صدر قبل فترة وجيزة دراسة أعدتها مؤسسة (راند) الأمريكية لصالح سلاح الجو الأمريكي تدرس وتقيم ضعف المقاومة العراقية خلال الحرب الأمريكية ضد العراق، والتي استمرت حوالى ثلاثة أسابيع فقط. ويحاول التقرير تلمس نقاط الضعف في الإستراتيجية التي انتهجتها حكومة صدام حسين في الدفاع عن العراق.
ويرى التقرير أن صدام حسين قد أخطأ في حساباته الإستراتيجية فهو توقع إمكان تفادي المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة، وأنه حتى لو قامت الحرب فإنها ستكون عبارة عن ضربات عسكرية ضد بعض المواقع الإستراتيجية، ولن تتعدى ذلك إلى احتلال كامل لذلك البلد. وأن المواجهة والمقاومة العراقية ستكون كافية للوصول إلى اتفاقية تفاوضية مع الجانب الأمريكي. وهناك أخطاء أخرى في الحسابات العراقية، ولعل من أهمها هو توقع الهجوم عن طريق الغرب أو الشمال، وليس عن طريق الجبهة الجنوبية، وكذلك تموضع القوات العراقية في نقاط بعيدة عن السكان، وخارج المدن الرئيسية، بحيث لا يمكن الدفاع عنها أمام ضربات جوية هائلة. ولكن النقطة الرئيسية التي يتحدث عنها الباحث، هي أن التخوف الرئيسي لصدام كان من الجبهة الداخلية، أكثر من الجبهة الخارجية، ولذلك لم يثق ببقاء القوات داخل المدن للدفاع عنها، والتي كان يمكن أن تجبر القوات الغازية إلى حرب مدن مكلفة في أرواح الجنود الأمريكان. كما لم يكن التخطيط والعمليات ذا طابع مركزي، بل تركت للقادة الميدانيين في الجبهات المختلفة. كذلك فإن الوضع الاجتماعي والحالة النفسية للمقاتلين كانت في أدنى مستوياتها، ولذلك لم يقف المقاتل العراقي ليدافع عن النظام السياسي، الذي كان من المفترض أن يفتديه، مثلما يفتدي وطنه.
لذلك كثرت حالات هروب الجنود والضباط الذين كانت أسلحتهم ومدرعاتهم بحالة يرثى لها، مقارنة بالقوات الغازية، أو بحال القوات العراقية نفسها عام 1991م.
ولذلك غادر الجنود والضباط وحداتهم بشكل شبه جماعي مما أدى إلى انهيار معظم الدفاعات العراقية، ولم يلجأ المدافعون إلى نسف الجسور، وتلغيم الطرق، وإغراق بعض المناطق المنخفضة بالمياه، مثلما فعلوا في حربهم مع إيران خلال فترة الثمانينات.
ويرى التقرير أن القيادة الأمريكية للقوات الغازية سعدت بشكل كبير بانهيار الجيش وتفككه، وكذلك انهيار الكيان الإداري للدولة العراقية. وربما كان الشيء الوحيد الجيد الذي قامت به الحكومة العراقية حينئذ هو توزيع الأسلحة بشكل كبير على جميع المواطنين والجيش الشعبي والفدائيين وغيرهم. وستكون هذه الأسلحة المتوافرة في أيدي المقاومة العراقية هي الوقود الذي قاد هذه المقاومة وعزز قواها خلال الأربع سنوات الماضية. كما أن تسريح أعداد كبيرة من البيروقراطيين دفع بهم إلى أحضان المقاومة الوطنية، مما ضيّق صدر القيادة العسكرية الأمريكية.
وهناك دروس كثيرة مستفادة من تلك الحرب، لعل أهمها تعميق الثقة بين القيادة السياسية والقيادات العسكرية بحيث يمكن تبادل الآراء بما يعود بالنفع على الوضع الإستراتيجي العام، وإن كانت بعض هذه التوصيات ربما لا تتناغم مع الإرادة السياسية. وهذا الدرس ينطبق حقاً على كل من الإدارة العراقية السابقة، والقيادة الأمريكية التي اندفعت بشكل أعمى نحو الحرب.
وهناك دروس أخرى يوردها التقرير، لعل أهمها ربط عناصر المقاومة الشعبية بعناصر المقاومة العسكرية المسلحة، في سبيل تحقيق هدف استراتيجي واحد.
