في غرف الحوار ( الشات ) يقال ما لا يُرضي الله تعالى .. تُنتهك المحرمات .. يُباح الكثير من المحرمات .. لغة الكذب هي اللغة التي يتعامل بها الأغلب وليس الجميع .. يبحث الفتيان عن الفتيات والفتيات عن الفتيان كما يبحث الأسد عن فريسته .. تغيب الفضيلة .. تُقتل القيم .. الأغلب يبحث عن الخطيئة بما تحملها الكلمة من معاني .. تُذبح المثل والقيم بسكاكين الأقوال البذيئة والأفعال المحرمة .
فلم كل هذا التجاوز ؟! ......... ولم كل هذا الكذب ؟!
ولم كل هذا الخروج عن المألوف ؟! ........
ربها ماذا يحدث ؟! .. إن ما يحدث في هذا الغرف الكثير والكثير ..
إنه الانهماك في الضياع .. في اللاشيء .. في الخطيئة ..في البحث عن الحرام ..
في الخروج عن كل ما هو مقدس وجميل ..
لماذا نسى الجميع قوله تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .
ولكن قبل أن نتكلم عن آداب هذا الشات نحب أن نؤكد : أن الدردشة ليست حرام في ذاتها فمثلها مثل أي مباح حرامها حرام وحلالها حلال .. لأن العبرة في الحكم بالجواز أو عدم الجواز ليست في الوسيلة الناقلة للخطاب .. ولكن في مضمون الخطاب نفسه .. فيمكن استغلالها في الحلال كما يمكن استغلالها في الحرام .. وقد تكون نعمة .. كما قد تكون نقمة .. وإليك أيها الحبيب بعض آداب الشات ، حتى نجتهد أن نتأدب بها :-
· اعلم أن لكل كلمة تقولها أو تكتبها سيسألك ربك عنها .. فاجهتد ألا تخرج كلمة تكون شاهدة عليك يوم القيامة .
· أن يكون الكلام أساساً لسببٍ وحاجة .. وليس لمجرد حب إرضاء الذات لدى الطرفين.
· أن يبتعد الحديث عن كل ما يدعو للفتنة والإثارة والإغراء .
· أن يلتزم الطرفان بآداب الحديث .. فلا تجاوز لا في الألفاظ ولا في التلميحات ولا حتى في الرسومات والعلامات .
· أن لا يطول الحديث بينكما كثيراً .. لأنه سيكون حينها مدعاةً للتطرق لمواضيع ليست مرغوبة أو جيدة .
· إذا شعرت أن هناك بداية ضعف من ناحيتك ولا تستطيع تقويمه .. فتوقَّف على الفور .. وإلا عرَّضّْتَ نفسك لأذى أنت في غنيً عنه .
· أيتها الفتاة :- لا تعطى للشباب مجالا للحديث معك ولا مسايرتك .. وانتبهي لمكرهم لأنهم يدخلون عليك أحيانا بسؤال عن معنى اسمك ربما أو إثارتك بكلمة يجرك في الحديث من ورائها ، وأحسني اختيار الاسم وحاولي أن لا يدل على أنوثتك حتى ترتاحي من المضايقات
· ولا تساهمي أختي الكريمة في إفساد الشباب بكلامك اللين معهم .. فالكثير منهم يتأثر بذلك .
· وانتبهي أختاه لمكر الشباب فربما يدخلون عليك أحيانا بسؤال عن معنى اسمك .. ربما أو إثارتك بكلمة يجرك في الحديث من ورائها .
· احذر الدخول في الغرف المريضة البعيدة عن الأخلاق والقيم الإسلامية .
· لا تكثر الدخول إلى الشات ولا تجعلها عادة لك .
· اجعل الشات أداة إصلاح ودعوة للخير .
· لا تغرك بعض أسماء الغرف التي ظاهرها الاحترام والتقدير وداخلها البلاء والشر المستطير.
· لا تتجاوز الغرف المفيدة المعينة على الخير .
· كن فطناً نبيهاً .. فالمؤمن كيّس فطن .
· لا تغضب والديك بسبه .. فحق الوالدين أعظم من ألف شات .
· إياك وتضيع الصلاة بجلوسك عند الشات .. بل ولا تأخرها عن وقتها .
· لا تجعل من الشات سبباً للمشاكل والمغالطات مع أهلك وبيتك فأنت الخاسر في النهاية .. فالكثير من الشباب والشابات - هداهن الله - ربما أهملن بيوتهن وأعمالهن بسبب العكوف عليها .
· تحرى الصدق في كل أقوالك .
· كن جاد في التناول .. ولا تسترسل في أحاديث لا طائل من ورائها .
· إياك واستخدام الصورة إذا كنت تتحدث مع الجنس الآخر .. فهذا مدخل عظيم من مداخل الشيطان في تزيين الباطل وتهوينه على النفس.
· الاكتفاء بالخط والكتابة دون محادثة شفوية إذا كنت تتحدث مع الجنس الآخر .. وإذا احُتيج إلى المحادثة فيراعى فيها الأمر الرباني ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً ).
· الحرص على الاقتصاد في استخدام موارد البريد الإلكتروني حتى لا تآخى الشيطان قال تعالى : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) .
· توخي الدقة والإيجاز والمباشرة والتجاوز عن الهفوات التي قد يقع فيها الآخرون .
· الابتعاد عن التزوير والخداع .. لأنهما أمران بغيضان يتعارضان مع الدين والأخلاق
· قبل الانخراط في النوادي والملتقيات الموجودة على الإنترنت ينبغي عليك أولاً التحقّق من توجهاتها وأفكارها .
· التعامل بأمانة مع الوثائق الإلكترونية التي قد تصل خطأً إلى صندوقك بريدك الإلكتروني .. وإعادتها إلى مرسليها وعدم استغلال محتوياتها .
· تجنب الدخول في التحاور الإلكتروني الذي لا يربو عن كونه جدلاً بلا غاية .
· احترام حقوق الملكية الفكرية في المواد المُرسلَة عبر البريد الإلكتروني .. لأن الاستيلاء على النتاج العقلي والإنساني سرقة.
· التسامح تجاه الإساءات التي قد تصدر عن الآخرين.
· إن كانت ظروف عملك تقتضى وجودك على الإنترنت ساعات و ساعات فعليك أن تؤدي وتنجز واحبك تجاه وظيفتك على الوجه المطلوب .. لأنها أمانة في عنقه .. فإن إدمان الإنترنت في العمل يؤثر على القدرة في التركيز على الواجب المطلوب .. لأنه كما نعلم تحدث أحيانا أمور من مناقشات أو أحداث أو غيرها تجعل الذهن منشغلا أو تجعل القلب متأثراً .
طهر الله بيوتنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
اخوكم يسرى