[center]كتبتك في ذاكرتي بحبر قاتم وأخفيت صفحتك الرديئة في كتاب صمتي
فقد كنت جرحا من جروح الوعد الردىء التي من الصعب أن تندمل، وكنت يتيمة فقيرة شردها زمان أمثالك حينا من الزمن
كان الوقت قاسي الملامح قارص الرياح، وكان المكان قحطا جدبا حين كانت واحتك هي الملجأ الوحيد في قلب صحراء حاجتي.
الا انك كنت أقسى من الصحراء وأجف من القحط، وان اتقنت عرض نوافير المياه امام عيون المخدوعين بك ممن أغرتهم واحتك
فتسابقوا بادلاء أصواتهم لصالح قامة نخيلك الفارع.
ها أنذا اليوم أقرأ خبر نعيك على صفحات الجرائد، وأشاهد صورتك القناعية بالحجم الكبير، فلا ينتابني الحزن عليك، وأسخر في سري
من مناقبك الحميدة. وما قدمته من خدمات جليلة للصالح العام، وقد ذكرتها الجرائد بالألوان الزاهية، بينما ذكراك بداخلي قاتمة كسماء خريف
مشحونة بالدموع. ها هي الجرائد والاذاعة المحلية ترثيك كرجل عظيم قدم في حياته نجاحا تلو نجاح، وساهم في نهوض المدينة التي ستذكره
الى الأبد وستخلد ذكراه لا محالة بشارع أو حديقة أو معلم يحمل أسمه. أما أنا فقد خلدتك في عفن طعنة لا تنسى، وان كنت لم أبح يوما
لأحد بقصة خساستك المدونة في سطور أيامي، ولا كشفت تقاطيع وجهك الآخر المخيفة خلف قناع متقن التزييف.
ها أنت اليوم جثة هامدة في قبر دامس، ينهش النمل والدود كل اقنعتك فلا يبقى ولا يذر، وها هي ذكراك التي علاها الصدأ والعفن في مخيلتي
تواصل خداعها على صفحات التأبين والرثاء والتعزية.
يرونك عظيما وأراك خسيسا، فمن منا يا ترى على صواب؟
تود أصابعي لو تمزق الجرائد، يود صوتي لو يصرخ بالحقيقة.......
أتسائل بيني وبين صمتي:
كم عظيم مزيف مثلك أجاد ارتداء القناع تحت الأضواء الباهرة، وكم من حقيقة أبتلعها صمت القبر دون أن يعرفها أحد؟[/center]
فقد كنت جرحا من جروح الوعد الردىء التي من الصعب أن تندمل، وكنت يتيمة فقيرة شردها زمان أمثالك حينا من الزمن
كان الوقت قاسي الملامح قارص الرياح، وكان المكان قحطا جدبا حين كانت واحتك هي الملجأ الوحيد في قلب صحراء حاجتي.
الا انك كنت أقسى من الصحراء وأجف من القحط، وان اتقنت عرض نوافير المياه امام عيون المخدوعين بك ممن أغرتهم واحتك
فتسابقوا بادلاء أصواتهم لصالح قامة نخيلك الفارع.
ها أنذا اليوم أقرأ خبر نعيك على صفحات الجرائد، وأشاهد صورتك القناعية بالحجم الكبير، فلا ينتابني الحزن عليك، وأسخر في سري
من مناقبك الحميدة. وما قدمته من خدمات جليلة للصالح العام، وقد ذكرتها الجرائد بالألوان الزاهية، بينما ذكراك بداخلي قاتمة كسماء خريف
مشحونة بالدموع. ها هي الجرائد والاذاعة المحلية ترثيك كرجل عظيم قدم في حياته نجاحا تلو نجاح، وساهم في نهوض المدينة التي ستذكره
الى الأبد وستخلد ذكراه لا محالة بشارع أو حديقة أو معلم يحمل أسمه. أما أنا فقد خلدتك في عفن طعنة لا تنسى، وان كنت لم أبح يوما
لأحد بقصة خساستك المدونة في سطور أيامي، ولا كشفت تقاطيع وجهك الآخر المخيفة خلف قناع متقن التزييف.
ها أنت اليوم جثة هامدة في قبر دامس، ينهش النمل والدود كل اقنعتك فلا يبقى ولا يذر، وها هي ذكراك التي علاها الصدأ والعفن في مخيلتي
تواصل خداعها على صفحات التأبين والرثاء والتعزية.
يرونك عظيما وأراك خسيسا، فمن منا يا ترى على صواب؟
تود أصابعي لو تمزق الجرائد، يود صوتي لو يصرخ بالحقيقة.......
أتسائل بيني وبين صمتي:
كم عظيم مزيف مثلك أجاد ارتداء القناع تحت الأضواء الباهرة، وكم من حقيقة أبتلعها صمت القبر دون أن يعرفها أحد؟[/center]
عدل سابقا من قبل رند في الأحد أغسطس 31, 2008 4:45 pm عدل 1 مرات