مثل هذه الدراسة جديرة بالتأمل والمقارنة للمهتمين بالدراسات الإستراتيجية، وقانا الله وإياكم من الحروب والملمات.
ويرى التقرير أن صدام حسين قد أخطأ في حساباته الإستراتيجية فهو توقع إمكان تفادي المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة، وأنه حتى لو قامت الحرب فإنها ستكون عبارة عن ضربات عسكرية ضد بعض المواقع الإستراتيجية، ولن تتعدى ذلك إلى احتلال كامل لذلك البلد. وأن المواجهة والمقاومة العراقية ستكون كافية للوصول إلى اتفاقية تفاوضية مع الجانب الأمريكي. وهناك أخطاء أخرى في الحسابات العراقية، ولعل من أهمها هو توقع الهجوم عن طريق الغرب أو الشمال، وليس عن طريق الجبهة الجنوبية، وكذلك تموضع القوات العراقية في نقاط بعيدة عن السكان، وخارج المدن الرئيسية، بحيث لا يمكن الدفاع عنها أمام ضربات جوية هائلة. ولكن النقطة الرئيسية التي يتحدث عنها الباحث، هي أن التخوف الرئيسي لصدام كان من الجبهة الداخلية، أكثر من الجبهة الخارجية، ولذلك لم يثق ببقاء القوات داخل المدن للدفاع عنها، والتي كان يمكن أن تجبر القوات الغازية إلى حرب مدن مكلفة في أرواح الجنود الأمريكان. كما لم يكن التخطيط والعمليات ذا طابع مركزي، بل تركت للقادة الميدانيين في الجبهات المختلفة. كذلك فإن الوضع الاجتماعي والحالة النفسية للمقاتلين كانت في أدنى مستوياتها، ولذلك لم يقف المقاتل العراقي ليدافع عن النظام السياسي، الذي كان من المفترض أن يفتديه، مثلما يفتدي وطنه.
لذلك كثرت حالات هروب الجنود والضباط الذين كانت أسلحتهم ومدرعاتهم بحالة يرثى لها، مقارنة بالقوات الغازية، أو بحال القوات العراقية نفسها عام 1991م.
ولذلك غادر الجنود والضباط وحداتهم بشكل شبه جماعي مما أدى إلى انهيار معظم الدفاعات العراقية، ولم يلجأ المدافعون إلى نسف الجسور، وتلغيم الطرق، وإغراق بعض المناطق المنخفضة بالمياه، مثلما فعلوا في حربهم مع إيران خلال فترة الثمانينات.
ويرى التقرير أن القيادة الأمريكية للقوات الغازية سعدت بشكل كبير بانهيار الجيش وتفككه، وكذلك انهيار الكيان الإداري للدولة العراقية. وربما كان الشيء الوحيد الجيد الذي قامت به الحكومة العراقية حينئذ هو توزيع الأسلحة بشكل كبير على جميع المواطنين والجيش الشعبي والفدائيين وغيرهم. وستكون هذه الأسلحة المتوافرة في أيدي المقاومة العراقية هي الوقود الذي قاد هذه المقاومة وعزز قواها خلال الأربع سنوات الماضية. كما أن تسريح أعداد كبيرة من البيروقراطيين دفع بهم إلى أحضان المقاومة الوطنية، مما ضيّق صدر القيادة العسكرية الأمريكية.
وهناك دروس كثيرة مستفادة من تلك الحرب، لعل أهمها تعميق الثقة بين القيادة السياسية والقيادات العسكرية بحيث يمكن تبادل الآراء بما يعود بالنفع على الوضع الإستراتيجي العام، وإن كانت بعض هذه التوصيات ربما لا تتناغم مع الإرادة السياسية. وهذا الدرس ينطبق حقاً على كل من الإدارة العراقية السابقة، والقيادة الأمريكية التي اندفعت بشكل أعمى نحو الحرب.
وهناك دروس أخرى يوردها التقرير، لعل أهمها ربط عناصر المقاومة الشعبية بعناصر المقاومة العسكرية المسلحة، في سبيل تحقيق هدف استراتيجي واحد.
مثل هذه الدراسة جديرة بالتأمل والمقارنة للمهتمين بالدراسات الإستراتيجية، وقانا الله وإياكم من الحروب والملمات.