بقلم الدكتور حمزة أبوالفتح حسين قاسم محمد
مسؤول قسم التدريب والدورات العلمية الهيئة العالمية
للإعجاز العلمي في القرآن والسنة مكتب جدة
منذ أن بزغ فجر الرسالة المحمدية وأعداء الإسلام يناصبونها العداء، واستمروا في معاداتها على مر العصور والأزمان إلى يومنا هذا، متبعين في ذلك أساليب عدة، ووسائل مختلفة، باذلين كل ما في وسعهم في سبيل إضعاف هذا الدين، أو تشكيك المسلمين وزعزعة ثقتهم في وصول هذا الدين إلينا سالما من كل شائبة.
ومن أجل تحقيق مآربهم قام فريق منهم بتوجيه سهام الحقد والطعن والتشكيك نحو الصحابة الكرام رضي الله عنه، منادين بـ (( ضرورة إعادة النظر في قواعد علم الجرح والتعديل، ووجوب وضع ضوابط جديدة له بحيث تتماشى مع القواعد المنطقية لأسس البحث العلمي الحديث )).
وهي دعوى الهدف منها هدم وتدمير القواعد والأسس التي بني عليها هذا الدين، وذلك بنسف الإسناد الذي اعتمد عليه في نقل المصادر الأساس للتشريع في الإسلام، والذي يعتبر أحد الخصائص التي تميزت بها أمة الإسلام عن غيرها من الأمم.
وسببها هو: أنه لما تم بيان الأصول والقواعد التي بني عليها علم الجرح والتعديل، تم وضع الضوابط والقيود فيمن يتوجه إليه البحث والنقد من سلسلة إسناد الحديث.
وكان منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، البحث في كافة رجال السند، فإذا وصلوا إلى الصحابة توقفوا عن البحث في أحوالهم، خلافا لغيرهم من الفرق الأخرى كالشيعة والخوارج والمعتزلة الذين أطلقوا ألسنتهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذا فقد كانت الدعوة إلى إعادة النظر في مسألة عدالة الصحابة، من أخطر الدعوات التي أثيرت في أواخر القرن الماضي، ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
ومدار هذه الدعوى المثارة يقوم على: (( التشنيع على علماء الحديث في مسألة الجرح والتعديل ))، بدعوى أن علماء الحديث قد أغفلوا هذا الجانب الرئيس من إسناد الحديث، وهذا الأمر ـ حسب زعمهم ـ يعد تقصيرا خطيرا من قبل علماء الحديث النبوي في العصور المتقدمة، لذا أصبح من اللازم ـ حسب دعواهم ـ تلافي هذا التقصير، وسد هذه الفجوة في مناهج المحدثين.
وقد بُنيت هذه الدعوى على أساس: أن المحدثين قد خالفوا في هذا الجانب ما كان عليه الصحابة من نقد بعضهم بعضا، ومخالفة بعضهم البعض في كثير من المسائل، وتتبع البعض منهم للبعض من أجل التثبت من نص الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحاولت قدر استطاعتي أن أبين حقيقة المراد من هذه الدعوة ومنشأها، وأبرز المنادين بها، والآثار المترتبة عليها في المجتمع الإسلامي المعاصر. مع بيان وجه التوقف في عدالة الصحابة عند سلفنا الصالح رضي الله عنه.
آخذا بعين الاعتبار أنه لا يمكن الحكم على كل من صدر عنه قول فيه شائبة أنه من أعضاء هذه المدرسة. على الرغم من وجود بعض المقولات الصادرة عن بعض الشخصيات من الرموز الإسلامية أدت بفحواها إلى أنها التقت مع العصرانيين في زاوية من الزوايا، أو فكرة من الأفكار، مع أن صاحب المقولة مخالف لهم في كثير من المسائل المطروحة.
