 1956 نمو التوترات مع مصر التي أغلقت مضايق تيران أمام السفن الإسرائيلية، وحاصرت آيلات. شنت إسرائيل حرباً وقائية (حملة سيناء 29 أكتوبر 1956 - 5 نوفمبر 1956) ضد مصر واستولت علي صحراء سيناء بما في ذلك قطاع غزة خلال 100 ساعة من القتال. انسحبت إسرائيل من سيناء في مارس 1957 بسبب الضغط الحاد من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي، وأبرمت صفقة بأن تتم إعادة سيناء إلى قوة حفظ سلام التابعة للأمم المتحدة.تناول الكتاب بعد ذلك مجموعة من الأحداث الأخرى مثل بداية التوتر مع مصر وسوريا ثم نشوب حرب الأيام الستة التي أسماها " حرب إسرائيل الثانية للاستقلال"، وحرب يوم الغفران 6 - 24 أكتوبر 1973 و قيام مصر وسوريا بـ "غزو invasion " إسرائيل بينما الإسرائيليون يصلون احتفالاً بيوم الغفران لكن الجيش الإسرائيلي قاتل "حربه الأفضل من منظور عسكري".
واصل الكتاب تناوله للأحداث التاريخية فأشار إلي اتفاقيتي فض الاشتباك الأولي والثانية مع مصر في يناير 1974 وسبتمبر 1975. ثم جاء الحديث بعد ذلك عن ما أسماه الكتاب بـ" الإرهاب الفلسطيني" خلال الفترة 1967 – 1976 خاصة بعد ظهور منظمة التحرير الفلسطينية و زعيمها الجديد ياسر عرفات. ثم زيارة الرئيس السادات في نوفمبر 1977 وما مثله ذلك من اعتراف أكبر دولة عربية بإسرائيل . ثم اتفاقيات كامب ديفيد في سبتمبر 1978.
يمضي الكتاب فيشير إلى "عملية سلام الجليل" في يونيو عام 1982 ويقصد بها غزو لبنان من أجل "تطهيرها" من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، و الغزو العراقي للكويت وبقاء إسرائيل بعيداً وعدم الرد على بعض الصواريخ العراقية. ثم الانتفاضة الأولى 1987- 1992 التي اندلعت بسبب "حادث سيارة في غزة بين شاحنة إسرائيلية وسيارة فلسطينية"، واتفاقيات أوسلو الأولى في سبتمبر 1993 حيث عملت إسرائيل من أجل السلام فانسحبت من غزة وأريحا ووقعت اتفاقية وادي عربة في نوفمبر 1994 مع الأردن ثم اتفاقية أوسلو الثانية في سبتمبر 1995وصولاً إلي كامب ديفيد في يوليو 2000 و"العرض المدهش" الإسرائيلي الذي رفضه عرفات. وانتفاضة الأقصى أو حرب أوسلو التي كانت " حرب إرهاب منظمة ضد الإسرائيليين شملت في الغالب القيام بعمليات انتحارية، وإطلاق النار".وأخيراً وصل الكتاب إلي محطة"التحرر من غزة" وذكر سبعة أسباب دفعت إلى اتخاذ قرار الانسحاب