الرئيسية
دعا الناشطون السياسيون من الجناح الليبرالي واليساري في مصر إلى إضراب عام يوم غد الأحد للاحتجاج على الأسعار المرتفعة للسلع الغذائية في البلاد.
كما باركت الدعوة إلى الإضراب جماعة "الإخوان المسلمون"، وهي أكبر قوة معارضة في مصر.
إلا أن محاولات للقيام بإضراب مماثل الشهر الماضي استجابة ضعيفة من قبل الشارع المصري.
فقد شهدت مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية الشهر الماضي اشتباكات استمرت يومين بين شرطة الشغب من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى، وذلك بعد أن منعت قوات الأمن عمال النسيج من تنفيذ إضرابهم العمالي الذي كانوا يخططون للقيام به بشكل منفصل.
امتصاص النقمة
وتأتي أخبار الإضراب الجديد يوم غد في أعقاب قرار الرئيس حسني مبارك بزيادة رواتب العاملين في القطاع العام بنسبة 30 بالمائة، وذلك في مسعى منه لامتصاص النقمة التي فاقمتها موجة الاستياء الناجمة عن الأزمة الاقتصادية في البلاد.
لو سمحنا لأنفسنا بأن نخشاهم (المسؤولين)، فلن نفعل شيئاً. وسأعتبر نفسي عندئذ شريكا بالجرائم التي تقع في مصر
أحمد ماهر، مهندس مصري يدعو للإضراب يوم غد الأحد
وعلى الرغم من الإعلان عن تلك الزيادة، يصر الناشطون على أن الحكومة لا تفعل ما هو كاف لمساعدة المواطنين للتغلب على أعباء المعيشة وارتفاع الأسعار التي تقض مضاجع المصريين.
يقول أحمد ماهر، وهو المهندس الشاب الذي أطلق الدعوة للإضراب يوم الأحد: "نريد أن نوقف رجال الأعمال في الحزب الحاكم من التحكم بتكاليف السلع. نحن نريد أيضا العدالة الاجتماعية، فالحكومة تحتاج إلى أن تمارس نفوذا لضبط الأسعار."
دور "فيسبوك"
ويستخدم ماهر موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت للترويج لدعوته. وقد تحدث لـ بي بي سي عبر الهاتف لأنه يخشى الاعتقال، كما قال. فهناك ناشطان يقبعان الآن في السجن بعد أن كانا قد قاما بالترويج للإضراب عبر الإنترنت الشهر الماضي.
يقول ماهر: "لقد اتصل بي العديد من ضباط أمن الدولة، وقاموا أحيانا بتهديدي، بينما طلبوا إلي في أحيان أخرى مجرد أن آتي إليهم لندردش (نتحدث) معا."
ويتابع قائلا: "لو سمحنا لأنفسنا بأن نخشاهم (المسؤولين)، فلن نفعل شيئاً. وسأعتبر نفسي عندئذ شريكا بالجرائم التي تقع في مصر."
أتابع ساعة بساعة الأنباء المتعلقة بإنتاج الخبز وزياد الأسعار وهموم وأعباء الأسر المصرية، بشكل عام، والفقراء وذوي الدخل المحدود، على وجه الخصوص
الرئيس المصري حسني مبارك
وكانت أسعار الغذاء في مصر قد ارتفعت بشكل حاد جدا خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ ارتفعت أسعار السلع الأساسية إلى الضعف تقريبا.
خط الفقر
ويعيش الآن 40 بالمائة من المصريين تحت خط الفقر، أو فوقه بقليل، أي أنهم ينفقون دولارين أمريكيين اثنين فقط في اليوم. وهكذا أصبح شظف العيش أكثر قساوة بالنسبة إلى شريحة واسعة من السكان.
تقول هالة بدوي، وهي ربة منزل تقطن في إحدى الضواحي الفقيرة للعاصمة القاهرة: "كنا معتادين على أكل اللحوم أو الفراخ (الدجاج) مرتين في الأسبوع، إلا أننا نفعل ذلك الآن مرة واحدة فقط في الأسبوع."
وتضيف: "لو خرجنا إلى المظاهرة، فلربما قاموا (المسؤولون الحكوميون) بتخفيض الأسعار. إلا أن الناس جبناء وخائفون. يقولون إن هذا ليس من شأني، حتى وإن أثر علينا ارتفاع الأسعار جميعا."
زيادة الرواتب ما هو واضح هو أن السلطات تقوم، سواء كان ذلك بالوسائل الأمنية أو السياسية، بمنع أي مبادرة من قبل الشعب
مديحة دودس، أستاذة جامعية وناشطة مصرية
قد يكون إعلان مبارك في خطابة بعيد العمال في الأول من الشهر الجاري زيادة رواتب العاملين في القطاع الحكومي يرمي للسيطرة على الغليان الشعبي والغضب بسبب زيادة الأسعار.