تعريف العصرانيين:
نسبة إلى العصرانية: وهو مصطلح دخيل على اللغة العربية، ليس له تعريف في معاجم اللغة العربية الأصيلة. يراد به: مجاراة روح العصر، والتعاطف مع الأفكار، والمواقف والمقاييس الحديثة (1).
مزاعم العصرانيين:
يزعم العصرانيون المنتسبون إلى الإسلام أنهم يريدون التجديد لتنهض الأمة من كبوتها، وأصبح من الضرورة ـ حسب زعمهم ـ أن تعاد كتابة التاريخ الإسلامي والعربي، وذلك من خلال طرح العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتراث، وعرضها في إطار عقلاني تحت مظلة الانتماء إلى التراث الإسلامي(2).
ومن أجل تحقيق مآربهم قاموا بشن حملة شعواء، مدعومة من قبل المستشرقين والجمعيات التبشيرية ضد ثوابت الإسلام، وعلومه المعيارية، كأصول الفقه، وأصول التفسير، وعلوم الحديث. مقدمين لهم كل ما يحتاجونه من رعاية وحماية، وسخروا لهم الإمكانات الهائلة لتمكينهم من بث أفكارهم، ونشر آرائهم بين أبناء المسلمين، كما فعلوا مع محمود أبورية، وطه حسين، وأحمد أمين، والشيخ محمد مصطفى المراغي، وغيرهم.
هجمتهم على الصحابة:
الصحابة رضوان الله عليهم هم حلقة الوصل الرئيسة بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم. وهم الذين اختارهم الله عز وجل لحمل رسالة الإسلام من بعده صلى الله عليه وسلم.
ولما وجدت الثقة بهم من المسلمين، وجهوا سهام الحقد إليهم في محاولة منهم لزعزعة الثقة في نفوس المسلمين تجاههم، بحيث يتسنى لهم بعد ذلك التشكيك والطعن في مصداقية الدين الإسلامي، ومصداقية صحة وصوله إلينا، ومن ثم عدم الثقة بما وصلنا سواء أكان ذلك قرآنا أو سنة.
مسؤول قسم التدريب والدورات العلمية الهيئة العالمية
للإعجاز العلمي في القرآن والسنة مكتب جدة
منذ أن بزغ فجر الرسالة المحمدية وأعداء الإسلام يناصبونها العداء، واستمروا في معاداتها على مر العصور والأزمان إلى يومنا هذا، متبعين في ذلك أساليب عدة، ووسائل مختلفة، باذلين كل ما في وسعهم في سبيل إضعاف هذا الدين، أو تشكيك المسلمين وزعزعة ثقتهم في وصول هذا الدين إلينا سالما من كل شائبة.
ومن أجل تحقيق مآربهم قام فريق منهم بتوجيه سهام الحقد والطعن والتشكيك نحو الصحابة الكرام رضي الله عنه، منادين بـ (( ضرورة إعادة النظر في قواعد علم الجرح والتعديل، ووجوب وضع ضوابط جديدة له بحيث تتماشى مع القواعد المنطقية لأسس البحث العلمي الحديث )).
وهي دعوى الهدف منها هدم وتدمير القواعد والأسس التي بني عليها هذا الدين، وذلك بنسف الإسناد الذي اعتمد عليه في نقل المصادر الأساس للتشريع في الإسلام، والذي يعتبر أحد الخصائص التي تميزت بها أمة الإسلام عن غيرها من الأمم.
وسببها هو: أنه لما تم بيان الأصول والقواعد التي بني عليها علم الجرح والتعديل، تم وضع الضوابط والقيود فيمن يتوجه إليه البحث والنقد من سلسلة إسناد الحديث.
