طا طا طا

أحيانا يبدأ الكاتب منا ــ على أساس أنني من فصيلة الكُتَّاب ــ مقالته بعبارة خالدة هي ... مما لاشك فيه ... ويوجد نوع من الكُتّاب ـ وهم من فصيلة المحللين السياسيين ــ يبدأ مقالته بكلمة .. لاريب .. أما النوع الكلاسيكي فيبدأ مقالته بعبارة موغلة في القدم ( بكسر القاف وفتح الدال ) هي عبارة .. في الواقع... أما المحامي فيبدأ مذكرة دفاعه بعبارة .... حضرات المستشارين المتهم بريء ــ هذا إذا كان موكلا من قبل المتهم .. أو المتهم ذئب زنيم ومجرم أثيم ــ هذا إذا كان موكلا من قبل المجني عليه ــ .. والمحاسب يبدأ كتابة الميزانية العمومية بعبارة ... ميزانية مقدمة للضرائب ( وهي غير الميزانية التي يتم تقديمها للشركاء ) ... أما الطبيب فيبدأ كتابة تقريره الطبي بعبارة ... حالة ميئوس منها وتحتاج إلى علاج في الخارج على نفقة الدولة ( إذا كان المريض فنان أو رياضي أو رجل أعمال ) أو عبارة ... حالة ميئوس منها وتحتاج إلى ترتيب إجراءات الدفن في مقابر الخفير ( هذا إذا كان المواطن من محدودي أو مهدودي الدخل ) أما الفنان القدير الذي يختم حياته الفنية كمدير لمهرجان السينما فيكتب عبارة ... سيداتي آنساتي سيداتي أنا المدييير رجاء الدخول للمهرجان بالملابس الرسمية .... أما الممثلة المعتزلة سنية حنكش فتبدأ كتابة مذكراتها بعبارة ... نشأت في قصر بابا الباشا وترعرعت في العزبة وتعلمت في جامعة أكسفورد ــ طبعا جامعة أكسفورد التي تقع في منتصف شارع الهرم ــ إلا أن الفنان عادل إمام يكتب يوميا عبارة .. أنا الزعيم وقد خلقني الله لكي أحارب الإرهاب ولن نورث بعد اليوم ثكلتك أمك يابن حلزة ... أما وزير الداخلية ــ من هنا سندخل للسياسة ــ فيبدأ الكتابة الصباحية بعبارة تاريخية هي عبارة .... يحرر لهذا المواطن قرار إعتقال ثم نتحرى بعد ذلك لنعرف سبب الإعتقال ... أو عبارة .. يتم التنصت على تليفونات المواطنين والخائف لايتكلم !! لكن الحاج محمود مجاهد الإخواني العتيق وعضو مجلس الشعب فيكتب ... أكلنا عند الرئيس في طعام الإفطار حاجات صغيورة محشية حاجات مدورة طعمها جميل ... لكن الدكتور زكريا عزمي يسارع إلى تكذيب الرجل فيكتب ... لاتصدقوه لقد أكلوا حاجات طويلة محشية حاجات أطول ... أما الدكتور فتحي سرور فيبدأ يومه بكتابة كلمة واحدة هي .... مواااافقون ... ( وهو حريص على مد الألف من باب تأكيد الموافقة ) ثم يسأل بعد ذلك سكرتيره الخاص قائلا : هو إحنا وافقنا على إيه ؟ أما وزير الصحة فيبدأ يومه بكتابة عبارة يلقيها دائما أمام المواطنين أثناء جولاته هي عبارة : إزي الصحة ؟ إزي الحال ؟ طبعا فل وعال العال .. ( ثم يبدأ بعدها في بيع وخصخصة وزارة الصحة ) أما وزير المالية فيبدأ يومه بكتابة عبارة .... يتم بيع المواطن المصري بالمزاد العلني ثم يتم توريد ضريبة المبيعات لمصلحة الضرائب ولمصلحة السجون ... ثم يشرع الوزير بعد ذلك في بناء فيلته السابعة ... أما وزير الثقافة فيبدأ يومه بكتابة عبارة .... ( نأسف هذه الفقرة ملغاة من المقالة إذ إتضح أن وزير الثقافة لايعرف الكتابة ... هذه ملحوظة من العبد الفقير لله ) ... أما وزير الإعلام فيبدأ يومه بكتابة عبارة ... لجنة السياسات أعظم اللجنات... أما وزير العدل فيبدأ يومه بكتابة عبارة ... يتم إغلاق نادي القضاة وتشريد المعارضين وإحالتهم للصلاحية لكن المستشار محمود الخضيري رئيس نادي القضاة بالأسكندرية يبدأ مقالته بعبارة .. وزير العدل سيأخذ شلوت !! ويبدأ وزير الخارجية يومه بكتابة إيران لها الدور الأكبر في إشعال الفتنة في فلسطين وفي اليوم التالي يكتب إيران لاعلاقة لها بما يحدث في فلسطين ...... أما مرشد الإخوان فيبدأ يومه بكتابة عبارة ... لدينا عشرة آلاف مقاتل ... عفوا ... مائة ألف مقاتل يستطيعون الجهاد في فلسطين ولبنان ... ويكتب أيضا عبارة ....التصريح الذي أدليت به تصريحا كاذبا ولم أقله والصحافة قامت بتحريفه ..أما سامح عاشور نقيب المحامين فيبدأ يومه بكتابة .. انا نقيب المحامين للابد ويارب يوافقوا على تعديل قانون المحاماة كي أستمر نقيبا كاتما على أنفاس المحامين إلى أن تقوم الساعة .... أما رفعت السعيد فيبدأ يومه بكتابة عبارة الإخوان عملاء وحسن البنا قبض مائتي جنيه من الإنجليز.. أما رئيس الجمهورية فيطلب من سكرتيره أن يكتب يتم إحالة الإخوان المسلمين للمحكمة العسكرية ( لاحظوا أنني لم أذكر ماذا يكتب جمال مبارك في بداية يومه... مكافأة مني لمن يستطيع معرفة هذا المكتوب والمكافأة عبارة عن شيك سيتم صرفه من بنك القاهرة ) أما أنا ذلك العبد الفقير لله الذي جلس يصدع أدمغتكم بهذه المقالة أقول أنني أبدأ كتابة مقالتي بعبارة ( يارب سأقرأ الآية الكريمة ــ فأغشيناهم فهم لايبصرون ــ حتى لايلتفت اللي بالي بالك لهذه المقالة... يارب لقد وضعت في أول المقالة عبارات لا تدل على أنها خرجت من كاتب معارض ثم كتبت بعد ذلك مايدل على معارضتي ... يارب إبعد عيون اللي بالي بالك عني ولاتسلطها عليّ ... باعد بيني وبين سطوتهم كما باعدت بين المشرق والمغرب ... يارب إني لم أتجاوز الخط الأحمر فلاتجعلهم يتجاوزون الخط الأخضر .. فإذا تجاوزت ياعزيزي القارىء فرجاء أن تقف وراء الستار وتنبهني بصوت مرتفع حيث تقول ... طا طا طا طا )