فقد قال مبارك في خطابه: "أتابع ساعة بساعة الأنباء المتعلقة بإنتاج الخبز وزياد الأسعار وهموم وأعباء الأسر المصرية، بشكل عام، والفقراء وذوي الدخل المحدود، على وجه الخصوص."
وذكر مبارك في خطابه أنه وجه الوزراء المعنيين بالنظر بإمكانية زيادة كميات المواد الغذائية المدعومة المقدمة لأولئك المدرجين على قائمة مستحقي الغذاء المدعوم من قبل الدولة، وقد أضافت الحكومة إليها مؤخرا 15 مليون إسم جديد.
صدمة
وكان المصريون قد صُدموا بأنباء أحداث الشغب التي شهدتها المحلة الكبرى الشهر الماضي، وتحرص السلطات على التأكيد على عدم تكرار مثل تلك الأحداث.
وفوق ذلك كله، لا تريد السلطات أن تستغل المعارضة عامل السخط الشعبي، سواء كانت تلك المعارضة ممثلة بالإسلاميين أم بغيرهم.
كانت مصر من بين العديد من البلدان التي تأثرت بشدة بأزمة ارتفاع أسعار الغذاء في العالم مؤخرا
وقد بلغ الأمر بحذر السلطات إلى حد أن الشرطة أوقفت مجموعة من الناشطين من أساتذة الجامعات لمدة أربع ساعات وردتهم على أعقابهم إلى القاهرة عندما كانوا في طريقهم لعيادة الذين أُصيبوا في أحداث المحلة الشهر الماضي.
إجهاض المبادرة
تقول مديحة دودس، وهي أستاذة جامعية كانت ضمن فريق الناشطين المذكور: "ما هو واضح هو أن السلطات تقوم، سواء كان ذلك بالوسائل الأمنية أو السياسية، بمنع أي مبادرة من قبل الشعب."
وتضيف: "أعتقد أنهم يشعرون بعصبية وهيجان أكثر حتى إذا رأوا أن الناشطين السياسيين يقتربون من الشعب الذي له مطالب اجتماعية كالموظفين."
سقف التوقعات منخفض هنا بشأن قدرة الإضراب العام يوم غد الأحد على شل الحياة في مصر.
إلا أنه من شأن الظروف الإقتصادية القاسية ووجود الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) كوسيلة بين أيدي المعارضين والناشطين أن يجعلا الحكومة المصرية تشعر بالقلق من أنهم سينجحون في مسعاهم ذات يوم."
كما باركت الدعوة إلى الإضراب جماعة "الإخوان المسلمون"، وهي أكبر قوة معارضة في مصر.
إلا أن محاولات للقيام بإضراب مماثل الشهر الماضي استجابة ضعيفة من قبل الشارع المصري.
فقد شهدت مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية الشهر الماضي اشتباكات استمرت يومين بين شرطة الشغب من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى، وذلك بعد أن منعت قوات الأمن عمال النسيج من تنفيذ إضرابهم العمالي الذي كانوا يخططون للقيام به بشكل منفصل.
امتصاص النقمة
وتأتي أخبار الإضراب الجديد يوم غد في أعقاب قرار الرئيس حسني مبارك بزيادة رواتب العاملين في القطاع العام بنسبة 30 بالمائة، وذلك في مسعى منه لامتصاص النقمة التي فاقمتها موجة الاستياء الناجمة عن الأزمة الاقتصادية في البلاد.
لو سمحنا لأنفسنا بأن نخشاهم (المسؤولين)، فلن نفعل شيئاً. وسأعتبر نفسي عندئذ شريكا بالجرائم التي تقع في مصر
أحمد ماهر، مهندس مصري يدعو للإضراب يوم غد الأحد
وعلى الرغم من الإعلان عن تلك الزيادة، يصر الناشطون على أن الحكومة لا تفعل ما هو كاف لمساعدة المواطنين للتغلب على أعباء المعيشة وارتفاع الأسعار التي تقض مضاجع المصريين.
يقول أحمد ماهر، وهو المهندس الشاب الذي أطلق الدعوة للإضراب يوم الأحد: "نريد أن نوقف رجال الأعمال في الحزب الحاكم من التحكم بتكاليف السلع. نحن نريد أيضا العدالة الاجتماعية، فالحكومة تحتاج إلى أن تمارس نفوذا لضبط الأسعار."
دور "فيسبوك"
ويستخدم ماهر موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت للترويج لدعوته. وقد تحدث لـ بي بي سي عبر الهاتف لأنه يخشى الاعتقال، كما قال. فهناك ناشطان يقبعان الآن في السجن بعد أن كانا قد قاما بالترويج للإضراب عبر الإنترنت الشهر الماضي.