وكان منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، البحث في كافة رجال السند، فإذا وصلوا إلى الصحابة توقفوا عن البحث في أحوالهم، خلافا لغيرهم من الفرق الأخرى كالشيعة والخوارج والمعتزلة الذين أطلقوا ألسنتهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذا فقد كانت الدعوة إلى إعادة النظر في مسألة عدالة الصحابة، من أخطر الدعوات التي أثيرت في أواخر القرن الماضي، ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
ومدار هذه الدعوى المثارة يقوم على: (( التشنيع على علماء الحديث في مسألة الجرح والتعديل ))، بدعوى أن علماء الحديث قد أغفلوا هذا الجانب الرئيس من إسناد الحديث، وهذا الأمر ـ حسب زعمهم ـ يعد تقصيرا خطيرا من قبل علماء الحديث النبوي في العصور المتقدمة، لذا أصبح من اللازم ـ حسب دعواهم ـ تلافي هذا التقصير، وسد هذه الفجوة في مناهج المحدثين.
وقد بُنيت هذه الدعوى على أساس: أن المحدثين قد خالفوا في هذا الجانب ما كان عليه الصحابة من نقد بعضهم بعضا، ومخالفة بعضهم البعض في كثير من المسائل، وتتبع البعض منهم للبعض من أجل التثبت من نص الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحاولت قدر استطاعتي أن أبين حقيقة المراد من هذه الدعوة ومنشأها، وأبرز المنادين بها، والآثار المترتبة عليها في المجتمع الإسلامي المعاصر. مع بيان وجه التوقف في عدالة الصحابة عند سلفنا الصالح رضي الله عنه.
آخذا بعين الاعتبار أنه لا يمكن الحكم على كل من صدر عنه قول فيه شائبة أنه من أعضاء هذه المدرسة. على الرغم من وجود بعض المقولات الصادرة عن بعض الشخصيات من الرموز الإسلامية أدت بفحواها إلى أنها التقت مع العصرانيين في زاوية من الزوايا، أو فكرة من الأفكار، مع أن صاحب المقولة مخالف لهم في كثير من المسائل المطروحة.
تعريف العصرانيين:
نسبة إلى العصرانية: وهو مصطلح دخيل على اللغة العربية، ليس له تعريف في معاجم اللغة العربية الأصيلة. يراد به: مجاراة روح العصر، والتعاطف مع الأفكار، والمواقف والمقاييس الحديثة (1).
مزاعم العصرانيين:
يزعم العصرانيون المنتسبون إلى الإسلام أنهم يريدون التجديد لتنهض الأمة من كبوتها، وأصبح من الضرورة ـ حسب زعمهم ـ أن تعاد كتابة التاريخ الإسلامي والعربي، وذلك من خلال طرح العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتراث، وعرضها في إطار عقلاني تحت مظلة الانتماء إلى التراث الإسلامي(2).
ومن أجل تحقيق مآربهم قاموا بشن حملة شعواء، مدعومة من قبل المستشرقين والجمعيات التبشيرية ضد ثوابت الإسلام، وعلومه المعيارية، كأصول الفقه، وأصول التفسير، وعلوم الحديث. مقدمين لهم كل ما يحتاجونه من رعاية وحماية، وسخروا لهم الإمكانات الهائلة لتمكينهم من بث أفكارهم، ونشر آرائهم بين أبناء المسلمين، كما فعلوا مع محمود أبورية، وطه حسين، وأحمد أمين، والشيخ محمد مصطفى المراغي، وغيرهم.
هجمتهم على الصحابة:
الصحابة رضوان الله عليهم هم حلقة الوصل الرئيسة بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم. وهم الذين اختارهم الله عز وجل لحمل رسالة الإسلام من بعده صلى الله عليه وسلم.
ولما وجدت الثقة بهم من المسلمين، وجهوا سهام الحقد إليهم في محاولة منهم لزعزعة الثقة في نفوس المسلمين تجاههم، بحيث يتسنى لهم بعد ذلك التشكيك والطعن في مصداقية الدين الإسلامي، ومصداقية صحة وصوله إلينا، ومن ثم عدم الثقة بما وصلنا سواء أكان ذلك قرآنا أو سنة.