يقول ماهر: "لقد اتصل بي العديد من ضباط أمن الدولة، وقاموا أحيانا بتهديدي، بينما طلبوا إلي في أحيان أخرى مجرد أن آتي إليهم لندردش (نتحدث) معا."
ويتابع قائلا: "لو سمحنا لأنفسنا بأن نخشاهم (المسؤولين)، فلن نفعل شيئاً. وسأعتبر نفسي عندئذ شريكا بالجرائم التي تقع في مصر."
أتابع ساعة بساعة الأنباء المتعلقة بإنتاج الخبز وزياد الأسعار وهموم وأعباء الأسر المصرية، بشكل عام، والفقراء وذوي الدخل المحدود، على وجه الخصوص
الرئيس المصري حسني مبارك
وكانت أسعار الغذاء في مصر قد ارتفعت بشكل حاد جدا خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ ارتفعت أسعار السلع الأساسية إلى الضعف تقريبا.
خط الفقر
ويعيش الآن 40 بالمائة من المصريين تحت خط الفقر، أو فوقه بقليل، أي أنهم ينفقون دولارين أمريكيين اثنين فقط في اليوم. وهكذا أصبح شظف العيش أكثر قساوة بالنسبة إلى شريحة واسعة من السكان.
تقول هالة بدوي، وهي ربة منزل تقطن في إحدى الضواحي الفقيرة للعاصمة القاهرة: "كنا معتادين على أكل اللحوم أو الفراخ (الدجاج) مرتين في الأسبوع، إلا أننا نفعل ذلك الآن مرة واحدة فقط في الأسبوع."
وتضيف: "لو خرجنا إلى المظاهرة، فلربما قاموا (المسؤولون الحكوميون) بتخفيض الأسعار. إلا أن الناس جبناء وخائفون. يقولون إن هذا ليس من شأني، حتى وإن أثر علينا ارتفاع الأسعار جميعا."
زيادة الرواتب ما هو واضح هو أن السلطات تقوم، سواء كان ذلك بالوسائل الأمنية أو السياسية، بمنع أي مبادرة من قبل الشعب
مديحة دودس، أستاذة جامعية وناشطة مصرية
قد يكون إعلان مبارك في خطابة بعيد العمال في الأول من الشهر الجاري زيادة رواتب العاملين في القطاع الحكومي يرمي للسيطرة على الغليان الشعبي والغضب بسبب زيادة الأسعار.
فقد قال مبارك في خطابه: "أتابع ساعة بساعة الأنباء المتعلقة بإنتاج الخبز وزياد الأسعار وهموم وأعباء الأسر المصرية، بشكل عام، والفقراء وذوي الدخل المحدود، على وجه الخصوص."
وذكر مبارك في خطابه أنه وجه الوزراء المعنيين بالنظر بإمكانية زيادة كميات المواد الغذائية المدعومة المقدمة لأولئك المدرجين على قائمة مستحقي الغذاء المدعوم من قبل الدولة، وقد أضافت الحكومة إليها مؤخرا 15 مليون إسم جديد.
صدمة
وكان المصريون قد صُدموا بأنباء أحداث الشغب التي شهدتها المحلة الكبرى الشهر الماضي، وتحرص السلطات على التأكيد على عدم تكرار مثل تلك الأحداث.
وفوق ذلك كله، لا تريد السلطات أن تستغل المعارضة عامل السخط الشعبي، سواء كانت تلك المعارضة ممثلة بالإسلاميين أم بغيرهم.
كانت مصر من بين العديد من البلدان التي تأثرت بشدة بأزمة ارتفاع أسعار الغذاء في العالم مؤخرا
وقد بلغ الأمر بحذر السلطات إلى حد أن الشرطة أوقفت مجموعة من الناشطين من أساتذة الجامعات لمدة أربع ساعات وردتهم على أعقابهم إلى القاهرة عندما كانوا في طريقهم لعيادة الذين أُصيبوا في أحداث المحلة الشهر الماضي.
إجهاض المبادرة
تقول مديحة دودس، وهي أستاذة جامعية كانت ضمن فريق الناشطين المذكور: "ما هو واضح هو أن السلطات تقوم، سواء كان ذلك بالوسائل الأمنية أو السياسية، بمنع أي مبادرة من قبل الشعب."
وتضيف: "أعتقد أنهم يشعرون بعصبية وهيجان أكثر حتى إذا رأوا أن الناشطين السياسيين يقتربون من الشعب الذي له مطالب اجتماعية كالموظفين."
سقف التوقعات منخفض هنا بشأن قدرة الإضراب العام يوم غد الأحد على شل الحياة في مصر.
إلا أنه من شأن الظروف الإقتصادية القاسية ووجود الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) كوسيلة بين أيدي المعارضين والناشطين أن يجعلا الحكومة المصرية تشعر بالقلق من أنهم سينجحون في مسعاهم ذات يوم."
